واصلت «الوسط» انطلاقتها بـ «الناصية» نحو المزيد والمزيد من خلال إلقاء الضوء على أحاديث الناس البسطاء العاديين لترصد بذلك صور حية وتسجل تاريخا قد يعتقد البعض بأنه اندثر وانقرض ومع كل التطور الحاصل بالتكنلوجيا إلا أن بعضا من أبناء أوال ودلمون ظلوا محافظين على أصالتهم وتراثهم ومنهم أصحاب هذه المهنة ألا وهي مهنة «التناك».

والتقت «الوسط» هذا الأسبوع من خلال برنامجها «الناصية» بالحاج عبدالكريم كويتان والحاج سعيد الصفار ودونت ما قالاه عن حرفة التناك، وما المصاعب التي يواجهها، وكيف اكتسب هذه المهنة العريقة، وما الذي ينتظر مستقبل هذه المهنة، فإليكم نص اللقاء:

* السلام عليكم

الحضور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

* عندنا برنامج ينزل يوم السبت من كل أسبوع واسمه «الناصية» ويهتم بسوالف الناس واللي يهمهم، فهل تحبون أن تشاركوا فيه؟

عبدالكريم كويتان: تفضل يا ولدي

*أولا أبغي معنى اسم مهنة «التناك»؟

سعيد الصفار: التناك هو اسم من يسوي التنك

عبدالكريم كويتان: ومن الأشياء اللي يقدر يسويهّا التناك بعد المغراف والمجمرة والمنقاش والمشخال والطشت اللي يخلون فيه الحلوى

* اشرحوا لينا معاني الكلمات؟

عبدالكريم كويتان: المغراف اللي يغرفون به حق الأكل

سعيد الصفار: والمجمرة اللي يخلون فيها الجمر

عبدالكريم كويتان: المنقاش اللي يشيلون به الجمر

سعيد الصفار: والمشخال معروف اللي يشخلون به العيش

* وشنو الأغراض اللي يحتاجها التناك في شغله؟

عبدالكريم كويتان: السندان

سعيد الصفار: وعندك الريبال

عبدالكريم الكويتان: وشيء اسمه مخيمه

سعيد الصفار: ولا تنسى أهم شيء بشغلة التناك واللي هي المطرقة

* شنو المادة المستخدمة لهذه المهنة؟

عبدالكريم كويتان: الجينكو

*وهذه السوق هي الأصل للحدادة وتصفير القدور؟

عبدالكريم كويتان: لا السوق كانت بسوق الصفافير بالمنامة بس تالي نقلوها هني

سعيد الصفار: أول كنا نصفر القدور بس تالي اندثرت المهنة وحل مكانها التناك

*من متى تمارسون هذه المهنة وشلون تعلمتونها؟

عبدالكريم كويتان: المهنة هذه ورثتها أبا عن جد ومارسها أبوي وعلمني إياها واشتغلت فيها برغبة وحب من يوم كان عمري تقريبا عشر سنوات بسوق الصفافير بالمنامة.

سعيد الصفار: أنا بعد ورثتها عن أبوي حتى إني أتذكر كنت أروح المدرسة ولكن فكري بحرفة التناك ومن كثر ما أحببت الشغلة ما صدقت خلصت المدرسة حتى باشرت شغلي فيها.

*هل في إقبال على شراء الأشياء اللي تسوونها؟

سعيد الصفار: الإقبال متفاوت بحسب الناس وحاجاتهم، يعني عندك المداخن اللي حق المطاعم مازال عليها إقبال من أصحاب المطاعم، وساعات يجون سياح أجانب يشترون بعض الأشياء بعد.

عبدالكريم كويتان: بس أنا أبغي أقول شغلة، إحنا مارسنا هالمهنة برغبة وحب لكن وين الاهتمام اللي المفروض نحصله وشلون نعرف الناس على هالشغلة؟

سعيد الصفار: حتى شوف محلاتنا معظمها آيل للسقوط ودورات مياه قديمة ولا تصلح للاستخدام.

عبدالكريم كويتان: الأجانب يجون هني ويشوفون بحريني يشتغل بهذه المهنة يفرحون ويقومون يصورون وياه، وحتى الخليجيين بعضهم عرضوا علينا الشغل عندهم هناك ومعاش وسكن زين لكن احنا رفضنا لأن نحب البحرين وأهلها.

سعيد الصفار: وبعض الأحيان تجي باصات مال مدارس وروضات علشان يعلمونهم المهن الحرفية للبحرينيين اللي مارسوها آباؤنا وأجدادنا ولكن شوف المكان حالته حالة ويفشل شلون يبغون يقنعون الصغار بأشياء المفترض إنها تكون تراث وجميلة بينما هي بالواقع انقرض معظم من يمارسها والعمل جاري لأنقراض ما تبقى ممن يمارسها للآن.

*يبدو لي من كلامك إنك مثقف ومتعلم يا حجي سعيد؟

سعيد الصفار: أنا كملت المدرسة وتخرجت تخصص صناعي وكان المفروض الحين أنا مهندس لو بشغلهة ممتازة وعوائدها مجزية لكن حب لو عشقي لأن العشق أكثر من الحب، إي أنا عشقت هالشغلة ومارستها من يوم انا صغير وأتمنى من الحكومة وبالأخص وزارة الإعلام الاهتمام بالتراث وإحياء هذه المهن الحرفية من جديد ومثل ما تسوي بعض الدول من السعودية بمهرجان الجنادرية لتعريف الناس والسياح بهذه المهنة.

*يعني هل أفهم إنك تعشق هذه المهنة وبالتالي يمكن تعلم ولدك هذه المهنة؟

سعيد الصفار: يا ريت والله بس الحين جيل الإنترنت والتقنيات ما يبغون يزاولون مثل هالمهن المتبعة وفائدتها قليلة جدا.

* وانت يا حجي عبدالكريم، هل علمت أحد من أولادك هالمهنة؟

عبدالكريم كويتان: الحال ما يسر يا ولدي علشان أعلم أحد من أولادي وما بقينا إلا جم واحد في البحرين اللي يمارس هالمهنة، خلها على الله يا ولدي.

*على العموم مشكورين لأنكم رحبتون فينا ببرنامج «الناصية».

عبدالكريم كويتان: بأمان الكريم يا ولدي.

سعيد الصفار: بالتوفيق وحاضرين لـ «الوسط» في أي وقت.