العدد 5384 - السبت 03 يونيو 2017م الموافق 08 رمضان 1438هـ

الجدل على هلال شهر رمضان

this will be replaced by the SWF.
الجدل على هلال شهر رمضان

أهلاً بكم زوار الوسط اون لاين، هذه حلقة جديدة من برنامج مع الحدث، الذي يأتيكم عبر أثير الوسط اون لاين كل يوم ثلثاء.
حلقة هذا الأسبوع تناقش الجدل على هلال شهر رمضان، فمع اقتراب الشهر الفضيل يستعد الشارع البحريني من جديد للجدل على إثبات الهلال، وفيما يدعو البعض إلى اللجوء إلى العلم من خلال الحسابات الفلكية والمراصد العلمية لإثبات بداية الشهر، يؤكد رجال الدين عدم وجود تعارض بين الشريعة الإسلامية والحسابات الفلكية العلمية، وإنما الاختلاف في مدى اعتبار الوسائل الموصلة إلى اليقين بالرؤية بحسب الحديث النبوي الشريف "صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته".
ومع ذلك، يشتد الخلاف في تحديد أول شهر رمضان ويوم أول أيام عيد الفطر المبارك، ويمتد الخلاف ليفرّق بعض الأحيان بين أفراد الأسرة الواحدة.
ومع أن العامة يرون أن إثبات الهلال من أبسط الأمور، إذ يكفي شهادة شخصين عدلين على الرؤية، فإن المعايير الشرعية تبدو أكثر تعقيداً حينما يتناقش فيها العلماء المختصون.
وفي العام الماضي، رفضت هيئة كبار العلماء في السعودية اعتماد الحساب الفلكي في رؤية دخول الأشهر القمرية، واعتبرته لا يشكل أساساً مقبولاً لتحديد صيام شهر رمضان وإفطاره.
وقد جاءت هذه الفتوى بعد سلسلة اجتماعات مكثفة عقدتها الهيئة لبحث إمكانية التنسيق بين الرؤية الشرعية والمراصد الفلكية لتحديد غرّة شهر رمضان المبارك.
وبعد النقاش تم الإجماع على اعتماد الرؤية لدخول الأشهر، علماً أن ثلاثة أعضاء وافقوا على الحساب الفلكي، فيما أجمع بقية الأعضاء على رؤية الهلال.
حلقة هذا الأسبوع من برنامج مع الحدث، تستضيف رئيس المرصد الإسلامي الفلكي الشيخ محسن العصفور، للتباحث معه بشأن هلال شهر رمضان ومدى الجدل الذي سيشهده الشارع البحريني هذا العام.
• بداية شيخ؛ ما هي ظروف رؤية هلال شهر رمضان لهذا العام؟
- بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين. طبعاً، ظروف الرؤية ستكون جيدة إلا أن الخلاف في تحديد أوائل الأشهر القمرية بين الدول الإسلامية يقف صداً وحائلاً دون الاتفاق على إثبات الرؤية بالشكل الصحيح.
طبعاً هناك انشقاق بين الدول الإسلامية، وفي ظاهرة فريدة سلبية لأول مرة في تاريخ الدول العربية نجد أن هناك تحديد بداية الأشهر في أربعة أيام، أي أن الخلاف لم يعد يصبح في حدود يومين بل تعداه إلى أربعة أيام، وهذه الظاهرة قد حدثت في العام الماضي وقد تتكرر في هذا العام خصوصاً وأن الإعلانات المبدئية لتلك الدول تشير إلى معارضة الخلاف بصورته السابقة.
فعلى سبيل المثال نجد أن ليبيا قد أعلنت أن يوم الجمعة القادم سيكون هو أول أيام شهر رمضان الفضيل، والغالبية العظمى من الدول العربية – باستثناء سلطنة عمان والمملكة المغربية وموريتانيا – اعتبرت أن يوم الجمعة سيكون يوم الثلاثين وأن يوم السبت هو يوم الحادي من رمضان، وأن تراءي الهلال سيكون في هذه الدول في مساء يوم الخميس الموافق الحادي والعشرين من شهر أغسطس.
هناك دول أخرى غير الدول العربية، طبعاً أكثر الدول الإسلامية وعلى رأسها إيران وباكستان والهند وتركيا، مضافاً إلى الثلاث دول العربية المشار إليها وهي المملكة المغربية وسلطنة عمان وموريتانيا فإنها اعتبرت أن يوم الثالث والعشرين من شهر يوليو هو مبدأ شهر شعبان ونهاية شهر رجب، وأن بداية شهر شعبان كانت في الرابع والعشرين من شهر يوليو، وبناءً عليه فإن يوم الجمعة سيكون هو عبارة عن يوم التاسع والعشرين وليلة السبت أي مساء يوم الجمعة سيكون ليلة تراءي الهلال في هذه الدول، وإذا لم يتم تراءي الهلال فإن يوم السبت سيكون هو المكمل لشهر شعبان وسيكون اليوم الثالث والعشرين من شهر أغسطس أي يوم الأحد هو بداية أو غرة شهر رمضان في هذه الدول.
• إذاً، الجدل سيتكرر – شيخ – بما أن هناك جدلاً على مستوى الدول العربية في إثبات غرة شهر رمضان، سيكون هناك جدل أيضاً في البحرين تتوقعون على إثبات غرة شهر رمضان؟
- طبعاً بالنسبة لشهر رمضان هذا العام، بحسب الحسابات التي نعتمدها في الربط ستكون ولادة القمر وليس الهلال، وهناك خلط كما ستأتي الإشارة إليه في المصطلحات الفلكية، وأوقعت بالخصوص بعض الدول في هذا المأزق، مأزق الاختلاف في إثبات أهلة الشهور، ستكون ولادة القمر في شهر رمضان هذا العام طبعاً في يوم الخميس الموافق للعشرين من شهر أغسطس، الساعة الواحدة ودقيقة و21 ثانية، أي مساء يوم الخميس. وسيكون عمر بزوغ القمر في الأفق في البحرين في الساعة السادسة و9 دقائق و20 ثانية، ولن يكون هناك إلا شيء جزئي لأنه سيغرب تقريباً بعد 4 دقائق من غروب الشمس، ولهذا لن يكون هناك أصلاً جزء من القمر ليحدث عليه انعكاس التقوس، أي حلق الهلال الطبيعي، وسيكون يوم الجمعة هو يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان الموافق للحادي والعشرين من شهر أغسطس وسيكون عمر القمر في هذا اليوم 29 ساعة و6 دقائق و54 ثانية. وستغرب الشمس الساعة السادسة و8 دقائق و23 ثانية عند 283 درجة عن نقطة الشمال الجغرافي، وسيكون بزوغ القمر الساعة السادسة و8 دقائق و23 ثانية مساءً عند 268 درجة بارتفاع 6 درجات ونصف تقريباً وسيأفل القمر الساعة السادسة و43 دقيقة و19 ثانية عند 272 درجة على ارتفاع 6 درجات و6.8 من عشرة.
مدة مكث الهلال ستكون 34 دقيقة و56 ثانية ونسبة الإضافة 2.15 في المئة، البعد عن مسار الشمس، أي سيكون موقع الهلال 14 درجة و98 دقيقة. مدة المكث بعد غروب الشمس ستكون 34 دقيقة، إلا أنه بسبب نزول أو كون موقع الهلال أو ما يسمى القمر بالأحرى، حيث إنه لم يتراءى بالصورة الصحيحة، بسبب وقوعه في نور الشفق والمشهور بين الفلكيين أنه إذا كان الهلال أقل من ثمان درجات سيكون أثير نور الشفق ولا يمكن تمييزه عن نور الشفق وستصعب رؤيته لهذا السبب ولا يمكن رؤيته ولهذا السبب، وأنه إذا كان فوق 8 درجات والمكث بعد غروب الشمس أكثر من نصف ساعة. الشروط الأخرى جيدة إلا أنه بسبب انخفاض بزوغ موقع القمر وارتفاعه عن درجة الأفق بأقل من 8 درجات وهي 6 درجات ونصف تقريباً، ستكون رؤيته حرجة، ولهذا الكثير من الدول يتوقع أن يكون فيها إكمال عدة بسبب أنه التراءي فيها لكن يكون، لن يحدث هناك تقوس وانعكاس بشكل واضح وجلي ولن يحدث هناك انعكاس لنور الشمس على جرم القمر وتقوس بحيث يتميّز نوره عن نور الشفق ولهذا ستتعذر رؤيته.
ومن خلال هذا التفصيل يرجح في حال تعذر الرؤية مع ولادته ومع مكثه أنه يزيد عن نصف ساعة وهي 34 دقيقة سيكون هناك إكمال عدة وسيكون يوم السبت نهاية شهر شعبان وبداية شهر رمضان وغرة شهر رمضان ستكون يوم الأحد.
• بالنسبة للمرصد الإسلامي الفلكي – شيخ – هل سيكون لديكم برنامج للاستهلال لهذا العام، وما هي تفاصيله، ومتى سيكون؛ يوم الجمعة أم يوم السبت المقبل؟
- طبعاً نحاول دائماً أن نكون دائماً وسط في الأنشطة والفعاليات بشكل عام على اختلاف ما يذهب إليه عامة المسلمين على اختلاف مذاهبهم، إذ إن المشاركين ليسوا ممن ينتمون إلى المذهب الشيعي خاصة، هناك توجه خلال الأيام القادمة لتنظيم فعالية تكون يوم الجمعة ليلة السبت باعتبارها إكمال عدة للرأي الرسمي وباعتبارها طبعاً نهاية شهر شعبان أو تصادف يوم التاسع والعشرين وليلة الثلاثين من شهر شعبان وهي الليلة الأنسب، وإن شاء الله سنعلن عنها في حينه متى تمّ الانتهاء من التنظيم والاستعداد لهذه الفعالية.
• حالياً في البحرين، هناك تعدد للمراكز الفلكية، هل يتم التنسيق بين هذه المراكز؟
- للأسف لا يوجد تنسيق ولا تعاون، هناك استعجال عند البعض لكونه حديث العهد بهذه الظاهرة، ظاهرة التحري والدعوة للاستهلال، هناك استعجال للرصد وفي إعلان النتائج وعدم تثبت، كما حصل في العام الماضي للأسف، كما تبيّن بعد ذلك أن هناك جماعة ادّعت أنها رأته عن طريق التلسكوب في مدينة حمد، وأنه بعد التحري تبيّن أنه توّهم وعدم تحقق وعدم تثبت من ذلك الأمر.

نشكر رئيس المرصد الإسلامي الفلكي الشيخ محسن العصفور، وإلى هنا نصل إلى نهاية هذه الحلقة من برنامج مع الحدث، على أمل اللقاء بكم في الأسبوع المقبل، ودمتم بود.

 

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5384