العدد 5223 - السبت 24 ديسمبر 2016م الموافق 24 ربيع الاول 1438هـ

بالفيديو والصور: مهنة صناعة زينة الميلاد تنأى بمدينة مكسيكية عن العنف والمخدرات


تلالبوخاوا (المكسيك)- أ ف ب 

تحديث: 12 مايو 2017

في ولاية ميتشواكان المكسيكية التي تهزها أعمال العنف وتجارة المخدرات، تبدو مدينة تلالبوخاوا استثناء عن القاعدة، إذ يتركز نشاط سكانها في صناعة زينة عيد الميلاد التي تصدر إلى الولايات المتحدة وكندا.

ينفخ أدان مارين في الزجاج المذاب ليشكل منه كرات صغيرة، مستديرة تماما أو مستطيلة كنقاط الماء أو ملتفة مثل اللولب، أو حتى مسطحة، وهو يقوم بعمله قرب النار التي تصهر الزجاج، والعرق يتصبب من وجهه.

وأدان مارين واحد من أشخاص كثر في هذه المدينة البالغ عدد سكانها 28 ألفا، يعملون منذ نصف قرن في هذه المهنة، في مشهد يتناقض تماما مع جو العنف السائد في ولاية ميتشواكان غرب المكسيك.

يقصد لويس انتونيو زيمبرون الأستاذ البالغ من العمر 43 عاما مدينة تلالبوخاوا من ولاية مجاورة لشراء زينة الميلاد، وهو يصفها بأنها مدينة "خارجة عن المألوف" في هذه المنطقة، بشوراعها الوادعة والموسيقى التي تنبعث من ارجائها والزينة والأجواء الساحرة، كما يقول.

فولاية ميتشواكان، حيث تقع المدينة، مسرح لأعمال العنف الدامية بين العصابات المتناحرة على السيطرة على سوق المخدرات المتجهة إلى الولايات المتحدة.

وعلى مدى سنوات طويلة، عاشت الولاية في ظل الرعب الذي ارسته عصابة "فرسان الهيكل"، حين كانت تروع السكان قبل ان توجه السلطات ضربات قاضية لها.

واحة أمن

وفي محيط من العنف والمخدرات، تبدو مدينة تلالبوخاوا واحة من الأمن، كما يؤكد رافايل بيريوس المتحدث باسم بلديتها، مشيدا بإجراءات أمنية ناجحة ابقتها خارج دوامة الجريمة.

ويقول "لم تسجل هنا أي عمليات ابتزاز أو خطف، معظم الناس يعملون في مشاغلهم".

وترى فيرونيكا بومبا البالغة من العمر 56 عاما أمضت منها أربعين في العمل في المدينة ان السكان لديهم شغف وحيد، "السنة كلها عيد ميلاد هنا".

وتقول فيرونيكا التي تشغل منصب مديرة الإنتاج في مصنع "فيمافي" في المدينة "لا نحب شئيا هنا كما نحب عيد الميلاد".

ويقول غاسبار فيلاردي الذي يعمل معها منذ 25 عاما "نفكر على مدار العام بالتصاميم، ونحلم بزينة الميلاد".

ويعمل هذا المصنع بالطاقة القصوى من مارس/ آذار إلى سبتمبر/ أيلول من كل عام لتلبية الطلب في الولايات المتحدة، بواقع تسع ساعات يوميا تكون حصيلتها الفي قطعة.

ويعود تقليد صنع زينة الميلاد في تلالبوخاوا إلى الستينات من القرن العشرين، حين قررت مؤسسة لصنع الزينة ان تفتح مصنعا في المدينة، ومع ان المؤسسة أفلست في ما بعد، إلا ان المهنة تجذرت بين السكان، بحيث أصبحت تضم 200 مشغل.

قلق من وصول ترامب إلى البيت الأبيض

في العام الماضي، أتاحت هذه الصناعة ألف فرصة عمل للسكان، ودرت ثلاثة ملايين و400 الف دولار بفضل إنتاج عشرين مليون كرة لزينة شجرة الميلاد، معظمها صدر إلى الولايات المتحدة وكندا.

لكن وصول دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة الأميركية يلقي ظلال القلق على العاملين في هذا القطاع، بحسب ما يقول المسئول المحلي رافايل بيريوس لوكالة فرانس برس، ولاسيما انه تعهد بزيادة ضرائب تصل إلى 35 % على السلع المستوردة من المكسيك.

وفي حال نفذ ترامب وعيده، فان ذلك سيكون ذا آثار سلبية كبيرة على الحرفيين في تلالبوخاوا، الذين يعانون أصلا من المنافسة الصينية.

بدأ ادان مارين العمل في هذه المهنة في سن الخامسة عشرة، وهو اليوم في السبعين، ويقول "لا أتقن أي عمل آخر"، وهو بات يملك مشغلا يأمل في ان يورثه لابنائه واحفاده.

ويضيف "يتطلب هذا العمل الكثير من الصبر"، مؤكدا ان مشروعه الوحيد هو "مواصلة النفخ في الزجاج" أطول ممكن وقت ممكن.

 

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

شاهد أيضا