العدد 5384 - السبت 03 يونيو 2017م الموافق 08 رمضان 1438هـ

أحكام قضائية بإخلاء «منازل » تتسبب في تشتيت «عوائل »

this will be replaced by the SWF.
أحكام قضائية بإخلاء «منازل » تتسبب في تشتيت «عوائل »

"عبر الأثير"، برنامج أسبوعي يتناول تقارير ومتابعات محلي، يقدمه لكم كل سبت سعيد محمد...

أحكام قضائية بإخلاء المنازل تتسبب في تشتيت العوائل.

أعزاءنا متابعي برنامج "عبر الأثير" من الوسط اون لاين، سعد الله أوقاتكم بكل خير.

في حلقة اليوم، وعلى رغم وجود الكثير من الملفات والقضايا الساخنة والطارئة، إلا أنها ستخصص للحديث عن مشكلة واجهها وسيواجهها عدد من المواطنين، من أبناء العائلة الواحدة، وهي مشكلة إخلاء المنزل.

؟؟؟؟ بصورة ما، عندما يقوم ربُّ الأسرة، صاحب النصيب الأكبر من من الورث مثلا بطرد أمه وإخوته بحكم قضائي.

قبل أيام قرأنا قصة المواطن الذي أرغم أسرته المكونة من 5 أفراد على إخلاء منزلهم، ضمن حكم قضائي بهدف نيته الاستفادة من نصيبه الموروث من والده، في الوقت الذي لم تجد فيه الأسرة ملجأ آخر تلوذ إليه عقب إخلاء المنزل.

والأشد من ذلك، أن الابن استفاد من الوحدات الإسكانية خلال العامين الماضيين، أو لنقل إن الابن استطاع أن يستفيد من وحدة إسكانية حصل عليها خلال العامين الماضين، وهو يقطن فيها حاليا، إلا أنه مصر على المطالبة بنصيبه الذي لا يتجاوز الخمسة عشرة مترا مربعا من المنزل الموروث له ولإخوته، على رغم الظروف الصعبة التي تمرّ بها الأسرة والمنزل نفسه.

وليست هذه هي القصة الوحيدة، فهناك الكثير من القصص التي يلجأ فيها مواطن إلى القضاء دون مراعاة شعور أفراد أسرته خصوصا أولئك الذين يعيشون ظروفا صعبة، فلدينا المزيد من القصص... حياكم الله.

يقول المواطن جعفر: مضى الآن 10 سنوات على قضيتنا في المحاكم، ونتمنى أن يصدر الحكم لصالحنا. لقد اشترينا قطعة أرض من قريب لنا وهو خالنا، وللثقة لم نقم بتسجيل الأرض واكتفينا بتوقيع ورقة مبايعة، وبعد وفاة خالي – والكلام لجعفر – وقع الخلاف مع الورثة الذين طالبوا بالمنزل الذي بنيناه على قطعة الأرض، ذلك أنهم أنكروا معرفتهم بموضوع بيع الأرض لنا، وها نحن نتردد على المحاكم منذ ما يربو على 10 أعوام، فأنا وأخي اشترينا قطعة الأرض من خالنا، ولكن الخطأ الذي وقعنا فيه وذلك بسبب الجهل وقلة المعرفة هو أننا لم نقم بتسجيل الأرض باسمنا، وقد انتقل أخي الأكبر للسكن في منزل قام ببنائه ومازلت أنا أقيم في المنزل موضوع الشكوى.

لقد تسببت هذه القضية في إيقاع الكثير من المشاكل العائلية، أتمنى أن تنتهي على خير... هكذا قال جعفر.

أما المواطنة أم محمد، فإنها أبكت الكثير من الناس الذين علموا بقصتها، فطليقها صبّ جام غضبه عليها وعلى أبنائه، مستصدرا حكما قضائيا من المنزل، ووجدت نفسها هكذا بين ليلة وضحاها على قارعة الطريق، هي وأبناؤها وحولهم أب له قلب صخري صلب، لم يكترث أو لم يستشعر لحظة إجابة سؤال قد يطرحه على نفسه: أين سينام عيالي؟

وبعد مشقة، وبفضل وقوف إخوتها والمحسنين من أهل الخير، وجدت أم محمد لها ملجأ مؤقتا يؤويها مع أبنائها، لكنها تنتظر وحدة سكنية من وزارة الإسكان التي راجعتها مرارا وتكرارا، إنما المشكلة الرئيسية هي في كيفية إعالة أسرة لا عائل لها، وفي ظل ظروف قاسية للغاية.

كان الله في العون...

ولكن، لماذا تقع هذه الخلافات، ولم نحصل على إجابة حقيقية إلا تلك التي جاءت على لسان بعض المحامين الذين تحدثنا معهم، والذين أجمعوا على أن الخلافات تقع أولا بين الأطراف المعنية في المنزل، فيصلون إلى باب مغلق حينها يقررون رفع الأمر إلى القضاء.

وبالنسبة للمحامين فإنهم في العادة يجلسون مع أفراد الأسرة ويقنعونهم بطرح خيارات بديلة، وتقديم خيارات غير خيار التوجه إلى المحاكم، لكن في الغالب يرفض أحد الأطراف فيُرفع الأمر إلى القضاء.

ويقول محامون إن مثل هذه القضايا الكثير الكثير من أروقة المحاكم، فيما تمّ حل القليل منها بالتفاهم والجلسات الودية بين الأخ وأخيه، أو بين الأخ وإخوته، وهكذا. ولو استطاع أفراد الأسر، الذين لديهم خلاف على تقسيم الورث بين بعضهم البعض وتفاهموا، لكان أفضل بكثير من نقل الموضوع إلى القضاء الذي يتطلب وقتا طويلا وتستمر فيه القضية سنوات وسنوات، تتبعها تكاليف مستمرة.

ولتجاوز هذه المشاكل، يرى بعض المتهمين بالشئون الاجتماعية، ومنهم أخصائية شئون المجتمع بالمحافظة الشمالية حياة الحليبي، أن إحداث التناغم والتفاهم بين أفراد الأسرة الواحدة أهم بكثير من الحصول على مصالح شخصية لفرد واحد، فلربما نجح هذا الشخص في الحصول على النصيب الأكبر، لكنه سيتسبب في العصف بحياة الأسرة واستقرارها، وكذلك الحال بالنسبة للأزواج المنفصلين، فإن طرد الزوجة وأبنائها من المنزل يعد إصابة بليغة قد يضيع بسببها الأبناء.

ولكنها تؤكد على ضرورة الاستعانة بوجود الخيرين والحكماء من أفراد الأسرة للحيلولة دون وقوع مثل تلك المشاكل.

ختاما، نتمنى ألا يحصد المجتمع المزيد من المشاكل الأسرية، وأن تكون هناك صورة من التوعية المستمرة، توليها مؤسسات المجتمع المدني، وخصوصا الاجتماعية منها والدينية، اهتماما أكبر لحفظ استقرار الأسرة.

إلى اللقاء يوم السبت القادم في حلقة جديدة من برنامج "عبر الأثير"... في أمان الله

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5384