العدد 5219 - الثلثاء 20 ديسمبر 2016م الموافق 20 ربيع الاول 1438هـ

المخرج يسري نصر الله: أفلامي ليست وثائق تقريرية بل دعوات إلى الحب

خلال مؤتمر فيلم "الماء والخضرة والوجه الحسن" في "دبي السينمائي"


قال المخرج المصري يسري نصر الله أن فكرة آخر أفلامه "الماء والخضرة والوجه الحسن" جاءت كرد فعل على "سيطرة بعض الأفكار واستحواذها على الناس اليوم، مثل الموت الذي أصبح القيمة العليا،  بالإضافة إلى أفكار مثل التقشف والأزمة الإقتصادية، وكثير من الأمور البشعة التي تفرض علينا كمصريين والآن تفرض على العالم بأجمعه".

وأضاف نصر الله، خلال مؤتمر صحافي عقد ضمن فعاليات  مهرجان دبي السينمائي الدولي (7-14 ديسمبر/ كانون الأول 2016) "أردت أن أقدم فيلماً عما أحبه في الحياة وما الذي يجعل الإنسان يتمسك بها".

وعرض الفيلم ضمن برنامج "ليال عربية" أحد برامج مهرجان دبي، متنافساً على جائزه المهر الطويل التي يخصصها المهرجان لأفضل فيلم طويل يشارك في المهرجان. 

الفيلم من بطولة ليلى علوي، ومنة شلبي، وعلاء زينهم وباسم سمرة وأحمد داود،  وأحمد فراج وأنعام سالوسة، ومن تأليف أحمد عبدالله ويسري نصر الله، وأخراج يسري نصر الله، وانتاج أحمد السبكي.

وعودة إلى حديث مخرج الفيلم خلال المؤتمر الصحفي، الذي تم بمشاركة كل من الممثلين باسم سمرة وأحمد داود، أكد نصر الله أن فيلمه الجديد هذا "هو دعوة إلى الفرح"، مشيراً إلى أن معنى الفرح موجود في كل أفلامه، على الأخص فيلم "مرسيدس" الذي يجده كثير الشبه بفيلم "الماء والخضرة والوجه الحسن"، وعنه يقول "كان فيلماً مرحاً وكوميدياً لكن الناس فهمته  على أنه متجهم وجاد"، مضيفاً "حين صنعنا "مرسيدس" كنا نعيش مرحلة جديدة، كانت تشهد ظهور الإرهاب، وانهيار مرحلة جميلة بأكملها" ولذا "قررت أن أصنع فيلم أقول فيه أن هناك أمور ستبقى مثل الحب، وهذا أكثر وجه تشابه بين الفيلمين، فهناك أمور ثابتة في أفلامي دائما مثل موضوع الحب".

كذلك شبه نصر الله فيلم "الماء والخضرة والوجه الحسن" بفيلم "باب الشمس" الذي قدمه عام 2004، مشيراً إلى أن الفيملين يركزان على ثيمة الحب، مؤكداً  "كثيرون أرادوا أن يشاهدوا فيلما عن القضية الفلسطينية لكن "باب الشمس" لم يكن كذلك، وليس هذا تبرأ من القضية الفلسطينية، لكن الفيلم كان يتحدث عن الفلسطينين وعن قصة عاشق".

ويصور "الماء والخضرة والوجه الحسن" قصة يحيى (علاء زينهم)، الطباخ الماهر الذي يعمل مع إبنيه رفعت (باسم سمرة) وجلال (أحمد داود) في مجال تجهيز الطعام في الأفراح الشعبية والمناسباتهم العائلية الكبرى. تعتز عائلة يحيى كثيراً بمهنتها وتجد فيها مصدرا للحفاظ على كرامة العائلة وحرييتها. يعرض على يحيى وأبنائه مشروع يرفضونه فتتغير الأمور حولهم ويتحول الأمر إلى تهديد حقيقي لا ترضخ له العائلة.

 عرس شعبي يعني مغني وراقصة


ولأن الفيلم برمته، يناقش أحوال طبقة اجتماعية محددة في مصر، هي الطبقة الشعبية، فقد جاء محملا بالكثير من التفاصيل التي توضح حياة هذه الطبقة وأسلوب معيشتها، بدءا من مواقع التصوير والملابس وصولا إلى أسلوب حياة "محدثي الثراء" من هذه الطبقة، وانتهاءاً بتفاصيل الفرح الشعبي.

ولعل تفاصيل الفرح أو العرس الشعبي هذه، واقترانها بفيلم يحمل إسم يسري نصر الله، المخرج الذي يفترض أن يكون متفرداً فيما يقدمه، وهو من يعتبر أحد تلامذة المخرج يوسف شاهين. هذه التفاصيل وحقيقة اهتمام نصر الله بسردها في فيلمه وتخصيصه وقتاً لا بأس به من مشاهد الفيلم لها، أثار جدلا ما على الأخص حين يكون منتج الفيلم هو أحمد السبكي، الشهير.

