أكد نائب رئيس الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني عبدالله عبدالملك، أن جمعيته مستمرة في تنسيق أعمالها مع اللجنة البرلمانية لمناصرة الشعب الفلسطيني وجمعية مناصرة فلسطين وجمعية نساء من أجل القدس لمقاومة التطبيع الذي يسوق له من قبل جهات عديدة، وقال ان جمعيته مستمرة في مطالباتها بإعادة فتح مكتب مقاطعة «إسرائيل» في البحرين، والذي تم إغلاقه رسمياً قبل أعوام. ودعا خلال لقاء مع «الوسط»، إلى دعم مشروعات الجمعية في مساعدة الشعب الفلسطيني، وخصوصاً من خلال مشروع استيراد زيت الزيتون الفلسطيني، منتقداً في الوقت نفسه ما وصفه بـ «التجاهل الرسمي» لنشاطات الجمعية، والعراقيل الرسمية التي تحول دون تقديم الجمعية المزيد من المشروعات التي تصب في دعم الشعب الفلسطيني.
وفيما يأتي نص المقابلة مع عبدالملك:
كيف بدأت الجمعية مشوارها في دعم القضية الفلسطينية؟
- في العام 2000 بدأ النشاط في البحرين لتشكيل الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني، وذلك بعد انعقاد «المؤتمر الخليجي لمقاومة التطبيع» في دولة الكويت، الذي شارك فيه ناشطون من الكويت والإمارات، ومن البحرين رئيس الجمعية الحالي إبراهيم كمال الدين.
وبدأ النشاط بإقامة ندوات في جمعيتي نهضة فتاة البحرين وأوال، ونادي السينما، وكان قانون أمن الدولة ساري المفعول آنذاك، ولذلك كان هناك تخوف من تنظيم ندوات أو تشكيل جمعيات، إلا أن الإصرار على تشكيل الجمعية، والاتصالات المكثفة مع الشخصيات الوطنية والقومية، حقق غرضه، فاستجاب نادي العروبة لطلبنا بأن يكون مقر النادي مقراً مؤقتاً للجمعية، واختير رئيس نادي العروبة - آنذاك - جاسم فخرو أول رئيس للجمعية، وانتخب كمال الدين نائباً للرئيس، وكان اجتماع الجمعية العمومية شاملاً لكل أطياف المجتمع، وهو أكبر دليل على أن القضية الفلسطينية توحد الجميع، وكان التهافت على الانضمام للجمعية بعد إشهارها كبيراً من المواطنين.
وكان مجلس إدارة الجمعية يمثل كل القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني.
وأصبحت الجمعية لاحقاً علماً ورقماً مهماً في مناصرة الشعب الفلسطيني في كل انتفاضاته، فسيرت المسيرات والاعتصامات، وتم إعلان الإضراب عن الطعام قبل أعوام أمام مبنى الأمم المتحدة، تضامناً مع الأسرى والأسيرات في السجون الإسرائيلية.
كما عقدت الجمعية لاحقاً المؤتمر الخليجي الثاني في البحرين، وحضره كوكبة من المناضلين الفلسطينيين، ومناصري القضية الفلسطينية من كل الأقطار العربية.
وخلال المؤتمر، كان هناك حرص على رفع شعار مناصرة القضية الفلسطينية من دون أي تحيز لأي فصيل.
ما هي أولويات عملكم كمجلس إدارة جديد في المرحلة المقبلة؟
- من منطلق دعمنا للمقاومة ومحاربة التطبيع مع العدو الصهيوني ومحاربته اقتصادياً بمقاطعة بضائعه، ومساندة مكاتب المقاطعة العربية للعدو الصهيوني التي أغلقت الواحد تلو الآخر بعد المبادرة العربية للسلام، فإننا نسعى لإعادة تفعيل مكتب مقاطعة «إسرائيل» في البحرين، وهو يأتي على رأس أولوياتنا في مجلس الإدارة الحالي.
فهذا المكتب الذي أنشئ بمرسوم أميري، يأتي انسجاماً مع قرارات جامعة الدول العربية، ولكن للأسف إن غلق هذا المكتب الرسمي تم بقرار شخصي، وتحت حجج واهية، وهي توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية، وهو مبرر غير مقبول بالنسبة لنا.
وإضافة لذلك، فقد خاطبنا في وقت سابق مجلس النواب لإقرار مشروع تجريم التعامل مع العدو الصهيوني، ولأول مرة في تاريخ مجلس النواب يكون هناك إجماع على مشروع ما، ولكننا فوجئنا بأعضاء مجلس الشورى يقبرون هذا المشروع، وهو موقف مستغرب من أعضاء المجلس الوطني.
ولذلك فإننا نجدد مطالباتنا بإعادة طرح المشروع، ونتمنى من مجلس الشورى أن يراعي مشاعرنا كجزء من الأمة العربية، وهذا أقل شيء يمكن أن نقدمه لدعم القضية الفلسطينية.
ما أهمية إعادة فتح مكتب مقاطعة «إسرائيل» في دعم القضية الفلسطينية على أرض الواقع؟
- أهمية إعادة فتح المكتب تكمن في أكثر من جانب، أهمها الأثر المعنوي لنا كشعب بحريني وفلسطيني وعربي، ناهيك عن الأثر المعنوي المعاكس للكيان الصهيوني.
كما أن إعادة فتح المكتب يعطي رسالة للعالم بأن هذا الكيان مرفوض.
وإعادة فتح المكتب، يجب أن يقترن بصدور قانون يجرم التعامل مع الكيان الصهيوني، ويجب أن يكون لنا كبلد ذي سيادة موقفٌ رافض للتعاطي مع هذا الكيان.
وما يؤسف له، أنه في الوقت الذي يتم فيه غلق مكتب المقاطعة في البحرين، نسمع عن وجود «منفذ» لتمرير البضائع الإسرائيلية لداخل البحرين، وحين سألنا أحد المسئولين عن صحة هذا الكلام، رد بأنه لا يستطيع أن ينفي أو يؤكد ذلك، وبجوابه هذا فإننا نجزم بصحة ما سمعنا بهذا الشأن.
هل تعتقد أن ثورات «الربيع العربي» أثرت سلباً على الموقف العربي من القضية الفلسطينية؟
- من الواضح أن انشغال الشعوب، بما فيها ممثلو الجمعيات والأحزاب السياسية، بثورات «الربيع العربي»، أدى إلى استغلال العدو الصهيوني الفرصة، بحيث جعلته يعمل بشكل مكثف لتهويد القدس.
ونحن هنا نرفض مباركة الولايات المتحدة الأميركية لما يحدث في فلسطين، في الوقت الذي تلتزم فيه الدول الأوروبية بالصمت، وهو ما دفع العدو الصهيوني إلى التمادي في تصرفاته.
كما أن المؤتمرات التي تُعقد لمناقشة القضية الفلسطينية، كالمؤتمر الذي عُقد في الدوحة، لا يمكن أن تسهم في حل القضية. ونستغرب في هذا الإطار ما طُرح خلال المؤتمر بالحاجة إلى فتوى دينية تبيح الذهاب للقدس لمن تجاوز عمره الستين عاماً.
وما يؤسف له أنه في الوقت الذي نرى فيه الشعوب متضامنة مع القضية الفلسطينية، نرى أن الأنظمة العربية وعلى مدى الأعوام التي مضت قد خفت اهتمامها بالقضية الفلسطينية، كنتيجة طبيعية لاتفاقية «كامب ديفيد».
ولذلك فإن الفلسطينيين لا يعتمدون في تقرير مصيرهم على الأنظمة العربية، لأن لديهم تجربة طويلة مع هذه الأنظمة، ولذلك فإنهم معتمدون على الشعوب العربية في تحركاتها.
ويمكن القول إن من أهم ثمار «الربيع العربي»، هو التغيير الذي طال النظام المصري، والذي كان متضامناً مع الكيان الصهيوني، وخصوصاً أثناء الحرب على غزة، حين تم إغلاق حدود رفح، وعلى رغم ذلك، فإن الكيان الصهيوني لم يتمكن من اختراق الشعب المصري، في ظل محاولاته منح التسهيلات للمصريين، إلا أنه على سبيل المثال، لم يتمكن من المشاركة في معرض الكتاب السنوي في مصر، على رغم وجود سفارة إسرائيلية في مصر، إلا أن الشعب المصري كان واعياً ورفض التطبيع مع «إسرائيل».
والأمر نفسه بالنسبة للشعب الأردني، الذي مازال ملتزماً بالمقاطعة، وكذلك الشعوب الخليجية والعربية الأخرى.
كيف ترى إسهام الشعب البحريني في دعم القضية الفلسطينية؟
- الشعب البحريني تربى على دعم القضية الفلسطينية، وعلى رغم صغر حجم عدد البحرينيين، إلا أنهم قدموا شهداء في القضية الفلسطينية، بل هناك من حارب إلى جانب الفلسطينيين في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
إضافة إلى ذلك، فإن التبرعات العينية للشعب الفلسطيني، وعلى رغم أنها قلَّت عن سابق عهدها، إلا أنها مازالت مستمرة في الوقت الحالي.
وكجمعية، فإننا نعمل على تقديم الدعم للشعب الفلسطيني، في ظل إمكانياتنا المادية المحدودة، وخصوصاً أننا نفتقر إلى المدخول المادي، وإنما نعتمد على مشاركات أعضاء الجمعية، في ظل القيود المفروضة على جمع التبرعات من قبل المنظمات الأهلية.
هل تعتقد أن الأحداث الأخيرة التي مرت بها البحرين، أثرت على الاهتمام البحريني بالقضية الفلسطينية؟
- الشعب العربي لا البحريني فقط، قلّ اهتمامه بالقضية الفلسطينية، وهذا جانب خطير استغلته «إسرائيل» لتهويد القدس.
ونحن ندعو الشعب البحريني، بمؤسساته الرسمية والأهلية، لإعادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية، لنعيد ارتباط البحرين التاريخي بفلسطين.
هل تتبنون في الجمعية أية مشروعات لتقديم الدعم للشعب الفلسطيني؟
- لدينا مشروع تبنيناه منذ فترة باستيراد زيت الزيتون الفلسطيني من داخل فلسطين، وهو مشروع غير ربحي للجمعية، بدأنا به منذ خمسة أعوام، ويتم مساعدتنا من قبل بعض التجار في بيعه.
وآمل أن يستجيب بقية التجار معنا في تسويق هذا المنتج، الذي يذهب ريعه للمزارعين الفلسطينيين، عبر لجان العمل الزراعية هناك، والتي تقوم بدورها بتوزيع عائد البيع بحسب حصص مشاركة المزارعين.
ونسعى لتبني المزيد من المشروعات التي تسهم ولو بالقليل في دعم الشعب الفلسطيني، ولكن هذه المشروعات تصطدم بالقيود الرسمية والإجراءات المعقدة التي تحول من دون تنفيذ هذه المشروعات.
كيف تصفون التعاطي الرسمي مع جمعيتكم؟
- هناك تجاهل رسمي للجمعية، على رغم كوننا من أول الجمعيات التي عملت في الشأن الفلسطيني.
ونأمل من الحكومة أن تبدي المزيد من الاهتمام بالمؤسسات الأهلية التي تعنى بشأن القضية المركزية، وأن تقطع الطريق أمام من يحاول التطبيع مع الكيان الصهيوني، وخصوصاً في ظل ما نسمعه عن ترتيب لقاءات بين مسئولين بحرينيين وممثلين عن الكيان الصهيوني خارج البحرين.
كما أننا نجدد مطالبتنا بإعادة فتح مكتب مقاطعة «إسرائيل»، وهو مطلب لن نتخلى عنه في الجمعية، جنباً إلى جنب مع مطالباتنا بصدور قانون يجرم التعامل مع العدو الصهيوني.
ونؤكد لإخواننا الفلسطينيين، أننا سنستمر بتضامننا معهم، وأن قضية القدس الشريف ستظل دائماً في قلوب البحرينيين، وهي كلمة من قلب كل بحريني.
العدد 3474 - الأحد 11 مارس 2012م الموافق 18 ربيع الثاني 1433هـ
موفق بأذن الله
كلنا ضد أسرائيل، أعداء الأسلام، ولا نريد أي صلة تربطنا بهم