العدد 3580 - الإثنين 25 يونيو 2012م الموافق 05 شعبان 1433هـ

الاقتصاد الأخضر... غطاء وهمي

عندما انتهى مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، المعروف أيضاً باسم قمة ريو+20؛ أو قمّة الأرض، كان هناك رابحون وخاسرون... معظمهم من الخاسرين.

فقد أضفت الأمم المتحدة والدولة المضيفة البرازيل - جنباً إلى جنب مع الشركات الكبرى - طابعاً إيجابياً على نتائج المؤتمر، وزعموا أن القمة اختتمت بوثيقة تاريخية من شأنها أن تغيّر العالم.

لكن معظم المنظمات غير الحكومية، وممثلي المجتمع المدني، والناشطين، أعربوا عن خيبة الأمل والغضب حيال الوثيقة النهائية للمؤتمر والتي صدرت تحت عنوان «المستقبل الذي نريده» ووافق عليها زعماء العالم يوم 22 في ختام قمّتهم.

ولم يكن هناك أي مفرّ من المقارنة بينها وبين أجندة 21 التي انتهت إليها قمّة الأرض الأولى في مدينة ريو دي جانيرو العام 1992. وقالت أنيتا نايار، من منظمة «بدائل التنمية مع المرأة من أجل عهد جديد» ومقرها مانيلا، إن الاتفاق التاريخي المعتمد في العام 1992، تضمّن نحو 170 إشارة إلى نوع الجنس، وفصلاً كاملاً عن المرأة.

من جانبها أعربت رئيسة وزراء النرويج السابقة، ورئيس لجنة برونتلاند التي أثارت الاهتمام العالمي بمفهوم التنمية المستدامة منذ 25 عاماً، غرو هارلم برونتلاند، عن انتقادها أيضاً لوثيقة قمة ريو الختامية. هذا، وكانت ردود فعل المنظمات الشعبية سلبية في معظمها. وقال ناثان ثانكي، أحد القادة الشباب المحتجين الذين احتلوا مدخل قمة ريو +20: «لم يسبق أن رأيت غطاء وهمياً مثل هذا الغطاء الأخضر المزعوم. الوثيقة (النهائية) بعيدة عن المستقبل الذي نريده حقاً، وهذا بسبب أنها حرّرت بموجب مصالح الأقلية على حساب الأكثرية».

من جانبها، قالت نولين نابوليفو من منظمة «عمل المرأة من أجل التغيير»، لوكالة إنتر بريس سيرفس: «كناشطة من المحيط الهادي (فيجي) أرى بوضوح الآثار الكارثية للتغيير المناخي وفقدان التنوع البيولوجي، وارتفاع مستوى سطح البحر. قمة ريو+20 لم تنصف فورية وحدّة هذه المشكلة العالمية».

بدورها، قالت نيكول بيديغين، من منظمة GEO-ICAE في أوروغواي، إن «الاقتصاد الأخضر يعزز بكل بساطة النموذج الحالي للتنمية، وهو النموذج المبني على الاستهلاك المفرط والإنتاج. ويجري الترويج للآليات المالية نفسها التي تسبّبت في أزمات متعدّدة منذ العام 2008، والتي توجّهت هذه المرة نحو سلعة الطبيعة».

وشدّدت على أن القطاع الخاص أصبح مصدراً للتمويل أكثر من التمويل العام. «هذه هي المفارقة، فالقطاع الخاص يهتم فقط بتحقيق أقصى قدر من الربح على المدى القصير، لا بالاستثمارات طويلة الأجل اللازمة للانتقال إلى تنمية مستدامة حقيقية محورها الناس».

ثاليف ديين

وكالة إنتر بريس سيرفس

العدد 3580 - الإثنين 25 يونيو 2012م الموافق 05 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً