تواصلت أعمال العنف والاحتجاجات أمس الخميس (7 فبراير/ شباط 2013) غداة اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد في تونس حيث أعلنت حركة النهضة أنها ترفض قرار رئيس الوزراء، حمادي الجبالي تشكيل حكومة كفاءات غير حزبية.
فقد اندلعت مواجهات عنيفة الخميس في مركز ولاية قفصة (جنوب غرب) بين الشرطة ومئات من المتظاهرين الذين نظموا جنازة رمزية لبلعيد الذي اغتيل أمس بالرصاص أمام منزله في العاصمة التونسية، كما أفاد مراسل وكالة «فرانس برس» بالمنطقة.
وبدأت المواجهات عندما رشق أحد المتظاهرين الشرطة بزجاجة حارقة فردت بإطلاق مكثف لقنابل الغاز المسيل للدموع قابله المحتجون برشقها بالحجارة، وذلك خلال الجنازة الرمزية التي دعت إليها منظمات للمجتمع المدني وائتلاف «الجبهة الشعبية» (يسار) الذي كان بلعيد عضواً فيه.
وفي الإطار نفسه، دعا الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية في تونس) إلى إضراب عام الجمعة وإقامة جنازة وطنية لبلعيد.
وأعلن الاتحاد في صفحته الرسمية على «فيسبوك» إن هيئته الإدارية التي عقدت اجتماعاً استثنائياً الخميس قررت «رسمياً الاضراب العام غداً (اليوم) الجمعة» ودعت إلى «إقرار يوم 8 فبراير» الذي يوافق جنازة بلعيد «يوم حداد وطني» وإقامة «جنازة وطنية» للقتيل.
وفي مواجهة هذه الأوضاع المتوترة، قررت فرنسا إغلاق مدارسها في تونس الجمعة والسبت حسبما أعلنت السفارة الفرنسية بتونس الخميس.
من جهة أخرى، رفض رئيس الكتلة البرلمانية لحركة النهضة الإسلامية الحاكمة، صحبي عتيق قرار رئيس الوزراء حمادي الجبالي تشكيل حكومة كفاءات وطنية غير حزبية.
وقال عتيق للتلفزيون الرسمي التونسي «رفضنا هذا المقترح (...) ورئيس الحكومة (وهو أيضاً أمين عام حركة النهضة) اتخذ هذا القرار دون استشارة الائتلاف (الثلاثي الحاكم) أو حركة النهضة» الحزب الأكثر تمثيلية في البرلمان (89 مقعداً من إجمالي 217).
وكان نائب رئيس النهضة، عبد الحميد الجلاصي أعلن رفض الحركة قرار الجبالي. وقال الجلاصي لإذاعة «شمس إف إم» الخاصة «بالنسبة لنا في حركة النهضة، بلادنا ما زالت في حاجة إلى حكومة سياسية ائتلافية على قاعدة انتخابات 23 أكتوبر/ تشرين الأول2011» التي أوصلت النهضة إلى الحكم.
وأضاف أن حمادي الجبالي «لم يشاورنا في هذه المسألة (التي) سمعنا بها بالأمس». ورداً عن سؤال عن موافقة حركة النهضة على تشكيل حكومة تكنوقراط، قال الجلاصي «لا».
وتابع «سنجري مشارورات مع مجموعة من الأحزاب والكتل (في البرلمان) وإن شاء الله سنصل إلى توافقات».
وقد رأت معظم الصحف التونسية الخميس أن تونس دخلت «منعرجاً خطيراً» بعد اغتيال المعارض اليساري البارز شكري بلعيد (49 عاماً) أمس الأول (الأربعاء).
وأخيراً، أعلن رئيس الحزب الجمهوري (وسط) المعارض، المحامي التونسي أحمد نجيب الشابي أن اسمه مدرج على «قائمة شخصيات مستهدفة بالاغتيال» وأنه يتمتع بحماية رسمية.
العدد 3807 - الخميس 07 فبراير 2013م الموافق 26 ربيع الاول 1434هـ