العدد 5384 - السبت 03 يونيو 2017م الموافق 08 رمضان 1438هـ

في برنامج فريز .... لقاء مع المخرج علي العالي وفيلمه بيت الله

اعداد وتقديم : منصورة عبدالأمير

this will be replaced by the SWF.
في برنامج فريز .... لقاء مع المخرج علي العالي وفيلمه بيت الله

مرحباً بكم... هذه حلقة جديدة من برنامج "فرييز" الذي يبث على الوسط اون لاين. نستضيف اليوم المخرج البحريني علي العلي، الذي يبدأ قريباً تصوير فيلمه الروائي الطويل الأول "بيت الله". العلي يقدم فيله هذا بعد 9 أعوام من بداياته كمخرج للأفلام القصيرة، 9 أعوام قدمها خلالها 12 فيلماً قصيراً، وحصل خلالها على كثير من الجوائز والإشادات بأعماله تلك.

يتعاون العلي هذه المرة مع كاتب النصوص محمد حسن أحمد، وذلك في ثاني تعاون لهما بعد فيلم "مريمي"، وهو الفيلم الذي حقق نجاحات كبيرة وحصل على الكثير من إشادات النقاد واستحسان الجمهور.

• المخرج علي العلي؛ أهلاً وسهلاً بك...

- أهلاً بكِ.

• تستعد لتصوير فيلمك الروائي الطويل الأول، صحيح؟

- نعم، إن شاء الله.

• خبرنا عن هذا الفيلم؟

- الفيلم هو التجربة الأولى لي كفيلم طويل، للكاتب محمد حسن أحمد كاتب فيلم "مريمي"، سبق وأن كانت لنا تجربة فيلم قصير في السابق (2008)، وتقريباً من نهاية 2008 نحن بدأنا نعد لهذا الفيلم، الفيلم الطويل (بيت الله). سيكون تصويره في البحرين.

• ما هي فكرة الفيلم، أم مازال الوقت مبكراً لأن تتحدث عنه؟

- بالنسبة للفكرة فسنعلن عنها خلال الأيام المقبلة، ولكنه فيلم من واقعنا، من واقع الخليج أكثر مما هو من واقع البحرين، يتكلم عن أحداث وظواهر موجودة في الخليج باستمرار، يعيشها المواطن الخليجي أو يعيشها الخليجي بشكل يومي، مثل هذه المشاكل، في قالب سينمائي جميل، حكاية جميلة كتبها الأستاذ محمد حسن، وإن شاء الله حينما ينفذ العمل من الممكن أن نراه بصورة أكثر وضوحاً.

• تنتقل بالفيلم هذا من مجال إخراج الأفلام القصيرة إلى إخراج الأفلام الطويلة، وذلك بعد ما يقارب 8 أعوام من تقديمك لأول فيلم من إخراجك، ألا ترى أن الوقت لايزال مبكراً لإنتاج فيلم روائي طويل، ألا ترى أنك تحتاج لخبرة تراكمية ربما تكون كمية وقد تكون نوعية أصلاً؟

- في الأساس أنا كنت متخوفاً من هذه التجربة أن أخوض تجربة الفيلم الطويل، وكما تعلمين فإن الفيلم الطويل له أساسيات، ولابد أن يجلس المشاهد لمدة ساعة ونصف ليستمتع، فتجربة الفيلم الطويل تجربة خطيرة، من الممكن النجاح فيها أو الفشل، ولا يوجد مجال للفشل لابد من تقديم فيلم إذا لم يستمتع المشاهد أو الناقد بالفيلم، فيقول إنه شاهد فيلماً ويخرج، والمشاهد سيدفع مبلغاً معيناً فلابد أن يستمتع في مقابل أفلام هوليوود وبوليوود التي بلا شك أنه سيستمتع بها.

خضنا تجارب كبيرة في الفيلم القصير، الفيلم القصير من وجهة نظري هو عمل تراكمي يؤدي إلى اكتشاف خبراتك كمخرج أو ككاتب، وكذلك وجودك في أكثر من مهرجان وتشاهد التجارب الناجحة على مستوى العالم العربي أو على مستوى العالم ككل، أعتقد أن دخولي في تجربة المسلسل ربما لأني عملت بالنسبة للأدوات هي سينما أكثر من تلفزيون، عملت المسلسل بحس سينما، بأدوات سينما، بغض النظر عن الأجهزة، ولكن كتعامل مع الفنان، تعامل مع الإضاءة، وكانت هناك فترة 4 شهور بالنسبة للعمل، ومن خلال تجربة التلفزيون التي خضتها اكتسبت فيها أشياء كثيرة، وكانت ربما الأقرب لي لكي أدخل فيلماً طويلاً، وبالتالي خضت هذه التجربة لأن فيها تراكماً واستهلاكاً أكثر.

