العدد 3474 - الأحد 11 مارس 2012م الموافق 18 ربيع الثاني 1433هـ

المعارضة الروسية في وضع صعب بعد تراجع التعبئة في تجمُّع ضد بوتين

متظاهرون يشاركون في مسيرة مناهضة لبوتين في منطقة أربات المركزية في موسكو
متظاهرون يشاركون في مسيرة مناهضة لبوتين في منطقة أربات المركزية في موسكو

يجعل تراجع التعبئة خلال تظاهرة السبت المعارضة الروسية في وضع صعب ويفترض أن يدفع هذا التحالف المتنوع على تطوير استراتيجية مختلفة عن التظاهرات المتكررة لإبقاء الضغط على الرئيس المنتخب، فلاديمير بوتين. واعترف المنظمون بأنفسهم بذلك.

فقد قالوا إن 25 ألف شخص جاؤوا إلى ما كان يفترض أن يكون التجمع الكبير لإدانة عمليات التزوير في الانتخابات التي قام بها رجل روسيا القوي، بينما شارك في تظاهرات في موسكو الشهر الماضي حوالى 120 ألف شخص.

من جهة أخرى، بدأت الحركة تنقسم، إذ غادر القوميون التظاهرة السبت لأنهم لم يتمكنوا من إلقاء كلمة، بينما يستعد فلاديمير بوتين الذي انتخب بأصوات 64 في المئة من الناخبين في الرابع من مارس/ آذار للتمديد لنظامه حتى 2018 على الأقل.

ويرى محللون وصحافيون أن على المعارضين وضع مشروع حقيقي لحماية التعبئة التي جرت في الأشهر الثلاثة الأخيرة بينما كان تنظيم تظاهرات تضم عشرات الآلاف ضد السلطة أمراً لا يمكن تصوره في نوفمبر/ ـشرين الثاني.

وقالت مقدمة البرامج السياسية، كسينيا سوبتشاك في مقابلة مع وكالة «إنترفاكس»: «نعرف كلنا ضد من نقف، وعلينا بعد اليوم أن نقول ماذا نؤيد».

وتابعت ابنة رئيس بلدية سان بطرسبورغ الراحل في التسعينات الذي رعا بوتين سياسياً «بغير ذلك لن يكون لنضالنا أي معنى (...) يجب ألا تهمش المعارضة».

أما الأستاذ في المعهد العالي للاقتصاد في موسكو، يولي نيسنيفيتش فأشار إلى أن أحد أكبر التحديات سيكون مواصلة تعبئة شباب موسكو الذين وصلوا حديثاً إلى الساحة السياسية وزادوا أعداد المحتجين بفضل شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت.

وقال «لاحظت أن جمهور التظاهرات يتقدم في السن والشباب أكثر تحفظاً في مواجهة هذا الشكل من الاحتجاج»، مؤكداً ضرورة «إيجاد وسيلة ليتحرك الشباب ليس فقط على الإنترنت بل وخارج الإنترنت أيضاً».

من جهته، قال الخبير السياسي الذي ساهم في تنظيم بعثات مراقبة للانتخابات، ديمتري أوريشكين «نحتاج إلى شيء آخر، الانتقال إلى النشاط السياسي وتشكيل الأحزاب التي تضعه الاحتجاج في إطار مؤسساتي. لا يمكننا أن نحصل على كل شيء دفعة واحدة».

وتابع «آمل أن تظهر أحزاب جديدة وقادة جدد قبل الخريف».

ومع أن فوز بوتين على الرغم من التعبئة غير المسبوقة لمعارضيه منذ العام 2000، شكل شبه صدمة للبعض، فإن نتيجة الحركة الاحتجاجية التي ولدت من الانتخابات التشريعية المثيرة للجدل في ديسمبر/ كانون الأول ليست سلبية.

وقال كاتب الافتتاحية في صحيفة «فيدوموستي»، ميخائيل فيشمان أن أكبر فوز حققته المعارضة هو أن بوتين لا يملك الغالبية في موسكو (46 في المئة) وهي حالة استثنائية في روسيا حيث نجح جيش من المراقبين في الحد من عمليات التزوير.

وكتب أن «الانتخابات في موسكو نجت من الكرملين»، معتبراً أن «السلطة التي نعرفها منذ عشر سنوات أصيبت في الصميم: العاصمة».

ويرى نيكولاي بتروف من مركز كارنيغي للتحليل أن المعارضين حققوا بعض النجاح. وأضاف أن «الاحتجاجات هزت النظام السياسي (...) النخبة تدرك أن النظام في شكله الحالي غير قابل للاستمرار».

العدد 3474 - الأحد 11 مارس 2012م الموافق 18 ربيع الثاني 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً