العدد 598 - الأحد 25 أبريل 2004م الموافق 05 ربيع الاول 1425هـ

أزمة دارفور مخطط لنقل الحرب إلى الخرطوم

وزير الخارجية السوداني في المنامة:

المنامة، نجامينا - إبراهيم خالد، وكالات 

25 أبريل 2004

وصف وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان إسماعيل أزمة دارفور بأنها جزء من مخطط كان يهدف لنقل الحرب من أطراف السودان إلى المركز. ونفى الوزير - في مؤتمر صحافي عقده في المنامة أمس - مزاعم التطهير العرقي في دارفور، لكنه أقر بأن الوضع غير طبيعي ويحتاج إلى مساعدات حتى يعم الاستقرار.

وعلى صعيد متصل، أنهى طرفا النزاع في دارفور أمس مفاوضاتهما في نجامينا واتفقا على أن يلتقيا لاحقا في موعد لم يحدد «لمناقشة مسائل سياسية واقتصادية واجتماعية».


طه يعود إلى نيفاشا لمواصلة المفاوضات

اجتماع ثان في تشاد لأطراف نزاع دارفور

الخرطوم - وكالات

عقد أطراف النزاع في ولاية غرب دارفور السودانية صباح أمس اجتماعا في نجامينا مع الرئيس إدريس ديبي لمواصلة المفاوضات السياسية التي بدأوها الجمعة الماضي. في وقت وصل فيه النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه إلى نيروبي، إذ توجه منها مباشرة إلى مدينة نيفاشا مقر مفاوضات السلام السودانية لإجراء مشاورات مع سكرتارية الإيغاد.

وأعلن أحد أعضاء فريق الوساطة بين طرفي النزاع السودانيين إن المفاوضات لم تستأنف أمس الأول كما كان مقررا لأن الوساطة التشادية عمدت إلى دراسة الوثائق التي قدمتها الخرطوم والفصيلان المتمردان. وعلى صعيد متصل لم يدل طه بأية تصريحات عند وصوله إلى مطار جومو كينياتا الدولي لمواصلة المفاوضات السياسية. بينما أكد مصدر دبلوماسي سوداني أن عودة قائد الحركة الشعبية جون قرنق الذي غادر نيفاشا الخميس الماضي متوجها إلى أسمره، أصبح الآن متوقعا في أية لحظه بعد وصول النائب الأول من الخرطوم.

ومن جهتها قررت منظمة الأمم المتحدة إرسال بعثة إنسانية رفيعة المستوى إلى ولايات دارفور الثلاث للوقوف على حقيقة الأوضاع الإنسانية، في وقت يصل فيه الرئيس السوداني عمر البشير إلى دارفور غدا بهدف تفقد الوضع الإنساني في الولاية وافتتاح عدة منشآت حكومية أبرزها الإذاعة والتلفزيون ويشهد حفل تخريج دفعة جديدة من جامعة الفاشر.


إسماعيل: تبادل وفود بين البحرين والسودان وتوقيع اتفاقات تعاون اليوم

أزمة دارفور جزء من مخطط لنقل الحرب إلى المركز والضغط على الخرطوم

المنامة - إبراهيم خالد

أعلن وزير الخارجية السوداني مصطفي عثمان إسماعيل في مؤتمر صحافي عقده في فندق شيراتون البحرين أمس بحضور وزيرة الدولة للتعاون الدولي اشراقة محمود صالح انه سلم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة رسالة خطية من الرئيس السوداني عمر البشير تناولت تطوير علاقات التعاون الثنائي والحراك السياسي في البحرين الذي يؤكد أن سبل الإصلاح يمكن أن تحدث بعيدا عن الدعوات التي تطلق من الخارج. كما أوضح أن الحوادث الدموية التي شهدها إقليم دارفور في غرب السودان تأتي في إطار الضغوط التي يتعرض لها السودان لإجباره على توقيع اتفاق سلام لا يتناسب وطموحات الشعب السوداني.

وذكر الوزير أن يوم أمس شهد انعقاد الدورة الأولى للجنة البحرينية السودانية المشتركة في المنامة، والتي تنهي أعمالها اليوم بالتوقيع على عدة اتفاقات في مجالات الاقتصاد وتشجيع الاستثمار والأمن الغذائي والثروة الحيوانية والنقل الجوي. وأضاف أن عاهل البلاد وجه بسرعة تنفيذ تلك الاتفاقات بما يحقق المنفعة للبلدين.

وقال إسماعيل إن وفدا بحرينيا من وزارة الزراعة سيزور الخرطوم قريبا لبحث الاستفادة من مجالات الاستثمار المتاحة. كما سيقوم وفد سوداني من رجال الأعمال بزيارة المنامة خلال اليومين المقبلين لشرح النقلة الاقتصادية التي تشهدها البلاد ومناخ الاستثمار المتاح، وما يحتاج إليه السودان في الفترة المقبلة.

ووصف وزير الخارجية السوداني علاقات السودان مع دول الجوار والدول العربية بأنها تمر في أحسن حالاتها. واستشهد بتطور العلاقات السودانية مع دول الخليج العربي التي اتخذت شكل اللجان المشتركة، مشيرا إلى انعقاد اللجنة المشتركة مع البحرين وأخرى مع قطر وغدا مع الكويت ما يسهم في خلق روابط أخوية امتن، وسينعكس كل ذلك في شكل مشروعات.

وذكر الوزير أن العلاقات السودانية مع مصر شهدت نقلة نوعية إذ تطورت لعلاقة استراتيجية في إطار اتفاق الحريات الأربع الموقع بين الرئيس المصري حسني مبارك والسوداني البشير والتي قضت بحرية التنقل والإقامة والتملك والعمل ما يعني عمليا انتهاء العمل بنظام التأشيرات. وتعتبر هذه الاتفاقات نموذجا للعلاقات المتميزة.

وبشأن دخول السودان بصورة جادة مرحلة إنتاج النفط وما إذا كانت حقول الإنتاج والتنقيب مهددة باستمرار القتال في الغرب والجنوب، أوضح الوزير ان إنتاج النفط والاستكشاف يزيد أفقيا وراسيا ومن المتوقع بحلول العام 2005 أن يصل إنتاج السودان إلى نصف مليون برميل يوميا. وذكر أن مناطق التنقيب تشمل مناطق البحر الأحمر والجزيرة وشمال السودان وان كل الدراسات والنتائج تؤكد ان السودان يقف فوق بحيرة نفط.

وبشأن تطورات السلام في السودان قال إسماعيل إن دستور العام 1998 اتاح التعددية السياسية إذ تشكلت الحكومة من عدة أحزاب. وتتطلع الخرطوم في المرحلة المقبلة لمشاركة سياسية أوسع من أحزاب المعارضة وفق ميثاق وطني حتى يكون اتفاق السلام شاملا يحرسه كل أبناء الوطن.

وأشار الوزير في المؤتمر الصحافي إلى أن الوضع في إقليم دارفور غير طبيعي ولكنه نفى بشكل قاطع وجود أية عمليات تطهير عرقي هناك. وأوضح انه قام قبل أيام بزيارة كل مناطق الإقليم برفقة وفد كبير من المنظمات الدولية الممثلة في الخرطوم والصليب الأحمر و«اليونسيف» وممثل عنان إذ تعرف على حقيقة الوضع، وتم دحض كل الافتراءا ت التي روجتها جهات خارجية.

وقال الوزير انه على رغم أن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش اتخذت نهجا مؤيدا لإحلال السلام في السودان، على عكس سابقتها التي عملت على إسقاط حكومة الإنقاذ وعملت بكل جهدها لتأليب دول الجوار ضد السودان لإزكاء الحرب في الجنوب فان واشنطن لا تزال تمارس ضغوطا على الخرطوم. وأضاف أن الحكومة السودانية ظلت تراقب من فترة المؤامرات التي ظلت تحاك لنقل الحرب من الجنوب إلى المركز. مشيرا إلى أن ما حدث في دارفور هو مرحلة من الصراع، وكان المخطط يسعى إلى فرض وجود قوات دولية في غرب السودان حتى يجد الغرب منطلقا وأرضية ثابتة لنقل المعركة من إطراف السودان (جنوب، شرق، غرب) إلى الوسط والمركز حتى، يكتوي الجميع بنار الحرب والاقتتال.

وأبان أن الحكومة اضطرت للتدخل عسكريا في دارفور لمنع حدوث حرب أهلية، وذلك عقب تسلل العناصر المسلحة التي تلقت تدريبا عسكريا في اريتريا إلى إقليم دارفور عبر المناطق التي كانت تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قرنق القريبة من غرب السودان.

