العدد 3574 - الثلثاء 19 يونيو 2012م الموافق 29 رجب 1433هـ

ألمانيا تتوق إلى سحر أوزيل «الغائب الحاضر»

قدم لاعب وسط منتخب ألمانيا مسعود اوزيل بعضا مما هو قادر عليه منذ بداية كأس أوروبا 2012، وعلى رغم فوز المنتخب في مبارياته الثلاث الأولى، إلا أن ألمانيا ما زالت تتوق إلى «ساحرها».

«مسعود هو ظل نفسه إذا ما قورن بأدائه مع ريال مدريد أو حتى في المباريات السابقة للمنتخب»، كما كتب الحارس السابق للمنتخب هارالد «طوني» شوماخر، والذي أضاف «تنقصه الحيوية والحضور الذهني والدينامية والسرعة».

الأكيد أن التقييم قاس للاعب يحاول كثيرا، لكنه يشير إلى مقدار التوقعات الألمانية من اللاعبين الذين سحروا الملعب والمدرجات وشاشات التلفزيون في كأس العالم 2010.

ومنذ بدء كأس أوروبا 2012، شارك اوزيل في المباراة مع البرتغال (1/صفر)، إذ وجد فريقه صعوبة في العثور عليه، وكان قليل الحظ في المباراة مع هولندا (2/1)، بعدما أصاب قائم المرمى الهولندي بتسديدة من مسافة قريبة ارتدت إلى يدي الحارس مارتن ستيكلنبرغ.

في المباراة مع الدنمارك، بدا اوزيل وكأنه استعاد مستواه متعاونا في شكل جيد مع لوكاس بودولكسي وتوماس مولر وماريو غوميز وسامي خضيرة، على رغم الرقابة اللصيقة التي فرضها الهولنديون. كما مرر الكرة إلى لارس بندر مسجل هدف الفوز لالمانيا (2/1).

لكن لاعب خط وسط ريال مدريد لا يختبئ خلف قناع «صحيح انه يمكنني أن العب بشكل أفضل، اعرف قدراتي، ولم استخدمها كلها بعد. يجب أن أتحسن وأريد ذلك».

يقول المدافعون عن اوزيل «إن دفاعات الخصوم باتت تشدد الرقابة عليه أكثر بعدما فاجأها في 2010»، لكن اللاعب لا يبحث عن أعذار خاطئة، ويذكر بأنه اعتاد إلا يتمتع بحرية الحركة في الدوري الاسباني، الأمر الذي لم يمنعه من تحقيق 17 تمريرة حاسمة وتصدر ترتيب الممررين هذا الموسم.

كما إن مدرب المنتخب يواكيم لوف يبدو متعاطفا مع اوزيل، على رغم الإحباط الذي يبديه في الملعب من عدم قدرته على تقديم المنتظر منه، لكنه يعيد الأمر دائما إلى مشكلة جماعية.

وقال لوف أمس (الثلثاء): «تحسن مسعود اوزيل بشكل ملحوظ منذ المباراة الأولى. ركض كثيرا أمام الدنمارك، استحصل على الكثير من الكرات، وعمل بشكل مكثف على الكرة»، وأضاف «ما قد ينقصه أحيانا هو حل في الهجوم. نقطة قوته هي الكرات في العمق والمساحات الفارغة بين لاعبي الخصم».

وبدا لوف واثقا من أن «الانفجار الكبير» لأوزيل قادم بقوله: «في كأس العالم 2010، قدم مستوى ممتازا أمام انجلترا والأرجنتين. اشعر بان الأمر آت».

وتدرب الفريق الألماني أمس (الثلثاء) من دون مسعود اوزيل وباستيان شفاينشتايغر ولارس بيندر الذين يتعافون من كدمات بعد الفوز على الدنمرك 2/1 يوم الأحد الماضي. وقال لوف البالغ من العمر 52 عاما: «إنه مجرد إجراء احترازي. إنهم جميعا لائقون».

ولم يظهر اوزيل صانع اللعب الذي ساعد ألمانيا على إحراز المركز الثالث في كأس العالم 2010 بالمستوى المتوقع في هذه البطولة لكن لوف قال إن هذا سيحدث. وأضاف «سيتألق اوزيل في هذه البطولة. تماما مثلما حدث في كأس العالم بجنوب إفريقيا بعد نهاية مرحلة المجموعات».

شكوى من إساءة عنصرية

وبعيدا عن مستواه، فقد تقدم الألماني الدولي بشكوى ضد أشخاص مجهولين بسبب تعليقاتهم التي تحمل إساءة عنصرية له عبر شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر». وقال المستشار الإعلامي للاعب رولاند إيتل في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أمس (الثلثاء) إن الخطوة تأتي بهدف ترهيب الآخرين من إتباع السلوك نفسه.

وظهرت تلك التعليقات التي توجه إساءة عنصرية إلى أوزيل على موقع «تويتر» خلال المباراة التي فاز فيها المنتخب الألماني على نظيره الدنماركي 2/1 الأحد في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الثانية ببطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) المقامة حاليا ببولندا وأوكرانيا. وكتب أحد الأشخاص كلمات تفيد بأن أوزيل ليس ألمانيا وأن المنتخب الألماني يجب أن يضم فقط اللاعبين الذين يحملون أسماء ألمانية.

وينحدر أوزيل من أصول تركية لكنه ولد في ألمانيا، ويشارك حاليا ضمن صفوف المنتخب الألماني في يورو 2012. وقال مصطفى أوزيل والد اللاعب:»بالطبع كان هناك أيضا ما يدعو لعدم التقدم بالشكوى. ولكنه تجاوز للحدود. وأردنا تفادي تكرار ذلك». وأضاف «الأمر لا يتعلق بأوزيل وحده. غدا ربما يكون جيروم بواتينغ، وفي اليوم التالي سامي خضيرة ثم إيلكاي جويندوجان ثم لوكاس بودولسكي». وأوضح «مسعود ولد في ألمانيا وأكثر ما قدمه كان لألمانيا. مسعود شخص رائع قام بدوره لنقل صورة ألمانيا الحديثة بالخارج».

العدد 3574 - الثلثاء 19 يونيو 2012م الموافق 29 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً