العدد 118 - الأربعاء 01 يناير 2003م الموافق 27 شوال 1423هـ

الإنتاج السوري من الغاز في العام 2001 بلغ 7,5 مليارات متر مكعب

ندوة «فرص الاستثمار في مجال استكشاف النفط والغاز في سورية»

قدمت ندوة فرص الاستثمار في مجال استكشاف وانتاج النفط في سو رية العربية، التي أقامتها وزارة النفط والثروة المعدنية بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية، أبحاثا متميزة في مجال استكشاف وانتاج النفط والغاز في مختلف المناطق والحقول المؤملة السورية، وقد كان لحضور عدد من ممثلي الشركات العالمية ضمن هذا الإطار تفاعل ايجابي مع فعاليات الندوة، والتي ناقشت على مدى يومين متتاليين أهم الصعوبات التي تواجه عمليات الاستكشاف وانتاج النفط والغاز في سورية العربية، كما تطرقت الندوة عبر الأبحاث التي قدمت إلى الامكانات المتوافرة والمواصفات التي يتميز بها كل حقل من الحقول الموجودة وخصوصا في سورية وأهم نشاطات وأبحاث شركات النفط.

وعلـى هامش فعاليات الندوة التقت «الوسط» عددا من المشاركين، إذ قال المدير العام للشركة السورية للنفط أحمد معلا: «الغاية الاساسية من إقامة هذه الندوة هو تشجيع وتحفيز الشركات النفطية للاستثمار في مجالي الاستكشاف وانتاج النفط في سورية»، وأضاف: «نحن حريصون على تشجيع الاستثمار في مجالي الاستكشاف والانتاج، ومن هنا فقد قامت الشركة السورية للنفط بالاعلان حديثا عن مجموعة من المناطق من أجل استكشافها، وقامت في الوقت نفسه مجموعة من الشركات الأجنبية بتقديم عروض تمت دراستها، وستعلن النتائج الخاصة بذلك تباعا، ونستطيع القول إن الشركات التي تتقدم بأفضل العروض من الناحية الفنية والمالية هي التي ستفوز، ولا سيما التي تتوافر فيها أفضل الشروط الاستثمارية».

وأضاف المدير العام للشركة السورية العربية أحمد معلا: «قائلا لـ «الوسط» أما المحور الثاني فيتعلق بزيادة الانتاج والمردود بزيادة الانتاج والمردود النفطي، من الحقول النفطية التي تتمتع بمواصفات ظرفية معقدة وتحتاج إلى استخدام تكنولوجيا متقدمة وحديثه جدا، وفي هذا الصدد تم الاعلان عن اربعة حقول جديدة من احل زيادة الانتاج والمردود النفطي، هي حقول (كبيبة) و(تشرين) و(عودة) و(الشيخ منصور)، وتقدمت أيضا مجموعة من الشركات للعمل ضمن هذه الحقول، إذ تدرس تلك العروض حاليا من قبل لجنة مختصة وستعلن نتائجها في القربي العاجل».

مشروع تطوير واستثمار الغاز الطبيعي

مدير مشروع تطوير واستثمار الغاز الطبيعي في سورية العربية علي عباس، قدم محاضرة بعنوان (صناعة الغاز الطبيعي) أوضح فيها أن صناعة الغاز بدأت في العام 1972 عند البدء في استثمار الغاز الطبيعي في محطة توليد الطاقة الكهربائية في حقل «السويدية» في العام 1984، ثم بناء معمل لمعالجة الغاز في الحقل نفسه، ثم تطور الأمر ببناء ثلاثة معامل للغاز وأنظمة تجميع الغاز في الحقول وشبكة خطوط أنابيب لنقل الغاز من مواقع الانتاج إلى مختلف مواقع سورية العربية. وأكد علي عباس في محاضرته أن نسبة استثمار الغاز المرافق حاليا حوالي 85 في المئة من الغاز المنتج، وهي تعبر من أفضل النسب في العالم، كذلك بلغ انتاج الغاز في سورية العربية العام 2001 حوالي 7,5 مليارات م3، تم تنفيذ عدد كبير من مشروعات الغاز في السنوات الأخيرة الماضية مثل معمل غاز «الجبسة» و «العمر» و «دير الزور»، ومحطات تجميع ومعالجة الغاز في منطقة تدمر وشبكة خطوط أنابيب لنقل الغاز بطول حوالي 2000 كيلومتر.

من أهم مستهلكي الغاز في سورية العربية محطات توليد الطاقة الكهربائية، إذ تبلغ نسبة توليد الكهرباء في سورية العربية على الغاز حوالي 45 في ، وتستهلك الكهرباء ما نسبة 90 في المئة من الغاز المنتج ويستهلك قطاع الصناعة - معامل الأسمنت - 10 في المئة من الغاز المنتج.

وهناك حاليا مشروع كبير سيتم تنفيذه بالتعاون مع الشركات الأجنبية، وهو مشروع شمال وجنوب المنطقة الوسطى، إذ يبلغ الاحتياطي فيه حوالي 100 مليار م3 ويتوقع أن يكون الانتاج بحدود 9 ملايين م3 في اليوم، ومن المتوقع أن يتم وضع المشروع في التشغيل بداية العام 2006، وقد تم حديثا اكتشاف الكثير من الحقول الغازية من قبل الشركات الأجنبية، وكذلك من قبل الشركات السورية للنفط، إضافة إلى خطط طموحة لتنمية هذه الحقول وادخالها في الاستثمار خلال السنوات المقبلة.

وتواجه صناعة الغاز تحديات في المستقبل من أجل زيادة الانتاج وتأمين حاجة سورية من الطاقة، ومشاركة الشركات الاجنبية العالمية بخبراتها وامكاناتها المادية، سيؤدي إلى التغلب على هذه التحديات ودفع الصناعة إلى الأمام.

سياسة تنفيذ مشروع شمال وجنوب المنطقة الوسطى في سورية العربية، بالتعاون من الشركات الاجنبية هو تعبير واضح عن توجه السياسة الاقتصادية في سورية نحو الانفتاح وتشجيع الاستثمارات الاجنبية في سورية العربية، وهناك آمال كبيرة في سورية لاستكشاف مزيد من الاحتياطي الغازي في المناطق المأمولة في البر والبحر.

المشروعات التي تنفذها الشركات الأجنبية

مدير العقود السابق في وزارة النفط والثروة المعدنية في سورية العربية عوض جرجور قال من جهته لـ «الوسط» «استعرضت الندوة المشروعات المنفذة وآفاق المستقبل بشأن مشروعات غاز محتمل أن تنفذها شركات أجنبية بموجب عقود سميت، أو تسميها وزارة النفط والثروة المعدنية، عقود خدمة، أو عقود مشاركة في الإنتاج، في حين ان هذا النوع من العقود لا ينطبق عليه اصطلاح (عقد خدمة) لأننا اصطلحنا سابقا أن نعرف عقد الخدمة بأنه عقد موقع مع شركة أجنبية للتنقيب من ضمن مساحة معينة، غالبا لا يوجد فيها أي اكتشاف نفطي أو غازي، ويتحمل المقاول - الشركة الاجنبية - كامل النفقات اذا تم اكتشاف نفط أو غاز بكميات تجارية، وتتحول المساحة التي يتحقق فيها الاكتشاف إلى ما يسمى منطقة تنمية، يطورها المقاول والشركة السورية للنفط بموجب أو بقوى (شركة مشتركة)، في هذه الحال يسترد المقاول انفاقه السابق من نسبة معينة من النفط أو الغاز المنتج، بالاضافة إلى نسبة مئوية أخرى لقاء استثماره برأس المال والخبرة الفنية، هذه تسمى (عقود خدمة)...».

رضوان الصالح الذي تابع أعمال الندوة قال لـ «الوسط» إن «هذه الندوة تشكل علامة مضيئة على أسلوب الدولة في سورية في الوقت الحاضر التي تهتم بالناحية الاقتصادية وتنمية الدولة من أجل مصلحة ورفاهية الفرد في سورية». وكان اليوم الثاني من الندوة، وهو المخصص للنقاش الحر والاجابة على أية اسئلة خاصة بموضوع الندوة، كان اثاء اضافيا، سواء للمشاركين فيها من المستثمرين الاجانب ام الشركات الاجنبية، وبنفس القدر ممثلي قطاع النفط في سورية العربية للتعرف على أفكار ومقترحات المستثمرين الأجانب الذين عرضوا الكثير من الحقائق بوضوح من العروض المطروحة بعلانية عن الموقف من النفط والغاز ومستقبله.

الأرقام تتحدث

أوضح مدير الاستكشاف في الشركة السورية للنفط الجيولوجي يوسف البذرة، في البحث الذي قدمه إلى الندوة أن الفترة ما بين عامي 1986 و 1995 تميزت بغزارة العمل الاستكشافي في سورية سواء في الشركة السورية للنفط أم الشركات التعاقدية الاخرى ، إذ تم حفر (102) بئر تنقيبي واستكشافي، تم الكشف خلالها على (15) حقلا نفطيا وغازيا، وترافقت هذه الفترة مع توقيع عقود للتنقيب لـ (12) شركة أجنبية غطت مساحة (71 الف كم2)، حققت منها شركة «شل - الف - تولو» اكتشافات تجارية للنفط والغاز، كما خصصت شركات «توتال» و «ماراتون» و «ريبسول» و«نستة» و «مول» و «اينا نفتا بلاين» اكتشافات مهمة للنفط والغاز في مناطق أخرى،واينما شركتي «بكتين» و«شيفرون» اكتشافات مهمة للنفط والغاز في جنوب تدمر، وبلغ عدد التراكيب المكتشفة في سورية العربية حتى اليوم (863) تركيبا موزعة على الأراضي السورية، منها (109) تراكيب ضمن مناطق حفر الآبار، منها (101) حقل نفطي وغازي منتج و (40) حقلا محفوظا و (195) حقلا جافا، وان الحفر الاستكشافي والانتاجي حتى الآن بلغ الحفر في (337) تركيبا، وقدرت الكميات الاحتياطية للنفط في الحقول المكتشفة (3800,745) مليون متر مكعب نفطا و (635,173) مليار متر مكعب غاز، يتقاسم انتاج هذه القيم الشركة السورية للنفط وشركة الفرات وشركة دير الزور وشركة كونوكو

العدد 118 - الأربعاء 01 يناير 2003م الموافق 27 شوال 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً