أعرب الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي عنان أمس الأحد (11 مارس/ آذار 2012) عن «تفاؤله» بعد جولة ثانية من المحادثات عقدها مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال عنان، في تصريح صحافي في ختام لقائه الأسد، إن مهمته ستكون «صعبة، لكن علينا أن نتحلى بالأمل، إنني متفائل». وأضاف عنان «أنا متفائل لعدة أسباب، لقد قابلت العديد من السوريين خلال المدة القصيرة التي قضيتها هنا، وغالب السوريين الذين قابلتهم يرغبون بالسلام وبإيقاف العنف». وأعلن عنان أمس أنه قدم للرئيس السوري «سلسلة مقترحات ملموسة سيكون لها انعكاس حقيقي على الأرض».
دمشق، نيويورك - أ ف ب، د ب أ
أعرب الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية، كوفي عنان أمس الأحد (11 مارس/ آذار 2012) عن «تفاؤله» بعد جولة ثانية من المحادثات عقدها مع الرئيس السوري، بشار الأسد.
وقال عنان في تصريح صحافي في ختام لقائه الأسد إن مهمته ستكون «صعبة، لكن علينا أن نتحلى بالأمل، إنني متفائل». وأضاف عنان «إنني متفائل لعدة أسباب، لقد قابلت العديد من السوريين خلال المدة القصيرة التي قضيتها هنا وغالب السوريين الذين قابلتهم يرغبون بالسلام وبإيقاف العنف». وقال أيضاً «إنهم يريدون أن يعيشوا حياتهم»، مشيراً إلى أن «الوضع سيئ للغاية وخطير جداً ولا يمكن لأحد أن يفشل».
وأعلن عنان أمس أنه قدم للرئيس السوري «سلسلة مقترحات ملموسة سيكون لها انعكاس حقيقي على الأرض وستساعد في إطلاق عملية ترمي إلى وضع حد لهذه الأزمة». وأكد أن المحادثات تركزت على ضرورة «وقف فوري لأعمال العنف والقتل والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وحوار».
وأضاف «الرد الواقعي هو (القبول) بالتغيير وتبني إصلاحات تضع الأسس المتينة لسورية ديمقراطية ولمجتمع سلمي ومستقر ومتعدد ومزدهر على قاعدة الحق واحترام حقوق الإنسان». وكان الرئيس السوري أكد أثناء لقائه الأول عنان أمس الأول (السبت) أن سورية «مستعدة لإنجاح أي جهود صادقة لإيجاد حل لما تشهده من أحداث».
كما أكد الأسد لعنان أن «أي حوار سياسي أو عملية سياسية لا يمكن أن تنجح طالما تتواجد مجموعات إرهابية مسلحة تعمل على إشاعة الفوضى وزعزعة استقرار البلاد من خلال استهداف المواطنين من مدنيين وعسكريين وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة».
وجاء هذه المحادثات في وقت أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن اشتباكات عنيفة تدور بين مجموعات منشقة والقوات النظامية السورية التي اقتحمت قرية الجانودية التابعة لجسر الشغور بمحافظة إدلب.
وأوضح المرصد أن مدنياً قتل في إطلاق نار عشوائي من قبل القوات النظامية السورية، كما أسفرت الاشتباكات عن مقتل ثلاثة جنود من القوات النظامية وإعطاب ناقلة جند مدرعة. وأضاف أن القوات بدأت حملة مداهمات واعتقالات. ووفقاً لناشطين، فقد قتل أكثر من 60 من المنشقين في اشتباكات يوم أمس الأول فقط.
في الأثناء، اعتبرت صحيفة «تشرين» الحكومية أمس أن قطر والسعودية تسعيان إلى «إفشال» المساعي لحل الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ منتصف مارس 2011، متهمة قطر بدعم وتمويل «المجموعات الإرهابية المسلحة» و «سفك الدماء» في سورية.
ويصل إلى الرياض، اليوم (الإثنين)، العاهل الأردني عبدالله الثاني في زيارة للمملكة تدوم عدة ساعات يلتقي خلالها مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة وخاصة الوضع في سورية. وقالت مصادر مطلعة إن الجانبين السعودي والأردني سيبحثان خلال اللقاء تطورات الأوضاع في المنطقة خاصة الوضع «المؤلم» في سورية.
في المقابل، طالب وزير الخارجية الألماني، غيدو فسترفيلي والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف بن راشد الزياني بوضع حد فوري لنزيف الدماء في سورية. وعلى هامش زيارة قام بها فسترفيلي لمقر مجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية (الرياض) قال فسترفيلي «كلانا على قناعة بأن من غير الممكن قبول مثل هذا الوضع». من جانبه قال الزياني إن أعمال القتل في سورية أمر مخيف ويجب وقفها بشكل فوري.
في إطار متصل، يجتمع وزراء خارجية الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا اليوم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك للاحتفال رسمياً بـ «الربيع العربي»، لكن موضوع سورية سيتصدر النقاشات التي يتوقع أن تكون محتدمة. وبين وزراء الخارجية الذين سيحضرون الاجتماع في مجلس الأمن الدولي الأميركية، هيلاري كلينتون والروسي سيرغي لافروف إضافة إلى البريطاني، وليام هيغ والفرنسي، آلان جوبيه والألماني غيدو فسترفيلي.
ومنذ بداية الأزمة السورية لم يتوصل الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن الدولي إلى اتفاق على قرار يدين القمع الذي يمارسه النظام خصوصاً بسبب اعتراض روسيا الشديد.
وصرح دبلوماسي رفيع المستوى من بلد عضو في مجلس الأمن أن «الأسد مصمم على عدم التراجع والهوة تتسع بين روسيا والغربيين». وأضاف أن «لقاء عنان في دمشق (مع الأسد) لم يصل إلى شيء. ولا نرى كيف أن هذا الاجتماع (الإثنين) سيؤدي إلى أمر آخر غير خلافات جديدة».
العدد 3474 - الأحد 11 مارس 2012م الموافق 18 ربيع الثاني 1433هـ