العدد 5234 - الأربعاء 04 يناير 2017م الموافق 06 ربيع الثاني 1438هـ

مخرج فيلم "لا لا لاند" داميان تشازل... يجرؤ على الحلم صعب المنال


إذا أردت معرفة السبب الذي دفع المخرج الأميركي داميان تشازل لصناعة فيلم موسيقي استعراضي على الطراز القديم لهوليوود، تبدأ الإجابة، كأفلامه، بموسيقى الجاز.

وأوضح تشازل- في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في لوس انجليس "الجاز بالنسبة لي مثال لشكل من أشكال الفن، حيث هناك الكثير من الجدل بشأن الكيفية التي يجب أن يكون متواجداً بها اليوم. هل حقا يجب أن يتم تحديثه، وعصرنته ليواكب الوقت الحالي؟ وإذا فعلت ذلك هل يعد حطا لشكل من أشكال الفن؟".

كما سأل نفس الأسئلة حول الأفلام الاستعراضية الموسيقية الكلاسيكية قديمة الطراز، التي تعود لأربعينيات وخمسينيات القرن الماضي - وتوصل إلى جواب.

وقال: "كنت أرغب بإثبات أنها يمكن أن تظل قائمة، ويمكن أن تكون مناسبة للوقت الحالي، لا يزال بالإمكان أن تكون عصرية".

والإثبات الذي استخدمه هو: "لا لا لاند". كقطعة من الحلوى الملونة يبدو الفيلم، تحية إجلال إلى الاستعراضات الغنائية الأولى بقصصها البسيطة وأحلامها الكبيرة، معلق بين الماضي والمستقبل مع خفة دم ساخرة ولمسة من السريالية.

تلعب إيما ستون دور ميا، الممثلة الطموح التي تحلم بما هو صعب المنال، من خلف منصة الساقي بأحد المقاهي المتواجدة بمجمع استديوهات في هوليوود. وبينما هي عالقة في الزحام المروري على الطرق السريعة الشهيرة بلوس انجليس، تلتقي سيب (رايان جوسلينج) عازف بيانو موسيقى الجاز الموهوب بينما يعاني ظروفا سيئة.

تقع بينهما مشادة، لكنهما سريعا ما يقعان في الحب، على طراز الأفلام الاستعراضية - مع دويتو غنائي بل وحتى بضعة خطوات من رقصة النقر على خلفية من أضواء الغروب في لوس انجليس.

تخيل تشازل فيلم "لا لا لاند" قبل عقد من الزمن مع الملحن جوستين هورويتز، حين كانا لا يزالان طالبين في جامعة هارفارد.

ولكن الأمر استغرق بعض الوقت لإقناع هوليوود بإنتاجه.

واعترف ضاحكا أن "إنتاج استعراض موسيقي أصلي في هوليوود اليوم كان... صعبا. كما كان الإبلاغ بأني أريد أن يتولى كتابة كل الموسيقى زميل سكني الجامعي السابق، أمرا صعبا أيضا".

كان الاثنان غير معروفين في صناعة السينما "وكان كل ذلك مقامرة كبيرة" كما قال. واتضح فيما بعد، أنهما كانا بحاجة لصناعة فيلم آخر أولا.

وكان هذا الفيلم هو "ويبلاش"، الدراما النفسية التى تحكي عن طالب موسيقى الجاز وأستاذه الشرير، وهو الفيلم الذي فاز بثلاث جوائز أوسكار في عام 2015.

وأثبت هذا أن لديهما ما يلزم لإنتاج فيلم هوليوودي ناجح - وفتح الباب قليلا أمام "لا لا لاند".

وكانت النتيجة هي ما يبدو أنه يستعد ليصير واحدا من أفلام العام الناجحة. وجنى بالفعل ثمانية من ترشيحات النقاد لجوائز من بينها أفضل فيلم وسبعة ترشيحات لجوائز جولدن جلوب، وينظر إليه على أنه أحد كبار المتنافسين على جوائز الأوسكار أيضا.

وربما تكون شعبيته راجعة في جزء منها إلى المتعة البسيطة التي يقدمها. وقال تشازل "إنه يقدم لك ساعتين من التفاؤل في قاعة السينما في وقت يحتاج فيه العالم لذلك".

لكن قصته الكلاسيكية عن الشاب الذي يلتقي فتاة وسط أضواء هوليوود تسأل أيضا - وتجيب عن - أسئلة كبيرة حول الفن والأحلام والحب، بما يقول تشازل إنها رسالة للجماهير في جميع أنحاء العالم.

وقال "يجب أن لا تتوقف عن الحلم، مهما انحدر الحال ومهما وصل سوء الأمور، هناك دوما مجال للأحلام وللأمل وللفرح والحب والفن والجمال".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً