إنها «أم الانتخابات». فلم يحدث في تاريخ الديمقراطيات العربية أن حصل مرشح على 100 من الأصوات. ولكن صدام حسين حصل على فوز أكبر حتى مما حصل عليه قبل 7 سنوات، حين حصل على نسبة 99,96.
نائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزة إبراهيم، قال: «الذين لا يعرفون الشعب العراقي، لن يصدقوا هذه النسبة. ولكنها نسبة حقيقية. فنحن ليس لدينا معارضة في العراق».
100... هل هناك ما هو أعلى منها؟ فنسبة الـ 99,96 كانت في العام 1995، عدد ضئيل من الناخبين فقط راودهم الشك، ربما ظنوا أن صدام لن يبقى. أما في هذه المرة، فإن نسبة 0,04 خرجت من اللامبالاة والسبات العميق «لتبايع الرئيس».
فلا عجب أن يعتبر البيت الأبيض هذه الانتخابات «غير جادة» كما قال اري فليشر. أما جورج بوش الذي وصل إلى الرئاسة بعد عناء كم كان يتمنى نسبة الـ 100.
وليس ببعيد نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية التي بلغت 99,98، ولكن لم يصدر أي تصريح من آري فليشر لأن مصر «من جانبنا».
وقد اعتاد الناخبون العرب على مدى عقود من الزمن، على إعلان نتائج مشابهة خارقة للعادة. ففي سورية كانت النسبة طوال خمسة عقود تسجل نسبة تفوق التسعين(في حدود 95).
الطريف انه في العام 1954، أعلن وزير الداخلية السوري محمد الزعيم أن الرئيس أديب الشيخلي ـ بعد 4 انقلابات ـ فاز بنسبة 104! وهو ما أربك الشيخلي إذ ردّ عليه مصححا بأنه حصل على 99,9 فقط، وهي نسبة تقل عن صدام حسين بـ 0,01 وأعلى بـ 0,01 من حسني مبارك.
وتبعا لعزة إبراهيم «فإن الأميركان إذا ما غزوا بغداد، سيلاقون الشعب الذي صوّت لصدام بـ «نعم». وإذا ارتكبت الإدارة الأميركية خطأ وهاجمت العراق، فإن الشعب سيقاتلها. وإذا جاءوا سنحاربهم في كل قرية ومنزل... ».
وفي حال ما صدّقنا هذه النتائج، فعلينا أن نقبل بأن العراق سيتمكن من عدّ 11,445,638 صوتا، إلى جانب هذه الأصوات (المسجلة) من العراقيين الموجودين في بيروت ـ إذ اصطفت جموع المواطنين المخلصين لصدام في السفارة، اضافة الى اصوات الذين عذبوا وقتلوا في سجن أبوغريب. وبذلك تكون اللعبة... إنجازا كاملا بمعنى الكلمة
العدد 44 - السبت 19 أكتوبر 2002م الموافق 12 شعبان 1423هـ