العدد 5384 - السبت 03 يونيو 2017م الموافق 08 رمضان 1438هـ

في برنامج فريز... محسن المتغوي مع فيلم "راح البحر"

اعداد و تقديم : منصورة عبدالامير

this will be replaced by the SWF.
في برنامج فريز... محسن المتغوي مع فيلم "راح البحر"

مرحبا بكم
هذه حلقة جديدة من برنامج "فريز" الذي يبث على الوسط أون لاين. موضوع حلقتنا لهذا الأسبوع يدور حول "نغزة" أو هكذا يطلق عليها أصحاب الفكرة. بدأت الحكاية بفيلم قصير عرض خلال مهرجان الخليج السينمائي في دورته الثالثة التي أقيمت في أبريل نيسان الماضي في دبي. "راح البحر" كان اسم الفيلم، وهو فيلم يصفه مخرجه محسن المتغوي بأنه قصير جدا جدا. صفق له الحاضرون لفترة فاقت مدة عرضه التي لم تتجاوز الدقيقة الواحدة، اعجب به الجميع وأثنوا على قدرة صانعوه في تقديم فكرته في زمن قصير جدا جدا. اتضح بعدها أن الفيلم ليس سوى جزء من مشروع متكامل. معنا اليوم فريق عمل الفيلم، مخرجه محسن المتغوي، كاتب السيناريو وصاحب فكرة الفيلم والمشروع ككل جعفر حمزة، والقائم بعمليات المونتاج حسن نصر وهو أيضا صاحب أستوديو مون ميديا، الحاضن التقني للمشروع.

[ محسن المتغوي؛ عرضت فيلمك "راح البحر" في مهرجان الخليج السينمائي في أبريل/ نيسان الماضي، وكان هذا أول عرض للفيلم، صحيح؟
- نعم، صحيح.
[ الفيلم كان مدته دقيقة، ومع ذلك يمكن تصفيق الجمهور للفيلم تجاوز الدقيقة، أي أنه تجاوز مدة الفيلم، فالكل أعجب به، فهل رأيت كيف كان حماس الجمهور للفيلم؟
- نعم، صحيح.
[ برأيك، لماذا أعجب جمهور الصالة الذين كانوا موجودين في ذلك الوقت بفيلمك؟
- طبعاً، بداية عرض الفيلم كنت خائفاً، لأن فترة عرض الفيلم كانت فترة جداً قوية، فأثناء العرض كنت خائفاً على فيلمي لأن مدته كانت 35 ثانية فقط وخوفي كان لسبب أن يتفوق عليّ غيري، إلا أنه بعد تصفيق الجمهور عرفت أنه نال إعجابهم. وبعد خروجي من صالة العرض تحدث إلي البعض قائلاً: توقعنا أن تكون مدة الفيلم أطول من ذلك وسيكون مملاً، لكنهم تفاجئوا بختام الفيلم في نفس الدقيقة، ما أثار إعجابهم.
[ ما هي فكرة الفيلم بالضبط؟
- فكرة الفيلم هي أن شخصاً ذهب إلى البحر وأثناء ذهابه دُفن البحر فجأة، تماماً كما هو حاصل الآن، ربما ترين بناية واحدة بعد شهر أو أقل ترين عدة بنايات بنيت بجانب تلك البناية، وذلك ناتج عن سرعة الزمن وهو ما أريد التوصل إليه.

[ أستاذ جعفر حمزة، الذي عرفته أن هذا جزء من مشروع متكامل لديكم لتقديم أفلام قصيرة، وهي أفلام توعوية بالدرجة الأولى، كلمنا أكثر عن هذا المشروع...
- تم البدء في المشروع تحت مظلة اسمها "نغزة"، والمقصود به إيصال رسائل توعوية قصيرة جداً في أقل وقت ممكن، وتكون كل الرسائل مكثفة في هذه الصورة، الصورة البصرية التي هي عبارة عن فيلم قصير، فابتدأت بـ "راح البحر"، لكي نسلط الضوء على ردم البيئة وعلى الدفان الجائر الحاصل في البلد أو في العالم بصورة عامة، ولكننا نتكلم عن البحرين حالياً، وهذه صورة مصغرة عن الموجود في الواقع.
ولدينا هناك أفكار أخرى تحت مظلة هذا المشروع، والهدف من هذا المشروع هو إيصال الرسائل بقدر الإمكان في أقل وقت ممكن وبصورة مختزلة جداً، بحيث لا تضر بالرسالة وفي نفس الوقت تصل الرسالة بطريقة سلسلة وسهلة والكل يفهمها بدون حوار.