• هل نتوقع فيلماً على غرار أفلام هوليوود أو بوليوود، فيلم يمتع الجمهور، فيلم تتحقق فيه معادلة السينما كفن، والسينما كصناعة أو السينما كمشروع يرجع بأرباح على منتجيه أو صانعيه؟

- أنا قلت في السابق في أكثر من لقاء وفي أكثر من تصريح مع الصحافة، إننا اليوم ليس من الممكن أن نعبّر عن صناعة فيلم خليجي يعادل فيلم هوليوود أو بوليوود، حتى على مستوى الوطن العربي، يمكن لأنها صناعة، نحن نبحث عن الإقناع، نبحث عن الفيلم أكثر من الصناعة، أنا اليوم كمخرج أبحث عن جمهور، أبحث عن مشاهد، أبحث عن جمهور يثق فيني، أكثر من أن أنافس هوليوود أو بوليوود، ففي النهاية بوليوود أو هوليوود أو حتى في الوطن العربي كمصر أو أكثر من منطقة لديهم صناعة الفيلم، لديهم صناعة، لديهم تاريخ.

في الخليج هي وليدة، وهناك تجارب أكثر مما هي صناعة، تجربة أو تجربتين أو ثلاث، ممكن هناك تجربة ناجحة والباقي هي تجارب مرّت وانتهت.

أعتقد يمكن أن تكون هناك تجربة، ليست بي أنا كعلي العلي، بل خلال سنة أو 2011 ستكون هناك أكثر من تجربة سينمائية على مستوى الخليج، لأن زميلي أستاذ وليد الشحي، نواف الجناحي، سعيد سالمين، عبدالله حسن أحمد من الإمارات، وأعتقد أيضاً في البحرين كانت هناك تجربة سابقة أو تجربتين من حسين الحليبي، هذه التجارب اليوم ممكن أن أضع قدمي كمخرج وأكون مختلفاً بالنسبة لهذه التجارب، وهذا هو الرهان، أن يتم التنافس على مستوى الخليج.

هناك أفلام قصيرة صنعها الشباب واستطاعوا أن يقنعوا بها الجمهور أو المهرجانات خارج البحرين، بالنسبة للفيلم الطويل أعتقد أن الشاب قادر أن يصنع فيلماً طويلاً يكون مختلفاً أو غير عن التجارب السابقة.

• لكن هي بمثابة مجازفة، حتى لو لم نتكلم عن منافسة مع فيلم هوليوود أو فيلم بوليوود، نحن نتحدث عن فيلم يدخل إليه الجمهور باختياره، ليس لأنه لا توجد أفلام فأنا مضطر لدخول الفيلم الخليجي، هل نحن قادرين على أن نقدم هذا الفيلم الذي لا يستخف به الجمهور؟

- أنا وجهة نظري، الجمهور... نحن لدينا مشكلتان، الأول حينما ننظر إلى السينما الحقيقية أو السينما المستقلة، السينما المستقبل كفكر تعلمناه أو الثقافة التي أخذناها أكثر في السينما هي ثقافة الفيلم المستقل، الفيلم المستقل لا يستطيع الجمهور تقبله، فنحن اليوم حتى نصنع فيلماً أشبه بـ "اللمبي" أو أحمد حلمي هذا الجمهور يركض خلف مثل هذه الأفلام، لكن بإمكاننا أن نقدم فيلماً جماهيرياً ممزوجاً بالفيلم المستقل، الذي يمكن أن يشارك في كل مهرجانات العالم ويُحترم هذا الفيلم، وأيضاً يستمتع الجمهور بمشاهدته.

في نفس الوقت، هي مغامرة في الحالتين، مغامرة في العمل مع جمهور ثقافته مختلفة، وحينما يريد دخول السينما يريد أن يستمتع، يريد أن يضحك أكثر مما هو يريد يشاهد سينما، يشاهد إبداعاً، يشاهد فناً. فنحن مثلما عبّرتِ هي مجازفة، حيث نقول للجمهور: هذا فيلم جماهيري ولكن محترم، ممكن أن تشاهد سينما، تشاهد صورة بصرية، تشاهد ثقافة أكثر مما هي ضحك ووناسة مثلما هو موجود اليوم، مثل الأفلام المطلوبة في السوق.

أنا بالنسبة لي كمخرج، ليس لدي طموح أن أعمل مثل هذه الأفلام، التي أبدأ فيها وأضحّك، هذا أعتقد هو بعيد عن السينما، السينما ليست هذه من وجهة نظري وتفكيري، ربما هناك جمهور يحب مثل هذه الأفلام، لكن أنا كمخرج وكثقافة اكتسبتها وتعلمت لا تستهويني مثل هذه الأفلام.

لكن من الممكن أن نقدم فيلماً يرضى عنه الجمهور، وأيضاً النقاد الذين يتابعون السينما، وكذلك يكون له لفت نظر.

• هل تكره أن يُطلق على فيلمك؛ فيلم جماهيري، أو فيلم تجاري؟

- مفهوم الفيلم التجاري على المستوى العربي هو الفيلم الذي تقدمه ربما السينما المصرية، والسينما المصرية الأفلام التي قدمتها في الآونة الأخيرة خصوصاً أعتقد أنها للتسلية فاقدة للمضمون والمحتوى، ولكن من المهم أن يكون المخرج مختلفاً، من المهم أن يقدم المخرج السينمائي صورة حقيقية، فالأفلام التي شاهدتها بالنسبة للتجربة المصرية أو الأفلام الجماهيرية التي يقدمها المصريون، أعتقد أنه ليس بها لغة سينمائية وكان بالإمكان تقديمها في التلفزيون ولكنهم قدموها في السينما ولكن بأدوات سينما.

• فهو ليس اعتراضاً على عنوان الفيلم الجماهيري، ولكن على الطريق التي يُقدم بها؟

- نعم، توجد أفلام ربما شاهدتيها أنتِ، تحترم جماهيرياً مثل "Avatar"، كالأفلام التي تصنعها هوليوود، كذلك التي تصنعها بوليوود، هناك أفلام ممكن أن يشاهدها الجمهور ويشاهدها الناقد ونشاهدها داخل المهرجانات وتحصد جوائز أيضاً، أعتقد أن هذه هي الأفلام التي نتكلم عنها.

• لكن الآن وأنت تنتقل إلى الفيلم الروائي الطويل، تنتقل إلى سينما، تنتقل إلى الجمهور، هل سيتنازل علي العلي عن بعض مقومات أفلامه، أو بعض الأمور التي تميّز علي كمخرج، أدواته الإخراجية؟

- نحن نتكلم عن تجربة الفيلم الطويل، وهي حلم بالنسبة لعلي العلي. كل الأعمال التي عملتها، حتى بالنسبة لدخولي في التلفزيون، كل هذه كانت هي تهيئة أو طريقي إلى الفيلم الطويل. الفيلم الطويل منطقة بالنسبة لي مخيفة جداً، في نفس الوقت أمتلك الثقة بأن أعمل عليها، ولكن تجربة الفيلم الطويل تجربة أعتقد بالنسبة لي سأكون حذراً فيها جداً، وأتمنى أن نقوم بتقديم عمل يكون مختلفاً، يلفت انتباه المسئولين في الدولة، يلفت انتباه المسئولين حتى على مستوى دول الخليج، بأن هناك شباباً قادرين على صناعة فيلم، هذا الفيلم قادر على الذهاب إلى كل أنحاء العالم ويُحترم، بالنسبة للجمهور وبالنسبة للكل المهرجانات والملتقيات الثقافية السينمائية.

بالنسبة لأدواتي أنا فقط تعلمت على نوع من الأدوات أقرب إلى السينما، فأعتقد أن دخولي بالنسبة إلى التعامل مع فيلم سينمائي فأعتقد أني وصلت إلى مرحلة أن الجمهور يستمتع بهذه الأدوات، فالجمهور نفسه يحب أن يرى مثل هذه الأدوات، أدوات المخرج القادم من السينما، وهذا ما اختلف لدينا بالنسبة لتجربة التلفزيون، إذ إن الجمهور حينما رأى المسلسل اعتقده فيلماً.

• هل تعني أن التلفزيون هو الذي شجعك على أنك تنتقل إلى الفيلم الروائي الطويل؟

- كلا، قلت سابقاً إن دخولي التلفزيون كان عبارة عن استهلاك وفترة طويلة من التصوير...

• لكن ذلك ربما شجعك، حيث إنك وصلت إلى الجمهور عبر مسلسلك، فهل أن نجاح مسلسلك شجعك على خوض تجربة من هذا النوع؟

- ربما هذا سبب، وربما كذلك مستوى النضج الإخراجي بالنسبة للمخرج، حينما يعمل لمدة 4 شهور بمعدل 12 ساعة يومياً، وهو ما يمكن اعتباره معسكراً للمخرج، يكتشف خلاله أشياءً كثيرة، وربما يُقال عني إنني عملت هذه المدة للتلفزيون، وأرد على ذلك بأنني عملت تلفزيون بأدوات سينما وبفكر سينما، حتى بالنسبة للنص وعلى مستوى معالجة النص كان ذلك أقرب للسينما، وبالتالي نستطيع أن نطلق على هذه المدة أنها معسكر للمخرج، فحينما دخلت لمدة 4 شهور تصوير 120 يوماً رأيت أنني متعطش لدخول فيلم نصور فيه يومياً 3 مشاهد، نستمتع في كل مشهد ونعمل على 90 مشهداً، وبالتالي يكون العطاء مختلفاً.

• علي العلي؛ نتمنى لك التوفيق إن شاء الله في أول مشاريعك الروائية الطويلة، وشكراً على حضورك اليوم.

- شكراً على استضافتكِ لنا أستاذة منصورة.

• بهذا نأتي إلى ختام حلقة هذا الأسبوع من برنامج "فرييز"... كانت معكم منصورة عبدالأمير.

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5384