يرى محللون أن الجيش الفنزويلي الموالي عادة للسلطة يبقى بعيداً عن الجدل المؤسساتي الناجم عن غياب الرئيس هوغو تشافيز، لكن العسكريين يمكن أن يخرجوا من ثكناتهم إذا تصاعد الوضع بين القوى السياسية.
وكغيرها من المؤسسات وضع الرئيس تشافيز بمهارة الجيش تحت جناحه. وتمكن الكومندان المظلي السابق من ترفيع الضباط الأوفياء له وعين ضباطاً متقاعدين في مناصب أساسية.
وأكد الخبير السياسي والعسكري خوسيه ماهخيانديا أنه في الوضع الحالي «لن يرفعوا السلاح أبداً».
وأضاف محللون آخرون أنه في حال حدوث أزمة في المؤسسات أو نظاع داخلي في النظام إذا توفي الرئيس أو تدهورت حالته الصحية، فإن الضغط على هذه المؤسسة المشتتة جداً سيتزايد.
وباستثناء مرتين كان لتشافيز فيهما دور، لم يتجاوز الجيش الفنزويلي يوماً الخط الأحمر الدستوري مع الرؤساء المنتخبين منذ سقوط آخر نظام دكتاتوري عسكري في 1958.
ففي 1992، عرف العالم الضابط الشاب تشافيز عند قيامه بانقلاب عسكري فاشل. وفي 2002 كان الانقلاب العسكري عليه وحرمه من السلطة ثلاثة أيام.
ومنذ ذلك الحين، عمل على التقرب من القوات المسلحة وطرد الضباط المشكوك في ولائهم وكلف مستشارين كوبيين رصد أي تغيير مفاجئ في الجيش، كما كشف خبراء.
وفي الوقت نفسه، عين ضباطاً في مناصب رفيعة. فنحو عشرة من حكام الولايات والوزراء المهمين هم عسكريون سابقون، ما يؤدي إلى اتهامات بعسكرة الحياة السياسية.
وصرحت روسيو سان ميغيل الخبيرة العسكرية في جامعة سيمون بوليفار أن «الجيش مدعو بذلك للعب دور مركزي في حاول وقوع أزمة مؤسساتية محتملة في فنزويلا».
لكنها استبعدت أي سلوك «غير متوقع» في قيادات الجيش حالياً.
لكن غياب تشافيز في موعد توليه مهامه رسمياً في العاشر من يناير، الذي تحدث عنه مقربين منه في الأيام الماضية، يمكن أن يشكل بداية مرحلة من عدم اليقين.
ويؤكد نائب تشافيز وخليفته المعين من قبله، نيكولاس مادورو أن الرئيس سيبقى في منصبه حتى إذا لم يقسم اليمين في هذا الموعد بينما تصر المعارضة على ضرورة أن يتولى رئيس الجمعية الوطنية الرئاسة بالنيابة إذا تغيب الرئيس في العاشر من يناير.
وقال مادورو إن الرئيس الذي أعيد انتخابه في أكتوبر/ تشرين الأول سيبقى في منصبه ويمكن حل «شكليات» أداء القسم في وقت لاحق.
ورأت سان ميغيل أنه «إذا احترم كبار المسئولين مواد الدستور في حال الغياب المؤقت أو الكامل للرئيس، فإنني لا أرى أي شكل ممكن من أشكال التدخل العسكري».
وأضافت أن «خروجهم عن إطار الدستور أو المؤسسات السياسية بشكل يؤدي إلى وضع ملتبس سيدفع مختلف الأطراف إلى إغراء التدخل العسكري».
لكن الخبيرة نفسها لا ترى حركة موحدة في الجيش بل حركات معزولة للكل وحدة تقودها مصالحها الخاصة مما يثير أطماع القوى السياسية الموجودة.
وأضافت أن هوغو تشافيز نجح في الهيمنة على الجيش بأكمله لكن خلفاءه المحتملين سيواجهون صعوبات في تحقيق ذلك.
وتابعت هذه الخبيرة «في القوات المسلحة للأمة أرى أن عقيدة تشافيز لن تستمر بدونه».
العدد 3776 - الإثنين 07 يناير 2013م الموافق 24 صفر 1434هـ