العدد 5384 - السبت 03 يونيو 2017م الموافق 08 رمضان 1438هـ

حول الشرق الأوسط بعد 10 سنوات

this will be replaced by the SWF.
حول الشرق الأوسط بعد 10 سنوات

حياكم الله هذه حلقة جديدة من "الوسط لايف" الذي يبث على الوسط أونلاين موضوع حلقة اليوم تدور حول الشرق الأوسط بعد 10 سنوات، إذ تحدث الأكاديمي الأميركي من أصول إيرانية مهران كمرافا عن رؤيته لمنطقة الشرق الأوسط في العام 2020، إذ أشار إلى أن هذه المنطقة أو أهل المنطقة تعودوا على سبر التاريخ وهدر الأوقات في إلقاء اللوم على بعضهم البعض ولكنهم قد لا يهتمون كثيراً بتكوين تصورات حتى لو كانت تقريبية عن المستقبل، وأضاف هذا الأكاديمي الأميركي إلى أن هيكلية الدول في المنطقة جامدة وأن النظم الديمقراطية بالمعنى المطروح في الدول المتقدمة ليست موجودة وأن الرؤية بهذا الاتجاه ستضل سلبية، ولتسليط الضوء على هذا الموضوع معنا اليوم عبر الهاتف المفكر البحريني الدكتور علي فخرو، بدايتاً نرحب بالدكتور علي فخرو ودعنا نتحدث عن مستقبل هذه المنطقة من وجهة نظرك ومن ثم نتحدث عن هذه وجهة النظر الأميركية حول منطقة الشرق الأوسط؟

أنا أعتقد أن القضية تعتمد على بعض الأشياء تحققها أو عدم تحققها، أن أعتقد أن إذا كان الوضع في المنطقة ظل في أيدي الأنظمة السياسية الحالية أو على الأقل غالبيتها الساحقة وهي أنظمة ضعيفة وأنانية ومنغلقة على نفسها وكل ما يهمها هو بقاء أفراد هذه الأنظمة وقلبها من جمهوريات إلى ملكيات ومن تداول سلطة إلى أرث يتناقله الأبناء عن الأباء إلى أخره يعني الشيء الذي نره اليوم والضعف الشديد الذي نراه أيضاً بالنسبة لي التعاون العربي والتضامن العربي، والتضامن العربي الإسلامي حتى، إذا ظل الحال كما هو فأنا في اعتقادي أن أي تنبئ سيئ ممكن الحدوث بعد 10 سنوات أو 20 سنة هذا لا يهم ولكن لأن في الواقع وضع مستقبل هذه المنطقة في يد أنظمة غير ديمقراطية وقسم كبير منها غير شرعي حتى وتحكمها فئات صغيرة أما باسم العساكر أو باسم الحزب القائد العظيم أو باسم التاريخ حتى ولو كان تاريخاً مليئاً بالمغالطات ومليئاً بالظلم كل هذه الأمور أنا أعتقد ستجعل هذه المنطقة في مهب الريح ولكن الأمل هو في أن تجري تغيرات حقيقية في الانتقال نحو نظام ديمقراطي متوازن معقول الذين يتابعون ما يجري في المجتمع العربي يعرفون جيداً أن هناك تمنهل كبير جداً وكل ما هو مطلوب في المستقبل هو وجود حركات سياسية قادرة على أن تمتص هذه الطاقة الموجودة عند الشعوب وتوجهها نحو تحرك واسع النطاق وكبير ومؤثر وفعال وليس فقط كصوت محتج إذا استطاعت هذه القوى السياسية في المجتمع المدني العربي السياسي أن تحسم أمرها وتتحرك نحو تجييش الملايين من الذين يتململون والمتضايقين والذين يعني يكادون يفقدون الأمل في المستقبل.

- هل تعتقد كلام هذا الأكاديمي بخصوص أن أهل هذه المنطقة تعودوا على سبر التاريخ وهدر الوقت، هل تعتقد أن كلامه فيه شيء من الصحة؟

فيه من الصحة نحن أمة إضاعة الفرص التاريخية هذا من المؤكد، وهناك أمثلة كثيرة في تاريخنا وأنا عدة مرات ذكرت ذلك يكفي أن نتذكر حتى في منتصف القرن الماضي الأخير الفرصة التاريخية لوجود نوع من الوحدة العربية الفعالة القادرة بين مصر وسورية والعراق وحتى كانت ليبيا وإمكانية الأردن للوحدة السورية العراقية ألي ضاعت يعني الإمكانيات الهائلة من الثروة البترولية هذي كلها فرص تاريخية وجدت عبر العام 50 - 60 سنة عندنا وأضعناها كلها، فهوا قوله بأن أحنا أمة إضاعة الفرص هذا صحيح، ولكن أنا أعتقد أن هذا يجب أن كل إضاعة هذه الفرص جاءت بسبب وجود حكم أما بيروقراطي أو فعلاً غير شرعي ومعتمد فقط على الخارج لا يهمه ما تقوله الشعوب ولا يهمه حتى أحلام الشعوب، يعني من كان يصدق أن بعض هذه الدول كانت ثورية وتتطلع نحو وحدة عربية وتتطلع نحو عدالة اجتماعية اليوم انقلبت إلى مجتمعات يعني يزداد فيها الفقر وتهميش الناس والبطش الأمني الشديد الذي فيه من كان يتصور ذلك ولكنه يحدث اليوم.

- الأكاديمي مهران أيضاً أشار في كلام يقال لأول مرة فيما يتعلق بموضوع فلسطين قال هناك ثلاث خيارات لفلسطين أما أن تتحول إلى نموذج التبت في الصين بمعنى أن فلسطين تختفي كواقع على الأرض وتبقى حديثاً في الذكريات وخيار أخر متفائل وهو أن فلسطين الضفة الغربية وغزة والقدس ربما تعود إلى الوجود كما عادت دول الاتحاد السوفياتي إلى وجودها السابق في العهد السوفياتي وخيار ثالث يتحدث عن نموذج الهنود الحمر في أميركا إذ تخصص أراضي معزولة المنافذ هنا وهنا، ما رأيك في مثل هذا الكلام؟

هذا كلام خطر وأنا شخصياً لا أتفق معه أنا لدي ثقة كاملة في أن ستخرج من الأرض العربية مقاومة بالنسبة لفلسطين وخصوصاً أحنا يجب أن نتذكر بأن تاريخ الشعب الفلسطيني عبر المئة سنة الماضية هو تاريخ نضال مستمر وعدم الخضوع واستمرار في النضال وتقديم تضحيات هائلة قدمها الشعب الفلسطيني وأن أشك أنهوا سيضيع كل تلك التضحيات وكل تلك الألأم من أجل أن يحصل على فتات بالنسبة إلى مستقبله، هذا من جهة، من جهة ثانية دعنا ننظر إلى بعض الأمور مثلاً المقاومة التي خرجت من رحم الجنوب اللبناني من كان يعتقد أنهوا من الممكن أن تخرج مقاومة تستطيع أن تقاوم الوجود الصهيوني وتستطيع أن تقف أمامه وتستطيع حتى إلى حداً ما أن تهزمه وتوقفه عند حده إذاً إمكانيات الشعب العربي والمفاجئات التي يمكن أن يخرج بها أن في اعتقادي كبير وهذا الرجل الذي يتكلم أنا بشك بأن لديه معرفة كافية بعشرات الحركات التحررية التي خرجت في الأرض العربية عبر المئة سنة الماضية أو المئتين السنة الماضية خلنا نقول حتى نشملها جميعها واستطاعت أن تهزم استعمار كان أقوى من الاستعمار الصهيوني في فلسطين، هذا جانب الجانب الأخر أن المسرح الدولي يتغير تغير كبير جداً يعني نعم لو كانت الولايات المتحدة ستبقى في المسرح الدولي هي المهيمنة وهي القادرة على أن تسير العالم كله وما كانت هناك إمكانيات خروج قوى من فلسطين ومن الهند ومثلاً حتى روسيا ؟؟؟؟ الآن الذي نجده تجاه الهيمنة الأميركية لو كان الوضع الدولي بهذا الشكل أن كان القضية تختلف أنتي انتظري بس إلى منطقتنا نحن من كان يعتقد منذ عشر سنوات بأن تركيا التي كانت خاضعة خضوعاً كاملاً للغرب تستطيع أن تقف على رجلها وتكون لها سياستها المستقلة وتكون لها أمال وطموحاتها المختلفة وأن تندمج في هذه المنطقة، كل هذه الأمور يجب أن تجعلنا نحن طيب يستطيع أن يتنبأ ولكن أن أعتقد أن هذا التنبؤ فيه نقاط ضعف شديدة.

- ماذا بالنسبة للوجود الأميركي في المنطقة يعني الوجود الأميركي يسعى بالدرجة الأولى للحفاظ على أمن إسرائيل وضمان تدفق النفط وأيضاً تواجد أكبر قدر ممكن من القواعد والقطع البحرية الأميركية في منطقة الخليج، ما رأيك في هذا الموضوع وفي هذا الجانب؟

رأيي أرجعهوا إلى من قبل عشر سنوات كان العالم يعتقد أن دخول أميركا إلى العراق سيكون نزهة وكلها يعني شهر أو شهرين أو ثلاثة ويستتب الأمن للجيش الأميركي وتستطيع أميركا أن تبقى إلى أبد الآبدين وأثبت أن هناك كثير من الملاحظات حول ما يجري في العراق ولكن أثبتت المقاومة في العراق أنها قادرة على أن توقف ذلك المشروع الأميركي الذي هو كان يعتبره أنهوا نزهة من النزهات، الشيء الذي حدث نفسه حتى في أفغانستان وهي دولة فقيرة معدمة متواضعة في إمكانيتها ومع ذلك الأن الوجود الأميركي مر عليه أكثر من ثمان تسع سنوات ولا تزال هناك مقاومة ولا تزال هناك إمكانيات مختلفة عما تقوله الولايات المتحدة الأميركية، الولايات المتحدة الأميركية يجب أن لا ننظر إليها كأنها قدر من الأقدار وأن أعتقد... مرة ثانية أعود الولايات المتحدة الأميركية عندها مشاكل اقتصادية كبيرة وحتى عندها مشاكل اجتماعية وسياسية في داخلها كبيرة وهناك قوى تصعد الآن في المنطقة في العالم وأنا أعتقد أن القول بأن الوجود الأميركي هنا هو قدر علينا مثل ما كان يقال من قبل عن انجلترا وعن فرنسا انهوا قدر وأنهوا من المستحيل أخراج الإمبراطوريتين الكبيرتين الاستعماريتين، الآن يقال عن الولايات المتحدة الأميركية، التاريخ يعرفنا شيء واحد لا يوجد شيء يستقر على حاله طالما أن هناك إرادة سياسية وهناك إرادة شعوب تتحرك وتناضل من أجل حقوقها.

- ماذا لموضوع الخليج ودول الخليج هل تعتقد أنها ستبقى معتمدة على النفط، هناك كلام كثير يتحدث عن الاقتصاد المعرفي هل من الممكن أن تتحول دول الخليج إلى قوة إقليمية يستند اقتصادها على المعرفة؟

هذا تكلمنا فيه الكثير وكتبنا فيه إمكانية أن ندخل في الاقتصاد المعرف وتنميته وألي هو اقتصاد المستقبل عندنا المال وعندنا القوة البشرية ولكننا نحتاج إلى أناس يقلبون اقتصادنا الحالي ألي هو ريعي وألي هو يعتمد على المضاربات في الأرض وفي الأسهم والذي يعتمد أيضاً على صرف الأموال على ؟؟؟ ليس له معنى إذا استطعنا نحن الشعوب أن نوجد ضغط من ناحية على حكومتنا أن تغير مسارها الاقتصادي من جهة ومن جهة ثانية استطعنا نحن أيضاً أن نتحرك لأن أحنا أيضاً أن نتحرك لأن أحنا أيضاً قسم كبير من شعوبنا بدأت تريد الكسل وتريد أن تستقر طالما أنهي عندها ثروة هائلة تريد أن تعيش عليها وتنسى المستقبل، القضية معتمدة اعتمادا كلياً على تغيير جذري في التوجه الاقتصادي في هذه المنطقة التوجه الحالي أنا أقول لك بكل صراحة من الممكن أن ينتهي البترول ولسه ما انتقلن إلى الاقتصاد المعرفي أنما هل الإمكانية موجودة وهل هذه الإمكانية معقولة وعقلانية وواقعية أنا أقول لك إياها نعم من الممكن أن نقلب هذه المنطقة إلى منطقة من أفضل المناطق في الجانب المعرفي.

- بهذا نأتي إلى ختام حلقة اليوم ترقبونا كل يوم خميس هذه محدثتكم ريم خليفة

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5384