العدد 5384 - السبت 03 يونيو 2017م الموافق 08 رمضان 1438هـ

حوار مع رئيس الجامعة الأهلية ورئيس رابطة الجامعات الخاصة

this will be replaced by the SWF.
حوار مع رئيس الجامعة الأهلية ورئيس رابطة الجامعات الخاصة

أعزائنا متابعي برنامج "عبر الأثير" من الوسط اون لاين، أسعد الله أوقاتكم بكل خير.
نرحب بكم في حلقة خاصة من البرنامج في غير موعده المعتاد وهو يوم السبت من كل أسبوع، وذلك لتخصيص حوار مع رئيس الجامعة الأهلية ورئيس رابطة الجامعات الخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبدالله الحواج.
هذا الحوار، يأتي تزامناً مع بدء أعمال المؤتمر العالمي "الأزمة المالية العالمية وتأثيرها على جهود التنمية المستدامة" والذي يعقد يومي التاسع والعاشر لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بتنظيم من الجامعة الأهلية بالتعاون مع المنظمة العالمية للتنمية المستدامة (WASB).
• نرحب بكم د. عبدالله، وقبل أن نتحدث عن المؤتمر، دعنا نهنئكم أولاً بمناسبة حصول الجامعة الأهلية على شهادة هيئة ضمان الجودة، ولنتحدث قليلاً عن هذه الشهادة ومعاييرها...
- في البداية أشكركم على هذه المناسبة أول شيء، والفرصة لنتحدث عبر هذا البرنامج. في البداية أشكركم جزيل الشكر على شكركم لنا، والجامعة الأهلية سعيدة جداً وكل العاملين في الجامعة الأهلية بحصول الجامعة على الثقة من هيئة ضمان الجودة في تقييمها لبرنامج إدارة الأعمال في الجامعة، وكل العاملين في الجامعة سعيدون بهذا الإنجاز.
ونحن في الواقع نؤكد في كل موقع بأن الجامعة الأهلية منذ أن تأسست رسالتها أن تكون جامعة متميزة وأهدافها أن تقدم برامج ذات مستوى عالٍ من الجودة إلى أبناء وبنات البحرين ودول مجلس التعاون، وأيضاً المقيمين في البحرين من كل الجنسيات.
الجامعة الأهلية في تقييمها من قبل هيئة ضمان الجودة حصلت على الثقة لبرنامجها بعد أن حققت كل المعايير، هناك أربعة معايير أساسية قامت الجامعة بتطبيقها، وقبل ذلك أيضاً الجامعة قد استوفت كل متطلبات ومعايير التعليم العالي حسب متطلبات مجلس التعليم العالي.
وفي الواقع، نحن لا نطمح إلى فقط أن نحقق هذه الحدود، لأن هذه الحدود هي حدود دنيا، نحن طموحاتنا أكبر بكثير من ذلك، نحن نطمح إلى أن تكون كل برامجنا معتمدة اعتماداً أكاديمياً من مؤسسات الاعتماد العالمية، لأننا في الواقع لا نطمح إلى أن ننافس الجامعات المحلية فقط، نحن طموحاتنا أكبر بكثير من ذلك، نحن نتمنى ونحن في الطريق إلى تحقيق أن تكون الجامعة الأهلية جامعة منافسة لأفضل الجامعات، وأن تكون على قدم المساواة مع جامعات عريقة.
ولذلك منذ البداية أكدنا على ضرورة أول شيء أن يكون هناك تنسيق مع الجامعات العالمية العريقة، أن يكون هناك نوع من التوأمة في عدد كبير من البرامج، ونحن لدينا توأمة في كثير من برامجنا في الواقع مع جامعة ؟؟؟؟ البريطانية، كما أن عندنا توأمة مع بعض الجامعات الأميركية، ونحن نسير في هذا الاتجاه.
كما أود أن أؤكد أنه عند تأسيس الجامعة الأهلية أنه منذ التأسيس مجموعة المؤسسين كانوا واضحين جداً بأنهم لا يسهموا في تأسيس جامعة إلا أن تكون متميزة تخلّد أسماءهم فيما بعد، لأنه إذا كان الهدف من تأسيس الجامعة هو الحصول على الربحية فهناك طرق كثيرة الربحية فيها أسهل والربحية فيها أيسر، ولكن نحن ننظر إلى أن الجامعة هو مشروع بالأساس مشروع وطني، مشروع قومي حتى، ولذلك المسئولية على من يقوم بتأسيس أو المشاركة في تأسيس أي جامعة مسئولية كبيرة.
ولذلك، أعتقد يجب أن يكون التأسيس دائماً من قبل هيئة مؤسسين، ويجب أن يكون أعضاء الهيئة المؤسسين من أصحاب الأيادي البيضاء، تاريخهم معروف، تاريخهم سواء كان حتى اجتماعياً واقتصادياً وعلمياً، لأنه نحن نستثمر في أعز ما نملك، نستثمر في العقل البشري، نستثمر في أبناء وبنات هذا الوطن، ولذلك لا يمكن أن نساوم على هذا الاستثمار.
فأنا في الواقع أشكركم كثيراً على هذه الفرصة، وأقول لك إذا كانت الجامعة الأهلية، وهي الجامعة الأولى التي حصلت على الثقة من هيئة ضمان الجودة، فأؤكد لك أن هذا يصعّب علينا العملية، لأننا نحن دائماً نريد أن نؤكد بأننا ننافس الجامعات العالمية العريقة، وسوف – إن شاء الله – نثبت ذلك للجميع، ونؤكد أننا نستحق هذه النتيجة ونستحق شكركم وثناءكم.
• دكتور؛ هذا النوع من الشهادات يعتبر نقطة تحوّل ونقطة تفوّق على مستوى المؤسسات الأكاديمية، وخاصة نحن في البحرين كل المهتمين ينظرون بطموح إلى أن تكون السمعة دائماً في هذا المستوى من التألق، نتمنى الجميع لقطاع الجامعات الخاصة في البحرين، لأنه مهم كلما ارتفعت سمعتها فسوف ينعكس ذلك على مستوى الجامعات في البحرين. ربما أيضاً هذا – دكتور – يربطنا بأن جامعة خاصة تتولى قيادة أو تنظيم مؤتمر بهذا الأهمية، فالأزمة المالية العالمية تأثيراتها كثيرة، ولكن ربما على مستوى منطقة الخليج لم توليها المؤسسات المصرفية المالية ذلك الاهتمام البحثي، فهل هذا منطلق أيضاً من أن الجامعة تريد أن تضع المرئيات البحثية فيما يتعلق بتحليل....
- الجامعة الأهلية منذ أن أنشئت نحن في الواقع نفكر في جامعة، نحن لم نفكر في إنشاء معهد للتدريس. الجامعة بمفهوم الجامعة هي كالوجهان لعملة واحدة، وجه التعلم والتعليم، والوجه الآخر البحث العلمي. ولذلك، نحن نضع البحث العلمي في منزلة مساوية لمنزلة التعلم والتعليم، ومن هذا المنطلق منذ أن بدأت الجامعة وهي تفكر في أن يكون لها إسهامات في حل قضايا المجتمع، في حل القضايا العالمية.
وأنا سعيد جداً أيضاً بأن أقول لك إننا أيضاً نحصل على الدعم والرعاية أيضاً من الدولة، فالجامعة الأهلية قبل سنتين قامت بتنظيم أكبر مؤتمر في المنطقة، المؤتمر العالمي الأول للتعليم العالي، وحصلت الجامعة في هذا المؤتمر على رعاية كريمة، رعاية سامية، من صاحب الجلالة الملك، وكان هناك دعم وتشجيع، وحضر ذلك المؤتمر أكثر من 50 رئيس جامعة، وحضره أكثر من 150 عالماً من مختلف أنحاء العالم، والبحرين تفتخر أن يكون فيها جامعات تقوم بهذا الدور، وفي ذاك المؤتمر قد اختيرت البحرين لأن تكون مقراً عاماً أو المقر الدائم للأمانة العامة لمؤسسة أو لرابطة الجامعات الخاصة في دول مجلس التعاون.
المؤتمر الذي افتتح الآن، أول شيء في موضوع مهم جداً، في موضوع الساعة، الأزمة المالية العالمية وآثارها على التنمية وآثارها على التنمية المستدامة، وآثارها على البيئة، وآثارها على القطاعات الأخرى. عندما تحصل الجامعة الأهلية على رعاية صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، هذا يؤكد ودلالة قاطعة بأن قيادتنا أيضاً تدعم التعليم، وأن قيادتنا تشجع الجامعات الجادة التي تحاول أن تكون في الطليعة. أنا سعيد جداً بأن تحصل الجامعة على هذه الرعاية وهذه دائماً نقطة نؤكد عليها في كل موقع، لأنني ممن يؤمن إيماناً تاماً إذا تلاقت إرادة القيادات السياسية وإرادتنا وإرادة الناس فنحن نستطيع أن نصل إلى ما نطمح إليه، ونستطيع أحياناً أن نحقق حتى المعجزات.
ولذلك، عندما يلتقي في البحرين أكثر من 200 عالم يحاصرون الأزمة المالية ويحاصرون آثارها ويتعلمون من الدروس التي أعطتنا إياها هذه الأزمة في مجالات مختلفة، تصوروا في هذا المؤتمر هناك تسعة محاور مختلفة. فالمؤتمر مؤتمر شامل ويلتقي في هذا المؤتمر علماء كبار، رؤساء جامعات ووزراء وأيضاً سياسيون، هذا المؤتمر يضم ليس فقط العلماء والمفكرين، يضم أيضاً مجموعة كبيرة من أصحاب القرار، ويضم مجموعة كبيرة من المفكرين، يضم مجموعة كبيرة من متخذي القرار.
ولذلك، المؤتمر هو فرصة لشبابنا، فرصة لطلبتنا، بأن يلتقوا بهذه النخبة من العلماء، والمؤتمر هذا أيضاً فرصة للبحرين بأن تستفيد من الخبرات الموجودة، أكثر من 200 عالم يجتمعون تحت سقف واحد في 3 غرف أو 3 قاعات متجاورة في ؟؟؟؟ متساوية، يطرحون آخر ما توصل إليه العلم في هذا المجال.
في السابق كنا نتحدث عن التنمية دائماً، اليوم نتحدث عن التنمية المستدامة، وأنا أذكّر كنت قبل أسبوع قد دُعيت من قبل الأمين العام لدول مجلس التعاون لإلقاء محاضرة على مدراء ورؤساء الجامعات الحكومية في دول مجلس التعاون، واستفدت أيضاً من الأزمة المالية عندما تحدثت، لأنه كان الحديث عن الجامعات الخاصة، وطرحت عليهم ما يُسمى بالجامعة المختلطة، وأقصد بالمختلطة في التمويل المالي.
اليوم، الأزمة المالية طرحت علينا هذه الفكرة، عندما كانت الأزمة المالية كان قبلها الناس كلها تدعو الحكومات إلى رفع يدها وتحرر الاقتصاد بدون حتى كثير من القواعد، عندما جاءت الأزمة المالية سمعنا مؤسسات كبرى تقول أين الحكومات، لماذا لا تدعمنا؟
أنا أعتقد في العليم العالي يجب أن نتعلم ذلك، ولذلك دعوتي للجامعة المختلطة، يعني أن تكون الدولة ممولاً ومساعداً في كل الجامعات الخاصة، مقابل أن تقوم الدولة بوضع التشريع وبالرقابة وبوضع الـ؟؟؟؟ وكل حاجة، وهذا هو ليكون لدينا ضمان في الواقع بأن يكون عندنا تعليم عالي متميز، تعليم عالي جيد، من أصعب الأمور أن يكون فيه مقابل أنه الواحد يفكر في الربحية، لا يوجد إنسان في الدنيا لا يحب المال ولذلك أنا يجب أن أحمي نفسي من أن أتحوّل، ولذلك أضع من البداية قوانين واضحة وتشريعات واضحة تجعلني بعيداً عن الانحراف.
أنا أعتقد من يعمل في التعليم العالي ومن يستثمر في التعليم العالي، قبل كل شيء يجب أن يكون من أصحاب الأيادي البيضاء، من أصحاب السمعة الكبيرة البيضاء، يجب أن يكون أيضاً مؤهلاً للدخول في هذا المضمار، ولذلك إذا حصلت كل هذه فلا خوف على التعليم العالي سواء كان تعليماً عالياً خاصاً أو تعليم عالي حكومي أو تعليم عام أو خاص، لأنه في الأخير الكل يجب أن يشارك في هذه العملية، وأنا أعتقد اليوم لا يوجد استثمار أفضل من الاستثمار في العقل البشري، ثرواتنا كلها ممكن أن تزول، النفط سيزول يوماً ما، الغاز سيزول يوماً ما، إلا الاستثمار في عقول أبنائنا وبناتنا، هو الاستثمار الباقي وهو الاستثمار الذي نعوّل عليه.
• إذاً دكتور؛ النقطة الأخيرة ربما في هذا اللقاء، هو وجود تحدي كبير بعد صدور التوصيات، لأن هذه التوصيات لابد بمشاركة هذا العدد الكبير من الأسماء التي ثقل في المجتمع الدولي، لن تصدر التوصيات من أجل أن نضعها في الأدراج، الخطوة التالية بعد اختتام المؤتمر، نريد أن نستفيد...
- هو كثير مما يؤخذ على مؤتمراتنا، وكثير مما يؤخذ على لقاءاتنا أن تخرج هذه اللقاءات في الأخير بتوصيات نظرية، توصيات غير قابلة للتنفيذ وتوضع كإضافة للمكتبات، أو أحياناً حتى توضع على الأرفف. هذا الوضع مختلفاً في هذا المؤتمر، لأن المؤتمر يتحدث عن قضايا عملية، المؤتمر يتحدث عن آثار الأزمة العالمية المالية، الأزمة العالمية على البيئة، وعلى الطاقة، وعلى التنمية المستدامة، ولدينا في هذا المؤتمر مجموعة من الوزراء المسئولين عن هذه العملية.
ولذلك، أتمنى أن يخرج هذا المؤتمر بتوصيات عملية علمية، أي توصيات عملية، وأن يخرج هذا المؤتمر بقضايا مهمة هدفها التطبيق، لأن هناك خوفاً من قضية التنمية، وهناك من يسأل؛ ما هي التنمية المستدامة؟
ونود أن نؤكد هنا أن المقصود أن نربط مستقبل أجيالنا دون التأثير على مستقبل حاضرنا، دائماً التنمية المستدامة أن نفكر في المستقبل أن يدوم الشيء وأفضل مما هو عليه، ولذلك في هذا المؤتمر نحن أكدنا على فاعلية قراراته، نحن أكدنا على ضرورة أن تكون توصياته توصيات عملية وليست نظرية.
وفي الواقع هذا المؤتمر نهدف منه أيضاً شيء مهم جداً، نهدف منه أن نؤكد في كل موقف على ضرورة تشجيع مراكز الأبحاث العلمية في المنطقة، وأنا سعيد جداً بأن أقول لك إن البحرين في الآونة الأخيرة تتجه في اتجاه التأكيد على قضية الاهتمام بالبحث العلمي في مجالات الاقتصاد، الاهتمام بالبحث العملي في مجالات أخرى، لأنه لو نظرنا إلى العقول الماضية، العالم العربي كله، وربما الشرق الأوسط كله، فقير جداً في قضية دعم البحث العلمي، إذا نظرنا إلى دولة، إلى "إسرائيل"، نحن دائماً نقارن بها، "إسرائيل" لوحدها تصرف على البحث العلمي أكثر مما نصرفه نحن العرب جميعاً.
ولذلك، لا نستغرب إذا رأينا الكثير من الأمور، يعني تتصور أن اليوم نحن لا نصنع شيئاً تقريباً، وهذا راجع إلى أنه لا نصرف كفاية على البحث العلمي، لا ندعم البحث العلمي، ودعم البحث العلمي ما لم يكن قراراً سياسياً وما لم يكن أصحاب القرار السياسي والقيادات مقتنعين به وجزءاً منهم، لا يمكن أن يدوم.
ولذلك، في الواقع هذه المؤتمرات، وهذه اللقاءات تشجّع دولنا وتشجّع قياداتنا على أن تسعى إلى هذا السعي وهذا النحو، ونحن هذا الذي نحب أن نؤكد عليه واقعاً، وإلا في الواقع تكون جامعاتنا ومعاهدانا ومراكز أبحاثنا مجرد ديكورات، ونحن لا نريد أن نكون ذلك، نحن نريد أن نشارك في صنع الحضارة، نريد أن نشارك في أن نركب قطار الحضارة، ونريد أن نكون ليسوا متفجرين، وإنما – إن شاء الله – لاعبين أساسيين في حضارة المستقبل.
• نهنئكم مرة أخرى – د. عبدالله الحواج – ونتمنى للمؤتمر التوفيق.
أعزاءنا متابعي برنامج "عبر الأثير"؛ كنتم معنا في حوار مع رئيس الجامعة الأهلية ورئيس رابطة الجامعات الخاصة في دول مجلس التعاون الخليجية الدكتور عبدالله الحواج، نتمنى أن تكونوا قد استفدتم من هذا الحوار... إلى اللقاء في لقاءات قادمة.

 

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5384