العدد 5384 - السبت 03 يونيو 2017م الموافق 08 رمضان 1438هـ

هل الإنترنت حق من حقوق الإنسان؟

this will be replaced by the SWF.
هل الإنترنت حق من حقوق الإنسان؟

حياكم الله

هذه حلقة جديدة من الوسط لايف الذي يبث على الوسط اون لاين.

موضوع حلقة اليوم عن الإنترنت

هل الإنترنت حق من حقوق الإنسان؟

إذ أوضح استطلاع للرأي أجري مؤخرا لحساب الـ "بي بي سي" أن 4 من كل 5 أشخاص يعتقدون أن الوصول إلى الإنترنت أصبح حقا أساسيا من حقوق الإنسان، وفي الوقت نفسه أشارت تقارير صحافية إلى أن الإنترنت أدرج ضمن قائمة المرشحين لنيل جائزة نوبل للسلام، الذي كان الرئيس الأميركي باراك أوباما آخر الفائزين بها العام الماضي وذلك بدعم عدد كبير من المواقع الإلكترونية.

لكن منظمة "مراسلون بلا حدود" صنفت الدول بحسب طريقة تعاملها مع الإنترنت، وصنفت هذه الدول بحسب أيضا قمعها أو إفساحها لحرية التوصل إلى الإنترنت، وذلك في تقرير سنوي يصدر للمرة الثالثة على التوالي بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الرقابة على الإنترنت والتي صادف في الثاني عشر من مارس من كل عام.

وتناول التقرير أيضا تطور الشبكات الاجتماعية التي وُضعت في متناول الشروط كأدوات تتعاون وتسمح بإعادة النظر في النظام الاجتماعي.

ولتسليط الضوء، نستضيف اليوم مدير المركز الإعلامي للأمم المتحدة في المنامة السيد نجيب فريجي.

• بالنسبة للتعريفات الحديثة في حقوق الإنسان، لقد تم إدخال الإنترنت كحق من حقوق الإنسان... ما رأيك في هذا الشأن؟

- حصل هذا التطور في الفترة الأخيرة، حيث تضافرت الجهود بين عدة دول في العالم وخاصة الدور الأساسي الذي لعبته حركات الإنترنت أو شبكات الإنترنت والأفراد والمجموعات وأيضا المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والتي كان لها دور أساسي في بناء هذا الرأي العام وهذا الزخم وهذه الديناميكية والشعبية أيضا، حيث أصبح هؤلاء المتعاطين مع الإنترنت يمثلون الأغلبية الساحقة في العالم، لا فرق بين آخر بلد مثلا فيه الإنترنت (على ما يبدو بلد إفريقي) أو كوريا الجنوبية التي تعتبر أكبر بلد فيه استعمال الإنترنت.

لكن الأمم المتحدة في حد ذاتها كانت تسعى إلى خلق ما يسمى بمجتمع المعلومات، مجتمع المعلومات هو الذي يمكن أن يحوّل هذا العالم من عالم متشعب متباعد إلى قرية صغيرة، إلى كون واحد، مفهوم العولمة يحوّل هذا العالم إلى تقريبا أسرة واحدة.

• هل معنى ذلك أنه سيتم إدراج هذه المادة في ضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان؟

- أنا لا أعلم إذا حقوق الإنسان هو نص موجود وليس بقرآن أو إنجيل أو توراة، فهو قابل للتغيير لأن من صنعه هو الإنسان، وفي هذه الحالات ربما تكون هناك آلية جديدة، أنتِ تعلمين بالعديد من الاتفاقيات والصكوك والمعاهدات التي تنص على مختلف أنواع وأشكال حقوق الإنسان، حقوق المرأة، حقوق الطفل، حقوق المعاقين، حقوق السجناء، مختلف الحقوق.

إذا، لا يمكن أن نستبعد أن يتحوّل هناك بند أو اتفاقية جديدة لحق الإنسان في الإنترنت، وأنتِ تعلمين الآن أن حقوق الإنسان صارت لها عدة مؤسسات وعدة هياكل وعدة كتر في الأمم المتحدة من المفوضية العليا أو السامية إلى اللجنة إلى المجلس، حقوق الإنسان يعتبر مجلس أمن تقريبا.

• لكن، كيف يكون الإنترنت حقا من حقوق الإنسان، وهناك من الأنظمة في العالم التي لا تعترف بحقوق الإنسان؟

- ولماذا أنتِ مستغربة من هذا الموضوع؟ لأن هناك حقوقا عديدة ليس معترف بها وليست محترمة في العالم، وعلى هذا الأساس تقوم الأمم المتحدة بالتعامل المتواصل والجهد المتواصل مع البلدان الأعضاء، وهي منظمة دولية حكومية لا محالة تسعى إلى إقناع الحكومات باعتماد حقوق الإنسان كبعد استراتيجي، أي سياسة إنمائية.

وهنا أُريد أن أُحيّي جهد مملكة البحرين بصراحة في التعامل الإيجابي مع حقوق الإنسان خاصة في المراجعة الدورية وفي ما قام به الدكتور نزار البحارنة، وأنا أفتخر جدا أننا شركاء في هذا الموضوع، وأن منظمات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الأخرى التي جاءت إلى البحرين وشاركت مع الدكتور نزار ووزارة الخارجية بصفة عامة في الإعداد لهذا الموضوع، وكانت قصة كشفت للعالم كله كيف أن البعض يرى أن هذا الشيء من المحرمات، بل على العكس من ذلك حيث إنه عاد على البحرين بالعديد من التنمية والعديد من التشجيع والشكر ولم تتزعزع البحرين في هذا المجال، بل بالعكس أصبحت البحرين في معالجتها الإيجابية لحقوق الإنسان معترف لها بهذا الموضوع، وربما أثرت أيضا على بعض البلدان الأخرى التي فتحت عينيها ربما.

لكن نعود إلى الإنترنت ونؤكد أنه الآن أصبح الآن الإنترنت حقا من حقوق الناس، سواء وضعناه على الورق أو لم نضعه، والدليل أن هناك عدة وسائل متوافرة للفرد وللمجموعات لتجاوز كل ما يمكن أن يتصوّره الحاكم من أساليب لحجب أو للتعامل مع الإنترنت.

• وهذا تماما مثلما يحصل في دول مثل كوبا والصين وأيضا هنا في البحرين، كان هناك حجب لمواقع كثيرة، فكيف سيتم التعامل مع الإنترنت كحق من حقوق الإنسان؟

- أنا كمسئول في الأمم المتحدة لا أذكر البلدان الأعضاء إلا بالخير ونتمنى على الدول ذات الأطر الإصلاحية الطموحة، وأذكر هنا مشروع الإصلاح لجلالة الملك، يشكل إطارا ملائما لتطوير الإنترنت مثلما كان الوضع أو الحال على مستوى حقوق الإنسان، فهذه حقوق تشمل كل الجوانب والحقوق كما تعرفين وكما عرّفها المشرّع في الأمم المتحدة والتي صادقت عليه كل الدول حقوق تامة ولا تتجزأ.

• أيضا بالنسبة لاختيار الإنترنت لجائزة نوبل للسلام، اختيار الإنترنت كشيء وهذا الشيء غير معروف، وُرد عبر التقارير والأنباء الإخبارية، ما رأيك في اختيار الإنترنت كشيء لجائزة نوبل للسلام؟

- لو كنت في لجنة نوبل لكنت صوّتُ مع هذا القرار، يبدو لي أن الإنترنت، وكي لا نقع في التمجيد المطلق، أنتِ وأنا وعدة والأغلبية يستعملون الإنترنت لأغراض التعارف، لأغراض استقاء المعلومة والمعرفة والعلم ولخدمة البشرية، لكن هناك أطراف أخرى تستغل هذه النوافذ لمآرب ليست – أقولها بدبلوماسية – ليست نبيلة، ولأوضح لقراء الوسط ولمستمعي الوسط اون لاين وللمترددين عليه، أنه يجب أن نميّز بين هذا وذاك.

فحقوقي كإنسان هي الإنترنت، لكن حقوقي أيضا أن تحميني هذه الاتفاقيات وهذه الآليات القانونية من الاستعمال السلبي للإنترنت.

هنا ندخل – ربما – في نقاش لا نهاية له، ونعود إلى كواليس الأمم المتحدة حيث يتم بين الدول الأعضاء كيف تعريف حقوق الإنسان أو حق الإنسان في الإنترنت، ونتمنى ونتطلع بصراحة لأن تنطلق بلدان مثل بلداننا في العالم الثالث حيث تطور استعمال الإنترنت أو تزايد عدد الإنترنوتز ورواد الإنترنت، وأصبح الفضاء واسعا وهو أوسع فضاء، لأنه كما عرّفت الأمم المتحدة في قمتي مجتمع المعلومات التي انعقدت في جنيف وفي تونس والتي كانت انطلاقة جديدة في مفهوم الإنسان للإنترنت، مفهوم الأمم المتحدة للإنترنت.

اجتمعت حكومات العالم وخصصت قمتين لموضوع مجتمع المعلومات، فهو الإنترنت في نهاية الموضوع، والإنترنت – وأكرر ولا آتي بجديد – ليست فيها حصة أو ليست فيها جانب تأخذه على حساب الآخر، كلما أخذت من الإنترنت كلما اتسع المجال، ليس فيها هناك حدود وهي السماء.

• والدليل نجد الآن رؤساء كالرئيس الأميركي باراك أوباما يستخدم الإنترنت ليتواصل مع شعوب العالم...

- أنا أستغرب أن يكون هناك مسئول لازال يكتب بالقلم والورق، هذا أصبح خارج عن التاريخ حتى، الآن أصبح الإنترنت – وإن كانت حق – لكن صارت أيضا واجب، لا يمكن لأحد أن يتعامل الآن في هذا العالم بدون أن يكون الإنترنت في مكتبه وفي بيته وفي سيارته، والآن في تلفونه.

بهذا نأتي إلى ختام حلقة اليوم، ترقبونا كل يوم خميس... هذه محدثتكم ريم خليفة.

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5384