العدد 5384 - السبت 03 يونيو 2017م الموافق 08 رمضان 1438هـ

قرار اعتزال البطلة الذهبية رقية الغسرة

this will be replaced by the SWF.
قرار اعتزال البطلة الذهبية رقية الغسرة

مرحباً بكم زوار ومستمعي الوسط اون لاين عبر برنامج "عالم الرياضة" والذي سنسلط فيه الضوء في هذه الحلقة هذا الأسبوع على قرار اعتزال البطلة الذهبية رقية الغسرة صاحبة مشوار طويل في عالم ألعاب القوى، وحققت العديد من الإنجازات المشرفة خلال مسيرتها الرياضية.
للتعرف أكثر على بدايات مشوار رقية وإنجازاتها حتى لحظة قرار اعتزالها، تتحدث لنا البطلة رقية.
• مرحبا رقية...
- أهلاً بك.
• في البداية نحب أن نتعرف على بداية مشواركِ في عالم ألعاب القوى وكيف بدأتِ ممارسة هذه اللعبة.
- البداية كانت مع الفريق المدرسي في المسابقات المدرسية التابعة لوزارة التربية.
• في أي مرحلة دراسية كانت؟
- بدأت في المرحلة الإعدادية منذ الصف الثالث الإعدادي واستمريت حتى المرحلة الثانوية. في آخر مرحلة ثانوية كان الاتحاد البحريني لألعاب القوى يريد لاعبات ينضممن إلى الاتحاد النسائي للمشاركة في مسابقات أولمبياد سيدني، فتم ترشيحي أنا وأخرى صديقتي عن طريقة مدرِّسة التربية البدنية التي أخذتنا إلى اتحاد البحرين لألعاب القوى، واستمريت مع الاتحاد منذ ذلك الوقت إلى حين الاعتزال.
• عند بداية انضمامكِ إلى الاتحاد البحريني لألعاب القوى، كم لاعبة بحرينية كانت معكِ؟
- أول ما بدأنا كنت أنا ولاعبتين، أي 3 لاعبات فقط كنا نمثل حينها الاتحاد البحريني لألعاب القوى في العام 2000، وفي العام 2001 فتح الاتحاد المجال للعنصر النسائي فانضم العديد من الفتيات إلى الاتحاد، وبالتالي أصبح لدينا فريق نسائي يحقق بطولة للمرة الأولى في البطولة العربية المقام في سورية وذلك في العام 2001.
• هل كانت هذه أول مشاركة لكِ؟
- لا، المشاركة الأولى كانت في البطولة العربية العام 2000.
• هذه كانت أول مشاركة طبعاً؟
- نعم.
• وماذا كان إنجازكِ فيها؟
- كان إنجازي بسيطاً حيث كنت في بداية المشوار إذ كان عمري وقتها 18 سنة، وكانت المشاركة الأولى لي في أول بطولة حيث كنت مرتبكة.
• ماذا عن باقي البطولات التي شاركتِ فيها بداية بروز البطلة رقية؟
- البطولة الحقيقية التي بدأت فيها كانت في سنة 2003 في الأردن مع المدرب الجزائري نورالدين ؟؟؟؟ الذي صقل موهبتي وهنا ظهرت رقية الغسرة، حيث كانت رقية تفتقد إلى مدرب والاتحاد لم يقصر حيث تعاقد مع مدرب خاص لصقل موهبتي ومن هنا برزت رقية الغسرة في أول فوج يفوز ببطولة عربية بتحقيق ميداليتين ذهبيتين في البداية 200 متر و100 متر.
• ماذا كانت المشاركات التي بعدها والتي مازالت في ذاكرة رقية؟
- المشاركات كثيرة ولكن أحلى هذه المشاركات كانت في بطولة آسياد الدوحة 2006، والأخرى في أولمبياد بكين حينما وصلت النهائي، هذه كانت أجمل لحظات البطولات لدى رقية الغسرة.
• بالنسبة للعبة في مملكة البحرين، لاحظنا أن لعبة ألعاب القوى أو كما تسمى "أم الألعاب"، متطورة بشكل كبير وتحظى باهتمام من الاتحاد ومن القيادة الرشيدة، من خلال انضمامكِ للاتحاد طوال هذه الفترة حتى لحظة اعتزالكِ، كيف تصفين لنا مستوى ألعاب القوى في مملكة البحرين؟
- في الواقع ألعاب القوى ظهرت قبل عهد حمادة (أحمد نصيب حمادة) إذ كان من اشتهر بلقب البطل، وبعده البطل خالد جمعة، وبعده عبدالعزيز مطر، وبعد ذلك توقفت إنجازات ألعاب القوى وظلت ثابتة في مكانها وكان اسم الاتحاد البحريني لألعاب القوى مختفٍ عن الساحة حيث كان يشارك بدون فوز.
ولكن لاحظنا في الفترة الأخيرة وخاصة في الألفية الثانية أن هناك تطوراً طرأ على الاتحاد البحريني لألعاب القوى خصوصاً بعد دخولي أنا وزملائي، حيث ظهرت أنا في الألفية الثانية ومعي عدد من اللاعبين النخبة الذين ظهروا في الألفية الثانية أيضاً، منهم محمد يوسف الشهابي وغيره العديد من اللاعبين الذين ظهروا هذه الفترة، فنلاحظ أنه في الفترة المذكورة وتحديداً في السنوات العشر الأخيرة برز اسم الاتحاد كثيراً، وإن شاء الله تظهر لاعبات أخريات في نفس المستوى وأكثر وألا تقتصر ألعاب الاتحاد على اسم رقية الغسرة فقط.
• ماذا تحتاج اللعبة من شخص يحب أن يمارسها، وكذلك من جهة أخرى تعمل كما يقوم به الاتحاد من اكتشاف المواهب، ما هي المواصفات سواء كانت البدنية أو النفسية في اللاعب أو اللاعبة حتى نتمكن من الاعتماد عليه في تحقيق الإنجازات مستقبلاً؟
- يتطلب من اللاعب الراغب في الانضمام إلى هذه اللعبة أولاً قدرة التحمل في ممارسة هذه اللعبة، حيث تتطلب تمارين هذه اللعبة إمكانيات جسمانية مختلفة عن باقي إمكانيات الألعاب الأخرى.
وبالنسبة لي مثلاً كنت أتدرب مرتين يومياً والوقت المجمل للتدريب هو 7 ساعات تقريباً بشكل يومي، وأظن أن عدد الساعات هذه لا يتحملها الكثير في التدريب بشكل متواصل إلا إذا كان اللاعب لديه إصرار أن يصل إلى تحقيق البطولة.
كذلك، فإن البحرين تنقصها بعض الإمكانيات من حيث توافر الملاعب وهو ما أثر فينا كثيراً كلاعبين، فقد مرّت علينا فترات طويلة نحضر الملعب ولكن لا نستطيع أن نتدرب بسبب وجود مباريات لكرة القدم أو بسبب إقامة احتفال بمناسبة معينة أو لقدم الملعب نفسه.
• لعبتِ مشواراً طويلاً في اللعبة يقدر بـ 10 سنوات، فلابد أن تكوني مررتِ ببعض الصعوبات كالسفر لفترات طويلة تنفيذاً لبرامج دولية، فما هي أكثر الصعوبات التي واجهتكِ حينها؟
- بداية الصعوبات كانت في دخولي المعسكرات الخارجية حيث كان الاتحاد البحريني لألعاب القوى يرفض مشاركة فتاة وحيدة في معسكر خارجي وهو بالفعل كان أمراً صعباً، ولكن بتشجيع من والدي وثقة الوالدين والأهل فيّ والاتحاد البحريني لألعاب القوى استطعت أن أشارك في معسكر تدريبي خارجي في جمهورية التشيك، وكان ذلك أول معسكر خارجي أشارك فيه.
ولكوني ولدت في عائلة محافظة تهتم بالعادات والتقاليد ولأني فتاة متحجبة فكنت أشارك في معسكرات وبطولات صغيرة في التشيك...
• اسمحي لي بالمقاطعة هنا، خلال تواجدكِ في المعسكرات والبطولات، هل كنتِ تتعرضين لمضايقات، كونكِ فتاة مسلمة محافظة على العادات والتقاليد وتلبس الحجاب الإسلامي؟
- خلال وجودي في التشيك في أول مشاركة خارجية لي حيث حققت العديد من البطولات تعرضت لموقف وهو أن المشاركات معي كن يسخرن مني للبسي الحجاب ولكني لم أكن أعبأ بهن وركزت حينها على البطولة فقط وبالفعل حققت البطولة وفزت على من سخر مني، وبعد البطولة جئن اللاعبات اللائي كن يسخرن مني وسلمن عليّ واحترمنني كثيراً، بعد أن كن يعتقدن أن البنت المتحجبة ليس بإمكانها فعل أي شيء إلا أنني أثبت لهن عكس ذلك.
• قرار اعتزالكِ اتخذتيه في آخر مشاركة لكِ في بطولة العالم في برلين، ماذا عن مشاركتكِ في هذه البطولة، وبعد ذلك ندخل في قرار الاعتزال؟
- بالنسبة لهذه البطولة بعد مشاركتي في الربع النهائي لـ 200 متر تعرضت لحالة من الإغماء ما دعاني إلى الذهاب إلى الطبيب واتضح أن هناك وعكة صحية بسبب مشاركتي في البطولة الأخيرة، ثم زرت الطبيب مرة ثانية فشعرت بعوارض صحية دعتني إلى التفكير في قرار الاعتزال، إذ يتطلب العلاج كذا سنة وبالفعل كان هذا اتخاذ هذا القرار صعباً جداً ولكن الظروف الصحية التي تعرضت لها هي التي أجبرتني على اتخاذ مثل هذا القرار.
• عند تفكيركِ في اتخاذ هذا القرار، مَنْ أول من خاطبتِ بهذا الشأن؟
- تحدثت بداية مع إدارة الاتحاد البحريني لألعاب القوى...
• ماذا كانت ردة فعلهم على قراراكِ؟
- كان الأمر صعباً في البداية حيث لم يكونوا يعتقدون أن تفكر رقية الغسرة في الاعتزال وبالتالي لم يكونوا مصدقين هذا الشيء، إلا أنني جلست معهم وشرحت لهم عن حالتي الصحية، وللأمانة فإنهم ساعدوني كثيراً في موضوع العلاج، وفي الأخير اتضح لهم أن رقية لابد أن تعتزل وتهتم بصحتها.
• وماذا بشأن ردة فعل الأهل والأصدقاء من الشارع الرياضي والرياضيين عند إعلانكِ قرار اعتزالكِ؟
- كل من سمع الخبر من المذكورين لم يكن موافقاً على ذلك. لم يكونوا موافقين على أن تعتزل رقية الغسرة اللعبة خاصة الجمهور الرياضي الذين كانوا يودون أن تواصل رقية مشوارها الرياضي، ولكن بعد علمهم بأن ظروف رقية الغسرة الصحية هي التي دعتها إلى الاعتزال تفهموا ذلك وأقنعهم قرار الاعتزال.
• حالياً؛ أين رقية، وما هي توجهاتها المستقبلية؟
- إن شاء الله رقية الغسرة لن تبتعد عن الاتحاد البحريني لألعاب القوى، لأنني أعتبر الاتحاد بيتي الثاني، وبالفعل رحب بي أعضاء مجلس الإدارة بأن أكون معهم إما في مجال الإدارة أو في مجال التدريب لكني أفضل أن أكون في مجال الإدارة، وإن شاء الله تروني إدارية في الاتحاد البحريني لألعاب القوى.
• رقية؛ كلمة أخيرة تودين توجهيها من خلال هذا البرنامج، أو كلمة شكر لأحد...
- أولا، أشكر كل من ساهم في ظهور رقية الغسرة وخاصة اهتمام ورعاية القيادة السياسية، ورئيسة المجلس الأعلى للمرأة، ورئيس اللجنة الأولمبية سمو الشيخ ناصر، ورئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الذي كان معي لحظة بلحظة في أي بطولة وفي أي مسابقة مهما كان فوز أو خسارة الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، وإلى رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى وأعضاء مجلس الإدارة، وإلى المدرب العزيز، والشكر إلى الوالدين، وإلى جميع الجمهور الرياضي الذي وقف معي في كل بطولة وتابع رقية الغسرة، والشكر إلى جريدة الوسط على هذا اللقاء.
• ونحن في النهاية نشكر بطلتنا رقية ونتمنى لها التوفيق والسداد خلال الأيام القادمة، وإن شاء الله توفق في مشوارها الإداري في عالم ألعاب القوى... شكراً لكِ رقية.

 

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5384