العدد 5384 - السبت 03 يونيو 2017م الموافق 08 رمضان 1438هـ

البحرين والسياحة المستدامة

حياكم الله

this will be replaced by the SWF.
البحرين والسياحة المستدامة

موضوع حلقة اليوم: البحرين والسياحة المستدامة

هذا الموضوع الذي يركز على استغلال أدوات سياحية صحيحة تخدم هذا القطاع الحيوي على المدى البعيد في البحرين. وحاليا، يعتبر موضوع السياحة محل جدل ودون المستوى لعوامل كثيرة مما جعل الكثير من المهتمين والمراقبين يسعون إلى طرح هذا الموضوع عبر التغيير، لاسيما من قبل نشطاء السياحة المستدامة.

معنا اليوم في الأستوديو في مجال السياحة المستدامة، ولعله من النشطاء أيضا، السيد عبدالله عبدالعزيز.

• بداية، نرحب بعبدالله ونسأل؛ لماذا أنت مهتم بقطاع السياحة، وتحديدا في السياحة المستدامة؟

- أولا أشكركم على استضافتي في الأستوديو، ثانيا إن السياحة المستدامة هي حل لجعل البحرين وجهة سياحية مستدامة ووضعها على وضعها الطبيعي على الخريطة العالمية للسياحة، كما كنا من قبل. نحن لا نحتاج إلى أن تكون لدينا أنماط سياحية لا تقبل من قبل المجتمع، حتى المجتمعات الغربية المحافظة لا تقبل بأنماط السياحة الموجودة في الخليج وتحديدا في البحرين.

السياحة المستدامة حاليا هي المحرك للنهوض بالسياحة في العالم، في الدول، خاصة أن الدول لها تراثها العريق، لها تاريخها العريق، فممكن تستغل في ترويج الدولة كوجهة سياحية متميزة، كل دولة ممكن أن تتميز بما لديها.

• باعتقادك؛ ماذا يمكن أن يكون للبحرين، هل هناك مثلا جانب ترى فيه هناك احتياجات خاصة تحتاج إلى التغيير في جانب القطاع السياحي؟

- نعم، حاليا المستفاد منه فقط الفنادق وجذب شرائح معينة لأنماط سياحية تسمى الجانب الأسود من السياحة، سياحة الراقصات، سياحة المراقص والتي تلاقي إقبالا ضعيفا من جانب المجتمع المحلي، والبحرين لا تحتاج إلى مثل هذا النوع من السياحة، فالبحرين يحتاج ترويجها إلى ترويج صحيح مثلما لدينا صناعات قديمة، حرف قديمة، وكل قرية تمتاز بها، ممكن تدار من قبل المجتمع، ممكن المجتمع المحلي في كل قرية لها هويتها الخاصة التي تجمع وتتضمن هوية البحرين الكبرى بالنسبة للسياحة، مثلا عندنا قرية بني جمرة صناعة النسيج بدأت تقريبا تندثر لكن إن شاء الله مع جهود المسئولين في قطاع السياحة ومع جهود النشطاء الموجودين في القطاع أن يقوموا بحفظ هذه الصناعة، أيضا صناعة السلال في كرباباد وغيرها.

• أنت تدعو إلى اللجوء إلى المجتمعات المحلية والاستفادة منها من خلال تسخير سياحة راقية تناسب هوية البحرين... لكن، أنت تعتبر نفسك ناشطا في السياحة المستدامة، أين كان صوتك طوال هذه الفترة؟

- أنا كنت في المجال نفسه تعلمت ورأيت، حتى لو ارتبطت بوظيفة في أحد مكاتب السفريات، لكن بالنسبة لي تدرجت من هذه المرحلة فرأيت أن مكاني ليس في محل واحد.

• ماذا بالنسبة لتجربتك في بريطانيا وفي أستراليا؟

- أنا قمت بتأهيل نفسي بنفسي، وسافرت إلى أستراليا وعملت في بدبي قبل هذا في قطاع السياحة ودرست البكالوريوس في السياحة، لماذا درست البكالوريوس في السياحة؟ لكي أرجع عندي مؤهل أقوى وما يكون محل جدل أنني لا أقدر على قيادة القطاع أو قياديا في القطاع، فحين رجعت إلى البحرين شعرت بعد فترة بأن هناك جوانب ناقصة بالنسبة للجوانب المعرفة في السياحة، فقدمت طلبا إلى منظمة السياحة العالمية لهذه الدورة والتي كانت تجربة ناجحة وجدا قيّمة بالنسبة للبحرين وذلك من يوليو/ تموز إلى سبتمبر.

وكان لدينا جانبان، الجانب النظري ثم العملي، العملي قمنا بعمل حقيقي مع المجالس البلدية التي تهتم ودورها بالنهوض بالسياحة وتنمية السياحة بمدينة ايست بورن ببريطانيا، فبعدما أنهينا الدورة التأهيلية من قبل المنظمة قدمنا ثلاثة مشاريع، اثنان منها سوف تقدم للبورد للمجلس البلدي بايست بورن للتصديق عليه والموافقة وتفعيله وليس فقط على الورق.

• عبدالله؛ أنت شاب طموح تلعب دورا في هذا المجال، نحن بالعادة نسمع عن نشطاء في مجال حقوق الإنسان، ونشطاء في العمل السياسي وفي قضايا أخرى، لكن أنت تركز على جانب حيوي وهو قطاع السياحة، وهو قطاع غني وثري وله علاقة بالآثار وبالتراث أيضا، وتدخل عليه أيضا جانب من الثقافة... لا أدري، كيف تستطيع أن توصل صوتك إلى المعنيين في هذا القطاع؟

- أنا بدوري، بكياني، بقدراتي، بمعرفتي بالقطاع، بطموحي، بالشرف، بالموجود داخلي أقدر أن أصل، أقدر أن أحقق بما أطمح لبلدي وليس لنفسي، فأنا أنكرت ذاتي وكرست نفسي ونذرت نفسي لهذا القطاع، وليس القطاع بالجانب الحالي الموجود، لا الجانب الذي نرتقي بهذا القطاع ونمحو ما يقوله عنه بأنه سياحة البحرين هي سياحة سيئة.

بالنسبة لي، أنا أقدر أن أذهب للمجتمعات المحلية، للقرى بنفسي. أذكر مرة كان لدي أصدقاء يعملون مستشارين للدولة بأستراليا، وكانوا في زيارة للبحرين فأخذتهم في جولة بالبحرين من ضمنها زيارة لقرية بني جمرة حيث بدأت بها وانتهيت بالمحرق بزيارة للمرافق التي تم تجديدها داخل المدينة القديمة. أخذتهم إلى مصنع النسيج في بني جمرة وفرحوا كثيرا ومكثوا وقتا أكثر مما مكثوه في المحرق على الرغم من بساطة المكان والبيئة وتواضع المصنع، حيث كان المصنع يحتوي على الأدوات القديمة التي كان تستخدم كالمشط وغيره.

• هذا يقودنا أيضا إلى التأكيد على تصريحات الرئيس التنفيذي لقطاع السياحة ومستشارة وزير الثقافة والإعلام الدكتورة هبة، هي تدعو الآن إلى الاستفادة من موضوع المجتمعات المحلية وأيضا دعت إلى ذلك في تصريحات سابقة مع الصحافة المحلية، هل باعتقادك يجب أن تكون هناك خطة أو دراسة مثلا يتم التعاون مع المسئولين فيها وتنوير بعض المسئولين وإضاءة بعض الجوانب في داخل البحرين سواء من ناحية الحرف القديمة أو العادات القديمة أو التراث أو حتى بيئة المناطق؟

- تحقيق الأهداف لمثلا إحياء الحرف القديمة واستدامتها تتحقق بعامل جدا مهم، عامل الشراكة ما بين القطاعين، وهما القطاع العام والخاص مثل التزاوج، فكما اشترك القطاعان في القرارات بإمكاننا أن نحقق ذلك بشكل أفضل ونضمن استدامتها. المجتمعات المحلية مجرد عناصر حالية وعدم استغلالها سوف تندثر مع حرفها، وإذا لم نقم بالمعالجة وباتخاذ قرارات بجعل هذه الحرف جزءا لا يتجزأ من المنتج السياحي البحريني الأصيل، لأن هذه المنتجات بالنسبة لي هي جزء مني، والفنادق ليست جزءا مني، الفنادق مجرد وسيلة لوصول السائح إلى هذا المنتج القديم.

• وطبعا هذه الفنادق التي تكون 5 نجوم، وليس الفنادق الرخيصة التي هي دون المستوى؟

- نعم، 5 نجوم.

• أيضا ننتقل إلى قضية انتشار بعض الممارسات غير السليمة في داخل هذه المواقع التي تصنف على أنها فنادق، لا أدري هل لك وجهة نظر في ذلك أيضا تنقلها؟

- هذه الممارسات فقط تخدم أشخاصا معدودين، إما أنهم المالك أو أنهم متنفذون، ولا تخدم قطاع السياحة ولا تخدم الوطن، تخدم فقط هذه الأشخاص. حتى المجتمعات المحلية التي بداخلها الفنادق، ولنأخذ مثالا القضيبية والحورة فيها الكثير من الفنادق، فهي أساءت وأدت إلى عزوف أهالي المنطقة إلى مناطق بعيدة، لأنها أصبحت غير مناسبة للسكن إذ إن شعب البحرين مهما انفتح فهو شعب محافظ وبالتالي لا يقبل هذه الممارسات.

وهذه الممارسات بالنسبة لنا تتطرق إلى مسألة الاتجار بالبشر، حتى العامل الأجنبي في بعض الفنادق لا يحصل على المرتب، فقط يعيشون على نسبة من الدخل (البخشيش) وهذا الأمر ليس ثابتا بحيث يمكن العامل من العيش عليه، خصوصا إذا كان العامل يصرف على مسكنه ومواصلاته وغيرها، إضافة إلى ذلك يخلق في داخل العامل ممارسة أشياء غير جيدة بسبب هذه المهنة.

• هل من كلمة أخيرة؟

- أنا أريد أشكر مساعي معالي الوزيرة الشيخة مي، لوضعها حجر الأساس لحفظ هوية البحرين الأصيلة، فهذه المساعي جدا جريئة وأنا أرجو أن تستمر في هذه المساعي لجني المزيد من الإنجازات.

بهذا نأتي إلى ختام حلقة اليوم، ترقبونا كل يوم خميس... هذه محدثتكم ريم خليفة.

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5384