ذكرت شركة ممتلكات البحرين، وهي الشركة القابضة التي تدير حصص الحكومة في الشركات واستثماراتها أنها تكبدت نحو 69.3 مليون دينار خسائر في العام الماضي.

وقالت الشركة في بيان أصدرته أمس «تكبدت ممتلكات اضمحلالا بقيمة 370 مليون دينار، والتي يعزى بشكل كبير إلى أسهم الشركة في بنك الخليج الدولي ومؤسسة الخليج للاستثمار، إذ بلغت الخسائر 69.3 مليون دينار مقارنة بالعام السابق الذي اتسم بعوائد وقدرها 170 مليون دينار».

تأثرت بخسائر بنك الخليج الدولي ومؤسسة الخليج للاستثمار

مليون دينار خسائر شركة ممتلكات في العام الماضي

الوسط - المحرر الاقتصادي

ذكرت «ممتلكات البحرين»، وهي الشركة القابضة التي تدير حصص الحكومة في الشركات، في بيان أمس أنها تكبدت نحو 69.3 مليون دينار (نحو 183.8 مليون دولار) خسائر في العام الماضي.

وذكر البيان الصحافي للشركة أن من أبرز ما أظهرته النتائج المالية لـ «مملتلكات» ارتفاع الإيرادات إلى 1.447 مليار دينار أي مايعادل ارتفاع بنسبة 13 في المئة خلال فترة 12 شهرا مقارنة بنتائج العام 2007 حيث كان مجموع العوائد 1.277 مليار دينار بحريني، ولقد تكبدت ممتلكات اضمحلالا بقيمة 370 مليون دينار، والتي يعزى لها بشكل كبير إلى أسهم الشركة في بنك الخليج الدولي ومؤسسة الخليج للاستثمار حيث بلغت الخسائر 69.3 مليون دينار مقارنة بالعام الماضي الذي اتسم بعوائد وقدرها 170 مليون دينار بحريني. يذكر أن ممتلكات قد حققت أرباحا بلغت 300 مليون دينار قبل قيمة الاضمحلال هذا العام والتي تعتبر أعلى من العام الماضي، إذ بلغت أرباح الشركة 282 مليون دينار في 2007. هذا وقد انخفض إجمالي أصول الشركة إلى 4.8 مليار دينار أي بنسبة 7.6في المئة مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغ إجمالي الأصول 5.3 مليار دينار في 2007 مع رأس مال إجمالي لهذا العام يبلغ 2.9 مليار دينار.

وفي هذا الصدد علق رئيس مجلس إدارة ممتلكات الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة قائلا: «أبدت شركات ممتلكات أداء قويا للسنة، ولكنها لم تكن في مأمن من تأثيرات ركود الاقتصاد العالمى. خلال العام الماضي تم اتخاذ بعض الإجراءات لتعديل الميزانية العمومية لتوفر بذلك اللازم لتطبيق استراتيجية استثمارية طويلة الأمد ستنعكس إيجابيا على عمل ممتلكات والشركات التابعة لها من خلال توسيع نطاق الأعمال في السنوات القادمة». وتابع «على الرغم من الظروف الصعبة التي مر بها الاقتصاد العالمي، خطت ممتلكات خطوات كبيرة خلال العام الماضي لتحتل مكانة استراتيجية مهمة كمؤسسة مالية تعمل للمدى البعيد لصالح اقتصاد مملكة البحرين».

أعمال العام الماضي

بالإضافة إلى الاستثمار عالميا شهد العام 2008 ممتلكات، وهي تخطو خطواتها الأولى في تنفيذ استراتيجيتها لبناء واستخلاص قيمة من محفظة أصولها التجارية، إذ تم تحقيق عوائد مجزية من خلال تصريف مشروع عقاري محلي مما أدى إلى مضاعفة رأس المال خلال فترة 18 شهرا. وقد تم أيضا توظيف استثمارين الأول منهم، صندوق لتمويل البنية التحتية للاتصالات الهندية والثاني المشاركة بصندوق عالمي للتمويل والاستحواذ.

وأشارت الشركة إلى العام 2008 اتسم بتأسيس شركات جديدة لتعود بالمنفعة على الاقتصاد المحلي، حيث تم تأسيس شركة مطار البحرين والتي ستكون مسئولية عن إدارة عمليات مطار البحرين الدولي من الناحية التقنية والتجارية، إذ يعتبر المطار عاملا استراتيجيا مهما للاقتصاد الوطني. واستجابة لضرورة وجود استراتيجية للمؤن الغذائية، فقد تم تأسيس شركة البحرين القابضة للأغذية، والتي تركز على رفع إنتاج الأغذية المحلية والإقليمية وكذلك السعي إلى تطوير وإنتاج الأغذية وتوفير فرص عالمية باسم البحرين.

وقد تم أيضا تأسيس شركة تطوير مدينة الصخير القابضة والتي ستعمل على تطوير منطقة أعمال متعددة الأغراض لجذب المستثمرين المحليين والدوليين لإقامة المشاريع الاستثمارية في بيئة أعمال مجاورة لحلبة البحرين الدولية.

بالإضافة إلى تطوير وتأسيس شركات جديدة، شهدت ممتكات تطورا ملحوظا في الأداء المالي والتشغيلي للأصول التابعة لها، إذ قدمت ألبا أداء ماليا قويا هذا العام من ناحية الأرباح.

وحققت عدد من المبادرات التجارية بطيران الخليج عوائد تقدر بزيادة وقدرها 12 في المئة مقارنة بالعام 2007 بالإضافة الى إيرادات محسنة للمقاعد المتوافرة بنسبة 16في المئة. بدأت طيران الخليج أيضا عملية تجديد إسطولها حيث تم طلب 35 طائرة من إيرباص و 16 طائرة 787 من بوينج. وتابعت «بتلكو» تحصيل العوائد من توسعاتها العالمية حيث تشكل نسبة العوائد من الاستثمارات العالمية 33 في المئة من العائد الإجمالي للشركة.

ونقل البيان عن الرئيس التنفيذي لشركة ممتلكات القابضة طلال الزين: «لقد حققنا الكثير من التقدم خلال العام 2008 لتطوير ممتلكات لتكون أحد المؤسسات المالية العالمية البارزة على الرغم من المصاعب التي واجهتنا في واحدة من أسوأ الأزمات المالية في العالم. لقد عملنا جميعا بواقعية من حيث تنفيذ استثمارتنا العالمية، وتم تركيز جهودنا على استثماراتنا المحلية، وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية وقيمة الاضمحلال التي لحقت بنا استطعنا في ممتلكات تحقيق أرباح وصلت إلى 300 مليون دينار بحريني». وتابع «لقد نجحنا في خلق قيمة إضافية من محفظتنا الاستثمارية من خلال توظيف العديد من المختصين ذوي المواهب المحلية والعالمية وتأسيس شركات جديدة خلال العام الماضي، وأنا أؤمن بإمكاننا في ممتلكات تحقيق المزيد مع تحسن الأسواق على الصعيد العالمي».

وعزا تقرير لصحيفة «الفاينشال تايمز» في عددها الصادر أمس الأول التي أعطيت على مايبدو نتائج الشركة قبل يومين من نشرها في البحرين، أن هذا الخسائر تُغزى إلى أضرار قدرت بنحو 370 مليون دينار واجهها بنك الخليج المتحد المملوك لحكومات دول مجلس التعاون إلى جانب شركة الخليج للاستثمار.

وهذا هو ثاني إفصاح مالي من «ممتلكات» في مساع منها لتعزيز الشفافية في بيئة طالما اتهمت فيها الشركات والمؤسسات الحكومية أو المقفلة بممارسة سياسية تنحاز للتكتم على ما يدور فيها.

ونسبت الصحيفة إلى الزين قوله «إن قيمة استثمارات ممتلكات انخفض 7.7مليار دولار من نحو 8 مليارات دولار في العام السابق».

وتضم محفظة استثمارات «ممتلكات» تضم 35 مؤسسة وشركة التجارية منها شركة طيران الخليج، ألمنيوم البحرين (ألبا)، شركة «بتلكو»، بنك البحرين الوطني، و 30 في المئة من أسهم في «الماكلارن».

ونسبت الصحيفة إلى طلال الزين قوله «خلافا لمعظم الصناديق في المنطقة، فإننا لا نحصل على دخل من عائدات النفط».

وذكر «لكن ما يميز لنا أيضا، ويجعلنا أكثر من شركة استثمارية، هو مستوى الشفافية ونحن نسعى جاهدين في سبيل ذلك».

وقالت الصحيفة إن شركة ممتلكات تعتبر من أكثر الصناديق السيادية في الخليج من حيث الشفافية، لافتا إلى أن الشركة تطمح لفتح دفاتر من الفروع غير المدرجة في البورصة، على الرغم من ذلك لم يحدث حتى الآن.

وقال الزين: «التغيير في الثقافة لهذه الشركات، ذلك ما نعمل عليه الآن... هو العمل مع هذه الشركات غير المسجلة لوضع نظام لصوغ التقارير والإبلاغ، حتى نتمكن في النهاية من مشاركة المعلومات المالية مع العامة».

طيران الخليج

وتناولت الصحيفة أداء «طيران الخليج» مشيرة إلى أن «الناقلة الوطنية المضطربة من المتوقع أن خسارة هذا العام، وفقا لما تسرب من توقعات مالية من بعض النواب».

وفي الشأن أبلغ الزين الصحيفة «لا نريد التدخل في تفاصيل العملية لشركة طيران الخليج، ولكننا نريد ضمان أن الأموال العامة تستخدم في أفضل طريقة ممكنة» ونسبت الصحيفة كذلك إلى رئيس لجنة الشئون المالية والاقتصادية في مجلس النواب عبدالجليل خليل «ما نريده هو أن نرى مزيدا من الشفافية في خططها». وذكر الزين «أن ممتلكات تتطلع إلى عمليات الشراء الأجنبية».