العدد 5164 - الأربعاء 26 أكتوبر 2016م الموافق 25 محرم 1438هـ

بالفيديو... البحرينية خولة مطر... «شُجاعة» الأمم المتحدة

خولة مطر تتحدث مع أطفال في مناطق الصراع في داريا السورية
خولة مطر تتحدث مع أطفال في مناطق الصراع في داريا السورية

قالت نائب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) البحرينية خولة مطر، في أول تعليق لها بعد حصولها على جائزة أمين عام الأمم المتحدة للشجاعة: «السوريون يستحقون ما نقوم به وأكثر... فهم من علمونا الشجاعة والمثابرة والصبر».

وفازت مطر بالجائزة بعد تنافسها مع أربعة مرشحين آخرين على نيل جائزة الشجاعة، والتي تأتي ضمن أربع فئات، شملت إلى جانب الشجاعة، تخضير الأمم المتحدة، والزمالة، وإدارة التغيير.

إذ تم تكريم الفائزين بجوائز الفئات الأربع، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك بالتزامن مع الاحتفال بيوم موظفي الأمم المتحدة، الذي يصادف الـ25 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام.


في داريا تذوقت «شوربة الحصار»... وأطفال لا يعرفون الفواكه والشوكولاته

بعد حصولها على جائزة «الأمين العام» في «الشجاعة»...خولة مطر: السوريون يستحقون ما نقوم به وأكثر

الوسط - أماني المسقطي

قالت نائب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) البحرينية خولة مطر، في أول تعليق لها بعد حصولها على جائزة أمين عام الأمم المتحدة للشجاعة: «السوريون يستحقون ما نقوم به وأكثر... فهم من علمونا الشجاعة والمثابرة والصبر».

وفازت مطر بالجائزة بعد تنافسها مع أربعة مرشحين آخرين على نيل جائزة الشجاعة، والتي تأتي ضمن أربع فئات، شملت إلى جانب الشجاعة، تخضير الأمم المتحدة، والزمالة، وإدارة التغيير.

إذ تم تكريم الفائزين بجوائز الفئات الأربع، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك بالتزامن مع الاحتفال بيوم موظفي الأمم المتحدة، الذي يصادف الـ25 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام.

«الوسط» أجرت لقاءً هاتفياً مع مطر المتواجدة حالياً في نيويورك، وفيما يأتي ما دار في اللقاء:

كيف تم ترشيحك للحصول على جائزة الشجاعة؟

- الأمين العام للأمم المتحدة يمنح سنوياً جوائز في فئات مختلفة للموظفين، وفي كل عام يتم وضع معايير من قبل اللجنة المختصة بالجائزة ويتم الاحتفال بهم في يوم موظفي الأمم المتحدة الذي يصادف الـ25 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، وإحدى فئات منح الجائزة هي فئة الشجاعة.

وفي العادة يتم ترشيح الأشخاص لهذه الجوائز قبل فترة، ولم أكن أعلم بأنه تم ترشيحي لهذه الجائزة إلا مؤخراً، بل إنني لم أفكر أبداً بأن أحداً قد يرشحني لها، وذلك لأسباب عدة، أولها أني لم أقم بما هو أكبر من واجبي، وكنت جزءاً من فريق عمل، والجائزة يستحقها الكل، والسوريون يستحقون ما نقوم به، بل وأكثر من ذلك... فهم من علمونا الشجاعة والمثابرة والصبر، وأنه بعد الجوع والعطش والتعب والقصف وخسارة أفراد من عائلتهم، إلا أنهم لايزالون قادرين على استقبال وفود من الأمم المتحدة للقيام بواجبهم.

ومن رشحك للحصول على الجائزة؟

- تم ترشيحي من قبل المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا، ونائب الأمين العام للشئون السياسية جيفري فيلتمان لجائزة الشجاعة. وتضمن شرح الأسباب التي دفعتهما لترشيحي للحصول على الجائزة، أنني استطعت خلال فترة عملي التي تقارب العامين في سورية أن أتنقل بين المناطق هناك، بما فيها المناطق المحاصرة والمناطق التي يسيطر عليها المسلحون، وأن وصولي إلى هذه الأماكن أسهم في تعزيز دخول المساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق، كما ساعدت في مسار العملية السياسية في سورية وتطلعاتهم إلى المستقبل.

كما أشارا أيضاً إلى أنني تمكنت من دخول داريا بعد خمسة أعوام من حصارها، وتمكنَّا بعد ذلك من إيصال المساعدات لأهالي داريا.

ومتى علمتِ أنك كنت مرشحة للحصول على الجائزة؟

- استلمت رسالة عبر البريد الإلكتروني قبل أسبوعين تبلغني بترشيحي للجائزة مع أربعة آخرين، وتفاجأت بهذا الترشح، لأني لم أرَ أني عملت شيئاً، ولكن مديرتي الحالية وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للاسكوا ريما خلف، شجعتني على حضور الاحتفالية في نيويورك.

وفوجئت أثناء عرض تعريف المرشحين للجائزة خلال الحفل، بأنني كنت الوحيدة التي أمثل شخصي، بينما الآخرون كانوا يمثلون فرقهم، وأنا أؤمن أن العمل الجماعي في الأمم المتحدة أهم من العمل الفردي.

وتفاجأت بعد تسلمي الجائزة بعدد الأشخاص الذين جاءوا لتهنئتي، وهم ليسوا من المنطقة العربية.

ما هو أول تعليق لك بعد استلام الجائزة؟

- عندما نستلم الجائزة، ليس مطلوباً منا أن نتحدث، ولكني قلت للأمين العام إن الشعب السوري يستحق ما نقوم به وأكثر، وأن هذه الجائزة ليست لي وحدي، وإنما لكل فريق الأمم المتحدة والشعب السوري.

بدا التأثر واضحاً عليك خلال زيارتك إلى داريا ولقائك بعدد من النساء والأطفال هناك، كيف تصفين هذا اللقاء؟

- اللقاء لا ينسى، فبمجرد دخولي إلى المنطقة، تجمع حولي الأطفال هناك، وكان ذلك أبرز دليل على ما أكدناه بوجود مدنيين، لا اقتصارها على المسلحين كما ادعى البعض. وبعدها أخذني الأطفال إلى المدارس التي كانت تحت الأرض بسبب القصف، وأوجعني الحديث معهم، إذا إنهم تحدثوا عن أمور كثيرة سمعوا عنها ولم يعرفوها أو يروها، ومرت عليهم سنوات طويلة لم يشاهدوا أحداً ولم يروا سيارة، وكانت سيارة الأمم المتحدة هي أول سيارة يرونها.

وكان المعلمون يرفعون من الكتب الصفحات التي تضم صوراً لفواكه وطعاماً طيباً، وكنت أسأل الأطفال، لو استطعت أن أدخل لهم شيئاً، فما الذي يحبون أن أدخله؟ فقال أحدهم إنه يتمنى الحصول على فراولة وآخرون تمنوا فواكه أخرى، والأطفال الذين ولدوا خلال الخمسة أعوام الأخيرة هناك لا يعرفون الفراولة أو الشوكولاتة أو بقية الفواكه، لأنهم لم يروها أو يحصلوا على أي منها.

والواقع أنني حين دخلت داريا، كنت واضحة جداً، إذ لم أكن أود أن تسود فكرة أن دخولي للمنطقة يعني رفع الحصار أو إدخال مساعدات إنسانية، على رغم أن ذلك الهدف الرئيسي من الزيارة، وأننا سنعمل على ذلك.

كما أنني زرت هناك جامعاً، وكان يتجمع هناك نحو 90 امرأة وأطفالهن، وفور أن التقوا بي أخذوني بالأحضان، لأني كسرت الحصار المفروض على منطقتهم.

كما أنني وخلال هذه الزيارة، تذوقت ما أسموه بـ «شوربة الحصار»، وهي عبارة عن ماء مغلي مضاف إليه الملح والبهارات.

وهل ذهبت إلى داريا مرة أخرى؟

- نعم، بعد فترة، استطعنا الدخول مرة أخرى إلى داريا مع مساعدات إنسانية في شهر رمضان المبارك، على رغم أننا في الليلة التي توجهنا فيها إلى المنطقة كان هناك قصف وظلام دامس لا تنيره إلا الحرائق. ولكنني كنت في سعادة لا متناهية، لأننا تمكننا على رغم الظروف والصعاب من إدخال بعض المساعدات، حتى وإن لم تكن مساعدات كافية، وبعد ذلك تعرضت المنطقة لقصف شديد، وغيرها من الأمور الصعبة التي مررنا بها.

وهذا الأمر تكرر أثناء دخولنا منطقة مضايا وغيرها من المناطق.

وما هي الفترة التي كنتم تقضونها في هذه المناطق لتقديم المساعدات؟

- أنا وزملائي من الأمم المتحدة كنا نقضي أحياناً ليلة بكاملها أو يومين، وهذا أمر لم يحدث في تاريخ الأمم المتحدة، أن يسمح لفرق تابعة للأمم المتحدة بدخول مناطق لا تخضع لسيطرة دولة، عملياً لم يكن أمراً سهلاً، وهذا القرار أخذه على عاتقه مسئول الأمم المتحدة في سورية يعقوب الحلو، الذي كان مرافقاً في كل هذه البعثات الخاصة.

وأود أن أقول هنا، إنني لم أقم بأي شيء خارج عن إطار عملي في الأمم المتحدة، والبعض يرى أن العمل السياسي ينفصل عن الإنساني، ولكني لا أجد فرقاً بين الإثنين، وكلا الطرفين يقع عليه ممارسة الدورين.

خلال مسيرة عملك في الأمم المتحدة، عملت في مجالات التنمية وحقوق الإنسان وحقوق العمال والإعلام وحقوق الأطفال وغيرها من المجالات، أين تجد خولة مطر نفسها بين جميع هذه المجالات؟

- حين عملت في سورية، أجد نفسي دائماً أكثر حين أكون قريبة من الناس، وطوال عملي في الأمم المتحدة الذي مضى عليه نحو 22 عاماً، لم أعمل في المقرات الرئيسية للمنظمة أو قرب مكاتب صنع القرار، وإنما دائماً أفضل العمل في صمت وعلى الأرض.

وفي سورية، كنت سعيدة جداً على رغم أننا مررنا بأيام لم نكن ننام أو نرتاح فيها، إلى جانب الإحساس الدائم بالذنب تجاه السوريين لأنني كنت أرى أننا لم نقم بالمطلوب بصورة كافية.

وأشد ما يؤلمني حين يتحدثون عن قتلى أعرفهم بالأسماء، كما أن هناك أطفالاً في داريا كانوا يسألون عني بالاسم خلال زيارات فريق الأمم المتحدة، فحين وضعت نفسي مع الأطفال، أصبحت سعيدة جداً بالتعامل معهم.

وحين عملت مع العمالة الوافدة، كنت سعيدة جداً بالاقتراب من هذا العالم، وحين عملت مع منظمات حقوق الإنسان، وناقشت موضوعات حقوق الإنسان، بما فيها الحق في التعبير عن الرأي والمشاركة، كنت لا أنطلق في دفاعي عن هذه المبادئ لأني ممثلة للأمم المتحدة فقط، وإنما لأني أؤمن فيها تماماً، والعمل الأقرب إلى قلبي، هو العمل القريب من الناس.

إلى من تهدين جائزة الشجاعة؟

- أهديها إلى الشعب السوري في جميع المناطق، كل الشعب السوري من دون تفريق بين مواطن ومواطنة، لأنه من أعطاني الثقة لتقديم ما قدمته. كما أهديها إلى فريق الأمم المتحدة في سورية، هذا الفريق الرائع بقيادة يعقوب الحلو، لأن بقيادته استطعنا جميعاً أن نخلق حالة خاصة لم توجد في أي مكان في العالم.

كما أهديها لبلدي البحرين، ولوالديَّ العزيزين اللذين دائماً ما يقولان لي: «اذهبي وساعدي الآخرين».

