العدد 5170 - الثلثاء 01 نوفمبر 2016م الموافق 01 صفر 1438هـ

حضور كبير للشباب في مهرجان قرطاج السينمائي


تسجل الأعمال السينمائية الشابة والتجارب الأولى للمخرجين التونسيين حضورا بارزا في الدورة السابعة والعشرين من مهرجان قرطاج السينمائي، مركزة على الواقع السياسي والاجتماعي، ومؤشرة على نهضة سينمائية جديدة في هذا البلد.

وتشارك في المسابقة الرسمية لهذا المهرجان الذي انطلق الجمعة الماضي ويستمر حتى الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، 18 فيلما منها ثلاثة أفلام روائية تونسية، إضافة إلى فيلم الافتتاح التونسي "زهرة حلب" لرضا الباهي.

أما في مسابقة العمل الروائي الطويل الأول، فيشارك فيلمان تونسيان جديدان.

هذه الأفلام التي تعتبر تجارب أولى لمخرجيها، تمتاز بجودتها ولغتها الحديثة، وتركيزها بمعظمهما على قضايا معاصرة تعود لما بعد العام 2011، سنة الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي اثر تظاهرات شعبية عارمة.

ومن الأسماء الشابة البارزة في هذا المجال مهدي حميلي ولطفي عاشور ومحمد بن عطية وآخرون، يقدمون أعمالهم الأولى.

في فيلم "تالة حبي"، يروي المخرج مهدي حميلي الذي لم يتجاوز الثلاثين من العمر، رؤيته للثورة التونسية، ويربطها بما سبقها من أحداث اندلعت في أوقات سابقة على خلفية احتجاجات اجتماعية.

وتدور أحداث الفيلم بين مدينتي تالة والقصرين، وهي المكان الذي انطلقت فيه الثورة التونسية، ويصور شخصا خارجا من السجن، بفكر رافض للعنف والموت وباحث عن الحياة، لكنه ينغمس في العنف على رغم إرادته.

وقدم لطفي بن عاشور فيلمه الروائي "غدوة خير"، وهو فيلمه الطويل الأول، وفيه يصور الآمال والاحباطات بسبب الواقع السياسي، مستعيدا ليلة هرب الرئيس بن علي.

أما الفيلم الثالث المشارك في المسابقة الرسمية، فهو "شوف" للتونسي الفرنسي كريم الدريدي، وهو مخرج من الجيل الوسيط سبق أن شارك في قرطاج بأربعة أفلام.

وصور هذا الفيلم في الضاحية الشمالية لمدينة مرسيليا التي تعاني الإهمال وتعيش على إيقاع تجارة المخدرات، وهو سبق أن عرض في مهرجان كان السينمائي.

في مسابقة العمل الأول، شارك فيلم "نحبك هادي" لمحمد عطية الذي فاز بجائزتين في مهرجان برلين السينمائي الأخير، وهو درامي كوميدي ذو بعد اجتماعي.

ومن الأعمال الأولى التي تكشف أيام قرطاج النقاب عنها للمرة الأولى "آخر واحد فينا" لعلاء الدين سليم، وهو أيضا العمل الروائي الأول للمخرج الذي أتى محملا بجائزتين من مهرجان البندقية هذا العام.

يتناول الفيلم قضية الهجرة مصورا "نون" الإفريقي الذي يعبر القارة ويريد اجتياز المتوسط نحو أوروبا مرورا بتونس أيام الثورة حيث يكتشف عوالم لم يكن يتصور وجودها.

وفي مؤشر على نهضة سينمائية جديدة في تونس، كرم المهرجان الدولي للسينما المتوسطية "سينمد" في دورته الثامنة والثلاثين قبل ايام في مدينة مونبولييه الفرنسية، ما سماه "الربيع التونسي" في السينما، مع عرض عشرين فيلما واستضافة عدد كبير من المخرجين والمنتجين التونسيين.

وتشتمل "أيام قرطاج السينمائية" على ثلاث مسابقات رسمية هي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ومسابقة الأفلام الروائية القصيرة ومسابقة الأفلام الوثائقية.

ويتنافس في المسابقات الرسمية للدورة السابعة والعشرين 68 فيلما من دول إفريقية وعربية.

ويقدم المهرجان جائزة "خمسينية الايام" للمخرج فريد بوغدير الذي بدأ ناقدا سينمائيا قبل أن يتحول إلى مخرج ويترأس المهرجان ويقدم المهرجان له جميع أفلامه في تظاهرة خاصة وآخرها "زيزو عطر الربيع"، الذي أنتج هذا العام.

و"أيام قرطاج السينمائية" التي انطلقت دورتها الأولى سنة 1966، هي أقدم مهرجان سينمائي في المنطقة العربية وإفريقيا.

ومنذ 2014، تحولت إلى مهرجان سنوي بعدما كانت تعقد مرة كل عامين بالتناوب مع مهرجان "أيام قرطاج المسرحية".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً