العدد 5384 - السبت 03 يونيو 2017م الموافق 08 رمضان 1438هـ

من يقف وراء أعمال تخريب المدارس وما هو دور مجالس الآباء؟

الوسط – سعيد محمد

this will be replaced by the SWF.
من يقف وراء أعمال تخريب المدارس وما هو دور مجالس الآباء؟

تثير حوادث الإعتداء على المدارس الكثير من المخاوف، فتلك الحوادث، من ناحية الإستهداف وأسلوب الهجوم من قبل مجهولين، تنبيء بأن هناك خطراً فادحاً لابد من التصدي له بحزم وقوة، أياً كان الفاعل وأهدافه، فالمدارس والمراكز الصحية والمرافق الخدمية، هي ملك عام لكل الناس، ولا يجب التعرض لها بالتخريب والإستهداف، بل وتصبح المدارس على رأس تلك المرافق لأنها مركز اشعاع علم وحضارة وهي الرمز لمواجهة الظلام والجهل.

وعلى رغم المسافة الزمنية القصيرة بين الحوادث التي شهدتها مدارس في الدراز وعراد والحد وكرانه، إلا أن الهدف كان واحداً، وهو التخريب لا غير، وعلى الرغم من أن الفاعلين مجهولون، لكن ليس من الصعب، حسب قول الإختصاصيين التربويين ورجال الأمن، القول أن من يقترف تلك الأفعال إنما هم أناس يعيشون في مجتمعنا، لكنهم تعودوا على الممارسات الهمجية في كل مكان، ولا يفرقون بين مدرسة أو مركز صحي أو أي شيء آخر.

وفي استطلاعنا آراء عدد من أولياء الأمور، تبين أن هناك اجماع على ضرورة تقديم الفاعلين الى المساءلة القانونية، وكما هو رأي رجال الأمن والإختصاصيين التربوييين، فإن عدداً من أولياء الأمور الذين استطلعنا آراءهم كانوا يشيرون الى وجود جماعات عدوانية سواء من المواطنين أو المقيمين، وأغلبهم من المواطنين الشباب والصغار السن، لا يردعهم أو يوقفهم شيء اذا أرادوا الهجوم بدافع الإنتقام، أو بدافع العمل البطولي، أو بدوافع أخرى نفسية واجتماعية، لكن في كل الحالات، لا يمكن أن يكون الفاعل سوياً سليم العقل والفطرة، أياً كانت الأسباب.

وحسب قول بعض حراس المدارس، فإنهم يدافعون عن أنفسهم بالقول أن هناك من يتهمنا بالتقصير، لكن المدارس ليست دكاناً صغيراً محدود المساحة.. المدارس ذات مساحات واسعة والدورة الكاملة حول بعضها يتطلب احياناً بين 10 الى 20 دقيقة، ولكم أن تتخيلوا استعداد أولئك المعتدين الذين يستهدفون المدارس، فهم يأتون سريعاً من جانب معين ثم يولون هاربين بعد أن يقوموا بفعلتهم الشنيعة، لكن حراس الأمن يرون أن المسئولية يجب أن يتشارك فيها الأهالي الذين يرى بعضهم أن هناك حركات مريبة وأناس مشبوهين يتحركون ويعتدون وبعض الناس ينظرون اليهم دون أن يكلفوا أنفسهم حتى بتدوين رقم السيارة أو اوصاف المعتدين إن كانوا لا يستقلون مركبة.

وهناك اتفاق في الآراء على ضرورة أن يكون الأهالي أنفسهم، قبل رجال الشرطة وقبل حراس المدارس.. أن يكون الأهالي هم العين الأولى لمنع أولئك المخربين، فلا يمكن القول أن أحداً لم ير المشهد منذ بدايته خصوصاً وأن المدارس التي تعرضت للتخريب هي مدارس في عمق الأحياء السكنية، ونحن نعيش في مجتمع نشط يتحرك ليلاً ونهاراً ولا تنعدم فيه حركة الشارع.

وهناك آراء تقول أن الجناة مجهولين، ولا يمكن توجيه إتهام الى احد من طلبة المدرسة مثلاً، خصوصاً إذا كانت مدرسة للبنات، لكن، هناك دعوة لمشاركة الجميع في أن يكونوا عيناً ساهرة على المرافق والممتلكات العامة ولا يسمحوا لأحد كائن من يكون أن يعرضها للتخريب.. ولكن ماذا عن دور مجالس أولياء الأمور؟.

هذه المجالس، أي مجالس الآباء وأولياء الأمور، ركن مهم في متابعة قضايا المدارس على اختلافها، ومع أننا في نهاية العام الدراسية 2009- 2010، لكن، يمكن للمجالس أن تطرح مرئياتها في شأن حماية المدارس، والتباحث لنشر القضية مجتمعياً وتحويلها الى موضوع على مستو عال من الحساسية ونشر النقاشات حوله في المجالس الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني، وتنشيط جهود الباحثين وكذلك أعضاء مجالس أولياء الأمور لتكثيف الإتصالات بعلماء الدين الأفاضل والخطباء لحثهم على تناول هذه القضايا المهمة في خطبهم ومحاضراتهم.

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5384