مطرخلال زيارتها مناطق الصراع في سورية
مطرخلال زيارتها مناطق الصراع في سورية
لحظة تكريم خولة مطر
لحظة تكريم خولة مطر

العدد 5164 - الأربعاء 26 أكتوبر 2016م الموافق 25 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 1:07 م

      لو كانت في مناطق الصراع مع العدو الصهيوني، في صبرا و شتيلا لأدينت بالإرهاب، و اتهمت بدعم جماعات مسلحة ارهابية، و اتهمت في عرضها و شرفها
      و لكن كما هو واضح ان الجوائز عادة ما تتماشى مع الرؤية و التحركات الغربية و الأمريكية

    • زائر 21 | 8:21 ص

      حوله مطر تستحق كل التقدير والاحترام امرأه عن الف رجل وقد شاكرت معها في اكثر من ندوه ومارأيتها إلا انسان يتكلم عن الانسانيه ولم اسمعها قط تتحدث عن حزب او دين او معتقد دمتي بكل فخر يا عزيزتي خوله حسين المرهون عضو منظمة العفو الدوليه

    • زائر 19 | 8:15 ص

      كولياتهن ؟؟!

      كلهن ...؟! البحريني مايقول كلهن وكولياتهن ..؟؟!

    • زائر 17 | 7:39 ص

      نفتخر بك

      فخر المرأة البحرينية انتي

    • زائر 16 | 6:01 ص

      الف مبروك لخولة الانسانة التي شرفت المرأة البحرينية بجدارة عالية وجسدت كل معاني الانسانية في عملها مع الاطفال والنساء وكافة ابناء الشعب السوري وصلت له في ظروف صعبة وتمكنت من كسر الحصار عن بعض الاماكن تحية للمرأة البحرينية المثابرة التي اذا اعطيت الفرصة سوف تحقق المزيد من الجوائز تشرف وطنها البحرين هناء المحروس

    • زائر 15 | 5:39 ص

      د. خولة.. انت انسانة رائعة وجبارة وملهمة في كل ما تقومين به..
      الف مبروك الجائزة التي تستحقينها ليس فقط لما قمتي به في سوريا انما لمسيرتك المهنية كاملة...
      كم قلبك كبير وكم انت معطائة.. كل الحب..
      أمل ج.

    • زائر 14 | 4:26 ص

      العزيزة خولة. رفعت اسم البحرين عاليا. تكريمك و رد فعلك على التكريم يعكس نبل أخلاقك و معدنك الثمين الذي لم يتغير قط و لم تفسده كل المغريات و كل عوامل مسخ و تدمير الانسان الهائلة في منطقتنا. اشعر بالفخر و الاعتزاز بالانتماء لك. فضيلة المحروس

    • زائر 13 | 4:09 ص

      والله هذه الشعب يمتلك طاقات فقط لو يحصل الفرصة

    • زائر 24 زائر 13 | 6:19 م

      الفرصة ماتأتيك وانت قاعد في البيت تعلق في جريدة الوسط, الفرصة انت اللي تخلقها باجتهادك وبحثك واصرارك, معلومة مايعرفها الا القليل

    • زائر 12 | 3:27 ص

      نعم تستحقين كل الاحترام والتقدير والجوائز نتيجة العمل الانساني الجبار الذي قمتي من أجله وهو خدمة الانسانية بدون استفناء لأحد وانما من أجل العمل الخير والسلام لخدمة الانسانية وهي تستحق هذه الجائزة بجدارة لانها خاطرة بحياتها من أجل أنقاد البشرية في أماكن خطرة ، دمت شعلة منيرة لرفع المعاناة ولو الشي البسيط عن هموم الناس في الضروف الصعبة.

    • زائر 11 | 2:59 ص

      فخورة بك يا خولة

    • زائر 8 | 1:58 ص

      اي والله طيبه والله يوفقها

    • زائر 5 | 12:44 ص

      دمت شعلة وضّاءة تسهم في رفع هذا الظلام الدامس الذي يقتضي شجاعة استثنائية.. دمت موفقة مباركة

    • زائر 1 | 12:25 ص

      نعم هذه هي الانجازات ذات المردود الانساني والاخلاقي لا مغامرات صعود جبل او وصول لقطب شمالي دون فائدة لاحد على الاطلاق

    • زائر 4 زائر 1 | 12:41 ص

      شرفتنا السيدة خولة مطر نعم المراءة البحرينية تستاهل الجائزة بحق انها شجاعة الله يوفقها في مساعدتها الى اطفال سوريا

    • زائر 9 زائر 4 | 2:33 ص

      ما شاء الله .. بالتوفيق ان شاء الله

شاهد أيضا