لقاح أنفلونزا الخنازير

حياكم الله
هذه حلقة جديدة من مدار الوسط الذي يبث على الوسط اون لاين.
موضوع حلقة اليوم: لقاح أنفلونزا الخنازير
هذا الموضوع الذي أصبح حديث الأوساط البحرينية التي يرى البعض منها أن أعراض هذا اللقاح غير معروفة، بما يثير القلق عند كثير من أولياء الأمور على أبنائهم الطلبة. بينما يرى مسئولو وزارة الصحة أن منظمة الصحة العالمية أوصت به لكن لم تلزمه.
أسئلة كثيرة تدور حول هذا الموضوع...
معنا اليوم، عبر الهاتف رئيسة قسم مكافحة الأمراض بوزارة الصحة الدكتورة منى الموسوي.
• بداية، نرحب بالدكتورة، ونسأل؛ هناك تخوف كبير من أخذ لقاح أنفلونزا الخنازير، ما تعليقكِ على ذلك؟
- لقاح أنفلونزا H1N1 هو لقاح آمن حسب الدراسات التي أجريت عليه. هذا العام في الجوّ يوجد أكثر من فيروس، أحد هذه الفيروسات هو H1N1، فالتطعيم في الأساس ليس تطعيماً جديد بل هو تطعيم موجود، فقط سنوياً يتم تغيير الفيروس الموجود فيه. نحن لا نتكلم عن تطعيم جديدة بالمرة إنما الفيروس هو الجديد فقط.
• هناك كلام يتردد بأن هذا اللقاح الجديد به أعراض جانبية، وهناك لا توجد أي ضمانات من قبل وزارة الصحة، خصوصاً أن الصحة تقلل من شأن هذا اللقاح، في حين ترد تقارير كثيرة في العالم تقول إن هناك أضراراً وأعراض غير معروفة، ما تعليقكِ على ذلك؟
- بالنسبة للأعراض الجانبية فلا يوجد تطعيم في العالم آمن 100 في المئة، ولكن الأعراض الجانبية تكون أعراض بسيطة جداً نتيجة تفاعل التطعيم أو اللقاح مع الجسم، مثل ارتفاع بسيط في درجة الحرارة، آلام موضعية، التهاب موضعي مكان الإبرة، وهذه الأعراض الجانبية موجودة مع جميع التطعيمات، ولكن الدراسات التي تمت على التطعيم الجديد الـ H1N1 أثبتت حسب التجارب التي تم إجراؤها على هذا اللقاح أنه لا توجد أي أعراض جانبية خطيرة، على العكس يمكن هذا التطعيم المصنف في هذا العام يكون أكثر أماناً وأقل خطورة أو أقل بالنسبة للأعراض الجانبية من لقاحات الأنفلونزا السابقة، لأن هذا التطعيم تم تصنيعه بحيث أن يكون خالياً من أي مواد حافظة، خالي من أي مواد إضافية، وأيضاً خالي من مادة الزئبق، لأن هذا التطعيم سيستخدم أيضاً للسيدات الحوامل واللاتي هن أكثر عرضة للمرض هذا العام.
• هل هذا اللقاح هو إجباري أو اختياري للحوامل؟
- لا يوجد أي تطعيم إجباري سواء في السابق أو حتى الآن، كل التطعيمات اختيارية حتى التطعيمات السابقة كنا نعطيها سواء للأطفال أو للسيدات الحوامل أو حتى للحجاج لا يوجد أي تطعيم إجباري، فقط سيكون إلزامي إن صح التعبير للحجاج، فحسب اشتراطات المملكة العربية السعودية أن أي حاج قبل أن يتوجه إلى أداء مناسك الحج أن يأخذ هذا التطعيم، عدا ذلك لا يوجد أي تطعيم لدينا إجباري في مملكة البحرين.
• وهذا يعني هل هو إلزامي أيضاً على العاملين الصحيين داخل مجمع السلمانية الطبي؟
- لا يوجد أي تطعيم إجباري عندنا أو إلزامي، ولكن يفضل أن العاملين الصحيين يلتزمون بأخذ التطعيم لأن ذلك يؤثر ليس فقط على العاملين الصحيين ولكن على المرضى الذين يخالطونهم.
• هناك من سأل إذا كانت هناك إمكانية من نشر أو الإعلان عن هذه الضمانات بالنسبة للقاح أنفلونزا الخنازير عبر وسائل الإعلام، ما خطة الوزارة في هذا الجانب تحديداً؟
- لا توجد أي ضمانات، نحن نعطي الناس الحقائق، نعطيهم حقيقة أن التطعيم آمن ولهم الخيار بأخذ التطعيم أو لا، لهذا السبب لا يوجد تطعيم إجباري لا في السابق ولا الآن، التطعيم اختياري، ودور وزارة الصحة أن توضح الحقائق، توضح الشائعات أيضاً، لأن هناك من الشائعات في المنتديات أو حتى عبر البريد الإلكتروني ترسل للناس تثير الشائعات المخافة عند الناس، هذا الأمر ليس جديداً وليس فقط عن هذا التطعيم وإنما حصل ذلك عدة مرات وليس في البحرين فقط، في جميع دول العالم موجودة هذه الشائعات مع كل تطعيم جديد يتم إصداره.
• ماذا بالنسبة لدواء Tami flu، الوزارة أعلنت بأنها اشترت كمية كبيرة من دواء Tami flu، لكن كثيراً من المرضى استخدموا دواء Fly flu الذي تصنعه إحدى الشركات الخليجية، مما اضطر بعض المرضى إلى شراء دواء Tami flu من الصيدليات الخاصة، وكان هذا بسبب تعرض البعض لأعراض مثل آلام في المعدة، إلخ... ما ردكِ على ذلك؟
- الدواء اسمه "الاوسال كوميدال" الاسم العلمي، والاثنان سواء كان Tami flu أو Fly flu فهما نفس الدواء، والأعراض الجانبية هي نفس الأعراض الجانبية التي تحدث سواء كان من الـ Fly flu أو من Tami flu لأنهما نفس الدواء في الأساس. قد تحصل لدى البعض أعراض جانبية بسيطة مع الدواء مع أي دواء آخر، قد يأخذ الشخص حتى "البندول" ويشعر بآلام في المعدة بخلاف شخص آخر لا يحس بهذه الآلام، وذلك يعتمد على تقبل جسم الشخص للدواء، إنما الاثنان هما نفس الدواء، والأعراض الجانبية هي نفس الأعراض الجانبية للدواءين.
• لكن وزارة الصحة اشترت Tami flu مصنع في دولة خليجية وليس الأصلي، مما استدعى البعض إلى شراء الدواء الأصلي من الصيدليات الخاصة، فما هو أسباب ذلك؟
- في فترة الوبائيات هناك قوانين عالمية، في فترة الوباء يصح أو يجوز لأي شركة دواء أن تصنع بترخيص أي دواء إذا كانت هناك حاجة له، فهذا الدواء هو نفس الدواء الأصلي، فمن الممكن أن تصنعه الشركة المعنية أو أي شركة ثانية. ولا يوجد فرق في ذلك، فقط جودة الدواء هي الفارق الوحيد، وهنا الجودة واحدة والدواء واحد، نحن حينما نعطي الناس دواءً مختلفاً إنما التركيبة العلمية هي نفسها، نفس التركيبة.
• إذا كانت هناك إجابة توجه إلى أولياء الأمور بخصوص أخذ لقاح أنفلونزا الخنازير بالنسبة لأبنائهم الطلبة، فماذا تقول د. منى الموسوي في هذا الشأن؟
- أوجه ندائي لجميع أولياء الأمور، وأخبرهم بأن هذا التطعيم هو تطعيم آمن، وهو في الأصل تطعيم أنفلونزا نفس التطعيم الذي نعطيه لجميع الناس في كل عام منذ سنين منذ أكثر من قرن، وهو تطعيم آمن يحميهم عند اختلاطهم في المدارس من أخذ العدوى وإصابتهم بأي مضاعفات أخرى، ولكن في الأول والأخير أحب أن أؤكد أن التطعيم وحده لا يكفي، فاتباع الإرشادات الصحية السليمة مهم جداً، التزام أولياء الأمور بعدم أخذ أطفالهم إلى المدرسة إذا كانت لديهم أعراض الإصابة بالأنفلونزا مثل ارتفاع درجة الحرارة أو رشح أو الكحة، فالمفترض ألا يتم أخذهم للمدرسة لكي لا يتعرض الأطفال الآخرون إلى المرض، إلى جانب أن أطفالهم الموجودين أيضاً في المدرسة سيتعرضون، فمساعدة أولياء الأمور إلى جانب أخذ التطعيم إذا وُجد خاصة الأطفال المصابين بأمراض مزمنة، فخطورة المرض كبيرة جداً عليهم إذا كانوا مصابين بأمراض مزمنة، لأنه قد تحصل عندهم مضاعفات خطيرة، فنحن نطمئن الناس إلى أن هذا التطعيم هو تطعيم آمن، ولو لم يكن هذا التطعيم آمناً فلن نستورده إلى البحرين.
• طبعاً البحرين تتبع ذلك بخطوات منظمة الصحة العالمية، رغم أن هناك دولاً مثل بريطانيا وأميركا لم تفعّل هذا التطعيم...
- عندما نتكلم عن الولايات المتحدة الأميركية أو عن الدول الأوروبية أو حتى أستراليا فهي توفر التطعيم لجميع الأفراد في البلد، إذ إنهم يقومون بتطعيم الأفراد بطريقة تطعيم شاملة لجميع الأفراد.
• بشكل يكون في النهاية اختياري ويتحمل نتيجة ذلك الشخص الذي يأخذ التطعيم؟
- لابد أن تكون هناك موازنة بين خطورة المرض وخطورة الأعراض البسيطة للتطعيم، دائماً نضع موازنة فعندما نرى أن كفة التطعيم هي كفة راجحة بدرجة كبيرة جداً فمن المؤكد أن يختار الشخص التطعيم، لأن الكثير من الأمراض مثل مرض الجدري اختفى من العالم بسبب التطعيم، مرض شلل الأطفال قرّب من الاختفاء بسبب التطعيم، أمراض أخرى كثيرة ووفيات بالملايين تم تقليلها بسبب التطعيم. فدائماً التطعيم للوقاية هو الذي يخلّص الناس من المرض.
بهذا نأتي إلى ختام حلقة اليوم، ترقبونا كل يوم خميس... هذه محدثتكم ريم خليفة.