العدد 4890 - الثلثاء 26 يناير 2016م الموافق 16 ربيع الثاني 1437هـ

شاهد الصور...العاهل يستقبل الرئيس التونسي... والسبسي: نُكبر في البحرين الوسطية والتفتح


استقبل عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في قصر القضيبية اليوم (الأربعاء)، الرئيس الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة، بحضور رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الامير خليفة بن سلمان آل خليفة، وذلك بمناسبة زيارة سيادته لمملكة البحرين.

وقد جرت لسيادة الرئيس التونسي مراسم استقبال رسمية لدى وصوله قصر القضيبية ، حيث توجه جلالة الملك المفدى وضيف البلاد الكريم الى منصة الشرف ، وعزف السلام الجمهوري التونسي والسلام الملكي البحريني.

بعد ذلك تفقد جلالة الملك المفدى وسيادة الرئيس الباجي قائد السبسي حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما.

بعدها صافح سيادة الرئيس التونسي اصحاب المعالي والسعادة الوزراء ، كما صافح جلالة الملك المفدى أعضاء الوفد الرسمي المرافق للرئيس التونسي.

ثم تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى بإلقاء كلمة سامية هذا نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

فخامة الأخ الرئيس الباجي قائد السبسي ، رئيس الجمهورية التونسية، أصحاب السمو والمعالي والسعادة ، الحضور الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يطيب لنا بداية أن نرحب بكم أجمل ترحيب في مملكة البحرين ، وأن نعرب لكم عن تقديرنا الكبير لزيارتكم المباركة ، التي تأتي لتجسد عمق العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط بين بلدينا الشقيقين ، وحرصنا الأكيد على أن تحظى علاقاتنا وروابطنا الأخوية التي تجمعنا بكم ، بالمزيد من التقارب والنماء ، وبما يسهم في تقوية أواصر التعاون والتواصل والتكامل بين دول وطننا العربي.

كما نود التأكيد على ما يمثله توقيت زيارتكم للبحرين من أهمية بالغة ، بالنظر إلى ما تواجهه أمتنا العربية من مخاطر وتحديات تتطلب تكثيف أوجه التشاور المشترك ، ورفع أقصى درجات التنسيق والتعاون المستمر، لمحاربة وصد التهديدات التي تستهدف استقرار المنطقة ، والتي تستوجب أيضاً ، حسن وسرعة التعامل مع المتغيرات الدولية واحتواء تداعياتها ، ووضع الحلول المناسبة لحفظ أمننا الإقليمي، وسيادة بلداننا وصون منجزاتنا الوطنية ، وتحقيق آمال وطموحات شعوبنا.

فخامة الرئيس ،

يطيب لنا بهذه المناسبة أن نكرر ترحيبنا بكم في بلدكم الثاني ، البحرين ، وأن تقترن زيارتكم بإنجاز المزيد من اتفاقيات التعاون الثنائي ، بمجالاتها الرحبة ، والسعي إلى تفعيل نتائجها بما يعود بالنفع والخير على بلدينا الشقيقين ، من خلال اللجنة المشتركة البحرينية التونسية ، والتي تعتبر من أقدم اللجان التي تم إنشاؤها بين البحرين والدول الشقيقة . وتعبيراً لما تكنه البحرين وشعبها من مشاعر اعتزاز واحترام وامتنان لتونس وشعبها الشقيق ، يسعدنا أن نمنح فخامتكم "وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة" ، مقدرين لكم جهودكم ومساعيكم للانتقال بعلاقاتنا الأخوية إلى مستويات جديدة ومتقدمة من التعاون والتقارب ، التي تتوجها اليوم زيارتكم الموفقة ، بإذن الله ، فأهلا بكم وعلى الرحب والسعة.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،،

ثم ألقى سيادة رئيس الجمهورية التونسية كلمة اعرب فيها عن شكره وتقديره لصاحب الجلالة الملك المفدى على هذه الدعوة الكريمة لزيارة مملكة البحرين وقال انني استجبت لهذه الدعوة على عجل لما اكنه من محبة وتقدير لجلالة الملك وشعب البحرين ، واستذكر مواقف المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان ال خليفة طيب الله ثراه، واضاف ان تونس والبحرين هما دائما معا حتى انه من حسن الطالع لما كنا معا في القمم العربية كان مقعد تونس ملاصق لمقعد البحرين وهذه اشارة للتقارب والتقارب الاعمق في مواقف كثرة وفي الوضع الحالي.

وقال اننا في تونس نُكبر في البحرين الوسطية والتفتح ونحن في تونس دائما نسعى ان نكون أمة وسطى واستشهد بالآية الكريمة "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً" لذا فإن زيارتي للبحرين تأتي في اطار علاقاتنا الطيبة.

ووجه فخامة الرئيس التونسي الدعوة لجلالة الملك المفدى لزيارة الجمهورية التونسية وشكر جلالته على منحه وسام الشيخ عيسى بن سلمان ال خليفة، وقال انه يسعدني ان اقدم لجلالتكم الصنف الأكبر من وسام الاستقلال وهو أقدم وسام أسسه المغفور له الحبيب برقيبه الذي كان معجبا بالبحرين.

واضاف الرئيس التونسي في كلمته ان البحرين قوية بأصالتها وملكها ورجالاتها.. وفي هذا الخضم الدولي الذي يتغير بسرعه والمتغيرات كثيرة لكن كثيرا منا لم يعي ضرورة الأخذ بعين الاعتبار هذه المتغيرات لأن مهما كانت قوتنا فنحن قوة صغيرة في عالم متغير ولابد ان نعي ذلك وان تكون سياستنا سياسة واقعية تأخذ بعين الاعتبار الواقع وبهذا نحفظ لشعوبنا الكرامة ونحفظ لبلداننا الأمن والاستقرار ، وانا شخصيا على ثقة واعني ما اقول ان البحرين في ملكها ورجالاتها تبقى دائما سائرة في طريق التقدم والرقي وهذا نحن نباركه وتونس التي تمر الان بفترة سعيدة لأسباب لأنها اقرب نقطة افريقية من اوروبا والوضع في اوروبا يفرض على تونس الكثير من التحديات ونحن نحاول بتوفيق من الله ان نتغلب عليها وشكر فخامته في ختام كلمته جلالة الملك المفدى.

بعدها قام جلالة العاهل المفدى بمنح سيادة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة تقديرا لدوره في دعم مجالات التعاون المشترك بين البلدين، فيما قام فخامة الرئيس التونسي بمنح حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى الصنف الاكبر من وسام الاستقلال تقديرا لدور جلالته وجهوده في دعم علاقات البلدين الشقيقين في المجالات كافة.

وبحضور حضرة صاحب الجلالة العاهل المفدى وسيادة رئيس الجمهورية التونسية ، تم التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم بين البلدين الشقيقين وهي:

1- مذكرة تفاهم في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة بين حكومة مملكة البحرين وحكومة الجمهورية التونسية ، حيث قام بالتوقيع عليها من الجانب البحريني سمو الشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة الممثل الشخصي لجلالة الملك المفدى رئيس المجلس الأعلى للبيئة ، فيما وقعها من الجانب التونسي معالي السيد خميس الجهيناوي وزير الشئون الخارجية.

2- اتفاق تعاون في المجال الامني بين حكومة مملكة البحرين وحكومة الجمهورية التونسية ، حيث وقعه من الجانب البحريني معالي الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة وزير الداخلية ، ووقعه من الجانب التونسي معالي السيد خميس الجهيناوي وزير الشئون الخارجية.

3- اتفاقية بين حكومة مملكة البحرين وحكومة الجمهورية التونسية للتعاون في مجال الدفاع ووقعها من الجانب البحريني سعادة الفريق الركن يوسف بن احمد الجلاهمة وزير شئون الدفاع ، ومن الجانب التونسي معالي السيد خميس الجهيناوي وزير الشئون الخارجية.

4- اتفاقية النقل الجوي بين حكومة مملكة البحرين وحكومة الجمهورية التونسية ، ووقعها من الجانب البحريني سعادة السيد كمال بن أحمد محمد وزير المواصلات والاتصالات ، ووقعها من الجانب التونسي معالي السيد خميس الجهيناوي وزير الشئون الخارجية .

5- برنامج تنفيذي لاتفاقية التعاون في المجال الصحي بين حكومة مملكة البحرين وحكومة الجمهورية التونسية وقعها من الجانب البحريني سعادة السيدة فائقه بنت سعيد الصالح وزيرة الصحة ومن الجانب التونسي معالي السيد خميس الجهيناوي وزير الشئون الخارجية.

بعد ذلك عقد حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى وسيادة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ، اجتماعا بحضور صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر.

وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الاخوية الوثيقة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين وسبل تطوير وتنمية آفاق التعاون المشترك في مختلف المجالات.

واكد جلالة الملك المفدى ان مملكة البحرين والجمهورية التونسية لهما حضارة عريقة وان مملكة البحرين هي بلد التسامح والتعايش الاخوي بين مختلف الاديان منذ عصور طويله فهي مركزا للحضارات والاديان المختلفة في المنطقة وان شعبها المتعلم يحترم ويرحب بمختلف الاديان ، وقال جلالته ان البحرين حرصت على التنمية في مجالات التعليم والصحة منذ القدم.

فيما اكد سيادة الرئيس التونسي سعادته بهذه الزيارة وقال اننا نسعد بهذا اللقاء في هذا البلد الشقيق مشيرا الى ان تونس تحرص كذلك على دعم قطاعات التعليم ومكافحة الأمية من خلال وضع مختلف الخطط والبرامج.

كما بحث جلالة الملك المفدى وسيادة الرئيس التونسي آخر التطورات والمستجدات الاقليمية والعربية والقضايا موضع الاهتمام المشترك.

وقد أقام حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى مأدبة غداء تكريما لسيادة الرئيس التونسي والوفد المرافق.

وكان سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء في مقدمة مستقبلي سيادة الرئيس الباجي قائد السبسي رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة لدى وصوله الى البلاد في وقت سابق اليوم في زيارة رسمية لمملكة البحرين.

وقد تشكلت بعثة الشرف برئاسة معالي الشيخ خالد بن احمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً