استقر سعر خام القياس الأوروبي مزيج «برنت» أمس الخميس (23 فبراير/شباط 2012)، قرب أعلى مستوى له في تسعة أشهر عند نحو 123 دولاراً للبرميل؛ إذ أبطلت المخاوف الناجمة عن تصاعد التوتر بين إيران والغرب أثر القلق من أن تباطؤ الاقتصاد العالمي قد يكبح الطلب على النفط. وأعلن مفتشون نوويون تابعون إلى الأمم المتحدة فشل زيارتهم لإيران في انتكاسة قد تزيد مخاطر المواجهة بين طهران والقوى الغربية. لكن زيادة أكبر من المتوقع في مخزونات الخام في الولايات المتحدة في أعقاب بيانات اقتصادية ضعيفة من الصين وأوروبا دفعت العقود الآجلة للخام الأميركي إلى التراجع.
وبحلول الساعة 0713 (بتوقيت غرينتش) انخفض سعر عقود برنت تسليم أبريل/نيسان المقبل ثمانية سنتات إلى 122.82 دولاراً للبرميل بعد أن صعد أمس الأول الأربعاء (22 فبراير الجاري)، لليوم الثالث على التوالي ليتم تسوية العقد عند 122.90 دولاراً في أعلى مستوى منذ تسعة أشهر.
وهبطت العقود الآجلة للخام الأميركي 13 سنتاً إلى 106.15 دولارات للبرميل. وكان عقد أبريل قد سجَّل عند الاغلاق يوم الأربعاء 106.28 دولارات في أعلى سعر تسوية في تسعة شهور. إلى ذلك، أظهرت بيانات لمعهد البترول الأميركي يوم أمس الأول (الأربعاء) أن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام زادت زيادة حادَّة الأسبوع الماضي مع ارتفاع الواردات وأن مخزونات منتجات التكرير ارتفعت أيضاً على غير المتوقع.
وقال المعهد في تقريره الأسبوعي إن مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة خلال الاسبوع المنتهي في 17 من فبراير زادت 3.6 ملايين برميل مقارنة مع متوسط توقعات المحللين في استطلاع لرويترز بزيادة قدرها 500 الف برميل.
وارتفعت واردات الخام الأميركية 278 ألف برميل يومياً إلى 8.97 ملايين برميل يومياً في الأسبوع. وهبطت المخزونات في مستودع تسليم عقود نايمكس للخام في كوشينغ بولاية أوكلاهوما 344 ألف برميل.
وزادت مخزونات المقطرات التي تشمل زيت التدفئة ووقود الديزل 360 ألف برميل مقارنة مع تنبؤات المحللين بهبوط قدره 1.4 مليون برميل. وأظهر التقرير أن مخزونات البنزين ارتفعت 314 ألف برميل مقارنة مع توقعات المحللين بنقص قدره 100 ألف برميل.
وارتفع معدَّل تشغيل المصافي الأميركية 2.9 نقطة مئوية إلى 86.6 في المئة من طاقتها الإنتاجية.
السعودية تسعى لتوفير إمدادات كافية
قال مساعد وزير النفط السعودي، عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، أمس (الخميس) إن الشاغل الرئيس للمملكة هو توفير إمدادات نفط كافية في السوق العالمية فيما يتطلع كبار المشترين الآسيويين إلى أكبر منتج للنفط في العالم لزيادة الإنتاج لتعويض تراجع الإمدادات من إيران.
وقال مساعد وزير النفط السعودي، خلال زيارة رسمية لنيودلهي، إن فائض الطاقة الإنتاجية للمملكة 2.5 مليون برميل يومياً بينما يبلغ الإنتاج حالياً 9.8 ملايين برميل.
والهند طلبت 100 ألف برميل من النفط السعودي
قال وكيل وزارة النفط الهندية أمس (الخميس) إن الهند طلبت 100 ألف برميل إضافي يومياً من السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم للعام 2012-2013 تعويضاً عن خفض الواردات من إيران. والسعودية هي أكبر مصدِّر للنفط إلى الهند - رابع أكبر مستهلك في العالم - وهي المنتج الوحيد الذي يمتلك فائضاً كبيراً في الطاقة الإنتاجية يمكنه تعويض أي انخفاض في الإمدادات الإيرانية. وعرضت إيران إمدادات نفطية إضافية على المشترين الآسيويين لتحافظ على حصتها السوقية في ظل العقوبات الغربية التي تهدف إلى كبح البرنامج النووي الإيراني. وقالت الهند إنها لن تطبِّق العقوبات لكنها تخطط بالإضافة إلى الصين واليابان إلى خفض واردات النفط الإيرانية بنسبة 10 في المئة على الأقل لأن الإجراءات الأميركية تصعب على المشترين الآسيويين مواصلة التعامل مع الجمهورية الإسلامية
العدد 3457 - الخميس 23 فبراير 2012م الموافق 01 ربيع الثاني 1433هـ