العدد 5384 - السبت 03 يونيو 2017م الموافق 08 رمضان 1438هـ

الجلاهمة: التدخين مثل رمي المخلفات على الناس... ومنعه ليس مصادرة للحريات

ريم خليفة

this will be replaced by the SWF.
بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين

حياكم الله هذه حلقة جديدة خاصة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين وهي تبث على موقع الوسط او لاين، إذ أشار موقع منظمة الصحة العالمية اليوم، إلى أن النساء هن المستهدفات هذا العام، فتبلغ نسبة المدخنات 40 في المئة، ونحو 200 مليون مدخنة من بين أكثر من مليار مدخن في العالم، كما ذكر الموقع أن من السمات المستقبلية لوباء التبغ هو إقبال النساء عليه، وتشكل مكافحة وباء التبغ بين النساء جزءاً هاماً من أية استراتيجية خاصة بمكافحة التبغ، كما ذكرت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة مارغريت تشان أن حماية وتعزيز صحة النساء أمران حاسمان للصحة والتنمية، لا لمواطني اليوم فحسب ولكن لأجيال المستقبل أيضاً.

ولتسليط الضوء على هذا الموضوع، معنا اليوم الدكتورة مريم الجلاهمة الوكيل المساعد للرعاية الأولية بوزارة الصحة.

• ما هي استعدادات مملكة البحرين في هذا الجانب؟

- مملكة البحرين بشكل عام ووزارة الصحة بشكل خاص تستعد لهذا اليوم، هناك شعار موحد وضعته منظمة الصحة العالمية هذه المرة، وهو تحديداً أن سهام تسويق شركات التبغ تصيب المرأة تحديداً، فركزوا على المرأة هذه المرة لأنه ابتدأت شركات التبغ ترى أن من هم الضحايا الذين من المفترض أن تسوق لهم، فوجدت غالبيتهم من الأطفال والنساء وبالذات المرأة، لأن فيه ضرر كبير عليها.

وبالطبع، اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ استعدت منذ حوالي 3 شهور، حيث وضعت برنامجاً يشمل التواصل مع وسائل الإعلام المختلفة، وسوف تكون هناك فعاليات مثلاً في أحد المجمعات التجارية، إضافة إلى أنه في يوم 31 سوف يكون هناك تكريم للمقلعين عن التدخين، وتكريم المؤسسات الملتزمة بقانون حظر التدخين.

• نلاحظ منذ إصدار قانون منع التدخين في الأماكن العامة والمغلقة تحديداً، نجد هناك من يعارض تنفيذ مثل هذا القرار، على سبيل المثال هناك بعض المحلات الكائنة في منطقة مجمع السيف تصرّ على السماح بالتدخين داخل المطعم، وعندما يأتي المواطن ويقول لا وهناك مرسوم إلخ، يكون هناك نوع من المضايقات، فكيف يتم التعامل مع مثل هذه الحالات؟

- نحن نقول إن المعارضة للتدخين خفت بكثير منذ أن بدأ الناس يتعودون على حظر التدخين في الأماكن العامة، ربما أكثر الناس التزاماً هي المجمعات التجارية والمطاعم الموجودة في المجمعات التجارية، والناس تعودوا على هذا الشيء. هناك بعض المطاعم الخارجية التي تحيط بهذه المجمعات، واجهنا بعض المعارضات، أو أن صاحب المحل مثلاً لا يريد أن يضايق زبوناً لأنه يقوم بالتدخين، وبالتالي اجتمعنا مع أصحاب المطاعم خصوصاً مطاعم الدرجة الأولى وشرحنا لهم القانون، وشرحنا لهم أنه يجب تخصيص أماكن للمدخنين تكون معزولة وإن لم يستطيعوا ذلك فيجب أن يصبح المحل خالٍ من التدخين.

لكن تحدث هناك بعض التجاوزات، وللصراحة أود أن أقول إن أكثر التجاوزات ليست من صاحب المحل وإنما من بعض الزبائن الذين يصرون على ذلك رغم علمهم بأنهم مخالفون وبذلك فهم يضايقون صاحب المحل أيضاً.

وقد قمنا بكتابة رسائل واضحة تنص على المادة التي في قانون العقوبات ووزعناها على جميع المطاعم والفنادق، حتى فنادق الدرجة الأولى الذين بادروا بطلب الاجتماع معنا، وبالفعل حصل الاجتماع بحضور وزير الصحة حيث أوضحنا لهم القانون، وأبدوا استعدادهم للالتزام ولذلك عند دخول بعض الفنادق الكبيرة نجد هناك لائحة مكتوب عليها "نحن ملتزمين بحظر التدخين"، كما أعلنت هذه الفنادق عن الأماكن التي يجب أن تكون خالية من التدخين تماماً، ما عدا بعض الأماكن التي حددتها الفنادق نفسها.

بعض المطاعم لم تلتزم ولكن ليس لأنها لا تريد أن تلتزم، لكننا أعطيناهم مهلة لأن لديهم خرائط بتغيير هندسة المحل بحيث أن يقوموا بتخصيص أماكن معزولة تماماً للتدخين.

وبالتالي، هناك التزام تدريجي إن شاء الله سوف تكون هناك ثقافة عامة عما قريب.

• عودة إلى الحملة الوطنية ومكافحة التدخين، عن شريحة النساء تحديداً، هل تم هناك توجيه لبعض المواقع التي تتواجد فيها السيدات، على سبيل المثال صالونات الحلاقة وغيرها؟

- أول شيء قمنا به هو أننا تواصلنا مع الجمعيات النسائية، وبعثنا إليها خطابات رسمية وطلبنا منها ممثلين لكي نقوم بإلقاء محاضرات توعوية عليهم عن المرأة، بحيث أن يكون باستطاعتهم توصيل هذه المعلومة للمنتسبات للجمعيات أو للنساء بحسب أماكن تواجدهم.

فقد تمت مخاطبة جميع صالونات الحلاقة باللغتين العربية والإنجليزية، وهناك نية لمخاطبة الصالونات باللغات الأخرى، وكان مضمون الخطابات أن الصالون يعتبر مكاناً يُمنع فيه التدخين، وفيما أرادوا تخصيص غرفة للمدخنات عليهم مخاطبة وزارة الصحة لكي نسترشدهم ونعطيهم الاشتراطات المطلوبة.

كذلك، تم التفاهم مع إدارة السياحة بوزارة الإعلام ومع إدارة الدفاع المدني حيث كان هناك اجتماع قريب في الأسبوع الماضي، إذ تم تحديد الاشتراطات الواجب توافرها في الخيام التي تنصب سواء خلال شهر رمضان أو غيره من الأشهر، وما هي الاشتراطات المطلوبة، لكي نتفادى وجود التدخين فيها. وللعلم، فقد اشترطنا أن تكون الخيام إما للمدخنين أو لغير المدخنين، ويمنع الخلط في نفس الخيمة.

• هذا العام سيكون مختلفاً حتى بالنسبة لفنادق الخمس نجوم؟

- نعم، أولاً الخيمة يجب أن تكون من مادة مقاومة للحريق حسب اشتراطات الدفاع المدني، وثانياً إما تكون هناك خيمتان إحداهما للمدخنين والأخرى لغير المدخنين، وإذا كانت للمدخنين فيكتب عليها هذه "خيمة المدخنين" ويُمنع دخول ممن هم أقل من 18 سنة، ومن ضمن الاشتراطات أن تكون الخيمة بعيدة بـ 200 أو 300 متر عن مبنى الفندق الرئيسي وهي صادرة عن الدفاع المدني، وتم الاتفاق مع إدارة السياحة بألا تقوم بإعطاء الترخيص إلا بعد التأكد من اشتراطات وزارة الصحة والدفاع المدني، وسوف نضيف إليها اشتراطات البلدية.

• هل هذا يشمل أيضاً المحلات التي تبيع "الشيشة"، حيث هناك بعض المقاهي توفر ذلك، فكيف سيتم التعامل معها، حتى لو كان المكان مفتوحاً؟

- طبعاً مقاهي الشيشة ينطبق عليها الأماكن العامة المغلقة في القانون نفسه، وبالتالي يجب تطبيق نظام الفصل فيها أيضاً، حيث يكون المقهى مفصولاً للمدخنين وغير المدخنين، وبالطبع هناك بعض المقاهي تقدمت لنا بطلب طريقة الفصل وقمنا بإعطائها الإرشادات، علماً بأننا بدأنا بمقاهي الدرجة الأولى والدرجة الثانية. أما بالنسبة للمقاهي الشعبية والصغيرة فهي معروفة فقط للمدخنين، والشيء الأهم لنا بالنسبة لهذه الأماكن هو أن يمنع دخول ممن هم أقل من 18 سنة وإن كانوا برفقة ذويهم.

حالياً ركزنا على فنادق الدرجة الأولى ومطاعم الدرجة الأولى، وراسلنا الفنادق الأخرى. هناك بعض الفنادق يتم تقديم الشيشة في داخلها، رغم أنها لا تملك ترخيصاً لذلك وبالتالي تم الاتفاق مع إدارة السياحة لاتخاذ الإجراءات المناسبة بشأنها.

• هناك بعض المناطق السياحية كميدان العدلية، هل تمت مخاطبة هذه المطاعم أيضاً وهي بدرجة 5 نجوم؟

- نعم، اجتمعنا بأصحاب مطاعم الدرجة الأولى ثلاث مرات متتالية أو ربما أربع مرات، وللأمانة فهم ملتزمون وقرروا مواصلة الالتزام، إذ بدأوا بتخصيص منطقة في المطعم للتدخين لكنها غير معزولة، فطلبنا منهم أن تكون هذه المنطقة معزولة، حتى وإن كانت – على الأقل – لا تضايق غير المدخنين.

معظم هذه الفنادق يمتلكها عدد من الأشخاص المعروفين، فاجتمعنا بهم، وبصراحة أبدوا تعاونهم بل إنهم تقدموا بخطاب رسمي لوزير الصحة يطلبون فيه منع التدخين تماماً ويرفضون فكرة تخصيص منطقة معزولة للمدخنين. لكن طلب تغيير هذا القانون يجب أن يمرّ عبر السلطة التشريعية ويُدرس من الحكومة، وبالتالي طلبنا منهم أن يبقى الوضع على ما هو عليه، بأن يكون هناك مكان للمدخنين وآخر لغير المدخنين، إلى أن تتم دراسة الموضوع من جديد.

• هناك من يرى في إصدار مثل هذه القوانين انتهاكاً لحريته الشخصية والحريات العامة، ما رأيكِ في مثل هذا الكلام؟

- لا طبعاً، الحرية الشخصية تقف عندما تتعدى حرية الأشخاص الآخرين، وحينما يكون الضرر مثل التدخين السلبي على الآخرين فهنا لا تكون حرية، بل تكون حريتك الشخصية في بيتك وفي منطقتك أنت، ولكن حينما تكون في مكان عام ويوجد به أشخاص ليس لك حرية مضرتهم، فهل من المعقول أن أقوم برمي المخلفات على الناس؟! هذا ما يحصل بالضبط، التدخين السلبي هو عبارة عن مخلفات.

ونحن نرى أن سرطان الرئة هو أكثر أنواع السرطانات انتشاراً في البحرين، وليس السرطان كله وإنما سرطان الرئة فقط، ونحن نعرف أن السبب الأول لسرطان الرئة هو التدخين، حتى لو لم يكن الشخص مدخناً، يكفي أن يكون مدخناً سلبياً ويجلس طوال الوقت بجوار شخص مدخن، إذاً فهو معرّض للضرر مثله وربما أكثر منه.

• بهذا، نأتي إلى ختام حلقة اليوم الخاصة... هذه محدثتكم ريم خليفة.

صحيفة الوسط البحرينية - العدد 5384