العدد 5384 - السبت 03 يونيو 2017م الموافق 08 رمضان 1438هـ

دعوات لدعم حكومي لمراكز التأهيل وتسكين معلمات ذوي الاحتياجات الخاصة على كادر المعلمين

this will be replaced by the SWF.
دعوات لدعم حكومي لمراكز التأهيل وتسكين معلمات ذوي الاحتياجات الخاصة على كادر المعلمين

أعزائي زوار الوسط اون لاين، لقاؤنا يتجدد بكم اليوم في حلقة جديدة من برنامجكم "مجهر تربوي" الذي يبث على الوسط اون لاين كل يوم اثنين.

حلقتنا لهذا الأسبوع إنسانية، تتحدث عن فئة صمت عن احتياجاتها الكثيرون، عن ذوي الاحتياجات الخاصة، مراكزهم، معلميهم، واحتياجاتهم.

مئات من الحالات من ذوي الحاجات الخاصة كانوا أوفر حظاً من سواهم في الحصول على مقعد دراسي تأهيلي في أحد المراكز الأهلية الاثني عشر المخصصة لهم بعدما عجز المعنيون عن توفير أبسط حقوقهم التي يكفلها لهم الدستور كالتعليم.

وزارة التربية والتعليم تتفاخر بدمج العشرات فقط خلال عشر سنوات من ذوي الاحتياجات الخاصة، في الوقت الذي ترى فيه وزارة التنمية الاجتماعية أن 50 ديناراً فقد كافية لسدّ احتياجات هذه الفئة، وتدخل في معارك ضد زيادتها في مجلس الشورى بحجة أن الموازنة من الأجدى أن تصرف للخدمات لا للإعانات.

طريقهم ليس مفروشاً بالورود، يتحدث عنه مدير مركز العناية بملازمة داون الذي تشرف عليه الجمعية البحرينية لمتلازمة داون محمد المناعي.

• هلا حدثنا عن المراكز التأهيلية، إنجازاتها والعراقيل التي تواجهها؟

- طبعاً المراكز التأهيلية في البحرين مراكز ذات عراقة منذ مدة طويلة بالنسبة لمراكز التأهيل في البحرين، ولكن للأسف هذه المراكز كانت تقوم فقط بعملية التأهيل دون تطوير عملية دمج هذه الفئة في المجتمع إلا بخطوات قليلة جداً ولإعاقات محددة فقط، أما الإعاقات التي تتعلق بالتأخر الذهني والتوحد فنادراً ما يتم إدماجها في المجتمع؟

• وما هي أسباب ذلك؟

- عدم وجود الخبرة الكافية في الكثير من المراكز، وعدم توعية المجتمع، وعدم تعاون وزارة التربية والتعليم مثلاً في السابق – أنا أتكلم في السابق – للاهتمام بهذه الفئة، أما حالياً فنهاك تنسيق وتعاون مع وزارة التربية والتعليم حيث بدأ موضوع عملية الدمج، وصحيح أن عملية الدمج لاتزال في شدّ وجذب ولكن عملية الدمج ماشية إن شاء الله.

• ما هي العراقيل التي تواجهكم، حيث سمعنا عن محدودية الإمكانات، وعن قلة عدد المدرسات فضلاً عن ازدحام المراكز بالطلبة؟

- كما تعلمون فإن المركز والجمعية تعتمد اعتماداً كلياً على التبرعات الخارجية لا يوجد هناك أي دعم منتظم من أي مؤسسة خارجية، فكل الدعم يأتينا من المؤسسات الخاصة. لذلك، هناك صعوبة في إيجاد المبالغ الكافية لسداد مصاريف المركز، والتي تصل من 80 إلى 100 ألف دينار سنوياً.

• شكراً على تعاونك وإن شاء الله نراك في لقاءات أخرى...

- شكراً، مع السلامة.

يعيشون ويتعايشون مع هذه الفئة، يلعبون، يأكلون ويتعلمون منهم ومعهم أبجديات التعايش مع المجتمع، والقدرة على النظر له بعين أوسع، ويحملون على عاتقهم همّين؛ تحقيق المستحيل بموارد محدودة، وهمّ تحسين وضعهم الوظيفي.

معلمات مراكز التأهيل، كانت لهن مداخلة في برنامجنا تتحدث عنها المعلمة حصة الجزاف.

• هلا حدثتينا عن واقعكن؛ العراقيل والمطبات التي تأملن تحقيقها لتحسين وضعكن الوظيفي؟

- بالنسبة لي فأنا أخصائية في جمعية متلازمة داون، وتحديداً مساعدة أخصائي، أعمل بنظام الدوامين؛ فترة صباحية وأخرى مسائية، ونحن نحب الأطفال ونحب العمل معهم ونشعر بالسرور حينما يتحسن وضع الطفل ويرفع قدراته، كما نشعر بالفرح أكثر عندما يشعر أولياء الأمور بالمستوى الذي وصل إليه ابنهم.

• لابد أن مهنتكن إنسانية بالدرجة الأولى، ولكن ما الذي تطمحن إليه بالنسبة لتحسين وضعكن الوظيفي؟

- نتمنى على أي وزارة من وزارات الدولة أن تدعمنا خصوصاً أن الراتب الذي نتسلمه يعتبر مجحفاً مقارنة بنظام عملنا الذي يكمن في فترتين، لذلك نتمنى أن تتم مقارنتنا بموظفات الجهات الأخرى كوزارة التربية والتعليم أو أي جهة أخرى، خصوصاً أن بعض المراكز الأخرى تدعمها بعض الوزارات وتحديداً في الرواتب.

• كم تتقاضَيَن شهرياً؟

- أنا أتقاضى تقريباً 279 ديناراً، أستلم هذا المبلغ شهرياً نظير عملي بدوامين.

• ما هي المشاكل الأخرى التي تعانينها غير الدوام وضعف الراتب، على سبيل المثال كيفية تعاون وزارة التربية والتعليم معكن؟

- تعاون وزارة التربية والتعليم معنا يكمن في دمج الأطفال في المدارس التابعة لها.

• أنتن صاحبات خبرة، هل تستفيد الوزارة من خبرتكن في تعليم المدرسات اللائي في المدارس الحكومية كيفية التعامل مع هذه الفئات الخاصة؟

- أحياناً ترسل لنا الوزارة أثناء تدريب الكوادر الفنية طلب حضور المحاضرات التي تقيمها الوزارة بشكل أسبوعي كل يومي اثنين وخميس، فتركز المحاضرة على كيفية التعامل مع فئة المتلازمة داون، وما هي البرامج التي نضعها وتكون مختصة بمتلازمة داون.

• شكراً لكن، ونتمنى أن نراكن في ظروف أفضل في ظل هذه الخدمة الإنسانية.

- شكراً، يعطيك العافية.

لا يسعنا إغفال من يدهم في النار، يُلسعون تارة بعدم توافر المقاعد في مراكز التأهيل، ويُلسعون تارة أخرى بنار بطء عجلة وزارة التربية والتعليم في تقديم أبسط الخدمات لهم.

عاشت تجربة؛ الأولى كمعلمة كان بين مقاعد صفها طلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، والثانية كولية أمرٍ بعد أن رزقها الله بطفل مصاب بمتلازمة داون...

ولية الأمر والمعلمة حياة، ماذا تقول عن هاتين التجربتين؟

• هلا حدثيتنا عن تجربتكِ كأم، وكمعلمة تعايشت مع طلبة وابن من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة؟

- أنا أمٌّ لطفل متلازمة داون، ومعاناتي كبداية حيث عمري في عمر سنة و3 شهور، لم أصل لمرحلة التعليم لكي أبدأ المعاناة الكبرى، ولكن حالياً لدي معاناة بسيطة حيث إني وفي تدخل مبكر ابتدأت مع ابني منذ أن كان عمره أسبوعين وبدأت تصادفني المشاكل، علماً أن الجمعية لم تقصر معي وهنا أود أن أشكرها على جهودها، ولكن لدي حصة واحدة في الأسبوع تتعلق بالتدخل المبكر مدتها نصف ساعة فقط، فهل هذه الفترة تكفي لأن تساعد هذا الطفل على مدى الأسبوع؟ أما باقي الأسبوع فأنا التي أقوم له بباقي التماري وذلك كله بمجهودي ومن وقتي ووقت أطفالي، لأنني أضطر لأخذه إلى مراكز أخرى لأخذ المهارات اللفظية والمهارات الذهنية.

• وهذا بالطبع راجع إلى الضغط على هذه المراكز؟

- نعم بالتأكيد، فلو كان هناك دعم من الحكومة لهذه المراكز لما وصلنا إلى هذه المرحلة وهي وجود أخصائية واحدة فقط للتدخل المبكر مسئولة عن 30 طفلاً في اليوم، وهذه مشكلة.

• لو رجعنا إلى الوراء قليلاً، كيف تعرفتِ على إصابة ابنكِ بهذه الحالة؟

- طبعاً حملي كان جداً طبيعي ولله الحمد لدرجة أنني سافرت وأنا حامل، بعد ولادتي مباشرة تم اكتشاف الحالة من قبل الدكتور الذي أعتبره دكتوراً ماهراً خصوصاً أنني أجريت عملية الولادة في مستشفى خاص، مع العلم أن البعض يمرّ عليه فترة سنتين ونصف السنة حتى يكتشف أن ابنه متلازمة داون رغم أن العلامات والملامح واضحة، وهو ما جعلني مستفيدة من الاكتشاف المبكر لكي أتابع معه منذ البداية، وتحديداً بعد أن أكمل الأسبوعين من العمر.

• نصف العلاج يكمن في اكتشاف الإصابة مبكراً...

- بالتأكيد، طبعاً... وهو ما ساعدني على العلاج وتابعت معه أموراً كثيرة، كما أنني أشعر أن إدراك الطفل جيد بسبب الاكتشاف المبكر لإصابته بمتلازمة داون.

• كيف كان تقبلكِ لهذا الموضوع من الناحية النفسية؟

- أنتِ تتحدثين مع إنسانة إيمانها بالله قوي ولله الحمد، وأنا أفضل من أناس آخرين بشكل أكبر، فقد ساهمت في لمّ شمل العائلة إذ إن والد الطفل كان منهاراً لحظة علمه بإصابة ابننا بمتلازمة داون، لكن بفضل الله وكوني إنسانة قوية استطعت أن أسيطر على حياتي وعلى تقبل الجميع له، حتى أصبح ابننا محبوباً من الجميع سواءً ممن يعرفه أو لا يعرفه، وذلك بفضل من الله له الحمد والشكر.

• برأيكِ، ماذا تحتاج هذه الفئة؟

- تحتاج إلى الرعاية من البداية، الاهتمام والرعاية، والدعم من الحكومة، لأنه حين يكون هناك دعم من الحكومة للمراكز مثل مركز العناية للمتلازمة داون، سوف يكون هناك عطاء أكثر، وهذه الفئة كلما أعطيناها استطعنا جني الفائدة من ورائها، إذ إنني كلما أعطيت ابني وساعدته من البداية، استطعت بالتالي جعله أن يعيش حياة طبيعية.

• نتمنى لكِ حياة طبيعية في ظل قوة إيمانكِ، وإيمانكِ بهذه القضية كمعلمة وكأم... شكراً على مشاركتكِ؟

- الله يخليكِ... حياكِ الله

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5384