وفي الإطار العربي أوضح الوزير أن السودان يتطلع لانعقاد القمة العربية في الموعد المحدد، وانه ناقش ذلك مع عاهل البلاد باعتباره رئيس الدورة الحالية. وقال انه يتمنى أن تهتم القمة بالقضايا المهمة وفي مقدمتها الوضع في العراق وفلسطين وإصلاح الجامعة العربية.

وفي سؤال لـ «الوسط» عن اللقاء الذي تم بين جون قرنق وزعيم حركة تحرير السودان المتمردة في دارفور في أسمرة أمس، واثر ذلك على سير مفاوضات السلام، قال إن اريتريا دولة مستقلة لها الحرية أن تستقبل من تشاء في أراضيها. لكن يجب عليها أن توقف التدخل في شئون السودان الداخلية ودعم الحركات المسلحة التي تعمل ضده إذا أرادت أن تكون لها مع الخرطوم علاقات طبيعية. وأكد الوزير أن السودان يتطلع ويأمل بكل جد في تحقيق ذلك.

وردا على سؤال بشأن إذا ما كانت الخرطوم على استعداد لتقديم تنازلات لحركة التمرد لانجاح مفاوضات السلام الجارية حاليا في نيفاشا، أجاب الوزير أن التفاوض يقضي على الطرفين أن يقدما بعض التنازلات في بعض الأحيان، وذلك لا يجب أن يفرض على طرف من دون الآخر. وواضح أن الحكومة لن تقدم على تقديم تنازلات إذا لم تكن ضرورية، ولن تتنازل عن القضايا الرئيسية التي تم الاتفاق بشأنها في المراحل السابقة.

كما أوضح وزير الخارجية السوداني في المؤتمر الصحافي أن طرفي المفاوضات حولا في المرحلة السابقة بعض النقاط الخلافية على طاولة الايغاد التي تعتبر الوسيط بين الطرفين على أمل أن تعمل الهيئة على إيجاد صيغة تقرب من مواقف الطرفين. وأعرب عن أمله بعد عودة النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان طه إلى نيفاشا أمس أن يتخطى الطرفان نقاط الاختلاف الثلاثة بشأن قومية العاصمة الخرطوم والمناطق الثلاث واقتسام السلطة التي يبقى الخلاف حول نسب التقاسم مع مختلف القوى السياسية السودانية وان يتم التوقيع على الاتفاق النهائي خلال الأيام المقبلة. وقال إن الخرطوم مصممة على عدم توقيع اتفاق لا يحقق السلام الفعلي في البلاد.

وتحدث الوزير عن الوقفة المشرفة من قبل الدول الافريقية والآسيوية والعربية المساندة للسودان والتي استطاعت أن تخفف من الضغوط التي ظلت تتعرض لها الخرطوم بشأن الحرب في دارفور مبينا ان الدول الكبرى وخصوصا اميركا فشلت في اتخاذ مواقف متشددة ضد السودان في مجلس الأمن كما فشلت مرة أخرى عقب ثلاث محاولات للتصويت في إدانة السودان في اللجنة الدولية لحقوق الإنسان باعتبار أن الحكومة السودانية تمارس التطهير العرقي في دارفور.

وردا على سؤال بشأن مصير زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي قال إسماعيل انه لا يستطيع أن يقلل من قدرات واسهامات الترابي، لكن عندما يذهب الأمر الى تهديد امن البلاد فلا تسامح عندها، ويحق للحكومة ان تحمي نفسها وقال: ان موضوع الترابي الآن بيد القضاء وهو الذي سيقرر ما اذا كان سيحاكم أم سيطلق سراحه.

كما أوضح الوزير أن البحرين والسودان سيوقعان اليوم عدة اتفاقات اقتصادية أهمها اتفاق في مجال النقل الجوي، وقال إن الطرفين سيتبادلان زيارات الوفود المتخصصة في الأيام المقبلة.


الملك ورئيس الوزراء يؤكدان دور اللجنة البحرينية السودانية المشتركة

الصافرية ، المنامة - بنا

أكد عاهل البلاد المفدى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حرص المملكة على اقامة أفضل العلاقات وتوثيقها مع الدول العربية تحقيقا لطموحات وتطلعات وآمال الأقطار العربية، كما استعرض جلالة الملك في لقائه أمس بوزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل ووزيرة الدولة بوزارة التعاون الدولي اشراقة السيدمحمود صالح تطورات الأوضاع الراهنة في المنطقة خصوصا الوضع في العراق والأراضي الفلسطينية، اضافة الى القضايا الاقليمية والدولية.

وتمنى جلالته لاجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين كل التوفيق والسداد والتوصل الى قرارات وتوصيات بناءة ومثمرة تدعم وتعزز التعاون الثنائي المشترك بالشكل الذي يسهم في تنمية وتطوير علاقات البلدين في مختلف المجالات والوصول بها الى آفاق جديدة من العمل التكاملي المشترك.

وفي المنامة، عبر رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة - الذي استقبل الوفد السوداني - عن دعم المملكة للخطوات كافة التي يتخذها السودان لدعم أمنه واستقراره بما في ذلك المفاوضات السلمية التي تجريها الحكومة مع الأطراف كافة ذات العلاقة لصون الأمن والاستقرار في ربوعه.

وأكد صاحب سموه أهمية تبادل الزيارات على مستوى المسئولين الرسميين والوفود التجارية لزيادة المشروعات المشتركة بين البلدين في ضوء ما تتمتع به من ثروات طبيعية وبالشكل الذي يحقق طموح البلدين للارتقاء بالتبادل التجاري والتعاون الاقتصادي والاستثماري بينهما.

وفي وقت لاحق من يوم أمس، ترأس نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، ووزير الخارجية في جمهورية السودان مصطفى عثمان اسماعيل، أعمال اللجنة العليا المشتركة بين مملكة البحرين وجمهورية السودان التي بدأت صباح اليوم بديوان وزارة الخارجية.

وقد بدأ وزير الخارجية الاجتماع الأول للجنة الذي حضرته وزير الدولة بوزارة التعاون الدولي وسفير جمهورية السودان لدى المملكة عوض مرسي طه والوفد المرافق للوزير السوداني، وممثلون لعدد من وزارات المملكة وغرفة تجارة وصناعة البحرين، باستعراض مجالات التعاون القائمة بين البلدين وخصوصا الاقتصادية والتجارية والعملية والثقافية والاعلامية والسياحية ومجالات الاستثمار والتدريب المشترك. إذ أكد أن هذا الاجتماع يأتي تأكيدا لرغبة البلدين المشتركة والصادقة في النهوض بالعلاقات والتعاون وتوسيع أفاقها وتفعيل امكاناتها عبر وضع الآليات والأطر المناسبة.

وأشار إلى عدد من الاتفاقات والبرامج التنفيذية ومذكرات التفاهم للتعاون في مجالات الخدمات الجوية والصحية والزراعية والسياحية التي سيتم التوقيع عليها بين البلدين، معربا عن أمله في ان يتم التوصل الى مزيد من هذه الاتفاقات والبرامج في المستقبل لتشمل مجالات أخرى بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.

وفي إطار القضايا الاقليمية والدولية، تطرق وزير الخارجية إلى موضوع القمة السادسة عشرة التي ستعقد اعمالها خلال النصف الثاني من مايو/ آيار المقبل، مؤكدا أهمية انعقادها تحقيقا لما تنعقد عليه آمال وتطلعات الشعوب العربية.

كما تطرق إلى الأوضاع الراهنة في العراق معربا عن القلق تجاه تطوراتها وتداعيتها التي تهدد استقلال العراق ووحدة شعبه وسلامته الاقليمية. وبالنسبة إلى الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، فقد أشار بقلق وأدانة إلى ممارسات «اسرائيل» القمعية ضد الشعب الفلسطيني.

من جانبه عبر الوزير السوداني عن سعادته بزيارة المملكة شاكرا ومقدرا ما قوبل به والوفد المرافق من حفاوة بالغة ورعاية كريمة، كما نقل تحيات الرئيس السوداني البشير الى القيادة السياسية في البحرين. وقد استعرض الوزير السوداني مجالات الاستثمار المشترك في السودان، إذ دعا إلى شراكة اقتصادية وتجارية بين البلدين على صعيد القطاع الحكومي والخاص.

كما أكد حاجة السودان إلى الاستفادة مما حققته المملكة من خبرة وتقدم في مجالات جذب الاستثمار والمركز المالي المرموق الذي تتمتع به، اضافة الى خبرتها في مجال المصارف المالية الاسلامية

العدد 598 - الأحد 25 أبريل 2004م الموافق 05 ربيع الاول 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً