قبل 3 سنوات، كان تشلسي الإنجليزي في طريقه للتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه ولكن أخطاء التحكيم وخبرة برشلونة أطاحت بالفريق الأزرق من المربع الذهبي للبطولة قبل أن تسنح الفرصة لتشلسي هذا الموسم للثأر من منافسه الكاتالوني الخطير. ويلتقي الفريقان اليوم (الأربعاء) في ذهاب الدور قبل النهائي للبطولة نفسها وعلى الملعب نفسه «ستامفورد بريدج» الذي شهد الإطاحة بفريق تشلسي أمام أنصاره ومشجعيه بفضل أخطاء الحكم وهدف في الثواني الأخيرة من اللقاء.

وانتهت مباراة الذهاب بين الفريقين في العام 2009 بالتعادل السلبي في برشلونة ثم ضاعف لاعب الوسط الغاني مايكل إيسيان من آمال فريقه في التأهل للنهائي بالهدف الذي سجله لأصحاب الأرض في الدقيقة التاسعة من مباراة الإياب بلندن. وذهب تفكير معظم أنصار الفريق اللندني إلى المباراة النهائية على اعتقاد أنها ستجمع بين تشلسي ومانشستر يونايتد للمرة الثانية في لقاء إنجليزي خالص. ولكن الحكم النرويجي توم هينيغ أوفربو الذي أدار لقاء الإياب بدد آما الإنجليز الذين رأوا أنه تغاضى عن احتساب 5 ضربات جزاء لفريقهم في هذه المباراة وإن كان عددا مبالغا فيه.

وشهدت المباراة بالفعل 4 صيحات عالية للمطالبة بضربات جزاء لتشلسي كانت إحداها صحيحة تماما وأخطأ الحكم في عدم احتسابها بينما كانت اثنتان منهما مثيرتين للجدل ولكن الرابعة لم تكن صحيحة على الإطلاق ما يعني أن تشلسي كان يستحق ما بين ضربة و3 ضربات جزاء في هذه المباراة ولكن الحكم لم يحتسب أي منها ليبدد آمال تشلسي في التأهل للنهائي. ولكن الحقيقة أيضا أن الحكم نفسه طرد ظهير أيسر برشلونة اللاعب الفرنسي إيريك أبيدال وربما لم يكن برشلونة سيتحمل كل هذا الضغط على دفاعه في حالة عدم طرد أبيدال. ولم يكن الحكم ظالما ولكنه كان سيئا.

ووصف المدير الفني لتشلسي آنذاك المدرب الهولندي غوس هيدينك أداء الحكم بأنه أسوأ أداء شاهده في حياته. وبلا شك، كان ذلك سببا في مضاعفة الضغوط على تشلسي بمرور الوقت حتى جاءت الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع للمباراة لتشهد هدفا قاتلا سجله إنييستا ليقود برشلونة إلى التعادل 1/1 على ملعب تشلسي والتاهل للمباراة النهائية. وقال مهاجم تشلسي الإيفواري ديدييه دروغبا، الذي تسبب اعتراضه على الحكم النرويجي بعد نهاية المباراة في إيقافه 3 مباريات: «الأمر ليس قاصرا على ذكريات سيئة فقط. لدينا ذكريات جيدة أيضا في مواجهة برشلونة».

وأوضح دروغبا «الفرص متساوية بين الفريقين حتى وإن قالوا (برشلونة) إنهم أفضل فريق في العالم ولديهم أفضل لاعب في العالم (الأرجنتيني ليونيل ميسي). هناك مباراتان ومن الممكن أن يحدث أي شيء».

وما زال تشلسي وأنصاره الذين يشعرون بالتعرض لمؤامرة في العام 2009 يشعرون بالغضب مما حدث في هذه المباراة. ولكن مباراة اليوم تمثل فرصة للثأر. وعلى رغم ذلك، أكد ظهير أيمن برشلونة البرازيلي داني ألفيش، هذا الأسبوع، أن اللوم يقع على تشلسي نفسه في عدم الفوز بهذه المباراة. وقال ألفيش: «ما من شك في أنها كانت أصعب مباراة خضناها. ولكن فريقا يتفوق على منافسه بلاعب في مباراة على ملعبه كان يتعين عليه أن يهاجمنا بشكل أكبر خصوصا مع تقدمه في النتيجة مبكرا».

وأضاف «قال الناس إن تشلسي كان يستحق الفوز لولا وجود الحكم ولكنها ليست مشكلتنا. خضمنا المباراة لنلعب كرة قدم وننافس ونحاول الوصول للنهائي. تشلسي لم يبلغ النهائي بسبب الخوف».

وتغيرت حظوظ فرص الفريقين منذ ذلك الحين إذ يخوض برشلونة مباراة اليوم وهو المرشح الأقوى لتحقيق الفوز كما أن مباراة الذهاب هذه المرة ستكون على ملعب «ستامفورد بريدج». وقال إنييستا: «من المؤلم أن تقصى من البطولة بعدما تقترب من النهائي. سنتلاقى مجددا الآن ولدى تشلسي بلا شك رغبة في الثأر والتغلب علينا من أجل التأهل للنهائي». وأضاف «نتمنى أن تسير الأمور لصالحنا مجددا. نخوض مباراة اليوم بهدف الفوز وتقديم مباراة جيدة وأن نرتكب أقل عدد ممكن من الأخطاء لأن الأخطاء تكلف صاحبها الكثير في دوري الأبطال».

وأوضح إنييستا «فريق تشلسي خطير للغاية وقوي للغاية، وسيكون ذلك بشكل مضاعف في مباراة اليوم على ملعبه. نتوقع أن تكون المباراة في غاية القوة». كما حذر إنييستا من الخطورة التي يشكلها بعض اللاعبين المخضرمين في تشلسي مثل فرانك لامبارد وديدييه دروغبا على رغم الشكوك التي تحيط بمشاركة دروغبا في هذه المباراة بسبب الإصابة بشد عضلي خلال مباراة الفريق أمام توتنهام الأحد في الدور قبل النهائي لكأس إنجلترا.