دعا رجل الأعمال البحريني صقر شاهين المسئولين في كل من البحرين والمغرب إلى الإسراع في فتح خطوط نقل جوية وبحرية مباشرة بين البلدين بهدف زيادة ميزان التبادل التجاري الذي بلغ حجمه نحو 38 مليون دينار في العام 2011، معظمه لصالح البحرين.

وجاءت دعوة شاهين، وهو رئيس الجانب البحريني في مجلس الأعمال المغربي البحريني المشترك، خلال مؤتمر مع السفير المغربي أحمد خطابي عقد في مقر غرفة تجارة وصناعة البحرين للإعلان عن زيارة لوفد مغربي تجاري ضخم إلى البحرين في 2 مايو/ أيار المقبل.

وأبلغ شاهين الصحافيين «نناشد الجهات المسئولة في البلدين الإسراع في فتح خطوط نقل جوية وبحرية مباشرة لكي تكون البحرين بوابة للمنتجات المغربية لدول الخليج والمنطقة،» خصوصا وأن دول المنطقة تعد دول مستهلكة تستورد جميع المواد تقريبا من الخارج.

وتهدف زيارة الوفد المغربي المكون من 36 من مختلف رجال الأعمال إلى تشجيع الاستثمار بين البحرين والمغرب الواقعة على المحيط الأطلسي في أقصى الشمال الغربي للعالم العربي، والتي ترتبط بعلاقات تجارية متينة مع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية.

وبين شاهين، وهو أيضا عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين، ويدير مجموعة من الشركات التجارية في المملكة، الرغبة في تنمية وتطوير آليات التعاون المشترك بين البلدين، خاصة في ظل توافر المزايا والفرص الاستثمارية العديدة والواعدة.

وطالب بتفعيل دور القطاع الخاص في البحرين والمغرب لتنمية الاستثمارات المشتركة، وقال إن ذلك يتم عن طريق تبادل الزيارات الثنائية والاقتصادية بين رجال الأعمال في البلدين، اللذين يرتبطان بعلاقات سياسية ودبلوماسية قوية.

كما أن البلدين وقعا على اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية، وهذا يفتح المجال أمام زيادة الانتفاع من مقومات التجارة. وتعد البحرين بوابة رئيسية للتجارة إلى أسواق المنطقة الكبيرة، مثل سوق المملكة العربية السعودية، التي تعد أكبر سوق في المنطقة.

وشرح شاهين أن زيارة الوفد المغربي تهدف إلى التركيز على تفعيل مجال الأعمال المشترك، وتطوير أوجه التعاون الثنائي في مجال الخدمات والأنشطة المتعلقة بالخدمات المالية والمصرفية، والخدمات التكنولوجية وتقنية المعلومات، والتعاون في مجال التدريب والتعليم في القطاعين العام والخاص، وفي مجال الخدمات الصحية والبيئة، وإقامة المعارض والمؤتمرات المتخصصة.

كما تهدف أيضا إلى تشجيع المؤسسات السياحية المغربية على وضع البحرين ضمن البلدان المعتمدة للسياحة والتعاون في مجال الأسواق المالية للاستفادة من تطوير التشريعات، وزيادة معدلات الاستثمار بين الجانبين، بالإضافة إلى استخدام البحرين كمركز توزيع إقليمي لمنتجاتها وخدماتها في دول المنطقة.

وقد بلغ حجم صادرات البحرين إلى المغرب، ومعظمها من الألمنيوم، 36,6 مليون دينار في العام 2011، في حين أن واردات البحرين من الدولة الإفريقية لم يتعدَ 1,7 مليون دينار في نفس العام. أما حجم إعادة الصادرات فهو رقم منخفض جدا إذ يصل إلى 346 ألف دينار فقط.

ويتكون الوفد التجاري المغربي من عدة قطاعات من ضمنها البناء والتشييد، والمواد الغذائية، وتقنية المعلومات والاتصالات، والمنتجات البحرية، والأشغال العامة، والصيدلة، والكهرباء والالكترونيات والنسيج والخدمات المالية والمقاولات. وسيتم خلال اللقاء في 2 مايو التوقيع على مذكرة تفاهم بين المركز المغربي لتنمية الصادرات، وغرفة البحرين.

السفير المغربي لدى البحرين خطابي أقر بأن حجم التبادل التجاري والتدفقات المالية بين بلاده والبحرين لايزال دون المستوى المطلوب، على رغم تميز العلاقات بين المغرب والبحرين. وأوضح أن زيارة الوفد ستشمل كذلك المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان.

وأضاف أن «رؤية المغرب... ترتكز على ضرورة إعطاء أولوية لباب الاندماج العربي»، وأن الرحلة الاستكشافية لرجال الأعمال المغاربة تأتي في إطار هذه الرؤية لزيادة الشراكة بين منطقة الخليج، والتي هي وجهة جاذبة ورئيسية، والمغرب.

وعلى رغم أن معظم دول الخليج العربية الأخرى مستمرة في تسيير رحلات جوية مباشرة إلى المغرب، إلا أن طيران الخليج، وهي الناقلة الوطنية للبحرين، أوقفت رحلاتها إلى الدار البيضاء قبل بضع سنوات بسبب تناقص الجدوى الاقتصادية، في وقت تشهد فيه الشركة مشاكل مالية عصيبة.

واتجهت شركات تطوير عقارية في البحرين إلى تنفيذ بعض المشروعات العقارية في المملكة المغربية إبان الطفرة الاقتصادية قبل تفجر الأزمة المالية العالمية في العام 2008. غير أن حماس الشركات بدأ يتناقص منذ ذلك الحين، في وقت هبطت فيه أسعار العقارات بحدة.