العدد 5173 - الجمعة 04 نوفمبر 2016م الموافق 04 صفر 1438هـ

فلسطين... إرث قومي ووجع متفق عليه

الحبُّ الذي نكنُّه لفلسطين غير مردود بملحمة شعبها المقاوم الذي يعلمنا كل يوم الحياة فحسب؛ بل لكون هذه القديسة جامعاً حقيقيّاً للبحرينيين، فقد تراهم مختلفين سياسيا ودينيا، لكنك ستراهم مؤتلفين بلا منازع في دعم القضية الفلسطينية وعدالتها.

إنهم البحرينيون ذاتهم الذين تسابق أجدادهم لمساندة ثورة فلسطين الكبرى (1936-1939) عبر نداء أطلقه النادي العربي بالمحرق تحت عنوان الاحتجاج البحريني على تقسيم فلسطين، وقد لقي هذا النداء تفاعلاً كبيراً من البحرينيين الذين بادروا لجمع التبرعات وتشكيل الكثير من لجان الإعانة كلجنة إعانة أيتام فلسطين.

وكان العام 1948 شاهداً على التحاق عدد من البحرينيين بصفوف المقاومة الفلسطينية ذوذا عن أرض عربية مقدسة، أبرزهم سلمان كمال الدين الذي التحق بطلائع حرب التحرير الشعبية (قوات الصاعقة)، ومحمد يوسف السيسي الذي انضم إلى الجيش الأردني برتبة جندي، والشهيد مزاحم عبدالحميد محمد صالح الشتر الذي استشهد في العام (1982) مع المقاومة الفلسطينية في لبنان ابان الاجتياح الصهيوني.

ولا يغيب عن الذكر موقف أهل البحرين في (أكتوبر/ تشرين الأول 1956) ممثلا بهيئة الاتحاد الوطني من العدوان الثلاثي على مصر التي أدت دورها القومي والعروبي المتكامل في دعم فلسطين بقيادة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر؛ إذ شهدت شوارع البحرين مسيرات ولقاءات شعبية للتبرع بالدم والأموال دعماً للجيش المصري والخيار الوحدوي.

وفي العام 2000 حيث الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى) واشتداد حدة المجازر والقمع الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني جابت البحرين مسيرات احتجاجية ضخمة منها ما اتجه نحو السفارة الأميركية ليسقط إثرها الشاب محمد جمعة الشاخوري شهيدا في سبيل التضامن ونصرة أهلنا في فلسطين.

وحده التاريخ الذي ستغرف منه ما تشاء من حكايا نضال ووعي وعشق بحريني للتراب الفلسطيني، إنه التاريخ الذي سيعرفك على الإرث القومي البحريني الذي ورثه البحرينيون عن أجدادهم لينقلوه جيلاً بعد جيل إلى أبنائهم. هي فلسطين إذاً القديسة التي تجمع البحرينيين لقاء حبهم لها... إنها الإرث القومي والوجع المتفق عليه.

زهراء غريب

العدد 5173 - الجمعة 04 نوفمبر 2016م الموافق 04 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 3:12 ص

      المجدُ للأحياء !
      فلسطين .. الجُرح الذي لا ينتهي، و الآلم الذي يسعى للبقاء .. رُغم الظروف. تحيّة إلى فلسطين الحبيبة، وإلى شعبها المظلوم و المقاوم .. ويخجل الإنسان لهذا الدمِّ النازف، عطاءاً، وللأسف أيضاً هو ينزفُ قهراً و عُدواناً !
      شكراً للكاتبة الأستاذة، زهراء غريب

اقرأ ايضاً