العدد 4889 - الإثنين 25 يناير 2016م الموافق 15 ربيع الثاني 1437هـ

جندي أميركي يهدي مكتبة الكونغرس 900 صورة عن حرب تحرير الكويت

فقد بصره قبل 15 سنة أثناء إعداده كتابا عن "عاصفة الصحراء"


الوسط- محرر المنوعات 

تحديث: 12 مايو 2017

سردت بأقصى قدر من الأمانة قصة حرب لم تسنح لأحد فرصة الإطلاع عليها من زاوية جندي مقاتل يقف قس غير مسلح وسط صحراء العراق المطلة على الحدود مع السعودية، ويجلس أمامه عدد من الجنود المسلحين بكثافة، يقرأون من كتيبات صغيرة في أيديهم بينما هو يتلو من الإنجيل.

هذه صورة واحدة من أكثر من 900 صورة التقطها باتريك فينان، أحد مقاتلي حرب تحرير الكويت من الجنود الأميركيين، وهو مصور في الوقت نفسه، خلال تلك الحرب، وقرر قبل أيام إهداءها مع دفتر مذكراته اليومية، في الذكرى 25 لعملية "عاصفة الصحراء".

وخلال جلوسه قبل بضعة أيام في بيته الكائن في حي أنكاسفيل في مونتفيل بولاية كونيكتيكت، قال فينان، وفق ما نقلت عنه وكالة "اسو شيتد برس": "ربما هي صورتي المفضلة بين الصور التي التقطتها خلال تلك الحرب. فتلك كانت لحظة نظرة ثاقبة نادرة في التاريخ".

واستعاد فينان ذكريات: "وحتى إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا... تلك كانت إحدى الآيات التي كنت أرتلها بينما كنت ألتقط هذه الصورة. فقد جرت العادة في الجيوش المسيحية الغربية تحديداً على تلاوة المزمور رقم 23 قبل خوض أي معركة. لكن الأمر ممتد تاريخياً... فسواء كنت في جيش آشوري أو بابلي أو عبراني، فإنك تصلي قبل المعركة".

هذه الصورة وغيرها من الصور - التي تتراوح بين الأبيض والأسود والملون - هي جزء من مجموعة خاصة يمتلكها فينان وستكون قريباً جزءاً من "مشروع تاريخ قدامى المحاربين" الذي ترعاه مكتبة الكونغرس. وعلاوة على ذلك فإن فينان يعتزم التبرع بدفتر مذكراته اليومية التي كان يدونها خلال العمليات القتالية التي خاضها طوال مسيرته العسكرية.

ولم يبصر فينان صوره تلك منذ أكثر من 15 سنة حتى الآن. ففي العام 1999، وبينما كان عاكفاً على تأليف كتاب بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لعملية "عاصفة الصحراء"، فقد بصره متأثرا بالتهاب حاد في الشبكية، وهكذا لم يتمكن مطلقاً من إكمال الكتاب.

لكن الصور لا تزال حية في ذهنه، إذ أوضح إنه يمتلك ذاكرة فوتوغرافية حادة، موضحاً أنه ما زال يتذكر أيضاً أنه التقطها في مواقع متنوعة في أرجاء السعودية والكويت والعراق، بينما كان منخرطاً على مسرح العمليات العسكرية خلال الفترة من 6 يناير/ كانون الثاني إلى 16 مايو/ أيار 1991.

وقال: "من منظوري الشخصي، سردت بأقصى قدر من الأمانة قصة حرب لم تسنح لأحد فرصة الاطلاع عليها من زاوية جندي مقاتل".

خدم فينان في صفوف الجيش الأميركي خلال الفترة من 1981 إلى 1991، وكانت معظم فترة خدمته في سلاح المدفعية. وكان قد غادر الخدمة العملية في العام 1989 كي يتلقى دروساً في معهد روشستر للتكنولوجيا، وفي أعقاب ذلك انضم إلى صفوف قوات الاحتياط بصفة مصور صحافي حربي. وعندما بدأ الجيش الأميركي في البحث عن متطوعين بعد أن اجتاح جيش صدام حسين الكويت، بادر إلى التطوع على الفور.

وسرعان ما تم إرسال فينان كجزء من فيلق المدفعية المجوقل الثامن عشر، والذي هو عبارة عن وحدة مدفعية ميدانية ثقيلة العتاد، حيث مكث 3 أشهر في السعودية ثم في الكويت فالعراق، وكان معظم ذلك الوقت في مدينة البصرة.

 كان فينان أحد أفراد طاقم مدفع ثقيل، لكن تم أيضاً آنذاك تكليفه بالعمل كسائق وكمشغل إشارات لاسلكية لدى قائد الكتيبة، وقال معلقاً: "ولهذا فإنني ذهبت إلى كل مكان".

وبالطبع فإن كثيراً من الصور التي التقطها تنطوي على أهمية نسبية متفاوتة، فهناك مثلاً صورة لدبابة ثقيلة تابعة لسلاح المشاة الميكانيكي رقم 24 كانت مخصصة للحملة الغربية، وصورة لجندي جالساً على منصة مدفع M2 من عيار 50 محمل على متن حاملة ذخيرة من طراز M548A1 مع علم أميركي يرفرف بفعل نسمات الهواء، بينما يبدو أسفله علم يحمل شعار أسرى الحرب، وصورة لمجموعة من الجنود بعضهم رافعين أصابع أيديهم على شكل حرف V تعبيراً عن النصر، لدى انطلاقهم ضمن الفرقة المجوقلة رقم 82 في يوم بدء الهجوم ضد قوات صدام، وصورة لدبابة من طراز M109 عليها عبارة "نحن نقتل من أجل الاستمتاع".

وتعليقاً على تلك الصورة الأخيرة يقول فينان: "الجنود الأميركيون يشتهرون بكتابة عبارات الغرافيتي على مركباتهم وعلى أسلحتهم. لكن ذلك الأمر كان محظوراً بشكل قاطع على جانب الخدمة العملية".

وهناك صور توثق مشاهد دمار، مثل صورة التقطها فينان بينما كان يقود مركبة "هامفي" على "طريق الموت السريع" - وهو طريق رئيسي يتألف من 6 مسارات ويمتد بين الكويت والعراق، حيث كانت مركبات عسكرية (عراقية) مدمرة ومهجورة وأجزاؤها متناثرة على امتداد أميال.

وهناك صور أخرى أكثر حساسية بطبيعتها بما في ذلك صورة يظهر فيها أحد المحاربين القدامى في حرب فيتنام، واقفاً وذراعه حول كتفي ابنه في صحراء العراق، وصور عن قرب لجنود (أميركيين) خلال انهماكهم في روتينهم اليومي، وذلك وفقا للتقرير الذي نشرته صحيفة "الراي" الكويتية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً