العدد 5384 - السبت 03 يونيو 2017م الموافق 08 رمضان 1438هـ

في برنامج فريز ... الدراما الإثارة السياسية الكاتب الشبح

اعداد وتقديم : منصورة عبدالأمير

this will be replaced by the SWF.

- مرحبا بكم هذه حلقة جديدة من برنامج "فريز" الذي يبث على الوسط أونلاين، موضوع حلقتنا اليوم يدور حول الدراما الإثارة السياسية الكاتب الشبح، فلم بريطاني عرض بدايات العام الجاري في دور السينما العالمية فيما عرضته دور العرض البحرينية منتصف العام في شهر يونيو حزيران على وجه التحديد لم يستمر عرضه طويلاً ربما لأن أفلام هوليود تستأثر بنصيب الأسد وربما لأن الجمهور لم يعتد أفلام الدراما السياسية، مهما يكن من أمر فأن فلم الكاتب الشبح على درجة عالية من الأهمية تستدعي التوقف عنده تدور قصته حول كاتب بريطاني هو الكاتب الشبح، يوافق على أتمام مذكرات رئيس وزراء بريطاني أسبق يدعى أدم لنق، الفرصة التي يضنها الكاتب الذي لا نعرف اسمه حتى النهاية فرصة العمر يتضح ومنذ البداية أنها تجربة مشئومة مليئة بكثير من المخاطر والمتاعب على الأقل لأنهوا جاء ليتمم مهمة غير مكتملة لكاتب سبقه في كتابة المذكرات لكنه توفي في حادث غامض، جزيرة في وسط الساحل الشارقي لأميركا اتهامات بارتكاب جرائم حرب صحفيون ومعارضون وإشارات بل دلائل قاطعة على تورط رئيس الوزراء في عمليات أستخباراتية على مستوى عالي، أين تكمن أهمية فلم الكاتب الشبح لمخرجه رومن بلونسكي في قصته التي كتبه الصحفي والروائي البريطاني روبرت هارس والتي تروي سيرة رئيس وزراء بريطاني مستقيل وفيها إشارات واضحة لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير وسياسته في الانضمام لما أسمته الولايات المتحدة الأميركية بحربه على الإرهاب ثم بالحرب على العراق وبعدها بتسليم مواطني بلاده بطريقة غير شرعية لأميركا مما جعلته يتهم بأنهوا مجرم حرب، أم هل تكمن تلك الأهمية في فكرة اللجوء إلى الرواية ومن ثم السينما في كشف واقع سياسي معاصر، أسلوب مبتكر في تصفية الحسابات أو فضح الخصوم أو إظهار وكشف الحقائق لا ينبغي أن تغيب، أين تكمن أهمية فلم الكاتب الشبح لمخرجه رومن بلونسكي في قصته التي كتبها الصحفي والروائي البريطاني روبرت هاريس والتي تروي قصة تحمل إشارات واضحة لرئيس الوزراء الأسبق توني بلير وتستعرض سياسته في الأنضمام فيما أسمته الولايات المتحدة الأميركية بحربها على الأرهاب ثم بالحرب على العراق وبعدها بتسليم مواطنين بلاده بطريقة غير شرعية لأميركا مما جعلته يتهم بأنه مجرم حرب، أم هل تكمن تلك الأهمية في فكرة اللجوء إلى الرواية ومن ثم السينما في كشف واقع سياسي معاصر أسلوب مبتكر في تصفية الحسابات أو فضح الخصوم أو إظهار وكشف حقائق لا ينبغي ان تغيب عن الأذهان، لمناقشة الفلم وبعض من تلك التساؤلات التي يثيرها معنا اليوم مدير تحرير صحيفة الوسط وليد نويهض، أهلاً وسهلاً بك أستاذ وليد.

أهلاً بك

- أستاذ لدينا فلم يعتمد على رواية تصور أحداث واقعية أو ما يسمى ؟؟؟ يعني هي الرواية تشير إلى شخصيات معروفة بكل وضوح ليس هناك محاولة للمدارات من قبل الكاتب لا في الأسلوب ولا في المقاربة بين شخصيات الرواية والشخصيات الحقيقية يعني ما الذي يحدث لدينا هنا في هذه الرواية هل هو مناخ حرية غير مألوف لدينا في الكتابة الصحيفة مثلاً أو حتى في الكتابة الروائية أم أنها مثلاً تصفية حسابات يعني معروف أن روبرت هاريس كاتب الرواية هو ربما كان صديقاً أو مقرب لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير وأشيع كثيراً أنهوا كان غاضب من توني بلير بسبب سياساته في الحرب على العراق أو بسبب أيضاً إقالته لبيتر مندنسن ألي هو كان صديق مشترك للاثنين، ما الذي يحدث على وجه التحديد؟

أهمية الفلم تكمن في أنه يشير إلى مسائل لا بد من وجود خيط سري رفيع يربط ما بين الظاهر وما بين الباطن، ما هو مكشوف وما هو خفي هذي هي نقطة قوة الفلم فالكاتب في الفلم الذي يلعب دور الظل لرئيس الوزراء السابق يؤشر إلى أن هناك أيضاً في السياسة قيادات ظل حكومة ظل وبالتالي يدخل من فكرة الكاتب الظل إلى فكرة عالم المخابرات أي أن هناك في العالم السفلي شبكة من العلاقات التي لا نراها وهي ليست مرئية ولا تظهر على السطح وإنما هناك دمى سياسية تقوم بأدوار معينة وإذا خرجت هذه الدمى عن هذا الدور يتم استبدالها بقوة أخرى، وأحياناً الدمية تلعب دوراً معيناً دون أن تدري بأنها تنفذ السياسة أكبر من الدولة التي تمثلها فالفكرة في الأساس في الجوهر هي فكرة سياسية بنا عليها المؤلف وبالتالي السيناريو والمخرج المهم بلونسكي مجموعة مشاهد تريد أن تقول بأن العالم الذي نراه يومياً ليس بالضرورة هو العالم الحقيقية وأن من يقود السياسة على شاشة الفضائيات أو في التلفزيون أو في البرلمان أو في المنابر السياسية ليس بالضرورة هو من يدير دفة الأمور في الحكم، هناك قوى وأجهزة ومؤسسات وشبكة من العلاقات هي التي تشرف على الإدارة من دون أن يدري المواطن ومن دون أن يشاهد على الشاشة، وهذه القوى الخفية ممكن أن نطلق عليها الجندي المجهول وممكن أن نطلق عليها صانع السياسة المجهول وممكن أن نطلق عليها أيضاً صانع القصص المجهول وفي الفلم يركز على فكرة الكاتب الظل أو الكاتب الشبح هو الذي يأخذ المعلومات ويعيد تطويرها وصياغتها وإعادة تركيبها وإخراجها إلى العلن باسم السياسي بأسم رئيس الوزراء باسم الوزير باسم النائب باسم أي قائد أخر ومن دون أن يظهر الكاتب الحقيقي على المنبر والشاشة، فهذي هذ الفكرة التي أراد أن يقول وبالتالي المركزية الذي أراد أن يقولها وبالتالي أنطلق من هذه الفكرة للإشارة إلى مجموعة نقاط أخرى، منها نقد السياسة البريطانية في عهد توني بلير منها تبعية السياسة البريطانية للولايات المتحدة الأميركية منها انخراط بريطاني في عالم مخابراتي يتجاوز القانون ولا يحترم حقوق الإنسان ويتبع لغة مزدوجة وازدواجية في المعايير والمواقف لتبرير مصالح دولة ليست هي الدولة البريطانية، من هنا يتمدد الفلم لمجموعة عناصر من تلك العناصر أنهوا أشار إلينا ان الجامعات والمعاهد الأكاديمية والقطاع المتعلم والراقي في قدرته على التفكير أو الاختراع أو على الاكتشاف حتى هذا العالم هو أيضاً مخترق من خلال الإشارة إلى الدكتور في جامعة هالبرت وتأثيره على تلامذته ومن ثم اختياره له لتلميذ ذكي جداً أن تواصل علومه في كامبرج أو أكسفورد في بريطانيا ومن ثم تعرفها إلى الشاب توني بلير في تلك الأيام وزواجها منه ومن ثم أنتقاله إلى موقع رئيس الوزراء البريطاني وبالتالي هذه التداعيات التي أشار إليها أرادت أن تقول أن حتى المستويات العليا الأكاديمية من أطباء ودكاترة وغيرهم وفلاسفة ومفكرين وعلماء اجتماع هم ليسوا أيضاً على مسافة بعيداً من عالم المخابرات أو بالتحديد العالم الخفي أي أنهوا يريد أن يقول ان هناك عالم سفلي خفي يحرك السياسة في الظل ونحن لا نعلم إلا بعد فوات الأوان.

- لكن لكشف هذا العالم أو لعرض هذه الحقيقة أمام المشاهد في الفلم أو حتى في الرواية نفسها هل كان الأمر يستدعي أو خلنا أنقول أنت تقول أن هناك دمى تحرك وتؤدي أدوار معينة ومن أن ينتهي دورها خلاص تستبدل بدمى أخرى، فلنفرض أن مثلاً على اعتبار الرواية هذي فرئيس الوزراء البريطاني الأسبق كان دمية وهو هنا يمثل بأدم لنق فهل هذا يستدعي أن تعرض حياته بهذا الشكل الذي عليه هل مثلاً الهدف من عرض حياته بهذا الشكل أو سيرته الذاتية بهذا الشكل هو فعلاً كشف لهذا العالم أم هناك أسباب أخرى يعني الصحافة تحدثت كثير عن خلافات بين الاثنين؟

لا شك أن هناك الدافع الذاتي والعامل الذاتي ولكن لابد أن نقول أن هذي من أسرار سحر الديمقراطية الغربية الديمقراطية فيها أسرار وفيها سحر وفيها جاذبية وعنصر الجاذبية في الديمقراطية الأوروبية أنها تقوم على ثنائية النعم وتداول السلطة وهذي نقطة مهمة جداً لأنها تترك المجتمع في حالة نقاش وفي حالة تقدم وفي حيوية دائمة وبالتالي من دون أن يدرك المواطن الذي يذهب للاقتراع كل أربع سنوات أو كل خمس سنوات مرة أن هناك أيضاً قوة موازية إلى جانبه هو لا يدرك وإذا أدرك يستطيع تفه الأمر واستيعاب الأمر ولا يشكل هذه أهانة له باعتبار أن المؤسسة ستسمح له بنقد هذه الظاهرة وأن المؤسسة بقطاعاته المتنوعة في المجال المصرفي والسينمائي حتى على مستوى التأليف في الكتب وحتى على مستوى الفكر النقدي والصحافة اليومية يستطيع أي إنسان من دون كابح أو مانع أن يدلو بدلوه وينتقد هذه السلطة الخفية ويتعرض إلى هذا العالم السفلي الذي يدير الأمور من وراء الستار ولأن المستسمح في هناك للمواطن بهذا الهامش من الحرية فلا يثأر المواطن بوجود نوع من التناقض بينه وبين هذه المؤسسات في اعتبار أن هذا التناقض يؤدي في النهاية إلى نوع من التعايش والتعايش يؤدي إلى الاستمرارية وإلى التبادل في المواقع، فبتالي نحن نرى في أوروبا وفي الولايات المتحدة الأميركية هناك ما يسمى المؤسسات الثابتة التي لا تتغير إلا ببطئ وهناك التحولات السريعة التي تظهر على المنظر في الولايات المتحدة الأميركية هناك انتخابات كل أربع سنوات وهناك رئيس جمهورية جديد رئيس جديد ويمكن أن يجدد مرة واحدة ومن ثم يعتزل السياسة ويأتي من يقود الدفة مكانه أم المؤسسة فهي باقية، وبالتالي فهي القوة البيروقراطية التي ترسم وتخطط وتضع البرامج وتشرف على تنفيذها وتلاحقها وأم الرئيس الذي ينتخب لفترة محدودة ومعينة لا يستطيع ان يتفرغ لدراسة كل الملفات هذه فهناك قوة تدرس هذه الملفات من هي هذه القوة هذا هو السؤال الكبير قد تكون قوى مرئية نراها وايضاً هناك قوى تخطط من دون أن نعرف تلك الهيكلية أو نتعرف على تلك الهيكلية وبالضبط هنا قوة الفلم أي أنه يشير إلى رئيس وزراء لم يغادر السلطة قبل أربع سنوات وهو لازال موجود ويتبؤ مناصب ومواقع مهمة على المستوى الأوروبي والدولي ورغم ذلك لم يتردد الكاتب في نقد هذه الفترة لأن المؤسسة تسمح بذلك ولأن سقف الديمقراطية وجاذبيتها تقوم على هذا النوع من الهامش من الحرية، فبتالي المواطن لا يشعر بالتعارض مع المؤسسة وإنما يدرب نفسه مع الأيام للتعايش مع المؤسسة هو لا يستطيع الاستغناء عنها والمؤسسة لا تستطيع الاستغناء عنه هناك حيز من التقاطع أو هناك نقاط تتقاطع بها مصلحة المواطن مع مصلحة المؤسسة ولذلك هذا النوع من النقد اللاذع والواضح والصريح مسموح ومقبول ويتقبله المواطن من دون أن يثير لديه نزعة الثورة والانقلاب بالعكس وأنما يأخذها عقلانياً ويستوعبها عقلانياً انطلاقاً من نزعة تم تدريبه عليها وهي أن هناك قوة فعلاً تمثل الجندي المجهول وهذا الجندي قد يكون في الجيش في المؤسسة العسكرية وقد يكون في المؤسسة النيابية أو في الحكومات أو في الوزارات أو ثم في الأجهزة المخابراتية التي تجمع المعلومات وتجسس لحمايته وبالتالي هذا المنطق أوجد نوع من التصالح ما بين الدولة وما بين المواطن فبتالي هذه الأفلام جداً مهمة لأنها تعطي الوجه الأخر أو الوجه الجميل للديمقراطية باعتبار أن الديمقراطية إذا تشكلت من وجهين وجه قبيح يتمثل في السياسة الخارجية في التعامل مع العالم التالي وهناك أيضاً وجهاً أخر داخلي وهو الوجه الجميل الذي يتعامل مع المواطن انطلاقا من الاحترام المتبادل المواطن يحترم مؤسسته لأنه لا يشك بأنها تعمل ضده وضد مصالحه حتى لو أخطأت لأن مجال الخطأ لا يستمر باعتبار أن هناك فرصة للتصحيح وهذه نقطة مهمة وأيضا المؤسسة تثق بالمواطن باعتبار المواطن هو القوة المنتجة التي تتحرك في ساحة الاقتصاد وفي ساحة الفن وفي ساحة المسرح وفي ساحة السينما ما يعطي حيوية ؟؟؟ أو متبادلة بين الطرفين.

- لكن يعني في مقابل هذا السحر سحر الديمقراطية فيه أيضاً قوانين تكسر هذا السحر أو تقمع هذه الحرية إلى حداً ما يعني هناك قانون القذف والتشهير وهذا قانون معروف إنهوا ممكن أن ترفع دعوى قضائية ضد أي كاتب صحفي أو روائي أو ما شابه في حال أن الطرف المقصود أو المعني شعر أنهوا تعرض لهذا النوع من القذف والتشهير والرواية والفلم توجه اتهامات خطيرة نوعاً ما لتوني بلير لزوجته شيري بلير وحتى أنهوا ولمساعدته الشخصية يعني هناك تلميح إلى أن هناك علاقة بين بلير ومساعدته الشخصية هناك اتهام لزوجته أنها تخونه فيه هناك إشارة أيضاً لروبن كوك وروبن كوك صور بطريقة معينة والجميع يعلم عن معارضة روبن كوك التي أثارت...

الذي توفي بطريقة غامضة

- الضبط فكل هذه الإشارات والاتهامات مع ذلك لم يحدث أي شيئ ضد الكاتب، هل تعتقد أستاذ وليد أن هذا يعود إلى شهرة الكاتب لنفوذه أو لمثلاً أنهوا ما ذكره في أحد اللقاءات الصحفية أعتقد مع صحيفة القاردين أنهوا حين سوؤل أنهوا ألا تخشى أن تصدر دعوة قضائية ضدك أو ما شابه فقال هناك ميزة يتميز بها توني بلير هو أنهوا شديد ألا مبالاة وهو ربما هذه الميزة هي ما جعلته سياسياً عظيماً وأيضا قلبه خالي من الضغينة والحقد لأي أحد وأضاف يعني قال بأن أن متأكد ان بلير لم يقرأ كتابي وإذا قرأه فلن يبالي وأنهوا سيستوعب النكتة في كتابي، مرة أخرى أسألك هل هي حرية هل هي سلطة إعلامية حقيقية يملكها الصحفي أو الكاتب أو المثقف بحيث أن يجي روبرت هاريس من عمق الدائرة ألي كانت محيطة بتوني بلير ويفضحه بهذه الطريقة أم هي أجواء ديمقراطية؟

