العدد 5218 - الإثنين 19 ديسمبر 2016م الموافق 19 ربيع الاول 1438هـ

بالفيديو والصور: صابون حلب يجد ملاذا له في ضاحية باريس


سانتيني (فرنسا)- أ ف ب 

تحديث: 12 مايو 2017

وجد صابون حلب الشهير المعروف بمزاياه المرطبة والمسكنة وهو من ضحايا النزاع السورية الجانبية ملاذا في أماكن أخرى من بينها ضاحية باريس، حيث تواصل شركة هناك هذا التقليد بمساعدة خبير سوري بصنع الصابون.

المنطقة الصناعية في سانتيني الواقعة جنوب غرب العاصمة الفرنسية لا تمت بصلة إلى سوق حلب التي كانت تعج بالمتاجر القديمة وتهدم الآن جزء كبير منها. إلا أن أحد أبنيتها بات يضم مصنعا لصابون حلب الذي يقوم إنتاجه على خبرة مئات السنين.

وتطالع الداخل إلى المكان روائح الغار والزيتون المنتشرة في الأروقة فيما تنتشر في المصنع أكوام من ألواح الصابون الموضوعة لتجف.

ويحرك حسن حرستاني مزيجا يميل لونه إلى الأخضر في قدر غالية. هو يتحدث باللغة العربية إلى سمير قسطنطيني وهو طبيب بات يعمل الآن في مجال مستحضرات التجميل.

وقد أسس هذا الأخير شركة "اليبيا" في العام 2004. وبدأ أولا باستيراد هذا الصابون من سورية لينطلق بعدها بإنتاجه. وكان مشروعه يقوم على إنشاء مصنع في ضاحية حلب بالتعاون مع حسن حرستاني الخبير في إنتاج الصابون.

إلا ان النزاع أندلع في سورية وأتى على كل مصانع الصابون تقريبا التي كانت في ما مضى تجذب السياح من العالم بأسره.

وغادر حرستاني بعد ذلك مع عائلته مدينة حلب التي شهدت قتالا طاحنا. ويقول متنهدا "غادرنا بلدنا ومنازلنا وشركاتنا وأصدقاءنا".

قبل الحرب كانت منطقة حلب تضم حوالي خمسين مصنعا للصابون. أما الآن "فلا يزال فيها معملان أو ثلاثة" على ما يؤكد حرستاني.

ويضيف "كان لدي زبائن كثر في سورية وفي الخارج أيضا مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا ودول الخليج وكوريا الجنوبية واليابان والصين...".

ويمضي قائلا "كنت شخصا عاديا. كنت أحب عملي وعائلتي وأقيم علاقات جيدة مع زبائني (..) هذه هي المهنة الوحيدة التي أمارسها منذ 35 عاما".

"سنعود إلى سورية"

عندما اقترح عليه سمير قسطنطيني الإنضمام إليه في فرنسا لم يتردد أبدا. وبعد إجراءات إدارية طويلة وصل إلى منطقة قريبة من باريس واستأنف عمله كصانع صابون.

لكن هل يمكن التحدث عن صابون حلب مصنوع في فرنسا؟ يؤكد سمير قسطنطيني ذلك. ويوضح أن "تسمية (صابون حلب+ هو طريقة صنع وسر المهنة المنتقل أبا عن جد. عندما يفتح طاه فرنسي كبير مطعما فرنسيا في نيويورك يبقى مطبخه فرنسيا ولا يصبح مطبخا أميركيا. والأمر كذلك بالنسبة للصابون الذي يتم إنتاجه على يد صانع الصابون الشهير حرستاني إذا، هو صابون حلب الأصلي".

وتتم مراحل التصنيع كلها من خليط وقياس المكونات والتصبين والصب والتقطيع والتجفيف تبعا لطرق قديمة تعود لأكثر من ثلاثة آلاف سنة.

ويقول سمير قسطنطيني "أنا فخور جدا بمواصلة هذا التقليد وفقا للتقنية الأصلية. أنها مهارات لا تزول وتبقى صامدة على رغم الأحداث في سورية".

وأسفر النزاع في سورية عن سقوط أكثر من 310 آلاف قتيل فيما تستعد قوات النظام السوري التي تحاصر آخر جيوب الفصائل المعارضة في شرق حلب، للسيطرة التامة على المدينة مع ما يرافق ذلك من تدمير للكثير من أحياء المدينة وتراثها الذي لا يقدر بثمن وفظائع ترتكب في حق المدنيين بحسب الأمم المتحدة.

ويقول سمير قسطنطيني "لقد أصبحت حربا دولية ولن تتوقف قريبا في حال لم تتفق القوى العظمى. وأبسط الإيمان ان نواصل دعمنا لهذا الصابون ونستمر في إنتاجه آملين بعودة السلام".

ويؤكد حسن حرستاني "لست متشائما إلى هذا الحد. سنعود إلى سورية إلا أننا ننتج هذا الصابون في فرنسا راهنا. ولا نعرف ما يخفيه المستقبل".

 

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

شاهد أيضا