العدد 2723 - الخميس 18 فبراير 2010م الموافق 04 ربيع الاول 1431هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

الطفل واحتياجات أخرى

بابتسامته وحماسته والفرحة التي كانت تخط قسمات وجهه، شجعني على أن أمسك بقلمي المتواضع وأخطّ كلمات هذا المقال لصالح الأطفال بالدرجة الأولى.

إنه طفل يبلغ من العمر 9 سنوات، دفعه جنونه بجمال تلك اللحظات لأن يسردها عليّ وكأنه يحكي لي حكاية كالحلم (أو هكذا وصلني شعوره) يقول: أتعلمين ما حصل هذا المساء بالمسجد ؟ لقد كنت جالسا مع مجموعة المصلين وكلهم رجال أي أنهم أكبر مني بكثير. حينها دخل الشيخ وهو (شيخ القرية) وبمجرد أن رآني ابتسم في وجهي، ترك الجميع وتقدم نحوي، ومد يده ليسلم عليّ، هل تصدقين ذلك؟ لقد صافحني قبل الجميع وأنا أصغرهم!

تأملته طويلا ، وغرقت في ابتسامته أكثر، هل شعرتم بما شعرت به؟ هل وصلكم إحساس هذا البرعم الصغير؟

هل تلك حماسة مبالغ فيها؟ بالطبع لا... تلك ردة فعل طبيعية لشعوره وهو طفل بعظمة الاحترام، احترام الآخرين له وإعطائه إحساس بأهمية وجوده بينهم خصوصا إذا كان الآخرون هم من فئة الكبار، وما ذكره هذا الصغير ما هي إلا صورة من صور الاحترام التي يجب أن تكون حاضرة بيننا كحضور الهواء والماء، ولكن مع الأسف إننا نهمل عظمة ذلك وأهمية وجوده وآثاره في الكثير من مجالسنا ومواقفنا، نعم... إننا نتجاهل وجود طفل بيننا ينتظر أن ينظر إليه ليشعر بأهمية وجوده بين الكبار في كل المحافل، ومع ذلك نستمر بتجاهلنا له حتى بنظرة، أو مصافحة، أو ابتسامة.

في بعض المجالس الرجالية منها والنسوية، هناك مشهد يتكرر دائما فالكثير منهم عندما يدخلون إلى مجلس ممتلئ بالكبار والصغار فإنهم يصافحون الكبار ويتجاوزون الصغار على رغم نظراتهم التي تردد: «أنا موجود وأستحق الاحترام»

قد يعتقد البعض بأنه أمر تافه لا أهمية له... لكنه يؤثر وبشكل بالغ الخطورة على البناء النفسي والنمو الاجتماعي، فموقف كهذا يكون باعث على اعتقاد الطفل بأنه حقير ووضيع.

ولكن... دعونا نتعرف على كيفية احترام الطفل وبناء شخصيته، وهو كالتالي:

أولا: الاستماع إليه باهتمام سواء أكان يشكو من شيء أو يحكي حكاية أو يردد أبيات من الشعر فهذا يكون مصدر فخر واعتزاز له.

ثانيا: احترام وجوده ومكانته بين الكبار ومعاملته بنفس المستوى حتى لا يتخلله الشعور ولو للحظة بالانكسار.

ثالثا:عدم توبيخه أمام جمع من الناس أو إفشاء سر من أسراره فذلك من شأنه أن يحط من ثقته بنفسه وبكم.

رابعا :احترام رأيه وخصوصيته.

خامسا: اتباع نظام ( السلوك المتبادل ) أو التوجيه المتبادل والذي يعتبره بعض الأهالي نوع من تشجيع الطفل على عدم الاحترام... في حين أنه عامل أساسي في زرع الثقة في نفس الطفل بطريقة متحضرة، وأعني بالتوجيه المتبادل هو وقوف الآباء على أخطاء الأبناء وتوجيههم وبالعكس، أي أن يكون من الممكن فتح المجال ليكون الابن موجها في بعض المواقف ولا عيب في ذلك.

ولأقرب الصورة أكثر... إليكم هذا المثال: أم توجه طفلها إلى التكلم بهدوء بعيدا عن الصراخ أو الصوت المرتفع، وبعد عشر دقائق من هذا التوجيه، كانت هي تصرخ في وجهه لخطأ ما قد ارتكبه هو... نظر الطفل إلى والدته مبتسما وقال: «ماما... أنتِ أيضا تصرخين».

لم يكن ذلك قلة أدب من الطفل، ولا (طولة لسان)، ولا تعديّا على احترام والدته، إنه يوجهها بطريقة ما لتكون قدوته وأن تلتزم بما تطالب، وأن تحاسب نفسها قبل أن تحاسب الآخرين، فهي تطالبه بالاحترام، إذن عليها أيضا أن تقدم الاحترام...

تلك قاعدة (خذ وهات) التي يفهمها الصغار ويتعاملون بها طوال الوقت وذاك حقهم ولنتذكر دائما: أن الطفل الذي لا يلتمس الاحترام ليس بوسعه أن يبدي احترامه للآخرين وحتى لو كان ذلك في وسعه فإنه سيحجم عنه لأنه أساسا لم يحصل عليه فكيف يعطيه؟

عندما نتكلم عن الاحترام فإننا نتكلم عن الاحترام الصادق وليس الاحترام المصطنع، ولكن مع الأسف هناك شريحة كبيرة من الأهالي يقومون بأداء مسرحية تسمى: (الاحترام المصطنع) على أبنائهم متجاهلين مستوى ذكاء الطفل وسعته وقدرته على فهم الأمور على حقيقتها...

نعم... الكثير منهم يحترمون أطفالهم بطريقة مصطنعة يفهمها الصغار وقد تتسبب في أذيتهم وإحباطهم ومعها يفقدون معنى الألفة والمحبة مع آبائهم، ولكن... دعونا نتناول فوائد احترام الطفل لعلنا نتمكن من توضيح الصورة أكثر.

وهي كالتالي :

- بالاحترام يشعر الطفل بالأمن ويدرك أنه ذو قيمة.

- بالاحترام يتعلم الطفل وجوب احترام الآخرين وتقديره لهم.

- احترام الطفل هو أساس الشعور بالقيمة والاعتبار.

- احترام الطفل يكون سببا في فتح باب الثقة بين الطفل ووالديه.

- الاحترام يساعد الطفل في انسجامه الفردي واندماجه الاجتماعي.

الرسول (ص) عرف بحبه للأطفال وكان من أخلاقه أن يسلم على الأطفال عندما يصادفهم في الطريق بل كان يلعب مع الأطفال في الأزقة والطرقات أيضا وكان الأطفال يستحسنون ذلك منه ويلتفون حوله.

من هنا... أودّ أن أوجه شكري للشيخ الذي تواضع ومد يده الكريمة ليصافح طفلا صغيرا يختبر الاندماج الاجتماعي لأول مرة... وبذلك يكون قد بث الثقة في نفسه ووجه رسالة خالصة من القلب إلى القلب لطفل لن ينسى أبدا موقفا كهذا وسيبقى عالقا في ذاكرته حتى وإن ظنه البعض أمرا تافها.

وأخيرا: ليس صعبا أن نحترم الأطفال، ولكن الصعب أن لا نتمكن من كسب احترامهم.

نوال الحوطه


مقبرة العشق

 

أتيتكم اليوم وأنا العاشق يا معشر الخطباء

أنا من أذاقتني الدنيا ألوان البلاء

وتعذبت بحبي الذي أخفيته وأسميته حب العناء

ومازلت أحبك يا من تجرعت لك سقما ما له دواء

حبيبي قل لي من يسكن مشاعري وها هي اليوم باتت بالعراء

من يضمني إلى حناياه واعبر بها طرقا جالت بنورها الظلماء

أنا حبيبتك ترفق عليَّ فقد أنهكتني العواطف الفياضة ورب السماء

هي أنا التي أحبت كل ما بك

هي أنا التي هامت بحبها الأرجاء

حبيبي صدري أثكلته الهموم

وكنت اسردها لك دوما بسخاء

عشقي بين يديك

قصيدة رتلتها حروف دمي

فسردتها لكل عاشق وأنا ببكاء

دموعي لم يتوقف سريانها الذي عم الفناء

عروقي تصدعت نوباتها فما عادت دماء

أتذكرني حبيبي؟

أتذكر ما شيدناه من بناء

حب السنين هو بين هامات امتطيناها

بين أحلام وعشنا لحظاتها فأصبنا بالخيلاء

يزهو بك قلبي غرور

فأحكي لكل أصحابي بأن حبيبي فارس البيداء

يسافر مع قلبي وهو عشقي وفي الليل أنام مع دقات قلبه فينسيني دِفؤه كل الأسماء

حبيبي رثيت لحالي بغيابك فأبكيت من بعدك الرثاء

اجر ذيولي فما عاد لي حبيب فما حاجتي لدنيا البقاء

وأغدو بين الثرى رميما فقلبي سكنته مقبرة الفراق

وها هو يناجي من ماتوا بعشقهم وهم أحياء

أنا العشق بداخلي أسطورة دوما يذكرها الشعراء

وخوفي بأن حبي سراب تبدده شمس العراء

فيغدو مسافرا مع الطيور المهاجرة في برد

الشتاء

نبراس الروح


زهيريّات العيسى

 

اِلْبَلْـوَي عُوْدِهْ يُبَهْ وُطَيِّفَتْ لِحْسابْ

وُاْلْظالِمْ اَلله عَلِيْهْ دِنْيِهْ وُيُوْمْ لِحْسابْ

وُحَسْبِي عَلَى مِنْ ظَلَمْ خَلانِي بِحْسابْ

لَفَّقْ عَلَّي تُهَــمْ ضَيَّعْ لِي اِلْحاسْبِهْ

ما يْخافْ مِنْ خالِجِي يَبْلِيْهْ وِيْحاسْبِهْ

قَلْبِي تِحَسَّبْ عَلِيْهْ لِيْلْ وُنَهارْ حاسْبِهْ

اِلْعِيْنْ بِالْعِيْنْ يُبَهْ وِكِـلْ شَي بِحْسابْ

@@@

اِلْصَبْرْ يـا صاحِبِي مـا يِنْتِهِـي حَدِّهْ

وُسيْفْ اِلْقَدَرْ يا فَهِيْمْ مـا يِنْثِلِـمْ حَدِّهْ

وُطِيْرْ اِلْعَيـارَهْ تَـرَى مـا يِنْفِعِكْ حَدِّهْ

مِنْ قالْ حَسْبِي سِلَمْ وَاْلله عَلَى مِنْ جارْ

وُهْمُـوْمْ يا صاحِبِي آشُوْفْ خَلْفُكْ جارْ

آشِيْـرْ عَلِيْكْ يا يُبَهْ تِسْمَعْ نِصِيْحَةْ جارْ

خَلْهـا عَلَى خالِقِـكْ يـا واْصِـلٍ حَدِّهْ

@@@

الْعَبْدْ مالَهْ مَفَرْ وَأمْرْ الله حانْ وُحَلْ

مالَهْ مُطِيْرْ وُرِجِهْ لاشُوْرْ لا مِنْ حَلْ

وُالظُلْمْ فى هَالزِمَنْ نارْ إِشْعِلَتْ بِالحَلْ

اِليُوْمْ جارْ اِلدَهَرْ وُبُكْرَهْ فَرَجْ وِادْراكْ

بَعْدْ اِلْعِسِرْ لَكْ يِسِرْ أَدْرانِى ثُمْ أَدْراكْ

حِلْوْ الصِبا يا مُطَرْ يِرْجَعْ وُلَهْ أَدْراكْ

وُتِنْحَلْ عِقْدَتْ عَسَمْ يِتْغَيََّّّرْ لَكْ اِلحالْ

@@@

الله يِجِيْرِكْ يُبَـهْ يِرْفَـعْ مُقَـدَّرْ حـادْ

يَشْفِي اْلْمَعالِيْـجْ وِيَبْعِدْ كِـلْ شَيٍ حـادْ

راعِـي اِلْنَمِيْمِهْ كُفُرْ وُراعِي اِلْوِشايِهْ حادْ

لَيْوادْ أَهْلْ وُرَبِـعْ مــا بِيْنُهُـمْ حـادِي

إِرْقُـصْ وُغَنْ يـا وِفِي وِاْطْرِبْنا يا حادِي

أَهْـلْ اِلْمُرُوَّهْ مَعَكْ وُرَبْ اِلْسِما اِلْحـادِي

اِلْعِسِرْ بَعْـدَهْ يِسِرْ وِاْلْسِيْفْ طَبْعَهْ حـادْ

@@@

اِلنَذِلْ لُوْ يِنْصِحِـكْ لا تْظِـنْ كَلامِـهْ عَدِلْ

هَلْ شِفْتْ فِي دِنْيِتِـكْ إِبْعِيْرْ جِسْمِـهْ عَدِلْ

بَـذْرْ اِلصُبَـخْ يا وَلَدْ مَيِّتْ وُلُـوْ هُوْ عَدِلْ

لا تَرْضَى راعِي الغَدُرْ يَنْجِزْ لِشَخْصُكْ وَعَدْ

هُوْ واعِـدَكْ بِالوِفـا وُبالغَـدْرْ رَتَّبْ وَعَدْ

بِحْضُوْرْ تِسْمَعْ عَهَدْ وِانْ غِبْتْ خانْ اِلوَعَدْ

هَيْهاتْ راعِي الغَدُرْ يَسْلِكْ طِرِيْـجْ اِلعَدِلْ

@@@

« اِلْواوْ «يا صاحِبِي خَرَّبْ دِيارْ وُجابْ

وِاْلْلِـي مِشى بِاْلْعَدِلْ مالَهْ قَدُرْ وُوْجابْ

إِشْيابْ ذاكْ اِلْعَـوَي لابْنْ اِلْعَدِلْ إِشْجابْ

اِلْحَـقْ نُـوْرْ وُسُفَـرْ مِثْـلْ اِلْقُمَرْ بايِنْ

إِصْبِرْ عَلَى مـا جَرَى لا تْقُوْلْ أَبَدْ بايِنْ

خُبْرِي أَنـا بِكْ غَيُوْرْ مِـنْ قِصِّتِكْ بايِنْ

مالَكْ سُوَى خالِجِكْ لِي مِنْ سَأَلْتَهْ جابْ

@@@

آهْ يا زُمانْ اِلْقَهَـرْ عَلِّيْتْ لَـكْ دُوْنِــي

ذَلِّيْتْ قَدْرْ اِلْوِفِـي ، عَزِّيْتْ مِــنْ دُوْنِي

وَدِّيْتِكُمْ يا رَبِـــعْ لِيْشْ ما تُــوِدُّوْنِي

حَسْرَهْ عَلَى ما مُضَى وُحَسْرَهْ عَلَى حالِي

ظَنِّيْتْ ماي اِلْـوِفا مِنْ نَبْعِكُــمْ حالِـي

مَرْمَرْتُوْ رِيْجِي قَهَرْ عِفْتُوْنِي في اْلْحالِي

هذا زُمانْ اِلْغَدُرْ وِاْلْلاشْ وِاْلْـــدُوْنِي

خليفه العيسى


رثاء على روح علي الحداد

 

غيب الموت زميلنا المحبوب (المرحوم علي محمد الحداد)، ذا الخمسة عشر ربيعا، يوم الأحد المصادف للحادي والثلاثين من يناير الماضي، بعد حادث أليم تعرض له نتيجة تهور سائق مسرع أطلق لعربته العنان من غير أن يكون قادرا على كبح فراملها، ليزهق روحا بريئة، فأثار الحزن في نفوس زملائه ومحبيه الذين صدموا بالخبر المفجع.

عزيزي علي... وأنت ترقد في مثواك بين يدي الباري عز وجل، كم أتذكر اتصالاتي بك في ذلك اليوم الحزين من غير أن أتلقى ردا، وإذ بي أتفاجأ بذلك الاتصال من أحد زملائنا في المدرسة (ثانوية أحمد العمران) ليخبرني بذلك الخبر المفجع (لقد رحل زميلنا المحبوب علي الحداد اثر حادث أليم)!

عزيزي... لم أصدق الخبر فعاودت إدارة رقم هاتفك، ودموعي تسيل على خدي، فلعل الخبر يكون مزحة، وان كان الموت ليس فيه مزحة، وبالفعل لم أتلقَ جوابا، على رغم انك في الأيام السالفة، ومنذ عامين منذ أن تعارفنا، ترد على الهاتف سريعا، وحين لجأت إلى الشبكة العنكبوتية التي تصطاد الحوادث من خلال أحد المواقع، وجدت جسدك مضرجا بالدماء وملتفا بالبردة البيضاء، وحينها فقط عرفت أن الأمانة ردت إلى بارئها.

حبيبي... لم استطع أن أغالب دموعي وأنا أعزي والدك المفجوع فيك، حين قدمني إليه والدي بالقول (هذا زميل علي وصديقه)، وهو بدا متأثرا حينها ودعا إلي بطول العمر، وانك بإذن الله في جنات الخلد، مع آل البيت (ع).

حبيبي ، لقد قصدت المقبرة حيث مثواك الأخير، وتصادف وجود والدك لقراءة الفاتحة، وكان رابط الجأش يحاول أن يغالب دموعه بابتسامة خفيفة، وقال إن اتصالين تلقيتهما بعد عودتك من الامتحان من زميلين للذهاب إلى احد المجمعات التجارية، ولكن الموت كأن أسرع من وصولك.

عزيزي... أتذكر والدموع تسيل على خدي دائما، تلك الأيام الحلوة التي قضيناها معا، منذ أن وطأت رِجلانا مدرسة أحمد العمران، فمنذ الوهلة الأولى اتخذتك صديقا وفيا، وبادلتني نفس المشاعر، وكان الكل يحبك ويحترمك لسمو أخلاقك، وابتسامتك لا تفارق محياك، ولا تبخل على زملائك بالمعلومة والشرح عندما يلجأون إليك خارج الحصة الدراسية، بل كنت وفيا للجميع، وكنت محبوبا من أساتذتك لذكائك، وكنا جميعا نقول بأنك ستكون من أوائل الثانوية العامة حين تصل للمرحلة النهائية من الدراسة فيها.

عزيزي علي... أعلم بأن الموت علينا حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وان حكمة رب العالمين أكبر من أن يدركها البشر، ولكن فقد الأعزاء مثلك يفجع القلب، وأتمنى من الباري أن يلهمنا الصبر، وان يصبر والديك العزيزين وأختك الفاضلة، وأن يحشرك مع الشهداء والصديقين وأهل البيت (ع) الذين كنت مواليا ومحبا لهم.

أيها المرحوم العزيز ثق أن ذكراك ستظل خالدة في قلبي دوما، وأسأل الباري أن يمنحني القوة لزيارة قبرك لقراءة الفاتحة على روحك الطاهرة وذلك قليل في حقك.

صديقك وزميلك المفجوع فيك

مجتبى علي الباشا


من الصعب أن يتحد المجانين

 

(من الصعب أن يتحد المجانين)... هكذا يقول أحد الكتاب ويذكر مثالا على ذلك: قام مدير إحدى المصحات بمرافقة شخصية كبيرة في جولة على أقسام المصحة وعند وصول الضيف في جولته إلى الشرفة المطلة على الجناح الذي يضم أشد المجانين خطرا من ذوي الحالات الصعبة والخطر، وكان يرعاهم جميعا ثلاثة حراس فقط!

لاحظ هذا الضيف هذه الحقيقة فانتابه الذعر والذهول واستدار إلى مدير المصحة قائلا: ألا تخشى أن يتألب هؤلاء المجانين الخطرين على حراسهم؟»

أجاب مدير المصحة بهدوء: «كلا لا أخاف من أمرهم شيئا... فالمجانين لا يمكن أن يتحدوا».

يذكر الكاتب أن هناك درسا بليغا في هذه العبارة ومن الواضح أن الكثيرين منا مروا مرور الكرام على الحكمة المجلجلة منذ القديم التي تقول «إن في الاتحاد قوة» والتي تقول أيضا «في اتحادنا عصبة: نستطيع الوقوف والنهوض. وفي تفرقنا أشتاتا: نسقط جميعا».

أضف إلى ذلك أن كل عاقل يكمل الآخر بوحدة أهدافه وشعوره وفكره ولو اتفقنا على هدف ما بفكر وشعور متقارب سنتحد وسنحقق شيئا ما يوحدنا ويقربنا إلى الهدف المقصود، أما في حال المجانين فهم في حالة صدام وتباعد دائم تولد على اثرها المواجهة والصراع الدائم.

لذلك لم يخشَ هؤلاء الحراس من قيام المجانين بأي عمل خطير قد يؤذيهم في شيء فلا أمل في اتحادهم أبدا... فيمكن أن ترى أحدهم يضرب رأسه بالحائط والآخر يلقي بنفسه على الأرض بقوة! ولكل منهم حالته الخاصة التي تبعده عن الآخر وتشغله بإيذاء نفسه قبل أي أحد!

وحال لصوص خيرات الوطن تشبه كثيرا حال المجانين والتي تحتاج لحبكة ما وأيادي خفية تقوم بالتنفيذ، وأعينٍ تراقب الأوضاع وتفتش عن أبطال العدالة لتلقي القبض عليهم وتضمهم جميعا في سجون متفرقة... وأمثلة بلادنا كثيرة... (ولكم أن تختاروا أبطالها كما تشاءون فهم أكثر مما نتوقع أو نتخيل حتى)... مجانين السرقات قد يوهمون أنفسهم بالاتفاق والوحدة في بادئ الأمر... لكن لنلقي عليهم نظرة من ثقب عدالة محاكمهم المزعومة!

الزعيم: يموت ويحيا من أجل الحصول على كل الخيرات وقد يحتاج إلى أصحاب ضمائر ميتة (أي أنه يبحث عمن يختلف عنه في فكره وهدفه ويشبه كثيرا في حالته الجنونية من أجل سرقة الوطن وقد يتوصل إلى مساعد أول وثانٍ وثالث ورابع إلى ما لا نهاية في ذلك)!

لا عليكم ليس من باب الوحدة حصوله على رفقاء درب في مسير تجزئة الوطن وأكل خيراته... بل من باب المصالح المشتركة، فحين يقترب خطر ما منهم ويكتشفوا ويكتشف الجميع معهم أن لا وحدة تجمعهم أبدا وحينها كل واحد يقوم بتهمة الآخر وضربه من حيث لا يتوقع!

إذا (من الصعب أن يتحد لصوص الأوطان وخيراتها ومن الصعب جدا أن يتوصلوا إلى مآربهم والشعب كله بضمائر حية واقفة في وجوههم تصرخ مطالبة بحقوقها المغيبة في طاولاتهم وخلف جدران مكاتبهم المظلمة... وفي خضم أفلام سرقات البحار السريعة لابد أن نلقي نظرة على صف الضمائر الميتة فلن نجد الوحدة شيئا سوى المصلحة والتي لا تتعدى نهب الوطن وأصحابه، وصرخة واحدة «موحدة» من صف الضمائر الحية ستقلب المعادلة بأكملها!

ومصحة السرقات تضج بمجانينها فضجوا أنتم بضمائركم الحية لأجل الوطن وخيراته وتراثه.

بتول إبراهيم


عيد الحب الإسلامي

 

إن من المسلم به أن المسلمين على اختلاف طوائفهم إخوة في الدين الإسلامي وهو بمثابة البيت الواحد الذي يتوزع فيه الغرف المتعددة، إن شئت الدخول في إحداها فأنت في المنزل نفسه.

فالإسلام هو الجامع الكبير الذي تتعدد فيه المذاهب والمدارس إذ تجمعهم فيه معرفة الله والإجماع على نبوة محمد (ص) ونزول القرآن عليه، وهو الدستور الذي ينبع منه جميع المعارف، مضافا إلى توجه الجميع في أداء الصلاة إلى قبلة المسلمين وهي الكعبة المشرفة.

إذا كان كذلك فعلى ماذا هذا الاختلاف؟

إنما جاء الاختلاف لتكامل الرؤى والأفكار وليس للتنازع، إذا فلنجعل ثقافة الحب تنتشر في صفوفنا الإسلامية بدل الحراب المتفشي في مجتمعاتنا.

إن الحب من أقوى القيم الإلهية، وديننا الإسلامي الحنيف قد حث على ذلك وقد ورد عن نبي الله سليمان أنه قال: «ما من شيء أحلى من المحبة»، وعن الإمام الباقر: «هل الدين إلا الحب»، وعن الإمام الصادق: «سأل داوود سليمان: أي شيءٍ أحلى؟ قال: المحبة، هي روح الله بين عباده.فضحك داود».

ففي ظل التنازع والتراشق باللمز والشتم وما حصل في الأزمنة التي كان لها صدى كبير وشق لعصا المسلمين، شتم العريفي للسيد السيستاني وفي نفس الوقت الذي يشاع فيه عيد الحب عند الغرب ينبري السيستاني إلى استخدام هذه القيمة الإسلامية في وقت يحتاجها المسلمون أكثر من غيرهم حيث قال: «على جميع المؤمنين نشر ثقافة المحبة، والحرص على قول (أنا أحبك) لجميع المؤمنين، حفاظا على الوحدة الإسلامية، وحرصا عليها من محاولة تفريغها وشق صفوفها ودفعها بالتي هي أحسن كما أمرنا الله تعالى».

عيد الحب الإسلامي: مع الأسف الشديد صوّر الغرب لنا الحب فقط في الأمور الجنسية وعلى العكس من ذلك قد يمارس الجنس من دون حب، فالحب أوسع من ذلك فيمارس في حياتنا الطبيعية من إفشاء السلام بين الناس والإيثار بينهم فقد ورد عن الرسول الأكرم (ص) «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، وحب الوالدين لولدهم وحب الولد والديه كلها قيم إسلامية أصيلة.

فما دامت هذه ثقافة الحب هي قيمة إسلامية فما المانع من التعامل بها في تخصيص يوم من أيام السنة كما تستخدم الأعياد الوطنية وأعياد الزواج وغيرها من الأعياد، فاليوم نحن أحوج إليها من ذي قبل فقد استقرت في نفوسنا ثقافة الكره للآخر وأبعدنا الحب من قلوبنا وما هذه الحروب الطائفية والتراشق بالشتم واللمز للآخر إلا هو دليل على ابتعادنا عن الدين الحنيف الذي هو الجامع بيننا على رغم اختلافنا في المذاهب وهو البيت الكبير الذي يجمعنا مع بعضنا البعض.

عيسى محمد العيد

العدد 2723 - الخميس 18 فبراير 2010م الموافق 04 ربيع الاول 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 8:25 م

      رحمك الله يا على الحداد وأطال عمرك يا مجتبى

      مجتبى .... الكلمات الصادقة النابعة من القلوب الحرى تأسر بحروفها الوجدان ....
      مجتبى أطال الله في عمرك وأسكن فقيدك فسيح جناته

    • زائر 4 | 2:25 م

      دوما نحن معكم

      نعم قراءت متميزة
      تمنياتيالكم جميعا بالتوفيق والاستمرارية

    • زائر 3 | 1:39 ص

      كتاباتك تعجبني كما شخصك

      مميزة ومتألقة دوما حبيبتي نواالي يعطيج العافية واشوفج دوم في المقدمة غاليتي

    • زائر 2 | 12:43 ص

      الاخت نوال

      كالعادة اختي ام عمار مواضيعك مميزة جدا
      اعجبني الموضوع كثير السطر الاخير الذي تقولين فية انة ليس صعبا ان نحترم الاطفال ولكن الصعب ان لا نتمكن من كسب احترامهم
      انا مدرسة في روضة والحمد للة استطعت ان اكسب احترامهم وحبهم لي
      بانتظار جديدك اخت نوال ولا تطولين علينا
      بانتظار كتاباتك المميزه
      لا انسى شيخنا الجليل له كل الاحترام والتقدير الذي رسم الابتسامة على وجة الطفل وجعلة يحكي لك القصة وتكتبينها للقراء

    • زائر 1 | 9:51 م

      جهال هالزمن

      مايفيد وياهم هالحجي ولا عندهم إحترام , لسانهم كفايه شطوله وكل ماندلعهم تكرمون زقو علينا

اقرأ ايضاً