نصر الله دافع عن تضمينه المبالغ فيه لمشاهد العرس الشعبي، وعلى الأخص عن تضمينه الفيلم أغنية شعبية ما جعل الفيلم يتوه بين أفلام "الهلس" وأفلام المهرجانات، نافياً أولا أن تكون تلك الأغنية مفروضة ومقحمة على سيناريو الفيلم، من قبل المنتج أحمد السبكي،  مؤكداً "الأغنية مكتوبة في السناريو منذ نسخته الأولى، فنحن هنا نتحدث عن عرس فيه راقصة ومغني، والعلاقة بين شخصيتي رفعت والراقصة مكتوبة منذ النسخة الأولى للسيناريو"

مضيفاً "ما حدث هو أن المنتج السبكي اقترح الإستعانة بالمغني الشعبي محمود الليثي ليمثل دور المغني في الفيلم، لكنني لم أوافق، وكان السبكي أصلا اقترح أن يتم تضمين الأغنية في التريلر الترويجي للفيلم فقط، لكنني وبعد أن صورت مشهد الأغنية اعجبني وقررت تضمينه في الفيلم".

ومواصلا دفاعه "نحن نقدم فيلماً يتحدث عن طباخين يطبخوا في أفراح شعبية، والفرح الشعبي يعني راقصة ومغني"

سأستفزكم بشخصياتي الإرستقراطية


نصر الله، رفض انتقاد حضور المؤتمر لتضمين فيلمه جرعة شعبية مبالغ فيها، وأكمل دفاعه عن وجهة نظره، مشبها "الماء الخضرة والوجه الحسن" بأفلام حسن الإمام "من حيث الألوان الصارخة جدا"، مهاجما منتقديه "شخصيات الفيلم ارستقراطية في داخلها، لديها مشاعر راقية جدا ولديها كرامة، والمتفرج ليست معتاداً على أن يراها في السينما المصرية. هذا امر واقعي".

وأضاف "هناك امر استفزازي وهو أننا كمتفرجين نسعد كثيرا حين نشاهد أن الشعب يتألم، وننزعج حين نراه سعيدا وفرحا، ولذا فإن جزء من رغبتي في عمل الفيلم هو ان استفز المشاهدين".

وعما إذا تمكن فيلمه من تمثيل الطبقة الشعبية التي يقدمها بشكل ايجابي، قال "الإثنين، وأنا لا أفكر بهذه الطريقةـ ما يهمني حين أصنع فيلما أن أعجب بالشخصيات وأن أشعر أنها أذكى مني، وهذا ما يجعلني أعجب بها وأحب أن أصورها".

وعودة لمهاجمة منتقدي فيلمه، أكمل "جزء كبير من سياسة أي دكتاتورية هي أن تجعلك تكره نفسك وأن تشعر بالإحتقار لنفسك، وأنا  لا أصنع أفلاماً تجعل المتفرج يحتقر نفسه، بل أصنع أفلامي لأنني أريد من المتفرج أن يحب نفسه بعد مشاهدتها". 

أكره النفاق والديكتاتوريات


عن الانفتاح لدى الشخصيات في الفيلم وكونه انفتاح مبالغ فيها بالنسبة للطبقة التي تنتمي إليها وهي الطبقة الشعبية، عدا عن كونه انفتاحا مبالغا لفيلم مصري، بالإضافة إلى تصوير الفيلم لتقبل هذه الفئة لقضية الخيانة الزوجية وانتشار هذا الأمر بينها بشكل غير واقعي،  قال "الموضوع أبسط بكثير مما يتصور المتفرج، فنحن نتحدث عن شخصيات وأنت دائما تطلب من الفيلم أن يكون وثيقة تقريرية عن مجتمع. الفرق الاساسي بين أفلامي وأفلام أخرى هي أنها ليست كذلك فانا اتحدث عن أفرادـ والفرد بطبيعته مختلف. الحديث عن أفراد يعني التفرد" مضيفا "الأمر الآخر هو إننا نتحدث عن أشخاص يتنقلوا من عرس لآخر، فهؤلاء بالتأكيد أشخاص منفتحين ومختلفين، وهم لا ينتمون للطبقة الشعبية التقليدية"، متسائلا "لماذا نريد أن ننسب كل شيئ للنفاق العام في العام، شخصياتي ليست منافقة".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 9:20 ص

      عجبتني فكرة المخرج
      يحاول أن يعلم المشاهد معنى الكرامة والحريه،
      ليس شرطاً أن يكون الأنسان فقير وما عنده كرامه ،أو لأنه فقير فلازم يكون مستعبد أو ما عنده كبرياء..
      جميل جدا.

اقرأ ايضاً