- لا لكان مجال فضح الخصم السياسي لا يبني أفكاره على مجموعة أكاذيب لا يستطيع الطرف الأخر أن يجرجر الخصم إلى المحكمة، أهم شيء في المحاكم الغربية والأوروبية أن تكون القصة مبنية على حقائق وليست أكاذيب، ممكن أن يعطى الكاتب حق التحرك الأوسع في مجال السيرة من ناحية كشف بعض الوجوه الذاتي التي قد لا تكون صحيحة ولكن عندما يبني الفلم على مجموعة وقائع سياسية صحيحة امتدت على فترة دورتين أو أكثر من عام بلير وتميزت بالاقتراب الشديد من السياسة الأمريكية والتبعية الغريبة للسياسة الأمريكية إضافة إلى أخطاء فادحة أعترف بها كبار المسئولين في الحكومة البريطانية هناك كثير من المسئولين استقالوا وكتبوا مذكرات أو كتبوا مقالات أو عقدوا مؤتمرات صحفية أشاروا إلى الكثير من التجاوزات ضد حقوق الإنسان في العراق وفي أفغانستان وأيضا ضد المسلمين والعرب في أوروبا من ناحية الاعتقالات أو المراقبة أو الملاحقة أو توجيه اتهامات باطلة أو أيضا حصر بعض الأحياء أو بعض المجموعات ضمن إطاراً رقابي والتشكيك في ولائهم وغيره وغيره من المسائل لقد تعرض المسلمون في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية إلى كثير من الظلم بعد هجمات 11 سبتمبر وهذه النقطة متفق عليها إذاً روح الفلم أو القصة الأساسية مبنية على مجموعة وقائع جارية وحصلت وليست أختلاقات كاذبة قد يكون هناك بعض العناصر الإضافية الدرامية الذي أدخلها الكاتب في السيناريوا لتعديل بعض الزوايا التي لإرضاء المشاهد أو الدراما على هذا الموضوع، إنما هذا لا يكفي لجرجرة الكاتب إلى المحكمة، عندما يبدأ الكاتب بالكذب واختلاق المسائل هن يمكن أن يقام عليها دعوة بتهمة التشهير والقذف وإلى أخره، هذا جانب الجانب الأخر تتحدث معنا هو أيضاً مجال الحرية، لأن الحرية في أميركا وفي أوروبا حرية للمواطنين الأميركيين والأوروبيين ولا أتحدث عن السياسة الأميركية في الخارج في الداخل الحرية هذه جزء من اللعبة إذا صح التعبير لابد من وجودها ولابد من المحافظة عليها لأنهوا عندما تخنق تنهار الدولة لأن الدولة أصلاً تأسست على مجموعة عناصر تشابكت أو تعانقت تاريخياً وتحولت إلى نوع من التكاليب في العلاقات بين الدولة والمواطن وبالتالي بقدر ما تحافظ المؤسسات على هذه الروحية بقدر ما تستمر الدولة في التواصل وفي الوفاء بالتزاماتها وأيضاً في ارتكاب الأخطاء، الأخطاء هي جزء من السياسة وبالتالي المواطن تم تدريبه وتم تأهيله وإعادة هيكلته حتى يتقبل هذه الأخطاء بصفتها جزء من السياسة وجزء من العمل اليومي.

- روبرت هارس معروف بأنه كاتب مقالات وصحفي سياسي معروف يعني لماذا برأيك لجأ إلى الرواية لكشف وفضح تلك الحقائق يعني هل تستطيع الروايات أن تحقق ما لا تحققه المقالات الصحفية؟

نعم، الرواية هي مجموعة أشخاص ويمكن بناء على كل شخص رواية خاصة ومستقلة ومن ثم دفع هذه الشخوص في للتقاطع في دائرة محددة إذا كان الكاتب يدري ويحدد منذ اللحظة الأولى ماذا يريد أن يقول فأنه يستطيع أن يختلق مجموعة شخصيات أو أن يبني مجموعة شخصيات لتأسيس هذه الفترة ورفد أفكاره من خلال هذه القنوات التي تتمثل بمجموعة أشخاص الرواية في النهاية مسألة قوية جداً وكل الكتاب يحلمون أن يتحولون إلى رؤايين وكل أصحاب التجارب الخاصة أن كان على مستوى السياسة وأن كان على مستوى الحقل العام والحقل الاجتماعي يتمنون أيضاً أن يعكسوا سيرتهم وتجربتهم من خلال الطابع الروائي لأن الرواية عندها القدرة على الاستمرار وعنده القدرة على تبليغ مجموعة أفكار دفعة واحدة، بينما المقال السياسي محصور، محصور في الزمن محصور في المكان محصور في الوقائع التي لا يمكن تجاوزها وبالتالي الكاتب السياسي أحياناً يشعر بأنه مقيد ومكبل في مجموعة اعتبارات ولكن عندما ينتقل الكاتب السياسي من عالم الخبر اليومي إلى عالم الروائي فأن الرواية تعطيه قوة دفع غير منظورة كما فعلت.

- بعض الصحفيين وربما كتاب الأعمدة اتهموا هارس بالخيانة خان صديقه بلير هو نظر للأمر بشكل مختلف فهو يرى أن الكاتب ملزم بأن ينقل أي حقائق تصل إلى يديه، كيف يمكن فك يعني هذي إشكالية يقع فيها أعتقد معظم الكتاب والصحفيين بين إشكالية الوقوع بين خيانة المصدر أو خيانة المهنة فمتى يمكن أن يكون الصحفي خائناً وأيهما يجب أن يخلص له الكاتب أو الصحفي؟

هناك فرق بين خيانة وخيانة أو غدر يمكن نحدد المسألة بالغدر أنهوا غدر بصديقه، أن أعتقد أن ما حصل غدراً في المعنى الأخلاقي للكلمة وإنما هو نوع من أخذ مسافة لأن الصداقة لا تعني التطابق والصديق الحميم هو الذي يقول الكلام الصحيح في المكان الصحيح وفي الوقت المناسب وبالتالي بالعكس سكوت الصديق على أخطاء صديقه هو الغدر بعينه لأنه يشجع صديقه على الاستمرار في الأخطاء بينما هو برأيه أن هذه الأخطاء لابد أن تكشف ولا بد أن ننبه إليها، وبالتالي الصداقة الحقيقية هو أن يقول الصديق لصديقه الصدق وأن يكون صدوقاً معه وبالتالي أن لا أضع المسألة في هذا الإطار ويمكن أن نلاحظ حتى في الفلم عندما حاول الكاتب أو السيناريو أو الدراما أن تقول أن بإمكان الكاتب حتى لو كان الكاتب شبح أو كاتب الظل الذي لا يفهم بالسياسة والتي لا يعرف حتى صاحب السيرة يستطيع ان يكتشف أسرار كثيرة من خلال الكلام الذي يقال علناً والكاتب الثابت الذي قتل لسبب ما لأنه أكتشف بعض أسرار رئيس الوزراء من دون أن يقول له رئيس الوزراء ذلك أكتشفها من خلال المتابعة الروائية اليومية وبالتالي تداعي الأحداث ما أوصله إلى قناعة بأن زوجته عميلة في السي أي أي وأن مدير الجهاز الذي يحرك زوجة توني بلير هو أستاذها سابقاً في هارفرت وبالتالي هذا الاكتشاف توصل إليه الكاتب الأول من دون أن يدري مسبقاً كل هذه المعلومات وإنما اكتشفها من خلال العلاقة اليومية ومن خلال تداعي الكلام اليومي بينه وبين صاحب السيرة وعندما قتل واستبدل بكاتب جديد أخر تم اختيار كاتب لا علاقة له بالسياسة وإنما كاتب اجتماعي بوليسي تم اختياره حتى يتجنب الخطأ الأول ونجح الثاني في التوصل إلى نفس القناعات وفي التوصل إلى نفس النقاط من خلال أيضاً العلاقة اليومية مع كاتب السيرة ومع صاحب السيرة وأيضا من خلال تعرفه إلى فكرة ؟؟؟ البدايات التي هي أثبتت أن سكوته كانت صحيحة لأن الكاتب السابق الذي قتل قبله توصل إلى نفس القناعات وإلى نفس الحقائق وللأسف الشديد أن الكاتب الثاني قتلته المخابرات لمنع نشر الحقائق التي كان يجب أن تعلن.

- أستاذ وليد نويهض شكراً لك لحضورك اليوم، بهذا نأتي إلى ختام حلقة هذا الأسبوع من "فريز" شكراً لكم كانت معكم منصورة الجمري.

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5384