العدد 5204 - الإثنين 05 ديسمبر 2016م الموافق 05 ربيع الاول 1438هـ

دينا عبدالواحد موسيقية تونسية تحاول العبث بالمعايير الموسيقية


تأمل الموسيقية التونسية دينا عبدالواحد ان "تكسر المعايير السائدة في الموسيقى" في مجتمع أنجز ثورة في العام 2011 لكنه ما زال لا يلتفت كثيرا لإبداع أبنائه وأفكارهم، كما تقول.

ودينا عبدالواحد شابة في السابعة والعشرين من العمر، عاشت طفولتها في قطر، ثم عادت إلى تونس ودرست الهندسة الداخلية، قبل ان تنطلق في رحلتها الفنية.

وكانت دينا تشارك في التظاهرات الطلابية والنقابية اثناء "ثورة الياسمين" أولى الانتفاضات الشعبية في ما عرف باسم الربيع العربي.

في الأشهر التي سبقت الانتفاضة التونسية، كان الطلاب يتظاهرون احتجاجا على أمور محددة، "ضد الإدارة، أو ضد الظلم، أو غياب حرية التعبير"، كما تقول دينا في مقابلة مع وكالة فرانس برس.

وتضيف "كنت اشارك في هذه التظاهرات لأني كنت أعلم أهمية ان تكون أعداد المتظاهرين كبيرة، لكني كنت أخاف".

بعد خمس سنوات على الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس زين العابدين بن علي، ما زالت منسقة الأسطوانات هذه تشعر بالمرارة على بلدها، وتقول "أنا على غرار كل المتلهفين، كل الشباب، أنا محبطة قليلا".

وترى ان بلدها "لا يحترم شبابها"، وان الحكومة "لا تحترم المواطنين".

لكنها تقر ان "هيئة الحقيقة والكرامة" المكلفة تفعيل "قانون العدالة الانتقالية" في تونس هي امر ايجابي تشهده البلاد، وتقول انه "ثاني شيء جميل" في بلدها بعد الانتخابات الحرة العام 2011.

وتتمثل مهمة هذه الهيئة في "كشف حقيقة انتهاكات حقوق الانسان" الحاصلة في تونس منذ الاول من يوليو/ تموز 1955، أي بعد نحو شهر من حصول تونس على الحكم الذاتي من الاستعمار الفرنسي، وحتى 31 ديسمبر/ كانون الأول 2013 و"مساءلة ومحاسبة المسئولين عن الانتهاكات وتعويض الضحايا ورد الاعتبار لهم".

متنفس للشباب


دخلت دينا عالم الموسيقى مع فرقة "سو سولفول" وكانت تغني فيها الجاز والفانك، لكنها انتقلت إلى الموسيقى الالكترونية وقررت ان يكون هذا هو توجهها الفني.

وتقول "أنا مهووسة بالموسيقى الالكترونية".

في تونس، يرتبط هذا النوع من الموسيقى بالحانات، حيث لا يهتم الرواد كثيرا لنوعية الموسيقى بل للشراب والرقص.

وتقول دينا "الموسيقى الإلكترونية مرتبطة بالنوادي الليلية والكحول والأثرياء".

لكن منذ ثورة العام 2011، أصبح هذا النوع متنفسا للشباب يفرغون فيه غضبهم واحباطهم.

إلا ان الإبداع في هذا المجال ما زال خجولا، بحسب دينا، فمن الصعب "الإبداع في ظل غياب وسائل التجريب والارتجال في تونس".

وتضيف "ربما هناك مؤلفان او ثلاثة يفهمون طريقة عمل قطاع الموسيقى الالكترونية في أوروبا، وهذا كل شيء".

وترى دينا ان عناصر شبه تجمعها بمغنية الروك الكندية بيتشيز، لكنها تقر أنها أقل تمردا.

وتقول "ان أناصر قضايا المرأة، لكني أخاف من أكون متمردة".

تأسف دينا لأن الثورة في بلدها لم تغير العقليات بعد.

وتقول "نحن في مجتمع مكبوت، من يدافعون عن المثليين يتعرضون للشتائم، وربما أيضا يضربون في الشارع، وهواة موسيقى المتال يتهمون بأنهم يعبدون الشيطان".

وتضيف "ينتابني انطباع أحيانا باننا لم نصل بعد إلى العام 2016، وان يوتيوب ليس موجودا، ولم يكن هناك ثورة في بلدنا أصلا".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً