المحيط المتجمد الشمالي بحر شاسع تحده روسيا وكندا والنروج والدنمارك (غرينلاند) والولايات المتحدة (ألاسكا). وقد تم استكشافه الى حد ما، لكن إمكاناته المستقبلية الواعدة برسوبيات المعادن والنفط والغاز ليست واضحة بعد. بعضها يقع قرب هذه الدول، ويكشف ذوبان الأصقاع الشمالية المزيد منها ويتيح الوصول اليها بشكل أسهل.
هذه الاحتياطات كانت معروفة منذ عقود، ولا سبيل للوصول إليها تحت الجليد البحري الكثيف. لكن توافر التكنولوجيا الحديثة للتنقيب والاستخراج، وارتفاع الطلب، يعنيان أن السباق البشري جاهز للقتال من أجلها، ما يهدد بتلوث مدمر لبيئة عذراء نظيفة. إن ذوبان المنطقة القطبية الشمالية دليل على الاحتباس الحراري، لكن النتيجة الصافية قد تكون مزيداً من الاستغلال والتغير البيئي وربما الحرب الباردة.
لا يملك أي بلد حصة في القطب الشمالي الجغرافي أو منطقة المحيط المتجمد الشمالي المحيطة به. والـدول القطبية التي تحاذي هذه المناطق تملك منطقة اقتصادية عرضها 200 ميل بحري امتداداً من سواحلها. وقد أنجزت وكالة المسح الجيولوجي الأميركية (USGS) العام 2008 تقييماً لموارد النفط والغاز التقليدية غير المكتشفة في جميع المناطق شمال الدائرة القطبية. وباستعمال تكنولوجيا جيولوجية احتمالية، قدرت وجود مكامن نفط وغاز غير مكتشفة في 33 إقليماً جيولوجياً.
ويشير مجموع التقديرات الوسطية لكل إقليم الى احتمال وجود 90 بليون برميل نفط 47 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي و44 بليون برميل من الغاز الطبيعي السائل غير مكتشفة في المنطقة القطبية، منها نحو 84 في المئة يتوقع وجودها في المناطق الساحلية.
وتستثمر حكومة كندا مئة مليون دولار خلال خمس سنوات (2008 ـ 2013) في برنامج «إعداد خرائط جيولوجية للطاقة والمعادن»، الذي يقدم المعلومات الجيولوجية الضرورية لشركات التنقيب الخاصة من أجل توجيه القرار الاستثماري، وللحكومات من أجل تنوير قرارات استخدامات الأراضي مثل إنشاء الحدائق الوطنية والمناطق المحمية.
احتمالات النزاع بين الشعوب واردة. ومن الأمثلة الحديثة على إمكانات ذلك، نُقل عن وزير خارجية النروج قوله إن الطلعات العسكرية المنتظمة للطيران الروسي قبالة سواحل النروج بررت شراء أربع طائرات مقاتلة جديدة من طراز F-35.
في هذه الأثناء، نقـل عن قائد البحرية الروسية قوله: «ليس مستبعداً أن تحصل في المستقبل إعادة توزيع للقوة، وصولاً الى التدخل المسلح».
ان تنظيف تسرب نفطي أمر مكلف وصعب، كما بيَّن حادث التسرب في المنصة البحرية «ديبووتر» أو حادث «إكسون فالديز». والتوغل عميقاً في المحيط المتجمد الشمالي، مع العواقب المترتبة عليه، سيكون أكثر صعوبة وإثارة للجدل
العدد 3283 - الجمعة 02 سبتمبر 2011م الموافق 03 شوال 1432هـ