[ لكنك تحدثت عن تأثركم بالأسلوب الياباني في تقديم الأفكار في أفلام قصيرة جداً جداً جداً، كلمنا عن هذا الأسلوب...
- هذا الأسلوب مأخوذ من الشعر الياباني، كما يسمى "هايكو" أو "هايدو" حسب تسمية البعض، وهو عبارة عن شعر ياباني جداً قصير لا يتجاوز ثلاثة أو أربعة أبيات، وتختزل فيه كل الفكرة أو كل القصة، وحتى هناك أيضاً نسخة أخرى من الشعر تترجم إلى قصة، هناك أيضاً قصص يابانية قصيرة جداً جداً جداً، ربما على فقرة أو فقرتين فقط، فتختزل فيها الفكرة وتختزل فيها القصة والإخراج كله، هذا تحوّل من مفهوم ثقافي ياباني من شعر وقصة إلى فيلم قصير جداً جداً، فهناك لدينا فيلم قصير ولكن لدينا الآن فيلم قصير جداً والذي نصنفه ضمن الأفلام الدعائية القصيرة جداً التي توازي المستوى العالمي فيما يسمى بالإعلانات الدعائية، ومعروف أن الفيلم الدعائي لا تتجاوز مدته الخمس وثلاثين ثانية وهذه قمة الصعوبة.
فإذا كان لدينا فيلم طويل باستطاعتنا أن نتكيّف معه، إلا أن الفيلم القصير تختزل فيه كل القصص وكل الدراما وكل السيناريو في وقت جداً قصير، فهنا تكمن الصعوبة حيث تحتاج إلى آليات كثيرة، كسيناريو محكم ولمخرج مبدع ولإنتاج يراعي كل هذه الجوانب. فنحن أخذنا هذا الأسلوب من الأسلوب الياباني في الإخراج، أما الفكرة بطبيعة الحال فإنه لابد أن نراعي الظروف الموجودة حولنا ونقدم هذه الأفكار بناءً على هذا الأسلوب.
[ باعتقادك، ما هو الذي يميّز هذا الأسلوب في تقديم الأفلام، ولماذا نقدم فيلماً في هذه الفترة القصيرة جداً جداً، وهل تعتقد أن الرسالة ستصل بشكل أبلغ؟
- كما ينتشر "ماكدونالدز"، ومثلما ينتشر "كنتاكي" تنتشر هذه الأفلام، بمعنى الأكلات السريعة، فكما توجد الأكلات السريعة جداً لدينا الأفلام السريعة. الناس الآن في عصر سرعة، ولا وقت لها لمتابعة أفلام طويلة وتوعوية وغير ذلك، نحن نحتاج إلى تصل الرسالة في أقل وقت ممكن وبصورة مختزلة مباشرة إلى الفئة المستهدفة.
مثلما تنتشر الوجبات السريعة ستنتشر أيضاً أفلام "هايكو" أو "هايدو"، وبالإمكان أن نبتدع نحن فترة أقل تتكون من 10 ثواني مثلاً ونسميها باسمنا الخاص، لأن هذا العصر عصر سرعة، والناس لا تمتلك الكثير من الوقت وليست مستعدة لأخذ المزيد من وقتها لمشاهدة أفلام طويلة، فلهذا الغرض أن تصل الفكرة، حتى المرونة في الانتشار سواء كان من ناحية قناة فضائية أو اليوتيوب أو الفيس بوك أو وسائل الإعلام الإجتماعي أو الإيميل حتى تتحول إلى إس إم إس وهي الوسائط المتعددة الموجودة في الهاتف النقال.
فقمة وقوة أي فكرة، خصوصاً الفكرة البصرية، تحولت إلى شيء محيط بنا، من مجرد هاتف نقال إلى جهاز حاسوب، إلى إنترنيت، إلى شيء آخر، هذه هي القمة، قمة التحدي والتي نحاول – إن شاء الله – أن نعمل عليها حالياً إلى أن نصل إلى الهدف.
[ أستاذ محسن المتغوي؛ ما هي خبرتك في إخراج الأفلام القصيرة، وكم فيلماً قدمت، وهل هذا فيلمك الأول؟
- كلا، قدمت عدة أفلام، وشاركت في أفلام عديدة من ناحية الإضاءة والإنتاج والإخراج، كذلك شاركت في أفلام طويلة أيضاً، لكني أرى أن الفيلم الطويل إما إن يشدّ المشاهد من البداية أو أن يفقد المشاهد. فمدة 35 ثانية للفيلم يتابعه المشاهد مهما يكن حيث التحدي أكبر.
[ كيف تعاملت مع الفكرة، فصاحب الفكرة وكاتبها هو جعفر حمزة، فكيف استطعت أن تقدمها في أقل من دقيقة واحدة؟
- طبعاً، صحيح أن مدتها أقل من دقيقة واحدة، لكني واجهت صعوبة في كيفية إيجاد إيحاء بسيط لإيصال الرسالة، أو أن أبحث عن جمالية ومن ناحية أخرى أقوم بإيصال الرسالة في وقت أسرع. لدينا أفكار كثيرة لكن نواجه صعوبة في كيفية إيصال الرسالة في أقل من دقيقة.
[ أستاذ حسن نصر؛ كونك المشرف على الأمور الفنية المتعلقة بالفيلم، ما مدى صعوبة أو التحدي الفني في تقديم مثل هذه الأفلام؟
- كتقنية، تقريباً مثل الأفلام الطويلة لكنها تكون مختصرة هنا، فالقطع يكون أكثر، لقطة، لقطتان، ثلاث وانتهت الفكرة، أي بدلاً من أن يسترسل الشخص في اللقطة نقوم بقطعها بشكل قصير جداً. من هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن جانب الصوت مهم جداً في الأفلام...
[ كيف؟
- مثلاً، حينما أخرج محسن الفيلم لم يكن هناك صوت للبحر، ولكن نحن الذين قمنا بتركيب صوت البحر، حتى صوت الخطوات مثلاً، أشياء كثيرة يتم تركيبها لاحقاً لم تكن موجودة في الفيلم أساساً نحن نركبها.
[ طبعاً هذا ليس له علاقة بأنه فيلم قصير جداً جداً...
- نعم، نفس التقنية. حتى في الأفلام الطويلة يحصل الشيء نفسه، كل شيء يتم تسجيله بشكل منفرد، مثلاً صوت إغلاق الباب، صوت سحب شيء معين، هذه الأشياء جميعها يتم تركيبها بعد التصوير.
[ لماذا؟
- لأنها ليست موجودة.
[ يتم تركيبها لاحقاً، هل لأن الأصوات المركبة يكون لها تأثير أكبر من الأصوات الحقيقية؟
- نعم، لأنه تم تركيبها بشكل صحيح.
[ أنت الآن بصدد تقديم تجربة في دقيقة واحدة أو أقل من دقيقة، وبالتالي تريد أخذ كل انتباه المتفرج...
- نعم، لأن هناك جواً عاماً، وإذا ذهب هذا الجو فليست هناك قيمة للفيلم، لأن اعتماد الفيلم على الصوت بنسبة 70 في المائة أحياناً، فالمشاهد إذا تابع فيلماً بدون صوت لن يشعر به أساساً، والدليل أنه حينما نقوم بخفض الصوت أثناء مشاهدتها لفيلم معين لا نحسّ بهذه الفترة التي مرّت بدون صوت.
[ هل أنتم محتاجون إلى برامج أو لمعدات خاصة للقيام بمثل هذه الأعمال؟
- كلا، كل هذه الأمور متوافرة لدينا، إذ إننا نستخدم جميع البرامج المستحدثة في هذا الشأن، هناك برامج كثيرة نستخدمها وهي البرامج الاعتيادية المستخدمة في جميع الأفلام سواء الطويلة أو القصيرة، ولدينا فكرة نعمل عليها حالياً وهي أننا سنقوم بإدخال برامج الغرافيك في الأفلام المزمع إخراجها وغيره من البرامج الأخرى في الأستوديو.
[ ما مدى صعوبة دخول الشباب إلى هذا المجال من الناحية التقنية؟
- التقنية نفسها ليست عملية صعبة، وإنما المطلوب هو مواكبة أي تقنية جديدة مستحدثة، بأن يكون على متابعة دائمة من خلال تصفح الإنترنت للبحث عن المؤثرات البصرية والتقنيات الجديدة، ولتعلم كيفية المونتاج الصحيح، وليس فقط الاعتماد على طرق مونتاج الآخرين، إنما يجب معرفة اللمسات الدقيقة في الفيلم، أين يقطع، أين يقف، في الفيلم، أين يضع الـمؤثرات
[ جعفر؛ ما هي مشاريعكم المستقبلية؟
- قبل أن أتحدث عن المشاريع المستقبلية، أود التحدث عن نقطة مهمة في الأفلام القصيرة، فالذي يميّزها عدم وجود حوار، لذلك نلاحظ أن الأستوديو يركز أكثر شيء على الصوتيات، فلدينا الصورة والصوت، والأخير كصوت وليس كحوار، ففي الأخير نحن نتعامل مع العالم ككل وليس مع جهة معينة فحسب، إذ إننا لا نخاطب المتحدثين باللغة العربية فقط أو الإنجليزية، فنحن هدفنا العالم ككل. فحينما نضع الفيلم في اليوتيوب فلا نقتصر على يوتيوب البحرين أو الخليج أو المنطقة العربية فقط وإنما العالم أجمع، من الإسكيمو إلى جنوب إفريقيا، جميعهم سيشاهدونه. إذاً، الصورة والرسالة ستكون عالمية، وإذا أردناها عالمية فيجب ألا نحصرها في لغة معينة، وبالتالي لا يكون هناك حوار.
كل المشاريع أو الأفلام التي هي تحت مظلة "نغزة" لا حوار فيها، اللعبة كلها تكمن في الصوت والصورة والحركة فقط، وطبعاً مع وجود مخرج قدير مثل الأخ محسن، واستخدام تقنيات جديدة مستحدثة، مع متابعتنا اليومية لها مع الأخ حسن، فهنا يكمن الفيصل لدينا في "نغزة".
[ إذاً، المشروع اسمه "نغزة"؟
- نعم، اسمه "نغزة"، والغرض منه "نغزة" – ومعناها معروف حسب اللهجة الدارجة الخليجية، إياك أعني واسمعي يا جارة – إشارة معينة لا حاجة لذكرها ويفهمها الشخص المُخاطب "على الطاير"، سواء كان في المجال البيئي أو المجال الديني، ونحن متوسعين في هذا الجانب، ولا نتكلم فقط عن الجانب التوعوي البيئي، فإضافة إلى البيئي لدينا الاجتماعي والديني والأخلاقي من نوع الفكرة نفسها.
لذلك، أكرر أن هذا العمل عمل عالمي وليس مختص بجانب فئوي معين أو جانب يتعلق بمدرسة معينة، فما يراه المسلم يراه الأجنبي وبالعكس، وليست لدينا أي مشكلة في هذا الجانب.
[ نحن نتكلم عن أفلام قصيرة جداً جداً تستهدف الجمهور العادي، ربما نراها تعرض في بعض القنوات التلفزيونية؟
- هذا مجال نحن نعمل عليه حالياً لكي نكوّن باقة متكاملة على الأقل من 5 إلى 10، مع أن طموحنا يمتد لأكثر من 10 لكن حالياً نعمل على إعداد باقة مكونة من العدد المذكور لتقديمها من خلال قناة تلفزيونية وسنرى إذا كان هناك امكانية بيعها على إحدى القنوات، سواء كانت ذات توجه إسلامي أو توجه عام، إذ إن الرسالة عامة للجميع ولا تخص توجهاً معيناً.
[ إذاً، هي أفلام دعائية تلفزيونية أكثر من كونها سينمائية؟
- نعم، نستطيع تصنيفها من ضمن الأفلام الدعائية التي تسمى (Tv ad).
[ لكن التكنيك المستخدم في الفيلم سينمائي...
- الفرق بين التكنيك السينمائي وبين الأفلام الدعائية التجارية والتي يكون الهدف منها بيع خدمة أو بيع منتج، نحنا لسنا كذلك، نحن هدفنا إيصال رسالة، سواء كانت الرسالة على المستوى الاجتماعي أو الأخلاقي أو العام أو الإنساني، وهذا هو الفرق بيننا وبينهم، فنحن نستخدم نفس التقنية، التقنية السينمائي موجودة في التلفزيونيات وموجودة لدينا نحن، لكن نحن لدينا هدف رسالي وهم لديهم هدف تجاري، وهو الفرق بيننا وبينهم.
[ نتمنى لكم التوفيق، أستاذ محسن المتغوي، أستاذ جعفر حمزة، أستاذ حسن نصر، شكراً لكم على حضوركم اليوم.

بهذا نأتي إلى ختام حلقة هذا الأسبوع من برنامج "فريز".
كانت معكم منصورة عبدالأمير

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5384