العدد 4949 - الجمعة 25 مارس 2016م الموافق 16 جمادى الآخرة 1437هـ

"كامب نو" يكرم الأسطورة كرويف


 

تهافت آلاف المشجعين اليوم السبت إلى ملعب "كامب نو" الخاص بنادي برشلونة الاسباني من اجل تكريم الهولندي يوهان كرويف الذي فارق الحياة الخميس بعد صراع مع مرض السرطان.

وافتتح رئيس برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو الساعة التاسعة بتوقيت غرينيتش وبعد دقيقة صمت قاعة مخصصة لاستقبال الزائرين القادمين لتكريم "الطائر" كرويف الذي توفي في مدينة برشلونة.

ووضعت في القاعة صورة كبيرة للأسطورة الهولندية وهو يبستم مع كرة في يده أحاطت بها باقات كبيرة من الزهور.

"أنها أيام حزينة لكافة +البرشلونيين+، أنها أيام حزينة لكل من يحب كرة القدم"، هذا ما قاله بارتوميو، مضيفا: "بعد موافقة عائلة كرويف، افتتحنا هذا النصب التذكاري لكي يتمكن الجميع من توجيه كلمة وداعية أخيرة لهذه الشخصية".

وتهافت جمهور منوع من كافة الجنسيات، من اسبانيا والصين واليابان والمغرب وبريطانيا، من اجل تحية النجم الهولندي السابق الذي فارق الحياة عن 68 عاما بعد صراع مع السرطان الذي أصاب رئتيه.

كما أرسلت العديد من المؤسسات اكاليل الزهور من اجل تكريم أسطورة كرة القدم الهولندية واياكس أمستردام وبرشلونة، الفريق الذي توج معه كلاعب بلقب الدوري العام 1974 والكأس المحلية العام 1978، ثم عاش النادي الكاتالوني مع كرويف المدرب بعض أجمل أيامه الكروية إذ توج بلقب الدوري أربع مرات متتالية بين 1991 و1994 إضافة إلى لقب الكأس المحلية (1990) والكأس السوبر المحلية (1991 و1992 و1994) وكأس الأندية الأوروبية البطلة (1992) والكأس السوبر الأوروبية (1992) وكأس الكؤوس الأوروبية (1991).

"جاء إلى برشلونة حين كان برشلونة دون ألقاب. لقد منحه أسلوب لعب جديد، مع تمريرات قصيرة بهدف المحافظة دائما على الكرة"، هذا ما قاله ايغناس موسينغو، المشجع الكونغولي البالغ من العمر 45 عاما والذي جاء إلى برشلونة من اجل الاحتفال مع زوجته بالذكرى العاشرة على زواجهما، مضيفا: "انه يقف خلف ما نحبه في برشلونة الحالي".

ولم يتردد موسينغو، العامل في إحدى شركات الاتصالات الهاتفية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، في تأجيل عودته إلى بلاده من اجل تكريم كرويف الذي ترك أثره الكبير في اسبانيا بعدما لعب هناك من 1973 حتى 1978 مع برشلونة ثم العام 1981 مع ليفانتي قبل أن يعود إليها كمدرب للإشراف على "بلاوغرانا" من 1988 حتى 1996 ثم على منتخب مقاطعة كاتالونيا من 2009 حتى 2013.

وفي كتاب التعازي، كتبت مونتسي الباريدا (63 عاما) التي كانت أول الواقفين في الصف الطويل بانتظار الدخول إلى القاعة برفقة زوجها وابنها وزوجته وفي يدها باقة زهور: "كنت الأفضل لكن (النجم الحالي الأرجنتيني ليونيل) ميسي خير خلف لك"، مستذكرة احد الانتصارات الكاسحة لبرشلونة على غريمه الأزلي ريال مدريد بنتيجة 5-صفر في حقبة السبعينات حين كان كرويف لاعبا في النادي الكاتالوني.

وستبقى القاعة مفتوحة أمام الجمهور حتى مساء الثلثاء، فيما سيبقى برشلونة في حالة حداد حتى الثاني من ابريل/نيسان.

 

- بادرة تقدير واحترام -

وفي مواجهة الجمعة التي جمعت هولندا بضيفتها فرنسا في أمستردام استعدادا لنهائيات كأس أوروبا الصيف المقبل، توقفت المباراة في الدقيقة 14 تكريما لكرويف الذي كان يرتدي القميص الرقم 14.

وهذه المرة الأولى التي تتوقف فيها مباراة دولية بهذه الطريقة من اجل تكريم شخص ما.

"ما حصل كان مميزا"، هذا ما قاله مدرب فرنسا ديدييه ديشان الذي خرج ورجاله فائزين من هذا اللقاء الودي 3-2، مضيفا: "رجل رائع ككرويف يستحق تكريما مماثلا والملعب استجاب لذلك".

وقد رفعت في ملعب "أمستردام ارينا" يافطة كبيرة صورة كرويف بالقميص البرتقالي والرقم 14 الشهير، كما ترك مقعد شاغر في منصة كبار الشخصيات وضعت عليه الزهور والقميص رقم 14.

وتوج كرويف الذي خضع لعملية جراحية في القلب عام 1991 واقلع بعدها عن التدخين وكشف في أكتوبر/تشرين الأول انه مصاب بسرطان الرئة، بلقب كأس الأندية الأوروبية البطلة ثلاث مرات متتالية كلاعب في اياكس أمستردام الذي أحرز معه أيضا لقب الدوري المحلي 8 مرات والكأس المحلية 5 مرات والكأس السوبر الأوروبية وكأس الانتركونتيننل مرة واحدة خلال فترة دفاعه عن ألوانه بين 1964 و1973 ثم بين 1981 و1983.

ومن المؤكد أن الحسرة الأكبر لكرويف كانت عدم تمكنه من قيادة بلاده إلى اللقب العالمي الذي كان "الطائر" قاب قوسين أو أدنى منه العام 1974 قبل أن يخسر النهائي أمام ألمانيا الغربية 2-1 بقيادة "القيصر" فرانتس بكنباور الذي تحدث الخميس عن نظيره الهولندي قائلا: "لم يكن صديقا مقربا وحسب، بل كان بمثابة أخ بالنسبة لي. أنا مصدوم".

ويعتبر كرويف تجسيدا للكرة الشاملة التي اعتمدها ناديه اياكس أمستردام ملك أوروبا في السبعينات مع المدرب رينوس ميتشلز، وهي فلسفة اللعب التي نقلها أيضا مدربا لبرشلونة وأسفرت عن بطولات وأمجاد.

وأمتع كرويف إلى جانب يوهان نيسكينز، رود كرول واري هان، العالم بفنياتهم، وأحرز إلى جانب هؤلاء جميع الألقاب الممكنة، ولم ينقصه إلا التتويج مع المنتخب الهولندي.

ويصنف كرويف الذي درب اياكس أيضا وتوج معه بالكأس المحلية وكأس الكؤوس الأوروبية العام 1987، من بين مجموعة من العظماء الذين عرفتهم كرة القدم مثل البرازيلي بيليه والأرجنتيني دييغو مارادونا والفرنسي ميشال بلاتيني إضافة بالطبع إلى نجم برشلونة الحالي الأرجنتيني الآخر ليونيل ميسي.

"لم أكن اعرف أي شيء عن كرة القدم قبل أن أتعرف على كرويف"، هذا ما اعترف به لاعب برشلونة ومدربه السابق جوسبب غوارديولا الذي يشرف حاليا على بايرن ميونيخ الألماني، مضيفا: "ساعدنا على فهم كرة القدم... شجعنا على الثقة بغريزتنا (الكروية)... على اتخاذ القرارات".

ونعت هولندا الخميس أسطورتها وكتب ملك البلاد فيليم-الكسندر في صفحته على فايسبوك: "خسرت هولندا رياضيا فريدا من نوعه وصاحب قلب كبير. لقد أغنى كرتنا وأعطاها وجها جديدا. كان حقا أيقونة هولندية بامتياز".

أما رئيس الاتحاد المحلي للعبة ميكايل فان براغ، فقال بدوره: "لقد فقدنا أعظم لاعب على الإطلاق في تاريخ الكرة الهولندية، الصديق وصاحب القميص رقم 14 الشهير"، مضيفا: "لقد صدمنا بخبر وفاة كرويف، لقد حلق بالكرة الهولندية عاليا جدا والاتحاد الهولندي مدين له إلى الأبد".

وختم: "شخصيا أقول... كرويف، صديقي، سأشتاق إليك".

ونكست الإعلام في ملعب "أمستردام ارينا" وقرر العاملون في متجر النادي استبدال جميع القمصان على تماثيل العرض بقميص كرويف رقم 14.

وأعلنت عائلة كرويف بأنها ستنظم "وداعا خصوصيا ليوهان" دون أن تكشف عن المكان لكنها كشفت أيضا بأنها ستعلن قريبا عن مراسم تأبين مفتوحة أمام العموم.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً