العدد 5384 - السبت 03 يونيو 2017م الموافق 08 رمضان 1438هـ

علي السعيد : إلهام - حركة للمبدعين الشباب خارج المألوف في البحرين

الوسط - ريم خليفة

this will be replaced by the SWF.
علي السعيد : إلهام - حركة للمبدعين الشباب خارج المألوف في البحرين

قال الكاتب والفنان البحريني علي السعيد، مؤسس مجموعة إلهام، إن المجموعة تتبنى الكتاب والفنانين البحرينيين من فئة الشباب والمبدعين ممن ليست لديهم الفرصة لإطلاق عنان موهبتهم أمام الجمهور وأيضا ممن ليست لديهم أعمال سابقة في محاولة جادة وجريئة لطرح الأفكار والأعمال الفنية المتعددة.

جاء ذلك خلال حلقة هذا الاسبوع من برنامج " الوسط لايف" الذي تعده وتقدمه الزميلة ريم خليفة ويبث على الوسط اون لاين حول المجموعات الشبابية الإبداعية واثرها في البحرين، وتحديداً مع مجموعة "إلهام" التي تعتبر نقلة وتجربة نوعية انطلقت منذ العام 2006 كمقهى ثقافي متنقل، ينقل ويعرض ويحاور ويطرح إبداعات شباب البحرين الذي يريد أن يوصل صوته إلى جمهور الشارع كما الى جمهور النخبة.

البداية كانت مع علي السعيد و الكاتب والمدون هشام خليفة ومن ثم تطورت الفكرة لتضم عناصر أخرى من البحرين ومن خارجها، وفي هذا العام تستقبل إلهام مهرجانها الثاني الذي بدأ فعالياته مساء أمس (الأربعاء) ضمن لجنة من التشكيليين والفوتوغرافيين والشعراء والموسيقيين، إضافة إلى ورش العمل الكتابية في القصة القصيرة باللغتين العربية والإنجليزية. وهذا نص الحوار كالاتي:

بداية، نرحب بالكاتب علي السعيد، ونسأل: كيف تبلورت فكرة إلهام؟

- أولاً، شكراً لكم على استضافتكم لنا في هذه الحلقة، مجموعة إلهام بدأت بفكرة بسيطة، تقريباً قبل 3 سنوات، وهي أن بعض الفنانين الشباب والمقبلين على حياتهم الفنية، كانوا يبحثون عن مكان ليقدموا فيه أعمالهم ويشتركون مع فنانين مختلفين من الأعمار نفسها ومن الإمكانات نفسها ومن المدرسة الفنية نفسها، وتوفير حلقة نقاشية لأعمالهم الفنية، وأساساً توفير الفرصة لأمرين؛ لمن لم يحالفهم الحظ في مجال آخر لتقديم أعمالهم وتطوير أنفسهم وإثبات وجودهم على الساحة الفنية المحلية.

إذاً، مجموعة إلهام بدأت مع طاقات ومواهب فنية متنوعة، هناك من يعشق الموسيقى وهناك أيضاً من يرسم بالريشة وهناك من يكتب وهناك من يلقي الشعر، كيف تجمعتم؟ كيف التقيتم؟

التجمع حصل بشكل بسيط على الفكرة الأساسية، والفكرة الأساسية هي أن جميع المشاركين لديهم الاهتمامات نفسها وبمجرد توفير الفرصة والمكان لهم حصل نوع من التزاوج بين هذه الأعمال الفنية المختلفة وهذه المدارسة الفنية المختلفة كما ذكرتِ من ناحية الشعر، الأدب، اللوحات التشكيلية، العمل الفني، حتى التصوير الفوتوغرافي والأفلام القصيرة، الكل تجمع وبدأ يقدم أعماله ويتناقشون مع بعضهم بعضا، لدرجة أن الكثيرين بدأوا يتعاملون مع بعضهم البعض ويشتركون في أعمال مجتمعة بين بعضهم بعضا، سواء كان موسيقيا أو فنانا أو مصورا فوتوغرافيا، وهذا الجزء مهم جداً وهو أنه ليس كل شخص يتخصص في مجاله فقط وإنما هناك فرصة لدمج هذه الأعمال، وكل منا يأخذ الفن بمنظور مختلف وليس بالمنظور التقليدي المتعارف عليه، دائماً نحاول أن ندفع المشاركين والفنانين إلى أن ينظروا إلى أنفسهم وإلى أعمالهم بوجه جديد ويقدموا شيئاً خارج النطاق المألوف، بحيث يقدم قيمة جديدة للحركة الثقافية والفنية البحرينية.

هل إلهام حركة متمردة على التقليد أو على ما هو موجود في الساحة الثقافية في البحرين او في الخليج؟

- ربما ليس تمرداً فقط وإنما الحلقة الواصلة، فهي حلقة انتقالية للحركة الفنية، كوني كاتباً بدأت شاباً في العام 2004 لم أجد - على رغم المحاولات والجهود المبذولة - للأشخاص حديثي العهد بهذا المجال والذين لا يملكون الخبرة الكافية وليست لديهم أعمال سابقة ويحاولون إثبات وجودهم، أن هناك وجهة يذهبون إليها للحصول على هذه الفرصة، وبالتالي شعرت شخصياً بهذا الانعزال بحيث لا يوجد لي مكان أنتمي إليه كفنان أو ككاتب، وهنا كجيل وضحت هذه الفروقات.

وحينما دخلت مجموعة إلهام حصل الكثير من أبناء هذا الجيل، من المبدعين والفنانين، على شيء من الذي كان ينقصهم إذ إن إلهام ستستقبلهم مهما كان اهتمامهم أو أعمالهم.

هل إلهام تريد أن تنقل رسالة إلى مجموعات النخبة في البحرين، أو إلى القطاعات الأخرى؟ نجد أن هناك بعض الجهات تبنت فعاليات إلهام، ومنها صالة الرواق، كيف كانت التجربة؟

- البداية كانت صعبة بصراحة كون الفكرة جديدة، لكننا بدأنا خطوة ...خطوة ووجدنا من البداية أن صالة الرواق احتضنتنا وبدأت تستضيف فعالياتنا شهرياً، ثم تطورت هذه المرحلة ورأينا أن الاهتمام بنا بدأ يتسع من صالات العروض الأخرى، حتى من الجهات الأخرى كونها مكاناً متميزاً ربما، والناس ليسوا معتادين على أن يكون هذا المكان فنياً أو فقط للفن وإنما الفكرة الأساسية أن نأخذ الفن ونقدمه حتى من ناحية البيئة، فالدعم والاهتمام على مرحلة ثلاث سنوات دائماً مستمر ودائماً يتطور ودائماً يكبر، وهو ما دعا إلهام إلى أن تواصل مسيرتها.

نجد في مهرجان هذا العام أن هناك دعما من شركات خاصة مثل شركة زين للاتصالات، وأيضاً قطاع الثقافة والفنون قدم بعض المواقع، مثل مركز الفنون وقلعة البحرين، كيف تم اختيار هذه المواقع، وأيضاً التعامل مع القطاع الخاص ودعمه لمجموعتكم؟

- أعتقد بأن استمرارنا وإثبات وجودنا كمجموعة في الساحة الفنية هو ما أوجد الاهتمام بنا من القطاعات الخاصة والحكومية، حيث أوضحنا للناس أنه على رغم محدودية إمكاناتنا وتمويلنا فإننا نستطيع تقديم أعمال ونستطيع تقديم فعاليات، لأننا لسنا معتمدين فقط على تقديم شيء بمنطق معين أو بصورة معينة وإنما تقديم أعمال دائماً تحاول أن تركز الفن نفسه أو الفنان نفسه، وهو ما أثبت للجميع من ناحية الناس الذين يحضرون فعالياتنا والقطاعات الأخرى أن إلهام سوف تستمر والاهتمام سوف يزداد، فاهتمامهم ودعمهم مهم جداً لحركة مثل حركة إلهام لكي تعطيها دفعاً للاستمرار، والحمد لله القطاعان الخاص والحكومي خلال الفترة الأخيرة كانا متقبلين للفكرة ومساهمين فيها.

هل تنوون نقل هذه التجربة، أو التعريف عنها، إلى دول مجلس التعاون، إذا كانت هناك أنشطة ثقافية في دبي أو في الكويت أو في الدوحة؟

- الفكرة متميزة، وهذا ما أكدته في سفراتي وانتقالاتي في مهرجانات دولية، فكلما أطرح فكرة إلهام كمجموعة أو كمشروع فالكل يتقبلها والكل يبدي اهتمامه، لدرجة أن عدداً كبيراً من الناس يتساءل: لماذا لا نحاول أن نقدم الفكرة نفسها أو الاستمرارية لإلهام في دول أخرى؟

ومؤخراً، التقيت مع كاتب مسرحي في عُمان، وكان مهتم جداً بالعملية، حيث طرح فكرة المساعدة والمشاركة في تقديم إلهام أيضاً في دول الخليج الأخرى. وحتى على المستوى العالمي والدولي كذلك، لدينا اتصالات مع مؤسسات ومشاريع فنية أخرى، من ضمنها في أستراليا وايرلندا وبريطانيا.

نجد هذا التواصل أيضاً عبر الشبكات الاجتماعية، مثل الفيس بوك، هناك تواصل لأنشطتكم وحتى للتعريف عن هذه الحركة عبر صفحة الفيس بوك، هل تتحدث قليلاً عن هذه التجربة أيضاً؟

- نحن نشعر بأنه من المهم جداً التواصل مع الجمهور والأعضاء من جميع النواحي، سواء كانت التقليدية أو عن طريق الصحف والنشر، ولكن الإنترنت أساساً له دور كبير وفعال بحكم توجهنا للفئة العمرية التي نحاول جذبها، وهي الشباب، فهم مهتمون دائماً بهذه المواقع الإلكترونية ومن ضمنها الفيس بوك، وشعرنا مؤخراً بأن جميع أعضائنا متواجدون في الفيس بوك بالتحديد، وجميعهم يقدمون بعض الأعمال الفنية والتصويرية على الصفحة، بالإضافة إلى أن جميع فعالياتنا يتم وضعها في الفيس بوك، لكي يتعرف الجمهور على أعمالنا ويتمكن من التواصل معنا.

كما أن فعاليات المهرجان موجودة على خدمة "تويتر" أيضاً...

- "تويتر" أيضاً نحاول أن ندخل عليه ونضع بعض " اخر اخبار " الهام"، وكلما يكون هناك إعلان لفعالية معينة نقوم بوضعها على هذه الخدمة، إضافة إلى وضعها على جميع المواقع ومن ضمنها المواقع الأساسية الإلكترونية لإلهام.

إذاً، رسالة إلهام هي تقديم الفن خارج نطاق المألوف، وأيضاً رسالة إلهام طرح طاقات الشباب البحريني في مختلف أنواع الفنون... علي السعيد؛ ماذا يريد أن يقول من خلال إلهام؟

- في نهاية المطاف أعتقد بأن الكلمة الأخيرة ستكون للمشاركين جميعاً، لهذا الجيل الشاب المقبل النشط جداً والذي يملك طاقات كبيرة يود تقديمها... في النهاية، أعتقد بأن صوت هذا الجيل من المهم أن يُسمع، والذي سوف يكون له دور كبير في تعريف هوية البحرين كبلد وكشعب بالثقافية الجديدة، الأعمال التي نقدمها مهما كانت، كما ذكرنا، سيكون لها دور كبير في هذا التعريف، وستكون لها قيمة ليس حالياً فقط وإنما حتى في المستقبل، سوف يتطلع لها الناس كحركة كان لها تأثيرها إن شاء الله

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5384