يبدو البيت المشيد من الطين، والنخيلات الجميلات اللواتي يتمايلن كحسناوات رائعات من خارج سوره، وكأنه الصدمة اللذيذة للمشاهد الذي يخاله، ويخال تلك القرية، وكأنها متجددة قطعة من الماضي تحكي كيف كان يعيش أهل البحرين والخليج، في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي... لكنها «الهملة»... الهملة فحسب. حين تتحدث جدرانها وطرقاتها ونخيلها والعجب العجاب من مساحتها المترامية، فإنها تصدق فيما تقول، فكيف يكون حال البشر.
وفقا للعارفين في علوم القرى وأخبارها، فإن قرية الهملة، كانت تحمل في السابق اسما عربيا أصله «حمله»، وهي تعني المنطقة المرتفعة، حرفه الفرصة الى «هملة» حيث أبدلوا حرف الحاء بحرف الهاء لصعوبة نطق الحاء لديهم.. لكن هل تعني التسمية شيئا؟
قبل سنوات، كانت لـ «الوسط» زيارة لهذه القرية التي قالت عنها ما قالت وقتذاك، وربما كان هذا الكلام يعود الى العام 2003، حين جاءت الصيغة موفقة تعبيريا ولفظيا قرية «الهملة».. هل سقطت «الميم» عمدا... أي هل كانت الكلمة هي :»المهملة»؟
نقطة على الخريطة
وهذا الكلام نتركه الى أهل القرية، فالمواطن باقر محفوظ الهدار يشير الى أن قرية الهملة التي تراها الآن في محيط المنازل والبيوت هنا ليست هي الهملة. إن الهملة هي كل تلك المساحة المترامية الأطراف التي تراها هنا وهناك. وأبعد من ذلك، لكنها أصبحت املاكا خاصة.
ويقرب الوصف بالقول: «هل رأيت كيف هي بلادنا على خريطة العالم؟ قريتنا أيضا، نقطة على الخريطة، رغم أن البساتين بها محيطة، والأراضي الشاسعة خيرها كثير».
ويرى باقر الهدار أن هناك العديد من المطالب أولها الخدمات الإسكانية، ويبدو أن المشكلة بدأت تتجه نحو الحل لكن نأمل في المزيد من العمل لتلبية كل الطلبات، ولكن نريد أن يكون هناك تركيز على مشروع شبكة المجاري في القرية وهي واحدة من أكبر المشاكل التي نعاني منها، وبالنسبة للبيوت الآيلة للسقوط، فإن المجلس البلدي لم يقصر، فقد تم تنفيذ حوالي 80 في المئة من خطة العمل ولم يبق الا القليل، أما شوارع وطرقات القرية فهذه مشكلة كبيرة، وأود أن ألفت نظر المسئولين، وخصوصا عضو المجلس البلدي علي منصور، الى أن هناك محطة كهرباء فرعية، هي في موقع خطر للغاية وتسبب الكثير من الإزعاج للأهالي حيث يجبرهم وجودهم المانع من المرور، الى الدوران دورة طويلة للوصول الى الشارع الرئيسي, ولو لم تكن هذه المحطة موجودة لكان الأمر سهلا للغاية، وهي تقع بين منزل مجيد حسين وجعفر عبدالله، ونتمنى أن يتم النظر في هذه المشكلة بحيث تنقل المحطة الى موقع آخر.
التطلع إلى لقاء جلالة الملك
ويعبر عن تفاؤله بالقول: «نأمل خيرا في قريتنا... وكل الأهالي يأملون خيرا في الحقيقة، ولهذا فإننا لانزال في انتظار ترتيب لقاء نلتقي فيه بعاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، فنحن وأهالي قرية دمستان ننتظر التشرف بلقاء جلالة الملك، وهذا ما نأمله من محافظ الشمالية جعفر حسن بن رجب للتنسيق مع الديوان الملكي لهذا الشأن، ففي لقاء جلالة الملك شرف كبير للأهالي الذين عهدوا من جلالته الاستماع الى احتياجات الناس ومطالبهم في كل مكان».
طرقات القرية تشكو دائما
وطرقات القرية، بائسة في الحقيقة، كالكثير من صور البؤس فيها، لكن لايزال الأهالي ينظرون بتفاؤل أن الخدمات الى القرية قادمة، كما هي قادمة الى الكثير من القرى، وأن الحكومة ستكون على قدر من المسئولية في تكثيف خدماتها وخططها التطويرية للقرى التي تحتاج الى الكثير الكثير من الخدمات على مدى سنين طويلة مضت.
ويبدو أن طرقات القرية تشكو دائما! فالذي يتجول بين المنازل، وينتقل من حي الى حي، يشعر بمدى الحاجة الى إعادة تخطيط الطرقات وتبليطها وتجميلها.
معاناة طلبة المدارس
أما جعفر محمد ناصر الهدار، فهو يعيد التأكيد على عناوين رئيسية لخدمات القرية أولها التثنية على مطالبة الأهالي بمشروع شبكة المجاري، والثانية هي العمل على ايجاد مدرسة إعدادية يمكن أن تكون مناسبة لتستوعب المنتقلين من المرحلة الابتدائية في قريتي الجسرة والهملة، أو اضافة مرحلة اعدادية الى مدرسة الجسرة، «فمشكلة التنقل بالطلبة من منطقة الى أخرى تعد من المشاكل المؤرقة بالنسبة لنا» على حد قوله.
ويتمنى جعفر الهدار أن تكون مساهمة القطاعات في القرية أكبر مما هي عليه الآن، فهو يشير الى أن من الجميل أن تكون هناك جمعيات ولجان تعمل لرفع المستوى الاجتماعي والثقافي والخيري، وتنمية القرية على مختلف الأصعدة، لكن كثرتها تؤدي الى تضاربها وخصوصا إذا لم يكن بينها رابط تنسيق، ونتمنى أن تكون جهود أهالي القرية منصبة على ما يهم القرية بحيث نتمكن من العمل سوية لتطوير قريتنا الحبيبة.
هنا... شمالا وغربا
من الملاحظ أن شبكة ومنتديات الهملة الثقافية هي من المواقع النشطة والمميزة في عملها، وقد اعتمدنا على بعض الصور والمعلومات من هذا الموقع كونه يعنى بشئون القرية، وقد جاء في وصف القرية في الشبكة أنها - أي الهملة - تقع في المنطقة الغربية ضمن المحافظة الشمالية، تحدها من جهة الشمال قرية الجسرة ومن الجنوب قرية دمستان، وهي قرية ساحلية تطل على البحر من جهة الغرب للبلاد الذي يفصلها عن المملكة العربية السعودية، علما انه يمكن الوصول الى المنطقة الشرقية في السعودية خلال نصف ساعة تقريبا عبر جسر الملك فهد وتستغرق الرحلة بين القرية والعاصمة البحرينيه المنامة 15 دقيقة تقريبا.
كان أهل القرية في السابق، يعملون في مهن صيد الاسماك والزراعة لكون القرية منطقة زراعية ويوجد بها العديد من المزارع التي اندثر اكثرها بسبب المد العمراني، ولم يتبق منها الا القليل من الأراضي التي يعمل فيها عدد من العمال الوافدين.
يوجد في القرية مسجدان هما مسجد «الإمام الرضا (ع)» ومسجد «العبد الصالح» كما تضم ثلاثة مآتم هي مأتم الهمله الكبير ومأتم الزهراء (ع) ومأتم الشباب. وجميعها خاصة بالرجال، بالإضافة الى حسينية الحوراء زينب (ع) ومأتم الفاطميات للنساء، وتستغل دور العبادة هذه في بث المحاضرات وممارسة الشعائر الدينية وأماكن لإقامة الاحتفالات الدينية والأفراح وللتعزية في الأحزان.
أما مركز الهملة الثقافي والرياضي، فقد عكف منذ تأسيسه على الإشراف والقيام بالعديد من الأنشطة الثقافية والرياضية مثل الأمسيات الشعرية وتكريم الطلبة وإقامة المسابقات الثقافية والعديد من الأنشطة التي تخدم القرية وأهلها، فيما يتولى صندوق الهملة الخيري مساعدة الفقراء من أبناء القرية وإقامة الزواج الجماعي الذي يقام في مأتم الهملة الكبير منذ عدة سنوات بالإضافة الى عدة أنشطة مهمتها رفع اسم القرية، واما جمعية السلام الفكرية فقام بتأسيسها أبناء القرية على أساس نشر الفكر والثقافة بالقرية وخارجها، وكان أشهر نشاط لها استقبال وضيافة حفظة القرآن الكريم وإقامة عدة احتفالات ونشاطات لهم في القرية وخارجها حول مناطق البحرين.
اشتهرت القرية منذ القدم بالمجاري المائية الأثرية، وهي كبيرة ومدفونة ومهمتها توزيع المياه على الأراضي، ولكن معالم هذه المجاري والممرات المائية اندثرت بسبب التخريب وعدم الاهتمام بها من قِبل الجهات المعنية، لكنها مازالت موجودة تحت الأرض ويمكن الاطلاع عليها من بعض المناطق.
الموقع
تقع شمال غرب مدينة حمد وجنوب غرب بوري وجنوب الجنبية وجنوب شرق الجسرة، على شارع ولي العهد وشارع زيد بن عميرة شارع المزارع.
تعداد سكانها
يقطنها نحو 2697 نسمة، لكن بعض التقديرات تذهب الى أن عدد سكانها 3500 نسمة.
مجمعاتها
تتألف من المجمعات: 1012، 1010، 1009، 1014
مساحتهاتشكل مساحتها 8,82 كيلو متر مربع.
مرافقها
في القرية 3 مساجد، 5 مآتم، صندوق الهملة الخيري، مركز الهملة الرياضي، جمعية السلام الفكرية، جمعية العبد الصالح الخيرية، ولجنة نور الهدى النسائية. وتوجد في محيط القرية ثلاث ورش صناعية، مزرعة دواجن، 4 مشاتل زراعية.
ومن أشهر مرافقها معسكر الهملة، ومقر شركة البحرين للاتصالات السلكية واللاسلكية (بتلكو).
أشهر عوائلها
- الهدار.
- الجواودة أو الجواد.
- عبدعلي.
- السادة.
- أبناء حريم.
العدد 2174 - الإثنين 18 أغسطس 2008م الموافق 15 شعبان 1429هـ
هع هع هع هع
هع هع يحلووووووووووو الجسره وشناكل دحوم اوغازي احمدوه وعبود وحمن وه