العدد 4963 - الجمعة 08 أبريل 2016م الموافق 30 جمادى الآخرة 1437هـ

ماذا تعرف عن الثوب الخليجي؟


يُعتبر الثوب من العلامات المميزة في التراث العربي، ويشتهر ارتداء الثوب في دول شبه الجزيرة العربية "الخليج" وفي العراق وبعض مناطق الشام وشمال أفريقيا، وهو عبارة عن قطعة قماش من القطن عادةً وبيضاء غالباً، تغطي جميع الجسم والذراعين ويلبس مع الشماغ والعقال والبشت أحياناً، ومع الـ"الجنبية"- نوع من الخناجر- في شمال اليمن وجنوب السعودية وسلطنة عمان، ولا يزال منتشراً لدى أهل الخليج ويكثر لبسه تحديداً في الأعياد والأعراس وفي الأماكن الرسمية.

وطرأت على الثوب عدة تطورات مع مرور الزمن نتيجة اختلاف ظروف الطقس والتضاريس والعادات والتقاليد من منطقة لأخرى وتعددت تسمياته، ففي البحرين يوجد ثوب "الشد"، وفي الكويت وعُمان والعراق توجد "الدشداشة"، أما "الكندورة" فلدى أهل الإمارات وبعض مناطق عُمان.

وتلعب فصول السنة دورها فيتم استخدام ألوان مختلفة للثوب في فصل الشتاء بدلاً من اللون الأبيض الصيفي الأقل سماكة، كما أن الثوب يصنع من الصوف في بعض المناطق. وقد يختلف الثوب في داخل البلد الواحد بسبب تنوع التضاريس وحالة الجو.

"الوسط" جالت على عدد من محلات خياطة الثوب في منطقة القضيبية للوقوف على آخر التصاميم والتقليعات في عالم هذا الزي الشعبي، إذ يقول أحد الباعة أن حركة السوق مازالت مستقرة، ولكن الطلب على أثواب الأطفال أكثر من الكبار وخصوصاً أيام "القرقاعون". كما تحدث لنا الباعة الذين التقيناهم عن الاختلافات في تطريز الثوب حسب كل دولة خليجية، مشيرين إلى أن الثوبين الإماراتي والعُماني يتميزان بعنق مستدير "بدون كلر" يحيط به شريط يختلف لونه عن لون الدشداشة أحياناً، فيما تتدلى على الصدر"الفراخة أو الكركوشة" كما تسمى محلياً، وهي عادةً تغرق بالعطور والبخور. وأوضح الباعة بأن درجة التطريز تختلف حسب الفئة العمرية، حيث تزيد كثافة التطريز في ثوب الأطفال. 

وعن  الثوب القطري فيقول أحد الباعة أنه يحتوي على ياقة  "كلر" تشبه القميص ذات كسرة للأسفل مع وجود الأزرار في الكم عند الذراعين، ويتشابه معه بعض السعودي في ذلك. ويؤكد أحد الباعة بأن الثوب الآن اختلط، إذ لم يعد مميزاً لدولة دون أخرى، خصوصاً أن  أهل البلد لم يعودوا ملتزمين بثوبهم فقط، ترى أن البحريني مثلاً يطلب تفصيل "كندورة" إماراتية له أو القطري يلبس "الشد" البحريني، مشيرين إلى أن هذه الاختلافات في الثوب هي للتماشي مع تطور الأزياء (الموضة) ولكي تعطى للثوب استمرارية.

وتكتمل أناقة الثوب بما يلبس معها ليضفي عليها علامة مميزة، تميّز كل دولة عن أخرى، ففي الكويت والبحرين والإمارات تكتمل الأناقة بالغترة البيضاء والعقال، بينما في قطر العقال ذو الخيط الطويل الذي تتدلى من تعليقه "كركوشة" هو ما يميزها. أما الرجل السعودي فلا تكتمل أناقة الثوب لديه إلا بارتداء الشماغ الأحمر. أما الدول الواقعة جنوب الخليج مثل عمان واليمن، فتتميز أناقة الرجل بارتداء العمامة بدلاً من الغترة. ومن المكملات التي يرتديها الرجل الخليجي لتزداد أناقته هناك "المشالح" أي البشوت والعقل والـ"كباكب" وهي أزرار أكمام قابلة للتغيير. 

وأشار الباعة في محلات خياطة الثوب الخليجي بأن هناك تطريزات مختلفة ظهرت في الآونة الأخيرة تسمى باسم من اشتهر بها من أصحاب الوجاهة أو من العوائل الخليجية الثرية. ويتميز هذان الثوبان بتطريز خاص حول الأزرار ويبدأ من العنق نزولاً إلى منطقة قريبة من البطن.

يذكر أن القماش الحجازي هو الخام الرائج قديماً لخياطة الثوب، أما حالياً فتتعدد أنواع الخام حسب فصول السنة، وتماشياً مع الموضة. كما كان الثوب يفصل "سادة" أي دون تطريز أو كسرات، أما حالياً فقد تغيّرت الخامات والتصاميم (الموديلات) ليواكب التطورات ويلحق بركاب الموضة. أما عن سعر الثوب، فأوضح الباعة بأن سعر الثوب كان يتراوح بين 3-4 دنانير بحرينية، فيما تتفاوت الأسعار حالياً حسب الخام والتصميم.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً