«لقد غيَّر حياتنا!». العبارة تلخص فرحة سكان أحد الأحياء الفقيرة في العاصمة الفنزويلية (كاراكاس) بمقصورات «الترام الطائر» التي تعلو وتهبط لتوصيلهم إلى مواقع عملهم ثم العودة إلى ديارهم.

نظام النقل الجديد هذا - والمعروف باسم cabletrenes أو metrocable - صمّم للتخفيف من حدّة فوضى السير في كاراكاس. لكن هذا الحل المبتكر لا ينجو من مشكلات فنية في التجهيز؛ فضلاً عن النواحي المالية.

هذا، ومن المقرر أن يوصل الترام الطائر مجموعة مكونة من نحو 200 من الأحياء العشوائية شرقي كاراكاس يقيم بها أكثر من 700 ألف نسمة، وكذلك المناطق المجاورة لها.

وقال رئيس شركة مترو كراكاس المحدودة، هيمن التردوي، في مارس/ آذار 2012، إن أول ثلاث محطات ستدخل حيز التشغيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2012. ومن المقدّر أن يبلغ عدد المستخدمين 115 ألف فرد يومياً. وفي وقت لاحق من هذا العام، سيتم وصل خط الترام هذا مع خط «غواريناس» وهي البلدة الواقعة على بعد 33 كيلومتراً شرق العاصمة ويقيم بها 245 ألف نسمة. ومن المتوقع أن يستفيد 150 ألف شخص يومياً من هذه الخدمات.

وبالإضافة إلى ذلك، جرى استئناف العمل بخط الترام الطائر «ماريتشي» الذي سيربط منطقة صناعية مأهولة بالفقراء بمحطة لقطارات الأنفاق. وقال المسئول بأعمال مترو كراكاس، سيزار نونيز، إن نظام النقل الجديد سيستفيد منه 60 ألف شخص يومياً.

ومن المقرر الربط بين هذه الخطوط ومترو الأنفاق، ليكون ثالث نظام ترام طائر في أميركا الجنوبية يعمل بهذا الأسلوب، بعد المعمول به في مدينة «مديين» الكولومبية، وكذلك مدينة ريو دو جانيرو البرازيلية.

وقالت ماريا أوخينيا راميريث، المقيمة في حي القديس أوغسطين في كاراكاس: «الترام الطائر أعاد لنا كرامتنا كبشر». وأعربت لوكالة إنتر بريس سيرفس عن مخاوفها في البداية من التنقل بمثل هذا الترام، «لم أكن مستعدة للمشي في الهواء».

هذا، وتتكون الخطوط من 52 مقصورة من الألمنيوم تنقل ما يصل إلى ثمانية أشخاص جالسين، وتسير تلقائياً باستخدام الأسلاك الكهربائية التي تمتد من برج من الصلب والخرسانة على طول 1.8 كيلومتر، ويبلغ ارتفاعه 200 متر.

وتبلغ تكاليف نظام المواصلات هذا 318 مليون دولار، وتولت شركة أودبريخت البرازيلية، التي تسيطر على أهم مشاريع الهندسة المدنية في فنزويلا منذ عقد كامل، وتستخدم في تنفيذ هذا المشروع معدات وتكنولوجيا توردها الشركة النمساوية Doppelmayr.

إسترييا غوتييريث

وكالة إنتر بريس سيرفس