العدد 3606 - السبت 21 يوليو 2012م الموافق 02 رمضان 1433هـ

مصرفيون سابقون في الخليج يُطلقون مشاريعهم الخاصة

بعد 16 عاماً من العمل لدى بنك مورغان ستانلي رصدت المصرفية اللبنانية مي نصرالله فجوة في سوق استشارات الشركات الصغيرة بالشرق الأوسط ما دفعها لترك البنك وتأسيس شركتها الخاصة للاستشارات المالية في دبي. وبعد ثلاث سنوات كانت قد اجتذبت عدداًً من زملائها السابقين في «مورغان ستانلي» إلى شركتها دينوفو للاستشارات التي تساعد الشركات الصغيرة في الشرق الأوسط التي تتطلع إلى فرص استحواذ أو مشروعات مشتركة أو زيادة رأس المال.

وقالت نصرالله في مكتبها الواقع في الطابق 25 من أبراج الإمارات وهو مبنى إداري فاخر يطل على مضمار سباق الخيل في دبي: «أردنا أن نقوم بشيء مختلف عن بنوك الاستثمار العالمية وهو أن شركتنا تأسست في الشرق الأوسط وتركيزنا واستراتيجيتنا تنصب تماماً على الشرق الأوسط». ونصرالله التي نشأت في الكويت واحدة من عشرة مصرفيين على الأقل في الشرق الأوسط اختاروا منذ الأزمة المالية العالمية التخلي عن عملهم في مؤسسات مالية كبرى ليؤسسوا مشروعاتهم في القطاع المالي الخليجي المتنامي.

وعملت نصرالله التي درست الاقتصاد والعلوم السياسية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في «مورغان ستانلي» في نيويورك ولندن وهونغ كونغ قبل أن ترقى وتكلف في 2005 بتأسيس وحدة البنك في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي 2009 قررت الاستفادة من خبراتها الدولية والمحلية في تقديم المشورة للشركات الصغيرة وهو قطاع ترى أن البنوك الكبرى متعددة الجنسية تجاهلته. وتوافدت البنوك العالمية على الخليج خلال سنوات الازدهار من 2003 إلى 2007 ساعية للكسب السريع من المنطقة الغنية بالنفط لكنها كانت في أغلب الأحيان تخدم المؤسسات الشرق أوسطية الكبيرة وصناديق الثروة السيادية. وأثبتت هذه الاستراتيجية انها أقل ربحية بكثير في السنوات القليلة الماضية بعدما دفعت الأزمة المالية العالمية والتباطؤ الاقتصادي هؤلاء الزبائن إلى إعادة التركيز على أسواقهم المحلية.

وتفيد بيانات «تومسون رويترز» أن 20 بنكاً عالمياً حققت إيرادات من الرسوم بلغت 234.8 مليون دولار إجمالاً من أعمالها في الشرق الأوسط في النصف الأول من هذا العام انخفاضاً من أكثر من 450 مليون دولار في النصف الأول من 2007 وإن كانت أعلى بنسبة خمسة في المئة من الفترة نفسها من العام الماضي (2011). ولكن مع ترسخ أقدام البنوك العالمية في المنطقة في السنوات القليلة الماضية يقول المصرفيون المرموقون الذين امضوا سنوات هنا إنهم يجدون فرصاً كثيرة لأنهم يفهمون آليات العمل في المنطقة وملتزمون بخدمة الزبائن في الأجل الطويل. كما أن تأسيس شركة في دبي أو أبوظبي أسهل نسبياً من تأسيس شركة في أي مركز مالي آخر؛ فضلاً عن أنها تستفيد من إعفاءات ضريبية. وأصدرت دبي 14360 ترخيصاً لشركات جديدة في 2011 وفقاً لبيانات دائرة التنمية الاقتصادية بزيادة 14 في المئة عن العام السابق.

وقال بوشباك دامودار الذي عمل في ذراع إدارة الأصول بـ «دويتشه بنك» قبل ان يؤسس شركته غلوبال فرونتييرز للاستشارات في دبي العام 2009: «في مجال عملي الأمر سهل للغاية فأنت تبيع الراحة وليس فقط المنتجات».

وتقدم الشركة المشورة في مجالات الطرح الخاص وتقدم الدراسات والخدمات الاستشارية للمؤسسات التي تسعى إلى الاستثمار في الأسواق الناشئة والأسواق المبتدئة.

وقال دامودار: «العديد من المؤسسات التي جاءت إلى المنطقة في فترة الازدهار كان لديها نظرة قصيرة الأمد وكان عملها يتعلق ببيع منتجات ولم تبذل جهداً يذكر لفهم متطلبات المنطقة وبناء وجود أطول أمداً».

وتابع أن العديد من المستثمرين العالميين يعيدون النظر الآن في استراتيجيتهم تجاه المنطقة ويبحثون عن شركاء يعتد بهم لضمان الاستفادة من فرص النمو في المستقبل. وأضاف «هذه الأسواق ستحقق قفزة كبيرة في الأعوام المقبلة. إذا لم تغتنم الفرصة الآن ستكون في وضع أقل تميزا بعد خمس سنوات من الآن».

وكان زيد المالح يعمل مديراً لوحدة الشرق الأوسط وإفريقيا في بنك الاستثمار الروسي في.تي.بي كابيتال قبل أن يؤسس شركته الاستشارية داش في وقت سابق هذا العام لتقديم النصح للشركات الروسية وغيرها. ومن زبائنه أكبر جامعة خاصة في روسيا والتي تريد بناء فرع لها في الشرق الأوسط.

وقال المالح وهو نمساوي الجنسية من أصل سوري: «هناك اهتمام كبير بين المستثمرين بالتواجد في هذه المنطقة. فهذا مهم لنموهم المستقبلي. يتعين فقط أن تجد الشريك المناسب الذي يعمل على المدى الطويل».

ومع تزايد فرص الأعمال بسبب تسارع النمو الاقتصادي وارتفاع الدخول في الشرق الأوسط قرر زياد مكاوي المصرفي اللبناني المخضرم ألا يتقاعد وأسس شركة واي وفنتشرز هذا العام وهي شركة رأس مال مخاطر يديرها مع شريك في دبي. وقد ساعد في تأسيس ليبانون إنفست أول بنك استثمار محلي في بيروت العام 1994 ثم أسس شركة ألجبرا كابيتال لإدارة الأصول والتي باعها لصندوق الاستثمار الأميركي فرانكلن تمبليتون في 2009. وبالنسبة إلى نصرالله ومكاوي ارتبطت الرغبة في إقامة مشروع خاص بالفخر الوطني. وقالت نصرالله: «بالنسبة لي بشكل شخصي كان هدفي رد الدَّين للمنطقة... التي تمتد جذوري فيها ولتأكيد أن هذا الجزء من العالم يمكنه أن يحقق ما حققته مناطق أخرى بنجاح». لكن يقول مكاوي إن المنطقة لكي تنجح تحتاج إلى تطوير ثقافة تقبل الفشل في الأعمال. وتابع أن الأعمال في الوقت الراهن تتجنب المخاطرة إلى درجة أنه إذا فشل مشروع نادراً ما ترى من نفذوه يعودون للسوق مرة أخرى بأفكار جديدة. وأضاف «حتى في أكثر الدول تقدماً كان أصحاب المشاريع يفشلون ويبدءون من جديد».

العدد 3606 - السبت 21 يوليو 2012م الموافق 02 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً