العدد 5384 - السبت 03 يونيو 2017م الموافق 08 رمضان 1438هـ

يحيى المخرق: حملة " انا مو طائفي" ضد الممارسات البغيضة في مجتمعنا

this will be replaced by the SWF.
يحيى المخرق: حملة " انا مو طائفي" ضد الممارسات البغيضة في مجتمعنا

قال عضو جمعية الشبيبة البحرينية يحيى المخرق إن حملة " أنا مو طائفي" هي حملة شبابية احتجاجية تناهض ما يحصل من ممارسات خاطئة خلال انتخابات مجلس الطلبة بجامعة البحرين، معلقا : "أن المستفيد من الطائفية هم رؤوس الفساد وكل جهة تجد في تفرقة الشعب وانشغاله بصراع طائفي عن المهمات الوطنية الكبرى وقد عبرنا عن احتجاجنا بالمشي ضد هذه الافة ".

جاء ذلك في برنامج "الوسط لايف" الذي يبث اليوم على " الوسط اون لاين" وتعده وتقدمه الزميلة ريم خليفة اذ اوضح المخرق ان هذه الحملة موجودة على موقع الشبكة الاجتماعية (الفيس بوك)، وهي حملة تحفز وتدعو الشباب اختيار الافضل لا اعتبارات طائفية وهي دعوة مفتوحة للجميع.

• بداية نرحب بيحيى، ونسأل: لماذا قررت إطلاق هذه الحملة؟

- في البداية أود أن أرحب بالمستمعين الكرام، وأد أن أشكر صحيفة الوسط على اهتمامها بحملتنا (أنا مو طائفي) من خلال هذا اللقاء. في البداية، فكرة العمل ضد الطائفية هي ليست بجديدة على جمعية الشبيبة، كأول تنظيم شبابي مشهر رسمياً في البحرين، دائماً ما وضعت الشبيبة نصب عينيها المأساة الطائفية التي مبتلى بها شعبنا وعملت من خلال برامجها على مجابهة الطائفية.

في هذا العام، وإعداداً لانتخابات مجلس طلبة جامعة البحرين، كنا نفكر في تقديم فكرة جديدة، فقبل نضوج فكرة الحملة وضعنا عدداً من التساؤلات، مثلاً؛ ما هي الطائفية؟ من المستفيد من الطائفية، وكيف يمكننا حلها وحل المشاكل التي نتجت من الطائفية؟

فتوصلنا إلى بعض النتائج، كتعريف للطائفية نعتقد أنها التمييز بين الأفراد والتفضيل بينهم والتفرقة على أساس الطائفة التي ينتمون إليها. تساءلنا أيضاً: من المستفيد من الطائفية؟ نعتقد أن المستفيد من الطائفية هم أولاً: رؤوس الفساد وكل جهة تجد في تفرقة الشعب وانشغاله بصراع طائفي عن المهمات الوطنية الكبرى فسحة ومهرباً عن المساءلة والمحاسبة. ثانياً، المستفيدون هم المتسلقون وعديمو الكفاءة الذين يجدون في حمل شعار تمثيل الطائفة أو أن التصويت لشخصه أو جهته نصرة للطائفة سُلماّ يصلون عن طريقه إلى مواقع لا تتيح لهم مؤهلاتهم وخبراتهم الوصول لها.

• أنتم تعبّرون عما يحدث في مجلس الطلبة بجامعة البحرين كصورة مصغرة لما يحدث في المجتمع البحريني، خاصة في وقت الانتخابات النيابية والبلدية، هل لديكم أي خطط أو توجهات لتوعية الشارع وتحديداً الشريحة المنتمية إلى فئة الشباب؟

- نعم، هو في الواقع جامعة البحرين جزء من المجتمع، وخريجو الجامعة هم من سيبني المجتمع في السنوات القادمة، لذلك توعيتنا لهم توعية للمجتمع، كإيجاد حل للطائفية هي مشكلة جداً كبيرة، لا يمكن لجمعية أو جهة واحدة أن تحارب الطائفية وتحلها لوحدها، نحن نعتبر أن هذا العمل هو دق للجرس، تنبيه للناس بأن هذه المشكلة تستشري في وطننا وأننا بحاجة لمجابهتها.

مجلس الطلبة حاله كحال باقي المجالس التمثيلية، في أي مناسبة يوجد فيها انتخابات سواء كانت مجلس طلبة الجامعات أو جامعة البحرين، المجالس البلدية، مجلس النواب، ترتفع حمى الطائفية ويوقدها من سميناهم بعديمي الكفاءة، يشعلونها لكي يصلوا، لكي تصل أشخاصهم وجهاتهم إلى هذه المواقع.

• تحدثت عن هذا الموضوع وعن هذه الآفة التي دخلت الآن بشكل قوي في المجتمع، ألا تعتقد أن هناك من الأساليب الحضارية التي ممكن أن يحاربها البحريني لصدّ هذه الآفة عن المجتمع من خلال المشي الذي قررتم الإعلان عنه على مضمار الاستقلال؟

- بالطبع، هو فكرة أن نقوم بحملة للمشي تعبيراً عن استنكارنا للطائفية، نريد أن نوصل رسالة من خلال هذا أن أجدادنا وآباءنا عاشوا في هذه الأرض بدون طائفية، فلماذا يقدّر لنا أن نعيش فيها مع هذه الآفة؟ فهذه رسالة نوجهها بطريقة حضارية وسلمية بدون أن نجرح أحداً أو نوجه الأسهم إلى أحد، كل ما نريد قوله بأن هذه الآفة لا نريد لها أن تبقى في مجتمعنا وأن هناك من يحارب هذه الآفة، وأن ليس كل البحرينيين طائفيون، أو بشعار حملتنا "مو كلنا طائفيين"، هناك من يقف ضد الطائفية وهناك من هو مستعد للعمل ضد هذه الطائفية وودئها.

• لكن هناك من يقول إن مكافحة الطائفية تحتاج إلى هيئة رسمية، ما رأيك في ذلك؟

- في اعتقادي الشخصي أن محاربة الطائفية تبدأ من إيجاد قانون يجرّم التمييز بجميع أشكاله، سواء كان عن طريق الطائفة أو عن طريق الجندر أو اللون أو العرق، طبعاّ هذا ليس اجتهاداً ولكننا نقتبس من دستورنا في المادة 18 منه الذي يحرّم التمييز. فنحن بحاجة إلى قانون يفعل مادة الدستور لكي نبدأ في القضاء على هذه الآفة، بعدما يوجد شيء رسمي وصلاحية لهيئة معينة تقوم بمحاسبة كل من يمارس الطائفية في البلد.

• ألا تعتقد أن بعض المجتمعات والبحرين منها إذا أردت أن تغيّر فبالتالي التغيير يجب أن يأتي في التفكير، في الممارسة، في الثقافة، وفي الممارسات اليومية الأخرى، ما رأيك في ذلك؟

- بالتأكيد، تغيير وتطوير المجتمعات وإصلاحها يبدأ من الفرد نفسه ومن العمل الجماعي، فلو غيّر كل شخص رؤيته وطريقة حياته لن نجد للطائفية مكاناً. لو نرجع إلى تاريخنا الوطني، إلى هيئة الاتحاد الوطني التي تشكلت في خمسينات القرن الماضي، هي مثال كبير لهذا الوعي الوطني، أن نجد هيئة واحدة تمثل كل المواطنين دون محاصصة طائفية ويناضل جميع من كانوا فيها وقدموا تضحيات عديدة وتضحيات كبيرة من أجل الوطن بكل فئاته من دون أي تجزئة أو تفرقة، فيجب أن يبدأ من الشخص ويجب أن يتحول إلى عمل جماعي للقضاء على هذه المشكلة.

• إذاً، تحاسب الحكومة إذا مارست الطائفية، كما يمكن أن تحاسب القوى السياسية والاجتماعية إذا مارستها أيضاً... هذا ما تريد أن تقوله؟

- نعم، يجب أن نحاسب كل فرد – أياً كان موقعه – في هذا الوطن إذا مارس الطائفية ويجرّمها الدستور ويجب علينا أن نقدم تشريعات من خلال مجلس النواب لإيجاد هيئة تنفيذية تحاسب وتقوم بها، للأسف إيجاد مادة في الدستور لا تخوّل أحداً لإلقاء القبض على شخص يقوم بالطائفية، هي تثبت شيئاً أساسياً أن الطائفية غير مرغوب فيها في هذا البلد، ونحتاج إلى تطويرها إلى تشريع، يمكن من خلاله القيام بهذا التنفيذ.

• كموقف جمعية الشبيبة البحرينية في هذا الموضوع موقف واضح، ما هو موقفكم كجمعية وأيضاً كشباب ورؤيتكم للانتخابات البلدية والنيابية المقبلة، هل وضعتم أي تحركات، انطلقتم بهذه الحملة، هل هذه الحملة بداية لإطلاق حملات أخرى في وقت الانتخابات المرتقبة؟

- هي بالفعل بداية ونتمنى أن تكون بداية موفقة لأن تتطور هذه الحملة وتستمر إلى وقت الانتخابات، لدينا 5 إلى 6 أشهر نستطيع أن نقدم فيها شيئاً جديداً. نحن في العام 2006 قدمنا حملة بعنوان "فوزي حقي" في فترة الانتخابات النيابية كان الهدف منها إيصال رسالة بتخفيض سن الانتخاب. باعتقادي – وهو أمر قادم لا محالة – بأننا سنطوّر من هذه الحملة، لكي تتوسع من استهدافها لطلبة الجامعة إلى أن تصل إلى جميع فئات المجتمع، ويمكن أن يكون اختيارنا في هذا الأمر لأن نقوم بهذه الحملة خارج أسوار الجامعة، يمكن أن يكون لها سببين؛ الأول أن نوسع نطاق الفئات المستهدفة، فبدلاً من أن يكون النقاش فقط بين طلبة الجامعة وداخل أسوارها، نريد لطلبة جامعتنا ولجميع المجتمع أن يناقشوه في البيت، يناقشوه مع عوائلهم، يناقشوه في الحواري وفي المقاهي، في كل مكان. السبب الثاني هو ضيق صدر الجامعة بنا، وللأسف لا نجد أي دعم رسمي من أي جهة كانت، سواء كانت الجامعة أو الحكومة عندما نقوم بأي عمل ضد الطائفية، لا أعلم لماذا السبب، لماذا هذا التخوف من طرح مشكلة الطائفية، هل الجامعة والدولة راضية عن هذا الطرح، هل تستفيد منه؟ هذه أسئلة للأسف لا إجابات لدي عنها.

• بهذا نأتي إلى ختام حلقة هذا اليوم، ترقبونا كل يوم خميس... هذه محدثتكم ريم خليفة

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5384