العدد 5241 - الأربعاء 11 يناير 2017م الموافق 13 ربيع الثاني 1438هـ

ثاني أكبر مدينة في الدنمارك تتصدر المشهد كعاصمة ثقافية لأوروبا


تعد مدينة آرهوس الدنماركية غربي البلاد إحدى عاصمتين أوروبيتين للثقافة لعام 2017، وتخطط لاستخدام الأحداث لإعادة اكتشاف نفسها، فضلاً عن تتبع جذورها.

لعل الطريقة الأكثر إثارة للوصول إلى آرهوس هي عن طريق الطائرات البرمائية، التي تهبط في الخليج. تتناثر مياه الأمواج حول الطائرة الصغيرة ذات اللونين الاحمر والأبيض بينما تتقافز هابطة في الميناء. هذه هي البوابة لمدينة شابة مبدعة، عازمة على الخروج من ظل كوبنهاغن (عاصمة الدنمارك) الأكثر تأنقا.

"أصغر مدينة كبيرة في العالم" هكذا يصف سكان آرهوس بمودة مدينتهم. ويقول عمدتها جاكوب بوندسجارد إن هذا العام هو "واحد من المشاريع الثقافية الأكثر طموحا على الإطلاق في الدنمارك".

ومن أجل التأقلم، فإن المدينة التي يستوطنها ما يقرب من 320 ألف نسمة وتضم إحدى الجامعات، وميناء شحن كبيرا للحاويات، ومشهدا موسيقيا وثقافيا حيا، اختارت أن تتعاون مع المنطقة المحيطة بها.

وستنتشر الأحداث المقامة تحت شعار "دعونا نُعِدْ التفكير" في 19 بلدية تضم عدة مئات من المؤسسات الثقافية في الاقليم الأوسط بالدنمارك.

وحتى جزيرة سامسو، المعروفة بمهرجانها السنوي للاستدامة، ستكون جزءا من العرض.

وتعد رئيسة منظمة العام الثقافي لآرهوس، ريبيكا ماثيوز بـ "أعمال ملحمية" و "لحظات حميمة". وتشمل الفئة الأولى "ريد سربنت" (الثعبان الأحمر)، وهي ملحمة شاب من الفايكنج (شعوب جرمانية قديمة قطنت المناطق الاسكندنافية وسميت بمحاربي الشمال) ومغامراته في سعيه ليجد حبه الكبير.

وسيقدم العرض المقام في الهواء الطلق خلال فصل الصيف على السطح المعشوشب لمتحف مويسجارد قرب آرهوس.

ويرغب أهل آرهوس في استكشاف تاريخهم والبناء عليه خلال هذا العام - ومن، إن لم يكن الفايكنج، يجب أن يلعب دورا حاسما؟ خاصة وأن المدينة يعود تاريخ نشأتها لوقت أن كانت مستوطنة للفايكنج في القرن الثامن.

وعلى النقيض من أسلافهم المحاربين، فإن الدنماركيين المعاصرين مسالمون بالأساس، حتى على الطريق.

تقول المبرمجة جوليانا إنجبرج إنها توصي الزوار - سواء من أجزاء الدنمارك الأخرى أو من خارجها - باستكشاف المدينة والمناطق المحيطة بها بالدراجة.

وتوضح إنجبرج "إنها وسيلة رائعة لاكتشاف البلاد. هكذا يتنقل الناس هنا. افعل كما يفعل الدنماركيون واركب دراجة."

وتشمل الطرق المقترحة القيادة من الغرب إلى الساحل الشرقي لجوتلاند، ومن المخطط أيضا جولات وقت الفجر في عدة أماكن بمناسبة يوم الافتتاح الرسمي في 21 يناير/ كانون الثاني الجاري.

ويريد العمدة بوندسجارد أيضا جذب السياح - خصوصا الألمان منهم- من منازلهم الصيفية على الساحل الدنماركي الغربي.

ويقول "يمكنكم تجربة كليهما"، في إشارة إلى الشاطئ والمدينة. ويتابع "المسافات ليست طويلة جدا."

لكن المشكلة الأكبر للزائر هي بالأحرى ما الذي سيختار. يسرد كتاب برنامج الأحداث الذي تقارب صفحاته الخمسمائة مئات من الفعاليات، بدءا من الفن التفاعلي إلى الثقافة الراقية.

نيكولاي شيرفيج، كاتب السيناريو المعروف بعمله في المسلسل المصنف ضمن دراما الجريمة "ذا بريدج" (برون بالدنماركية أو الجسر بالعربية)، سيحضر على سبيل المثال ورشة عمل عن الكتابة في منتجع العطلات "هفايد ساندي".

كما أن عرض الباليه المعاصر "تري أوف كودس" (شجرة الرموز) المأخوذ عن رواية "جوناثان سافران فوير" برقصات لـ"واين مكجريجور"، وتصميم للفنان الدنماركي الايسلندي "اولافور الياسون" وألحان البريطاني "جيمي إكس إكس" سيتم عرضه في نهاية نيسان/أبريل المقبل في قاعة الحفلات الموسيقية "آرهوس كونسرت هول".

وقبل ذلك بقليل، تستضيف قاعة الحفلات الموسيقية أداء للموسيقار دانيال بارنبويم حيث يقود أوركسترا "الديوان الغربي الشرقي" (أوركسترا كلاسيكية تجمع موسيقيين من العالم العربي).

كما سيتم تنفيذ ثلاثة من أفلام المخرجة الدنماركية الحائزة على جوائز، سوزان بيير - هي "براذرز (الأخوة)"، و"أوبن هارتس (قلوب مفتوحة)"، و"أفتر ذا ويدنج (بعد الزفاف)" - على خشبة المسرح. وسيتم تحويلها إلى أوبرا وأداء راقص واستعراض موسيقي.

وسيستضيف متحف الفن "آروس آرت ميوزيم" أكبر معرض بعنوان "ذا جاردن (الحديقة)". ويضم أعمالا لفنانين عالميين وستنتشر في جميع أنحاء المدينة وعلى طول 4 كيلومترات من الساحل.

وبالإضافة إلى العديد من المهرجانات والحفلات الموسيقية والمعارض، هناك أيضا لحظات حميمة أصغر للزوار، كما تعهد المنظمون.

وتقدر آرهوس أن 5 ملايين شخص سيزورون المنطقة في عام 2017، ليمثلوا زيادة لارتفاع أعداد الزوار في السنوات الأخيرة. ويدرك العمدة بوندسجارد أن اهتمام وسائل الإعلام أيضا يلعب دورا. ويقول "نأمل أن نترك انطباعا يدوم".

ويضيف "في أوروبا، ولكن أيضا في الأماكن الأخرى، هناك اتجاه نحو المدن "الثانية" إذ يزور المزيد والمزيد من الأشخاص ثاني أكبر المدن لأنهم زاروا بالفعل المدن الرئيسية من قبل، ويرغبون في تجربة شيء جديد".

وتقول إنجبرج إن آرهوس لها طرازها المميز الخاص، وليس عليها أن تلعب دور البديل للعاصمة، التي كانت عام 1996 عاصمة الثقافة في أوروبا .

وتتابع "تملك المدينة شعورا مختلفا تماما عن كوبنهاجن"، مثل ملبورن التي تعود أصول إنجبرج إليها. ولها أجواء من "الكاريزما الشابة، هذا الشعور شعبي الطابع جميل حقا".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً