لجرحٍ عظيم، وأعظمْ بجرحٍ
برغم الزمانْ دماهُ تفورْ
لجرح عميق، بأطهر رأسٍ
فآهٍ لجرح عميق، يغور
ألا نبئوني بمن شقّ رأسا
عظيما، كريما، فذاك فجور
أيضرب رأس المهابِ المجابِ!
أراه عليه يجور، يجور
فدعْ عنك هذا الإمام المفدى
وولّ بوجهك ذاك الحقير
لأزرى وأشقى وأصلى مكانٍ
وأسفل درْكٍ، وشرّ مصير
ودعه لعدل، وأصلح حكم
سواءٌ غني به، وفقير
ودعه يؤذن كيما نهيم
بذاك الأذان الشجي الوقور
إذا كبر الله أصغى الوجودُ
وهام بتكبير ذاك الكبير
وتلك المنارة إذ يرتقيها
فترتج إثر النداء الأثير
فإذ جئت مسجده فحرام
عليك جميع الأذى والشرور
ولا تقترب من حماه ببغيٍ
فإن الدواهي عليك تدور
ألم تر أن الإله كساه
بنور الجلال وضوء العبير
وأوكل بعض الملائك فيه
تقيم، وبعضا عليه تطير
ليعبد حق التعبد فيه
ويعلوَ لله ذكرُ كثير
وأعبد من كان، من بعد طه
عليّ بأمر الإله القدير
إذا حل وقت الصلاة يؤم
فيأتم هذا الوجود الكبير
سماء وأرض وإنس وجن
وحتى الجماد، وحتى الصخور
كأن صلاة علي حياةٌ
وهذا الوجود عليها يدور
فشُلّت ذراعك، رمزُ الشقاء
لقتلك يا وغْدُ، بدرَ البدور
فمن للصلاة ومن للصيام!
ومن للقيام، بخير الشهور!
أذاك جزاء الشجاع الهمام!
وذاك ثواب الصبور الشكور!
ورغم الشهادة كانت وساما
ففقدانك اليوم، جدّ مرير
فمن يتجلى؟ ومن يتولى؟
أمور الأنام، بوقت خطير
ويعجز حكّام دنيا، فتُفتي
تجيب، وتقضي بكل الأمور
فترحل كلّ النوائب عنّا
تحِل بشتى النواحي السرور
فدتكَ الأنام، صلاة وصوما
وزهدا بجرحك، هذا الطهور
فدتك جميع الخلائق عدلا
وقلبا فسيحا، مليئا بنور
معصومة المهدي
العدد 2213 - الجمعة 26 سبتمبر 2008م الموافق 25 رمضان 1429هـ